دمشق-سانا

تتركز محاور المؤتمر الطبي الخامس عشر لنقابة أطباء دمشق الذي بدأت فعالياته اليوم في مدرج مشفى الأسد الجامعي بدمشق حول دور الذكاء الاصطناعي بعدد من الاختصاصات الطبية، منها النسائية والجراحة البولية والأمراض الهضمية والدم والأورام والعصبية والنفسية والتطورات الحديثة في تدبير البدانة.

ويتضمن برنامج المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، ويحمل عنوان “الطب الحديث في عصر التحول الرقمي”، 60 محاضرة و16 بحثاً لطلاب من المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا.

وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، أشار وزير الصحة الدكتور حسن الغباش إلى أن الذكاء الاصطناعي يبشر بمستقبل زاهر لممارسات الصحة العامة والطب، موضحاً أن منظمة الصحة العالمية دعت في الوقت نفسه إلى توخي الحذر بشأن استخدامه، حيث وضعت ستة مبادئ توجيهية بما يضمن حماية وتعزيز سلامة الإنسان واستقلاليته والحفاظ على الصحة العامة.

وأكد الدكتور الغباش أنه رغم الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية لا يزال القطاع الصحي يبذل جهوداً استثنائية لمواصلة تقديم الخدمات الطبية، لافتاً إلى أن عدد الخدمات الطبية المقدمة في مشافي الوزارة والهيئات المستقلة خلال النصف الأول من العام الحالي تجاوز الـ 10 ملايين خدمة.

ولفت نقيب أطباء دمشق الدكتور عماد سعادة إلى أهمية المؤتمر لجهة تسليط الضوء على التقنيات والممارسات الحديثة، والارتقاء بالجوانب التقنية والرقمية في مجال الطب، وتبادل التجارب والخبرات العملية والبحثية بين المشاركين.

وقدم الدكتور إبراهيم كرم المغترب بفرنسا محاضرة افتتاحية بعنوان “تطبيقات الذكاء الاصطناعي الطبية”.. الجراحة البولية نموذجاً.. الإشكاليات الأخلاقية والنفسية والقانونية”، أكد خلالها أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت تستخدم بشكل كبير بمختلف الاختصاصات، ولا سيما في التشريح المرضي الأمر الذي يتطلب حسن استخدامها للاستفادة من مزاياها وتقليل سلبياتها.

ونوه مدير عام مؤسسة هدايا للمعارض والمؤتمرات المنظمة للمؤتمر محمد رغيد هدايا بأهمية المؤتمر لكونه الأول من نوعه الذي يتحدث عن الذكاء الاصطناعي والتحول التقني في المجال الطبي، مشيراً إلى أنه يشارك بالمؤتمر 33 شركة متخصصة في الصناعات الدوائية والتجهيزات الطبية، تقدم منتجاتها ضمن معرض يرافق أيام المؤتمر.

حضر المؤتمر وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم، ومحافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي، ورئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان، وأمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي حسام السمان، ورئيس اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الدكتورة أروى العظمة، ونقيب أطباء سورية الدكتور غسان فندي، وعدد من أعضاء مجلس الشعب ومعاوني الوزراء ومديري المشافي الحكومية.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

محمد مغربي يكتب: ثورة اصطناعية لذوي الهمم (2)

في الجزء الأول من هذا المقال، استعرضنا كيف مرّ ذوي الهمم بمراحل مختلفة عبر التاريخ، بداية من اعتبارهم عبء على أي دولة ويجب التخلّص منهم، ووصولًا إلى تحديد أيام عالمية للاحتفاء بهم، وتخصيص خطط بعينها من أجل دمجهم في المجتمع وتيسير حياتهم اليومية، ولم يكن هناك أكبر من الذكاء الاصطناعي الذي أحدث ثورة حقيقية باختراعات ونماذج سهّلت الكثير على هؤلاء في مهامهم اليومية، بل وساعدتهم أن يحلموا أكثر دون التفكير في أي عائق قد يعيقهم.

وفي الجزء الثاني، نستكمل تلك الثورة، لنعرف كيف أثر الـ AI في حياة أصحاب الاحتياجات الخاصة، وكما وفّر لأصحاب الإعاقات البصرية والسمعية الكثير من الأدوات التي تسّهل عليهم حياتهم، فاليوم نوضح كيف ساعد أصحاب ذوي الإعاقة الحركية، وذلك من خلال الروبوتات التي باتت بإمكانها فعل الكثير من الروتين اليومي لأي إنسان مثل الطهي والتنظيف وما إلى ذلك، ما يعني أن ذوي الهمم لم يعدوا في حاجة أن يعانوا كثيرًا لإنجاز تلك الأمور الصغيرة.

الروبوتات لم تتوقف عند هذا الحد فقط، بل بات هناك أنواع قادرة على إرشاد أصحاب الإعاقة البصرية على التنقل في البيئات المختلفة دون الاصطدام بأي شيء أو الحاجة إلى شخص يتحمل عناء اصطحابهم إلى أي مكان.

ومن الروبوتات إلى الأطراف الصناعية، يستكمل الذكاء الاصطناعي ثورته، إذ تمكّن الـ AI من تطوير الأطراف الصناعية باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد ما وفّر تحكم أفضل وحركة أكثر طبيعية بجانب تجارب تدريبية أكثر فعالية للمستخدمين من خلال الواقع الافتراضي والمعزز "VR" و"AR".

ولأننا في عالم الهاتف المحمول والتكنولوجيا الرقمية، ولا يمكن الاستغناء عنهما، دخل الذكاء الاصطناعي هذا القطاع أيضًا من أجل دمج أفضل لذوي الهمم، فباتت هناك تطبيقات المساعدة مثل ترجمة لغة الإشارة وتطبيقات التنقل للمكفوفين، بجانب تطبيقات التعلّم الإلكتروني المخصصة لهم، وتطبيقات التواصل بالفيديو، وهي تطبيقات شهدت مبادرات كثيرة مثل مبادرة "التكنولوجيا للجميع" التي اطلقتها الأمم المتحدة لضمان حصول جميع الأشخاص على إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا والاستفادة منها، بل وبات هناك جوائز مثل جائزة "التكنولوجيا من أجل الخير" من قِبل مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" لتكريم المشروعات التي تساهم في تحسين حياة ذوي الهمم من خلال استخدام التكنولوجيا.

نتيجة هذا الدعم والمبادرات، ظهرت الابتكارات الواحد تلو الآخر، لوحة مفاتيح وشاشة بطريقة برايل لخدمة نحو 40 مليون شخص مصاب بالعمي وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، ناهيك عن 217 مليون مصابون بضعف شديد في البصر، مساعد صوت مثل "SIRI" و "ALEXA " و"Amazon ECHO لإنجاز ما يريده صاحب الهمّة دون أن يتحمّل حركات بدنية مُرهقة، بل وظهرت انظمة مثل HOME KIT من Apple وgoogle home للتحكّم في التدفئة والتبريد والإضاءة والموسيقى من خلال ضغطة زر.

القائمة تشمل ايضا سماعات طبية حديثة إذ من المتوقع وفقا لمنظمة الصحة العالمية أن يصل عدد من يعانون من ضعف السمع بحلول عام 2050 إلى ما يقارب من مليار شخص حول العالم، بجانب تطبيقات للاتصال المرئي وتحسينها وهذا يساعد أيضًا ضعاف السمع أو فاقديه من التحدث فيديو عبر SKYP أو Apple"s facetime بلغة الإشارة او قراءة الشفاه.

أما آخر صيحات ثورة الذكاء الاصطناعي، هو تحقيق حلم غالِ لذوي الإعاقة الذين يشاهدون مباريات كرة القدم ويتمنّون مثل الجميع أن يمارسوها بل ويحترفون في الأندية، ومن يعلم ألا يحق لهم أن يحلم أن يكون واحد منهم "محمد صلاح جديد"، حلم كان لا يتخطى الأحلام لكن الذكاء الاصطناعي دخل هذا المضمار بل وعمل على دمجهم من خلال تطبيقات مبتكره تساهم في خلق فرص متساوية للجميع بغض النظر عن قدراتهم.

هذا ليس مجرد حديث، بل إن أندية مثل توتنهام هوتسيبر، بدأت بالفعل من خلال تقديم برامج تساعد الأطفال المكفوفين على تعلّم ممارسة كرة القدم باستخدام التقنيات الاصطناعية، ما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نفسه أن يشجع على ذلك ويقدم الدعم المالي والتقني للأندية التي تُبادر بتطبيق هذه التقنيات.

أما من الناحية الفنية، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي متعددة، فمثلا تساعد الكفيف على سماع تحركات الكرة كما تساعد الصٌم على فهم تعليمات المدرب، كذلك تساهم في تقديم خطط تدريبية مخصصة تساعدهم على تطوير مهاراتهم وتحسين ادائهم، كما يُمكن أن تدمجهم أكثر من خلال تقديم وظائف لهم في مجال التحليل أو التدريب أو الإدارة.

وأخيرًا، هذا فقط ما تحقق في أولى مراحل ثورة الذكاء الاصطناعي لذوي الهمم، وفي ظل عالم لا يتوقف عن التغيير فإن القادم يؤكد أنه أفضل لتلك الفئة بالتحديد.

مقالات مشابهة

  • محمد مغربي يكتب: ثورة اصطناعية لذوي الهمم (2)
  • جامعة العريش تُنظم مؤتمرها الطبي الأول لتعزيز البحث العلمي وتبادل الخبرات الطبية
  • انقاذ حياة مريض من موت محقق في مستشفيات جامعة قناة السويس بعملية جراحية دقيقة
  • مستشفى جامعة قناة السويس ينقذ حياة مريض بعملية دقيقة في القلب
  • جراحة القلب والصدر بجامعة القناة يُنقذ حياة مريض بعملية جراحية دقيقة
  • في ذكرى ميلاده.. كيف وصف الذكاء الاصطناعي وحيد حامد؟
  • 14 طالباً يمنياً يشاركون في معسكر خليجي للذكاء الاصطناعي
  • فريق طبي من جامعة المنصورة يُشارك في المؤتمر الدولى الأول للقسطرة المخية بعين شمس
  • قفزة عمانية في التحول الرقمي
  • كورسيرا 2024.. مصر تحقق قفزة هائلة في التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي