البوابة نيوز:
2025-04-10@09:48:24 GMT

الدراما المصرية بين الأمس واليوم

تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تُعدُّ الدراما المصرية من أقدم وأهم الصناعات الفنية في العالم العربي، فقد كانت تُعتبر في زمن ليس ببعيد مدرسة فنية تُساهم في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي للمشاهدين، من خلال تقديم موضوعات اجتماعية وسياسية وإنسانية بأسلوب درامي متوازن، وقدمت أعمالًا خالدة لا زالت راسخة في الأذهان إلى اليوم.

كانت العائلة العربية، من المحيط إلى الخليج، تجتمع خلال شهر رمضان لمتابعة مسلسل واحد تنتظره بشغف، وكان من أسباب نجاحه الحبكة الدرامية التي تناقش قضايا المجتمع برقي وعمق إلى جانب مشاركة ألمع النجوم المصرية، فقد كنا نغوص في صراعات الزمن الجميل بين "سليم البدري" و"العمدة سليمان غانم" في "ليالي الحلمية"، أو نعيش صراع الطبقات في "المال والبنون"، أو حتى نتأمل أجواء الرقي في "هوانم جاردن سيتي"، لم يكن العدد المهول من الخيارات لكن الجودة كانت عالية والقصة مشوقة تجعل المشاهد يتابع الأحداث بانبهار شديد.

اليوم، اختلفت المقاييس والحسابات، فأصبحت المواضيع تكرارية تتمحور إما حول تجارة المخدرات والأسلحة، وتحولت الحارة المصرية التي كانت رمزًا للجدعنة والتكافل إلى ميدان حرب تحتضن مشاهد العنف والانتقام، وأبطالها يمتهنون "البلطجة" بكل فخر، أو أصبحت المواضيع سطحية تدور حول الخيانات الزوجية وتنتهي في الآخر بقبول الخطأ كوجهة نظر قابلة للنقاش.

أما عن دور المرأة، فقد قُدمت في زمن "هوانم جاردن سيتي" أو "ضمير أبله حكمت" كنموذج للأناقة والثقافة والحكمة، حيث كانت تواجه المشاكل بحنكة وكرامة وتدير بيتها بذكاء يفوق ذكاء الرجل، أما اليوم، فقد تغيرت الرؤية، فأصبحت المرأة في الدراما المصرية إما راقصة تتحول إلى نجمة مجتمع بعد سلسلة من المشاهد المبتذلة، أو زوجة مقهورة تتعرض لخيانة زوجها رجل الأعمال الذي يمارس عليها كل أنواع العنف والاضطهاد، أو "مِعَلمة" تجلس بين "البلطجية" في قهوة الحارة وهي تدخن "الشيشة" وتصرخ أو تتبادل الشتائم، بل وقد تصل إلى الضرب بالشباشب، مشاهد سوداوية حولت المجتمع إلى أفراد تعاني من قلة التربية وانعدام المبادئ.

الدراما ليست ترفيهًا بل هي ثقافة، وإذا كنا نريد جيلاً واعيًا ومثقفًا، فلا بد من تقديم أعمال راقية تحترم العقل والمبادئ، كما أننا بحاجة إلى صناع يعيدون لنا دراما الزمن الجميل لكي لا نظل عالقين في دوامة الضرب والرقص والسباب.

*كاتبة وإعلامية مغربية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: شهر رمضان هوانم جاردن سيتي

إقرأ أيضاً:

الهيئة الوطنية للإعلام تعلن موعد عقد مؤتمر مستقبل الدراما في مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الكاتب أحمد المسلماني انطلاق مؤتمر (مستقبل الدراما في مصر) الساعة العاشرة والنصف صباح يوم الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٥، وذلك بمقر الهيئة بمبني الإذاعة والتليفزيون في ماسبيرو. 

وقال المسلماني : إن عقد المؤتمر يأتي استجابة لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي التي طرحها في حديثه بحفل إفطار القوات المسلحة في شهر رمضان الماضي ، والتي تقضي بضرورة تعزيز القيم ، ومواجهة موجات : العنف والجريمة وتعاطي المخدرات ، وإشعال الصراع المجتمعي ، وترويج الابتذال اللفظي والانحراف السلوكي ، وتدمير قيم العائلة .

 وأضاف رئيس الهيئة الوطنية للإعلام : إن المؤتمر سيتضمن دعوة الكتّاب والمخرجين والمنتجين وعلماء النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد ، وسيتم رفع توصيات المؤتمر للمؤسسات المعنية.

مقالات مشابهة

  • المجلس الاستشاري لـ ترامب: أمريكا كانت تصنع وتصدر البضائع للعالم .. واليوم الصين تفعلها
  • "القومي للمرأة" يصدر تقريرًا حول صورة النساء في الدراما الرمضانية.. زيادة ملحوظة بمشاهد العنف وصلت لـ 633 مشهدًا.. وأستاذ علم اجتماع: الأعمال تؤثر سلبًا على المجتمع
  • مدبولي: سندعو «الحوار الوطني» للمشاركة في مناقشات ملف الدراما والإعلام
  • 22 أبريل .. الوطنية للإعلام تعلن موعد مؤتمر مستقبل الدراما في مصر
  • سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأربعاء 9 أبريل 2025
  • الهيئة الوطنية للإعلام تعلن موعد عقد مؤتمر مستقبل الدراما في مصر
  • أسعار السمك في السوق المصرية اليوم الأربعاء 9 إبريل 2025
  • سعر الذهب في الصاغة المصرية بداية اليوم الأربعاء 9 إبريل 2025
  • سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025
  • نص كلمة السيسي.. تفاصيل المباحثات المصرية الفرنسية اليوم