بغداد اليوم -  متابعة

ناقش موقع "اقتصاد" الإيراني، قرار الولايات المتحدة بإنهاء الإعفاءات الممنوحة للحكومة العراقية بفك ارتباطه مع إيران فيما يتعلق باستيراد الغاز والكهرباء، بكيفية تغلب العراق على الأزمة، مشيراً إلى أنه "من الممكن أن تكون تركيا وقطر البديل عن الغاز الإيراني".

وبحسب التقرير الذي ترجمته "بغداد اليوم"، فإن التقرير طرح العديد من الخيارات أمام الحكومة العراقية، من بينها أن تبحث إيران عن طريق غير رسمية لتصدير الغاز إلى العراق.

وفي 8 مارس 2025، ألغت واشنطن الإعفاءات التي سمحت للعراق باستيراد الغاز والكهرباء من إيران دون التعرض للعقوبات الأميركية، هذا القرار يضع العراق في موقف صعب، حيث يعتمد بشكل كبير على الطاقة الإيرانية، لكنه في السنوات الأخيرة بدأ يبحث عن بدائل بسبب الضغوط السياسية والمالية.

كيف تأثرت صادرات الغاز والكهرباء من إيران إلى العراق؟

بموجب اتفاقية موقعة في مارس 2024، التزمت إيران بتصدير 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا إلى العراق، وهو ما يعادل صفقة بقيمة 6 مليارات دولار سنويًا. كما وقع العراق عقدًا في يوليو 2022 لشراء 400 ميغاواط من الكهرباء من إيران لمدة خمس سنوات.

لكن هذه الاتفاقيات واجهت تحديات كبيرة. فقد أدت أزمة نقص الغاز في إيران إلى انخفاض ضغط الإمدادات وتكرار انقطاعات التصدير، مما تسبب في فقدان العراق 6000 ميغاواط من الكهرباء في ديسمبر 2024، وتفاقمت الأزمة مع مرور الوقت.

الآن، مع إنهاء الإعفاءات الأميركية، أصبح سداد العراق لديونه لإيران أكثر تعقيدًا. سابقًا، كانت العقوبات الأميركية تمنع بغداد من دفع مستحقاتها لإيران، مما أدى إلى خفض الإمدادات الإيرانية أو وقفها بشكل متكرر. ومع تزايد الضغوط، سيتعين على العراق إما العثور على بدائل جديدة للطاقة أو مواجهة خطر العقوبات الأميركية.

هل ينجح العراق في إيجاد بدائل للطاقة الإيرانية؟

1 - الغاز التركماني: في أكتوبر 2024، وقع العراق اتفاقية لاستيراد 20 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز من تركمنستان، مما قد يخفف من تبعيته لإيران.

2 - الغاز الطبيعي المسال (LNG) من قطر: بدأ العراق ببناء محطة تخزين الغاز الطبيعي المسال في ميناء الفاو، وقد تصبح قطر المزود الرئيسي لهذا المشروع.

3 - مشروع خط أنابيب الغاز "قطر – تركيا": رغم توقفه عام 2009 بسبب الأزمة السورية، عاد هذا المشروع إلى الواجهة مجددًا بعد تراجع نفوذ النظام السوري، وقد يوفر للعراق إمكانية استيراد الغاز من قطر عبر تركيا.

4 - شبكة الكهرباء الخليجية: يعمل العراق على ربط شبكته الكهربائية بمجلس التعاون الخليجي، بدءًا من خط يربط الكويت بالبصرة، لتقليل اعتماده على إيران.

5 - استثمارات مع "توتال إنرجي": وقع العراق في 2023 عقدًا بقيمة 27 مليار دولار مع "توتال إنرجي" الفرنسية لتطوير قطاعي النفط والطاقة.

لكن هذه البدائل تتطلب استثمارات ضخمة ووقتًا طويلًا، مما يعني أن العراق لن يتمكن من التخلص من اعتماده على الغاز الإيراني في المدى القصير.

هل تبدأ صادرات الغاز والكهرباء غير الرسمية من إيران؟

ويشير التقرير إلى أن إلغاء الإعفاءات الأميركية لا يعني ضرورة توقف الصادرات الإيرانية للعراق تماماً، فإيران لديها تاريخ طويل في التحايل على العقوبات، وقد تستخدم أساليب مختلفة مثل:  المقايضة (النفط مقابل السلع): يمكن للعراق الدفع مقابل الغاز الإيراني بالمواد الغذائية أو المنتجات الأخرى بدلًا من الدولار، أو المدفوعات بالعملة المحلية (الدينار العراقي) بدلًا من الدولار الأميركي، وإعادة التصدير عبر أطراف ثالثة، مثل عمان أو تركيا، لإخفاء مصدر الغاز.

هذا السيناريو مشابه لما حدث مع صادرات النفط الإيرانية إلى الصين، حيث تستخدم بكين شركات وسفن غير رسمية لاستيراد النفط الإيراني بعيدًا عن العقوبات.

لكن يبقى السؤال: هل سيتسامح العراق مع هذه التحايلات أم يخضع للضغوط الأميركية؟

هل نشهد نهاية التعاون الاستراتيجي بين إيران والعراق؟

إذا نجح العراق في إيجاد مصادر بديلة للطاقة، فقد يتمكن من التحرر جزئيًا من الهيمنة الإيرانية. بغداد أعلنت أنها تخطط لوقف استيراد الغاز الإيراني بحلول عام 2028، وأكدت أن القرار ليس بسبب الضغوط الأميركية، لكن الحقائق على الأرض تشير إلى أن العقوبات سرّعت هذا التوجه.

ويتطرق التقرير إلى أنه " إذا تمكن العراق من تنويع مصادره، فقد يصبح أكثر استقلالية سياسيًا عن طهران، وربما أقرب إلى تركيا ودول الخليج وأميركا، أما إذا فشلت البدائل، فقد تستمر الصادرات الإيرانية بشكل غير رسمي، مما يطيل أمد الاعتماد المتبادل بين البلدين".

ويختم التقرير إنه "على المدى القصير، يبقى العراق بحاجة إلى الغاز الإيراني، خاصة مع ارتفاع الطلب خلال فصل الصيف. لكن مستقبل العلاقة يعتمد على مدى قدرة العراق على إيجاد حلول بديلة ومدى صرامة العقوبات الأميركية".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الغاز والکهرباء الغاز الإیرانی العراق فی من إیران إلى أن

إقرأ أيضاً:

لن يستقر العراق إلا بتحريره من النفوذ الإيراني

آخر تحديث: 9 أبريل 2025 - 3:35 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- مع تزايد حدة التوترات بين طهران وواشنطن، يصبح العراق مرة أخرى في مرمى نيران الصراع الإقليمي والدولي، في ظل واقعٍ مرير لا يحتمل المزيد من الأزمات، يبدو أن الشعب العراقي سيظل يدفع ثمن التوترات التي لا دخل له فيها.لا شيء يمكن أن يعيد للعراق هويته بعد كل ما مر به، ولكن هل سيكون الصراع المقبل هو آخر المعارك التي يخوضها هذا الشعب الجريح؟ الواقع يفرض علينا الاعتراف بأن العراق سيكون أكبر المتضررين من أي حرب محتملة، ولن يبقى إلا الوجع والأمل الضائع في هذه الحرب التي تلوح في الأفق بسبب النفوذ الإيراني القوي في العراق .المختص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية أحمد الشريفي أكد ،في حديث صحفي، أن العراق سيكون أكبر المتضررين في حال اندلاع أي حرب بين طهران وواشنطن خلال المرحلة المقبلة.واضاف الشريفي، إن “المعطيات ما زالت تؤكد أن الحرب بين واشنطن وطهران ستكون واردة خلال المرحلة المقبلة، رغم وجود وساطات وحوار مرتقب بين الطرفين، خاصة وأن أمريكا تسعى للقضاء على ما تبقى من قوة ونفوذ إيران في المنطقة وخاصة في العراق”.وأضاف أن “الحرب المرتقبة بين واشنطن وطهران سيكون تأثيرها الأكبر على العراق أكثر من باقي دول المنطقة. هذه الحرب ربما تدفع نحو استخدام الأراضي لتصفية الحسابات، فإيران لا يمكن لها ضرب أمريكا داخل أراضيها، كما لا يمكن لها ضرب أي قاعدة أمريكية في دول الخليج، ولهذا ستعمل على استهداف الأمريكيين داخل العراق في الأنبار أو أربيل، كما فعلت ذلك سابقاً وهذا يعني أن العراق سيكون جزءاً من الحرب، مما سيكون له تداعيات خطيرة وكبيرة على الوضع الأمني وكذلك الاقتصادي العراقي الداخلي ، واكد انه لن يستقر العراق إلا بتحريره من النفوذ الإيراني “.وفي ذات السياق حذر مستشار المرجعية في رئاسة الوزراء ومندوبها الدائم محمد علي الحكيم، في حديث صحفي، من خطورة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي هدد بها ضرب ايران إذا لم تستجيب للتفاوضات.واضاف الحكيم، ان “اقدام الولايات المتحدة الأمريكية على ضرب إيران بعد تهديدات ترامب سيكون له تداعيات كبيرة وخطيرة على العراق، فهذه الحرب اذا ما وقعت وهي متوقعة جدا فستحول العراق إلى ساحة حرب”.وأضاف ان “ايران سترد على قصفها ضد التواجد الأمريكي في العراق من خلالها بشكل مباشر او من خلال الحشد الشعبي وهنا سيكون العراق المتضرر الأكبر فهذا الأمر سيدفع لقرارات أمريكية ضد العراق ولهذا يجب الحذر من خطورة المرحلة القادمة”.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تفرض عقوبات جديدة على إيران
  • وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات جديدة على إيران
  • وزارة الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات جديدة على إيران
  • واشنطن تفرض عقوبات على 5 كيانات تدعم البرنامج النووي الإيراني
  • لن يستقر العراق إلا بتحريره من النفوذ الإيراني
  • بين التهديد والرسائل الخفية.. العراق وسط نار التحذيرات الإيرانية وصدى الهجوم المحتمل
  • بين التهديد والرسائل الخفية.. العراق وسط نار التحذيرات الإيرانية وصدى الهجوم المحتمل - عاجل
  • ‏وزير الخارجية الإيراني: شكل المفاوضات مع واشنطن يرتبط بمسائل متعددة لذلك اخترنا أن تكون غير مباشرة
  • ‏المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية: نأمل بأن تكون المحادثات ذكية وتحقق مصالح الشعب الإيراني
  • رويترز: وزير الطاقة الأمريكي يزور السعودية والإمارات وقطر