بقلم: كمال فتاح حيدر ..
سؤال يراودني منذ سنوات: لماذا انفردت بعض البلدان العربية (اقول: بعضها وليست كلها) في تأجيج العداء ضد ايران وضد القومية الفارسية ؟. .
لدينا عشرات البلدان الإسلامية غير العربية ليست لديها نعرات قومية ضد الفرس، وليست لديها مواقف سياسية معادية لإيران. خذ على سبيل: أفغانستان، ألبانيا، أذربيجان، باكستان، بنغلاديش، بنين، بروناي، بوركينا فاسو، جيبوتي، تشاد، إندونيسيا، ماليزيا، ساحل العاج، الجابون، غامبيا، غينيا، غينيا بيساو، غيانا، الكاميرون، كازاخستان، قيرغيزستان، تركيا، جزر المالديف، زنجبار، وغيرها.
تجدر الاشارة ان الملك حسين بن طلال كان أول من طرح فكرة التحذير من الهلال الشيعي ومن الزحف الفارسي، وجاء من بعده نجله (عبد الله) الذي قاد بنفسه حملات التصدي للصواريخ الإيرانية التي لم تكن تستهدف الأردن، ثم ان الأردن نفسها هي التي كانت ترسل الانتحاريين لتفجير انفسهم في أسواق العراق، وهي التي كانت تقيم لهم مجالس العزاء بعد فناءهم في العراق، وهي التي ما انفكت تسأل العراقيين في مطارها: هل انتم شيعة أم سنة ؟. والغريب بالأمر ان الاحزاب الشيعية في العراق هي التي تسعى ليل نهار لدعم الإقتصاد الأردني، فهي التي أعفت منتجاتهم الصناعية والزراعية من الرسوم الجمركية والضريبية، وهي التي اصرت على تنفيذ مشروع ترحيل نفط البصرة إلى الأردن. .
لا ريب انها معضلة سياسية غامضة. يتعذر التعرف على مجاهيلها المبهمة. نشعر بوجود اسرار سوداء مدفونة خلف معبر (طريبيل). .
ونتساءل أيضا: لماذا لم نسمع بهذه الحملات العدوانية في زمن الشاه ؟. ولماذا تصاعدت وتيرتها بالتزامن مع الصراع بين ايران والمعسكر الغربي الذي تقوده امريكا ؟. وكيف اشترك السلفيون في هذه الحملات الموجهة ضد الفرس على الرغم من ان 90% من أئمتهم ينتمون إلى القومية الفارسية ؟. ثم ان ديننا لا يفرق بين عربي ورومي وفارسي وياباني، فلماذا ارتفعت نبرة العداء الفارسي الآن حتى وصلنا إلى اليوم الذي شاهدنا فيه الدولة اللبنانية تغلق أجواءها بوجه الطائرات المدنية القادمة من طهران وعلى متنها مسافرين من لبنان. .
كلمة اخيرة: ليس العجب من الذين ناموا 300 سنة ثم استيقظوا. بل العجب من الذين ناموا أكثر من 1400 سنة ولم يستيقظوا بعد. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
عضو مجلس الشيوخ يطالب بتخفيف عبء الديون عن البلدان المتضررة من الصراعات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقي المهندس أحمد صبور، عضو مجلس الشيوخ، كلمة مصر خلال اجتماع اللجنة الدائمة للتنمية المستدامة والتي تُعقد ضمن فعاليات الجمعية 150 للاتحاد البرلماني الدولي، بطشقند، أوزبكستان، لمناقشة الاستراتيجيات البرلمانية للتخفيف من الأثر الطويل الأمد للنزاعات، بما في ذلك النزاعات المسلحة، على التنمية المستدامة.
واستهل "صبور" كلمته، بالإشارة إلى أن العالم بدأ في مستهل عام 2016 أولى خطواته لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في ركب يحاول ألا يخلف وراءه أحدًا، في ظل نزاعات وحروب لا يمكن لأحد أن يتجاهل مدى تأثيرها على إمكانية تحقيق تلك الأهداف، مشيرا إلى أنه من الصعب تصور أن هناك دولًا يمكنها المضي قدمًا في القضاء على الفقر أو توفير الرفاهية والتعليم والحفاظ على البيئة تحت القصف.
وقال "صبور"، إن الحروب والنزاعات تجلب بطبيعة الحال فقدانًا وتدميرًا وتلفًا هائلًا للموارد الاقتصادية، وتسلب مقدرات الدول البشرية والمادية وتوجهها نحو الجوانب العسكرية، لذلك يمكننا القول بأن فترة قصيرة من النزاعات العنيفة قد تبدد فعليًا نتاج سنوات من العمل الإنمائي الدؤوب.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أنه وفقًا لما جاء في التقرير الإقليمي الصادر عن الإسكوا في أكتوبر 2021 فإن الوضع ينذر بالخطر، إذ إن 18% فقط من الدول المتأثرة بالنزاعات تسير حتي الآن على "الطريق الصحيح" نحو تحقيق مقاصد مختارة من أهداف التنمية المستدامة، بينما 82 منها إما تقع خارج المسار الصحيح أو تفتقر إلى البيانات اللازمة لتقييم التقدم المحرز بدقة، الأمر الذي سيخرجها من مضمار التنمية المستدامة مالم تتضافر جهودنا لمساعدتها على تبني استراتيجيات متكاملة تربط بين العمل الإنساني والتنمية وجهود إحلال السلام.
وتابع "صبور"، قائلا: "دورنا الأصيل كمشرعين، وممثلين للشعوب ومعبرين عن آمالها وطموحاتها، يحتم علينا أن نبادر بمراجعة كل التشريعات والقوانين الوطنية لتحديد مدى تماشيها مع غايات وأهداف التنمية المستدامة لاسيما في وقت النزاعات مع اعتماد التشريعات اللازمة وتخصيص الموارد المالية لتنفيذها، والعمل على ضمان نجاح المساعي الدولية الرامية للتخفيف من تأثير الحرب على أهداف التنمية المستدامة".
كما دعا "صبور"، المجتمع الدولي للالتزام بقواعد القوانين والاتفاقيات الدولية التي تحمي أهداف التنمية المستدامة أثناء الحروب والنزاعات، وحث المنظمات الدولية والإقليمية على تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة من النزاع دون تأخير لتخفيف المعاناة وتلبية الاحتياجات الأساسية، أما بعد انتهاء الصراع، فعلينا مساعدة الدول المتضررة على إعادة الإعمار والتنمية، وإعطاء الأولوية للاستدامة.
كما طالب النائب أحمد صبور، المجتمع الدولي بتخفيف عبء الديون عن البلدان المتضررة بشدة من الصراعات وتقديم الدعم المالي والفني لها لمساعدتها على إعادة البناء وتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدا أن الطريقة الأكثر فعالية لتجنب حدوث كل ما سبق وأكثر من الآثار السلبية للحروب والنزاعات والجهود المبذولة لإزالة هذه الآثار هي منع الصراعات في المقام الأول من خلال الجهود الدبلوماسية وحل النزاعات بشكل سلمي ومعالجة القضايا الأساسية التي تؤدي إلى الصراع.