لجريدة عمان:
2025-03-10@21:30:45 GMT

حتى لا تذهب البشرية إلى نهاية تاريخها

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

حتى لا تذهب البشرية إلى نهاية تاريخها

أهم فكرة يمكن أن تجنب البشرية المزيد من الدمار والإبادة والتناحر والتباغض تكمن في البحث عن المساحة المشتركة التي قد يتفق عليها الجميع، على اختلاف دياناتهم وأيديولوجياتهم وفلسفاتهم، وهي مساحة «الإنسانية» و«الأخلاق» التي تقرها والتي يتفق عليها الجميع. وعندما يتحاور الفرقاء أو حتى الأعداء المتصارعون في هذه المساحة يجدون الكثير من المشتركات وفجأة يصغي كل منهما إلى الآخر وكأن هذه المساحة برزت للتو من العدم.

كرس الصراع بين «الأديان»، والفلسفات، والنظريات الاقتصادية والاجتماعية الفجوة بين البشر، حتى باتت المسافات بينهم أكثر اتساعا، والجدران الفاصلة أعلى من أن تُخترق، وكانت هي المعيار في رسم تصورات كل مجتمع عن المجتمعات الأخرى، في وقت نسي فيه الجميع مبدأ الإنسانية الذي ظل ثابتا رغم الانقسامات والاختلافات عبر العصور الطويلة.

ومن يعد إلى التاريخ يجد أن دعوات الأمم والشعوب لم تخلُ من ترسيخ قيم التعاطف والرحمة والعدل والكرامة الإنسانية، وتتشارك الديانات السماوية في التأكيد على هذه القيم، فالإسلام ينادي بالتراحم والتكافل، والمسيحية تؤكد على المحبة والإحسان، واليهودية تضع المسؤولية الأخلاقية في مقدمة تعاليمها. وحتى الفلسفات الوضعية، سواء كانت مستمدة من الفكر الغربي كالأخلاق الكانطية أو من الحكمة الشرقية كالفكر الكونفوشيوسي والبوذي، تلتقي جميعها عند نقطة محورية وهي أن الإنسان قيمة عليا، وأن الأخلاق يجب أن تكون أساس التعامل بين البشر.

ولكن، إذا كانت الإنسانية تشكل هذا المؤتلف المشترك بين الجميع، فلماذا تفشل في أن تكون نقطة يجتمع حولها الجميع؟ لماذا يتم تجاهلها حين يتعلق الأمر بالمصالح الضيقة أو حسابات السياسة والاقتصاد؟

المعضلة الكبرى التي تواجه مبدأ الإنسانية ليست في هشاشته، بل في تهميشه المتعمد أمام صراع المصالح.. في معادلة السلطة والهيمنة، غالبا ما يتم التضحية بالقيم الأخلاقية لصالح صراع النفوذ سواء أكان نفوذا سياسيا أم اقتصاديا أم حتى دينيا، فتصبح الإنسانية شعارات جوفاء تُستخدم حين تتناسب مع المصالح، وتُطوى حين تكون عقبة في وجهها.

لقد رأينا كيف تم استغلال الدين ليكون غطاء للحروب والإبادات عبر التاريخ، وكيف تحولت الأيديولوجيات إلى أدوات للقمع والاستبداد، وكيف سُخرت الفلسفات السياسية لخدمة نخب محددة على حساب الشعوب المغلوب على أمرها، لقد تحول الإنسان خلال كل ذلك إلى وقود لكل هذه الصراعات وليس غاية لها!

لا يمكن أن نرهن فكرة التقاء البشر على قاعدة واحدة بانتظار أن تتفق الأديان أو الأيديولوجيات بشكل كامل، فذلك محض وهم كما تقول كل تجارب التاريخ، ولكن يمكن للبشرية أن تبدأ من أبسط ما يجمعها: إنسانيتها. وهذا يمكن أن يتحقق عندما يتفق الجميع على إعلاء قيمة الإنسان فوق كل الأيديولوجيات ويكون الإنسان، بغض النظر عن دينه أو عرقه أو أفكاره، هو الأولوية العليا وهو القيمة المقدسة، لا أن يكون ضحية لصراع المصالح الكبرى. لكن هذا يحتاج إلى عمل جاد على إعادة إحياء الأخلاق كأساس للتعاملات؛ فالسلام العالمي، على سبيل المثال، لا يمكن أن يُبنى دون قاعدة أخلاقية تحكم السلوك البشري، سواء على مستوى الأفراد أم الدول. كما أن العالم في أمس الحاجة إلى وجود خطاب عالمي يرتكز على القيم المشتركة، خطاب إنساني يتجاوز التقسيمات الضيقة ويركز على المبادئ التي لا يختلف عليها أحد مثل: الرحمة والعدل والمساواة والكرامة الإنسانية.

وإذا لم تستطع الإنسانية أن تجد ما يجمعها فإنها ذاهبة نحو صراع أبدي لا منتصر فيه وستزيد مشاهد القتل والإبادة والتهجير وكسر الكرامة الإنسانية.. ذهابا إلى الفناء البشري إن لم يكن بالمعنى الحقيقي بالمعنى الرمزي المتمثل في نهاية التاريخ البشري وصمت إرادة التغيير لديه وتلاشي قيمه ومبادئه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

مسلسل أشغال شقة جدا الحلقة 11.. ياسمين تذهب لدكتور تجميل

شهدت أحداث مسلسل أشغال شقة جدا الحلقة 11، زيادة اهتمام ياسمين «أسماء جلال» بالعناية بوجهها في محاولة منها للتخلص من التجاعيد ببشرتها، وذلك لكي يكون شكلها مناسبا لتجسد دور فتاة بعمر 18 سنه.

وفي مشهد آخر من مسلسل أشغال شقة جدا تظهر ياسمين وهي تسأل المساعدة الجديدة «نسرين أمين» كم تتوقع عمرها، ولكنها تطلب من ياسمين أن تتوقع عمرها هي الأول لترد 35، ولكنها تفاجئها بأن عمرها 50 سنة، والسر وراء ذلك المظهر الشبابي هو عمليات التجميل والفيلر التي خضعت لهم.

وحاولت المساعدة إقناع ياسمين بالذهاب معها لنفس دكتور التجميل، ولكن ياسمين رفضت وأخبرتها أنها تفضل المسكات الطبيعية على عمليات التجميل، إلا أن في النهاية تقتنع ياسمين وتذهب لعيادة دكتور تجميل.

وفي مشهد آخر ضمن أحداث مسلسل أشغال شقة جدا الحلقة 11، يخبر دكتور التجميل «غندور» ياسمين أنها بحاجة إلى 5 حقن فيلر، ونظرا لارتفاع تكلفة تلك الحقن تقرر ياسمين بيع ذهبها ولكن حمدي زوجها «هشام ماجد» يمنعها.

وتتوالى الأحداث وتنصح المساعدة «نسرين أمين» ياسمين بالذهاب إلى نفس الدكتور التجميل الذي سبق لها التعامل معه مؤكدة لها أن حقن الفيلر في تلك العيادة غير مكلفة ولن تكون مضطرة لبيع ذهبها، وبالفعل تقتنع ياسمين وتذهب معها.

أبطال مسلسل أشغال شقة جدا

مسلسل أشغال شقة جدا بطولة هشام ماجدويشاركه عدد من نجوم الفن أبرزهم: مصطفى غريب، سلوى محمد علي، وشيرين، وعدد من ضيوف الشرف والعمل من تأليف خالد وشيرين دياب، وإخراج خالد دياب، وإنتاج عبد الله أبو الفتوح.

أحداث مسلسل أشغال شقة جدا

يستكمل الجزء الثاني من مسلسل أشغال شقة جدا، أحداث الجزء الأول، والتي دارت في إطار اجتماعي كوميدي، حول زوجين هما هشام ماجد، الذي يجسد خلال الأحداث شخصية طبيب شرعي، وأسماء جلال، التي تلعب دور إعلامية، وعرض المسلسل في شهر رمضان الماضي، وحقق نجاحًا فنيًا وجماهيريًا كبيرًا.

مواعيد عرض مسلسل أشغال شقة جدا الحلقة 11

يذاع مسلسل أشغال شقة جدا الحلقة 11، عبر قنوات «MBC مصر»، وذلك في تمام الساعة 8، كما تذاع في نفس التوقيت عبر منصة «شاهد».

آخر أعمال هشام ماجد

يعرض حاليا للفنان هشام ماجد بدور العرض السينمائية فيلم بضع ساعات في يوم ما، وحقق العمل نجاح جماهيري كبير.

ضم فيلم «بضع ساعات في يوم ما» كوكبة من نجوم الفن أبرزهم: «مي عمر، هشام ماجد، هنا الزاهد، هدى المفتي، محمد الشرنوبي، أحمد السعدني، محمد سلام، عائشة بن أحمد، أسماء جلال، خالد أنور، وآخرين من الفنانين، والعمل من تأليف الكاتب محمد صادق، وإخراج عثمان أبولبن، وإنتاج أحمد السبكي.

يذكر أن الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب محمد صادق، صدرت عام 2012 بنفس الاسم، وتدور أحداثه حول العديد من القصص الرومانسية التي تنشأ عبر الإنترنت بين مجموعة من الشباب في ساعات من يوم واحد.

اقرأ أيضاًملخص الحلقة 9 من مسلسل أهل الخطايا.. ابنة جمال سليمان تكتشف زواجه من هنا الزاهد

ملخص مسلسل قلبي ومفتاحه الحلقة 9.. حبس آسر ياسين بعد العثور على حشيش في سيارته

مقالات مشابهة

  • رحاب تذهب لقارون في المستشفى لمعالجته.. مسلسل المداح الجزء الخامس الحلقة 12
  • مسلسل أشغال شقة جدا الحلقة 11.. ياسمين تذهب لدكتور تجميل
  • «أبناء بروميثيوس: تاريخ البشرية قبل اختراع الكتابة»
  • تاريخها يعود للقرن الرابع قبل الميلاد.. “الطابونة” التونسية تحمل الهوية القرطاجية
  • إليك أغرب أشكال الاحتجاج التي شهدها العالم على مر التاريخ (صور)
  • شيخ الأزهر: التاريخ سيقف طويلًا وهو يحني الرأس للمرأة الفلسطينية التي تشبثت بوطنها
  • ملخص الحلقة الثامنة من مسلسل إخواتي
  • جدلية الدولة والفكر.. هل تصنع سوريا الجديدة تاريخها أم يعيد التاريخ نفسه؟
  • كيف يمكن احتواء المخاطر التي تتعرض لها سوريا؟.. محللون يجيبون