شهر رمضان.. فرصة مثالية لـ«الإقلاع عن التدخين»
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
أكدت منظمة الصحة العالمية أن “الإقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان “فرصة ذهبية” بالنسبة للمدخنين”.
وقالت المنظمة في تقرير حديث لها، موجهةً حديثها للمدخن: “إنها فرصة ذهبية لتصفية ذهنك، والإقلاع عن التبغ والنيكوتين إلى الأبد، لقد فعل ذلك آلاف الأشخاص، ويمكن للجميع اتخاذ الخطوات الأولى نحو حياة أكثر صحة”.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن “أكثر من 80% من مستخدمي التبغ البالغ عددهم 1.
وتابعت في رسالتها: “اقلع عن التدخين، وفي غضون 5 سنوات ينخفض خطر إصابتك بالسكتة الدماغية إلى مستوى غير المدخن، احمِ قلبك، وابدأ اليوم واختر الصحة”.
في السياق، أكد اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية والعناية الحثيثة، الطبيب الأردني، محمد حسن الطراونة، “أن شهر رمضان يعد فرصة مثالية للمدخنين للإقلاع عن التدخين بجميع أنواعه، بسبب الضرر الكبير الذي يسببه على الصحة”، وأوصى “بانتظار بعض الوقت بعد شرب الماء أو تناول الطعام قبل التدخين، وذلك لتقليل المخاطر الناتجة عن ارتفاع مفاجئ في ثاني أكسيد الكربون”.
ونصح الطراونة، “باستخدام بدائل النيكوتين، مثل العلكة واللاصقات، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة، التي تعتبر من الوسائل الفعّالة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين”.
وأكد أن “التدخين فور الإفطار في شهر رمضان قد يتسبب في مشاكل صحية خطيرة، مثل التهيج في الأغشية المخاطية للفم والإصابة بالفطريات الفموية، خاصة بعد ساعات طويلة من الصيام وجفاف الحلق”.
وحذر من أن “التدخين مباشرة بعد الصيام، دون تناول أي طعام أو شراب، قد يؤدي إلى عسر الهضم أو تسمم التبغ”، مشيرا إلى أن “هذه العادة تساهم في تقليل نسبة الأكسجين في الجسم بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون، مما قد يتسبب في شعور بالدوران والصداع، ويزيد من احتمالية الإصابة بنوبات الربو والانسداد القصبي المزمن، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالجلطات القلبية”ز
ووفقا لوكالة الأنباء الأردنية “بترا”، أوضح الطراونة، “أن مخاطر التدخين، خصوصا بعد الإفطار مباشرة، تشمل جميع أنواع التبغ، بما في ذلك السجائر الإلكترونية، و”رغم ما يروج له من أن استخدام السجائر الإلكترونية بنكهات مختلفة يمكن أن يساعد في الإقلاع عن التدخين، إلا أن هذه المعلومة غير صحيحة”.
وأشار إلى أن “السجائر الإلكترونية تحتوي على مادة “النيكوتين” التي تسبب الإدمان، كما أن الأبخرة المتصاعدة منها نتيجة الاحتراق تضر الرئتين والجهاز التنفسي والقلب، وتزيد من خطر الولادة المبكرة ونقص وزن الجنين لدى النساء الحوامل”.
ولفت الطراونة إلى “دراسة أجرتها جامعة بوسطن الأمريكية، أظهرت أن تدخين السجائر الإلكترونية يؤدي إلى تدمير الخلايا المناعية في الرئتين، ما يزيد من احتمالية الإصابة بفيروس كورونا والالتهابات الفيروسية بشكل عام، فضلا عن زيادة احتمال الإصابة بالربو والانسداد الرئوي”، كما أشار “إلى دراسة أخرى، أكدت أن التدخين بعد الاستيقاظ من النوم بـ5 دقائق يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة بمقدار 3 أضعاف، مقارنة بمن ينتظرون ساعة قبل تدخين أول سيجارة”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الإقلاع عن التدخين التدخين في رمضان شهر رمضان 2025 نصائح للإقلاع عن التدخين السجائر الإلکترونیة الإقلاع عن التدخین شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
القرآن الكريم دستور حياة مثالية 100 %
الحمد لله أننا مسلمون، والحمد لله أن كتابنا القرآن الكريم، ونبينا محمد بن عبد الله، حقيقة المتأمل في قراءة القرآن، تستوقفه كل الآيات التي تناقش الحياة الاجتماعية، والعلاقات بشتى أنواعها سواء العائلية أو السياسية أو الاقتصادية. وأكثر ما ركَّز القرآن على التعاملات بين البشر. لم يترك القرآن جانباً من جوانب الحياة، إلا ووضع له أصولاً وأحكاماً، من اتبعها ربح وسعد، ومن تركها خسر وتعس. والمتدبر للقرآن، المتتبع لسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، يدرك عظمة الدين الإسلامي وسموه الأخلاقي، هو ببساطة دين الأخلاق الفاضلة، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام، موضحاً جانباً من مهمته العظيمة ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وقد كان العرب ذوي أخلاق رفيعة في كثير من تعاملاتهم، فجاء الإسلام متمماً للحسن منها، نابذاً السيئ، واضعاً منهجاً أخلاقياً عظيماً ، ولو توقفنا عند سور و آيات القرآن التي ترسم وتفصل الآداب والأخلاق للمسلمين، لما كفتنا مقالات، لكن لعلنا نقف عند بعض السور ونبدأها (بالحجرات) والتي حوت كماً هائلاً من التربية الدينية العظيمة. بدأت السورة بشرح التأدب مع الله عزَّ وجلَّ ورسوله، ووجوب طاعتهما، والامتثال لأوامرهما. لقد كان تعامل معلم البشرية مع أصحابه وأهله والناس عموماً، مدرسة نهل منها الجميع أحسن الأخلاق. ومازالت الأمة الإسلامية لن تجد موسوعة للأخلاق الحميدة، كأخلاق محمد عليه الصلاة والسلام. فهو قدوتنا، ومسك الأخلاق وعطرها، ويظل القرآن والسنة، دستورنا ومرجعنا كمسلمين، لننهل منه أطيب القيِّم وأنبلها، ولنعيش مع بعض الأخلاق الحميدة في سورة الحجرات. ففيها آية عظيمة، ما أكثر ما يغفل عنها الناس، فيحكمون أحكاماً قاسية تؤدي لقطع حبال المودة، وقد تشتعل الفتن، وقد تؤخذ صور سيئة عن أناس بينما هم مظلومون ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) سمَّى الله من ينقل النبأ (فاسقاً) حتى لو كان صحيحاً، فهؤلاء الذين يحبون نشر الأخبار ونقلها من جهة لأخرى، ليسوا متثبتين، فمعظمهم ينقل ما يسمع بالتناقل، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( كفى المرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع). هذه قاعدة أخلاقية هامة جداً (تبينوا)، حتى لا تنتهك العلاقات بالأكاذيب، وسوء الفهم. ومن الأولى بمن يمتهن نقل الأخبار بين الناس، أن يتحرَّى ويدقِّق وينقل ما فيه خير، ويبتعد عن الأخبار التي تشيع الفتنة والبلبلة وتؤلب النفوس. وحري بمن تأتيهم أخبار تزعجهم، أن يتبينوا ويتأكدوا حتى لا يقعوا في الإساءة والقطيعة التي تورث الندم والإثم.
ونأتي لآية عظيمة في السورة -والقرآن كله عظيم- (وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) ويختم عزَّ وجلَّ الآية بمعنى كبير جداً ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون). لن أتوقف عند توضيح هذه الآية، فذلك قد يأخذ من الأحرف مالا يتسع له المجال، لكن في هذه الآية توضيح لأهمية الإيجابية بين الناس بالتدخل بالصلح، وإنهاء الخصومات، سواء بين جماعات أو أفراد. وللأسف نحن اليوم كثيراً ما نجد خصومات تستمر لسنوات بين أهل وقرابة وجيران دون تدخل أحد للإصلاح، ودون تراجع من المخطئ والمسيء. ويذكِّرنا الله في آخر الآية بأن (المؤمنون إخوة) قال الرسول (المؤمن أخو المؤمن لا يخذله ولا يظلمه ولا يحقره). ثم نأتي لآية أخلاقية عظيمة في سورة الحجرات أيضاً (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) تخيلوا المستهزئين باسم (المزح المقيت) إن لم يتوبوا اعتبرهم القرآن (ظالمون). بعض الناس (مازحاً) يحقّر الآخرين، وينبزهم بألقاب لا يحبونها، ويهمز ويلمز عليهم، ويعتبر نفسه خفيف ظل صاحب حضور ممتع، والعكس صحيح عند الله قبل البشر فهو مذنب غثيث.
يا للأسف، أصبح البعض يستخدم مصطلح (طقطقة)، لمضايقة الآخرين، وإزعاج المجالس. ليت هؤلاء يقرأون هذه الآية ويعيدون النظر في تصرفاتهم. ثم تأتي الآية التي تنهى عن سوء الظن البعيد عن الحقيقة، لأنه إثم يجر العداوة والبغضاء، فإن لم يستطع المسلم إحسان الظن فلا ينقاد لسوء الظن دون تأكد وتثبت وفي الآية أيضاً نهي صريح عن التجسس هذا الخلق الذميم، والذي تترتب عليه نتائج سيئة جداً تعصف بالسكينة والحياة الآمنة. وفيها تحذير من الغيبة وتصويرها بشكل مرعب (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).
أجارنا الله وإياكم من مساوئ الأخلاق والأفعال. ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)