ديالى.. السوداني يمنح الضوء الأخضر لاستحداث ناحية جديدة وإنشاء محطات تحلية فيها
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
بغداد اليوم – بغداد
في خطوة تهدف إلى تعزيز الخدمات في محافظة ديالى، وافق رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، على استحداث ناحية "الناي" ضمن قضاء الخالص شمالي المحافظة، إلى جانب إطلاق خطة لإنشاء ثماني محطات لتحلية المياه في أكبر مشروع من نوعه منذ عام 2003.
وأكدت النائب نورس العيسى، في تصريح لـ”بغداد اليوم”، اليوم الاثنين (10 آذار 2025)، أنها "ناقشت مع السوداني عدة ملفات تتعلق بالمشهد العراقي"، مشيرة إلى أن "رئيس الوزراء أصدر توجيهاته إلى وزارة التخطيط للمضي في استحداث ناحية الناي، بهدف تحسين الخدمات والوصول إلى القرى البعيدة عن مركز قضاء الخالص".
وأضافت، أن "السوداني وافق أيضا على إنشاء محطات التحلية، التي ستوفر المياه لأكثر من 40 ألف نسمة، في ظل تزايد أعداد السكان".
وأوضحت، أن "هذه المحطات ستعتمد جزئيا على الآبار الافتراضية، مع تأمين الجزء الآخر من المياه من نهر العظيم، مما يعزز الأمن المائي في المحافظة".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
حفتر قد يمنح روسيا قاعدة جديدة في جنوب ليبيا.. هل يثير غضب واشنطن؟
ترددت أنباء متطابقة عن توجه روسيا للحصول على قاعدة عسكرية جديدة في جنوب ليبيا عبر اتفاقات مع قائد الجيش في شرق البلاد، المشير خليفة حفتر وسط تساؤلات عن أهداف الخطوة وما إذا كانت ستثير غضب أميركا وحلف الناتو.
وكشف موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي عن تحركات موسكو بالتنسيق مع حفتر لإنشاء قاعدة عسكرية في ممطقة معطن السارة جنوبي ليبيا، وأن القاعدة قد تصبح مركزا رئيسيا لعمليات فيلق أفريقيا الروسي، نظرا لموقع المنطقة الاستراتيجي بالقرب من الحدود مع تشاد والسودان، كون روسيا تسعى لتعزيز نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي على حساب النفوذ الفرنسي.
"معلومات عن القاعدة"
وبحسب المتداول ووفق مصادر عسكرية تحدثت إليها "عربي21" فإن "معطن السارة هو عبارة عن قاعدة عسكرية قديمة عرفت عندما استخدمها العقيد الليبي الراحل معمر القذافي خلال الحرب مع تشاد، وبعد مقتل القذافي وإنهاء حكمه تحولت القاعدة إلى منطقة مهجورة منذ 2011، وأهملها القادة الجديد بعد الثورة الليبية.
وتكمن أهمية القاعدة في أنها تقع في مثلث عسكري وجوسياسي استراتيجي بين ليبيا وتشاد والسودان، أي أنها نقطة عسكرية وجغرافية للتحكم والانطلاق نحو أفريقيا ككل، كما أن المنطقة المتواجدة فيها القاعدة غنية بالموارد الطبيعية خاصة الذهب.
"إعادة تشغيل"
ومؤخرا أظهرت صور أقمار صناعية أعمال بناء مكثفة في منطقة معطن السارة الواقعة في منطقة الكُفرة أقصى الجنوب الليبي ومحاطة بطرق صحراوية صعبة.
وبحسب تقرير لموقع "مليتاري أفريكا" المتخصص في رصد الأنشطة العسكرية في أفريقيا، صدر مطلع فبراير، فقد أظهرت صور الأقمار الاصطناعية قيام مرتزقة روس ببناء وتوسيع قواعد لوجستية في جنوب ليبيا، بالقرب من الحدود مع تشاد والسودان.
كما كشفت تقارير متطابقة، أن روسيا نقلت معدّات عسكرية متطورة من قواعدها بسوريا إلى قاعدة في الشرق والجنوب الليبي، الخاضعة لسيطرة قوات حفتر، وقامت بتعزيز حضورها في إفريقيا.
فما دوافع ومصالح روسيا في الحصول على قاعدة جديدة جنوب ليبيا؟ وهل تسبب مزيد من غضب أميركا ضد حفتر؟
"سيطرة ومناورة ودعم للفيلق"
من جهته، قال الباحث الليبي في الأمن القومي والخبير في الشؤون العسكرية، محمد السنوسي إن "قاعدة السارة الجوية ليست مجرد قاعدة في عمق صحراء جنوب شرق ليبيا، بل تمثل ارتكاز استراتيجي مهم على مستوى العمليات اللوجستية أو القتالية، وحتى الاستخباراتية. كونها قريبة من مثلث حدودي يشرف على ثلاث دول جاره لليبيا، هي مصر، والسودان، وتشاد".
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "روسيا تدرك الأهمية الاستراتيجية للقاعدة، وهي تلبي احتياجات الفيلق الإفريقي وهناك معلومات تفيد بتواجد روسي فاعل في القاعدة، ما يجعل روسيا متواجدة عسكرياً شرق، ووسط، وجنوب غرب وجنوب شرق ليبيا، ما يتيح لها مرونة كبيرة وخيارات مثالية في الحركة والمناورة"، وفق قوله.
وأضاف: "أما فيما يتعلق باستمرار حفتر في توسيع تحالفه مع روسيا، في تقديري العلاقة بين الطرفين هي علاقة لم تصل للمستوى الاستراتيجي بعد، ولكن هذا لا ينفي كون العلاقة مهمة على المستوى العسكري تسليحاً وتدريبا".
"مصالح حفتر"
وأكد السنوسي أن "روسيا أثبتت جدية في التعامل مع حفتر، بعكس الغرب، وفي ذات الوقت حفتر يحاول أن يدير المتناقضات، ويقول للغرب إما أن تعترفوا بأني رجل ليبيا القوي القادر على الحكم وتتعاملوا معي على هذا الأساس أو سأطور علاقتي بروسيا وحلفائها مستغلاً حالة الارتباك الاستراتيجي الذي يشهده الغرب في هذه المرحلة، هذا من جانب.
وتابع: "من جانب آخر بتواصله مع الغرب يجعل روسيا في حالة توجس ما يدفعها للتعامل معه بسخاء وكرم كأنها تتعامل مع رئيس دولة. ودفعت بيلاروسيا لتقوم بهذا الدور، أما تقاربه مع فرنسا لم يكن الأول وكان هذا التقارب قبل حتى أن تدخل روسيا على الخط، لكن فرنسا لم تكن بسخاء روسيا، بحسب تعبيره.
وختم حديثه لـ"عربي21": "والاتحاد الأوروبي أيضا لم يبلور سياسة موحدة تجاه حفتر، لذا سيستمر الأخير في ممارسة دور الانفتاح على جميع الأطراف، حتى يضمن الحد الأدنى من طموحه السياسي في البقاء كأقوى فاعل في المشهد الليبي، وفق تقديراته.
"استقلالية حفتر واستراتيجية موسكو"
في حين رأى الباحث الروسي بمركز الدراسات العربية الأوراسية، ديمتري بريدجيه أن "تحركات روسيا لإنشاء قاعدة جوية في معطن السارة بجنوب ليبيا تعكس استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز النفوذ الروسي في شمال أفريقيا والساحل الأفريقي، مستفيدة من الفراغ الجيوسياسي الذي تركه الغرب بسبب تراجعه النسبي في التعامل مع الملفات الأفريقية".
وأشار خلال تصريحات خاصة لـ"عربي21" إلى أن "هذا التوسع الروسي ليس مجرد تحرك عسكري تكتيكي، بل خطوة مدروسة تأتي في سياق أوسع من إعادة تموضع روسيا في النظام الدولي، حيث تسعى إلى بناء موطئ قدم دائم يتيح لها التأثير المباشر في مسارات الصراع الليبي والإقليمي"، حسب رأيه.
وأكد أن "حفتر يدرك تمامًا أن روسيا ليست مجرد داعم عسكري له، بل هي شريك استراتيجي يمكنه من خلاله تحقيق توازن أكبر في تحالفاته، خاصة مع الضغوط المستمرة من الولايات المتحدة والتحركات الأوروبية المتذبذبة تجاه الملف الليبي. استمرار تعاونه مع موسكو رغم التحذيرات الأمريكية يعكس مدى استقلاليته في اتخاذ قراراته، فهو ليس مجرد أداة بيد أي طرف دولي"، كما قال.
"ما علاقة الفيلق الإفريقي؟"
وبسؤاله عن علاقة الخطوة بمشروع روسيا في إفريقيا قال بريدجيه: الحديث عن أن القاعدة قد تصبح مركزًا رئيسيًا لعمليات “فيلق أفريقيا” الروسي ليس بعيدًا عن الواقع، فموسكو لطالما استخدمت شركات عسكرية خاصة ووجودًا غير رسمي لتحقيق أهدافها دون الاضطرار إلى مواجهة مباشرة مع القوى الغربية، ومع ازدياد التوترات بين روسيا والغرب في عدة جبهات، فإن تحويل ليبيا إلى نقطة ارتكاز لعمليات روسية في أفريقيا سيكون خطوة طبيعية تتماشى مع استراتيجية موسكو في توسيع دائرة نفوذها دون الانخراط في مواجهات مباشرة مع الناتو"، كما رأى.
وتابع لـ"عربي21": "من الناحية المستقبلية، إذا مضت روسيا قدمًا في ترسيخ وجودها العسكري في الجنوب الليبي، فسنشهد تغيرًا في موازين القوى الإقليمية، حيث ستمتلك موسكو نقطة تأثير رئيسية بالقرب من أوروبا، وقريبة من مناطق النزاع في الساحل الأفريقي، مما قد يؤدي إلى ردود فعل أكثر حدة من قبل واشنطن وحلفائها الأوروبيين.
في المقابل، قد نشهد تصعيدًا في الدعم الغربي لحكومة طرابلس أو محاولات لخلق تحالفات مضادة في المنطقة لإضعاف النفوذ الروسي"، بحسب تقديره وتصريحاته.