القدس"وكالات": تترقب الأوساط السياسية جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.وتواصل دول الوساطة بذل جهود لحلّ التباينات بين حماس واسرائيل حيث تطالب حماس ببدء مفاوضات المرحلة الثانية التي يفترض أن تضع حدا نهائيا للحرب فيما تلكأت اسرائيل وتحدثت عن رغبتها في تمديد المرحلة الأولى وفق مقترح أمريكي جديد.

وقال المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع اليوم"التزمنا تماما بالمرحلة الأولى من الاتفاق.. تعاملنا بمرونة مع جهود الوسطاء ومبعوث ترامب وننتظر نتائج المفاوضات المرتقبة وإلزام الاحتلال بالاتفاق والذهاب للمرحلة الثانية".وقال القانوع "حديث الاحتلال عن خطط عسكرية لاستئناف القتال في غزة وقرار قطع الكهرباء خيارات فشلت وتشكل تهديدا على أسراه ولن يحررهم إلا بالتفاوض".

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الوفد الاسرائيلي الى الدوحة لمحاولة تجاوز الخلافات حول المرحلة التالية سيكون برئاسة مسؤولين من جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).

وغداة قطع إسرائيل الكهرباء عن قطاع غزة بعدما قامت إسرائيل في مطلع الشهر بتعليق دخول المساعدات الى القطاع المحاصرعبرت عدد من دول العالم عن ادانتها للانتهاكات الاسرائيلية للقانون الدولي كما اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم أن إسرائيل تتهرب من تنفيذ اتفاق وقف النار. وقالت في بيان إن "الاحتلال يواصل الانقلاب على الاتفاق، ويرفض البدء بالمرحلة الثانية، مما يكشف نواياه في التهرب والمماطلة"، معربة عن استعدادها "للشروع فورا بمفاوضات المرحلة الثانية".

ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان اليوم قطع إسرائيل الكهرباء عن قطاع غزة واعتبرته "تعميقا لحرب الإبادة والتهجير والكارثة الإنسانية".

وقالت الوزارة في بيان "تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات إقدام وزارة الطاقة الإسرائيلية على قطع الكهرباء عن قطاع غزة وتعتبره تعميقاً لحرب الإبادة والتهجير والكارثة الإنسانية في قطاع غزة على كافة مستويات حياة المواطن الغزي، خاصة في ظل إمعان الاحتلال في منع وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من 2 مليون فلسطيني في القطاع يعانون أبشع أشكال التطهير العرقي".

ورأى المتحدث باسم حماس عبداللطيف القانوع اليوم إن "حديث الاحتلال عن خطط عسكرية لاستئناف القتال في غزة وقرار قطع الكهرباء خيارات فشلت وتشكل تهديدا على أسراه ولن يحررهم إلا بالتفاوض".

وحذرت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم من أن وقف المساعدات وقطع الكهرباء غير مقبولة بموجب التزامات (إسرائيل) بالقانون الدولي"، داعية "الحكومة الإسرائيلية الى رفع القيود عن كل أشكال المساعدات الإنسانية الى غزة بمفعول فوري".

وحثت المملكة المتحدة إسرائيل على إعادة إمدادات الكهرباء في غزة، محذرة من أن عدم القيام بذلك قد يعد انتهاكا للقانون الدولي، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا)، اليوم.

ومن جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم إنه "قلق للغاية" بشأن التقارير التي تفيد بأن إسرائيل قطعت إمدادات الكهرباء عن غزة، وحث تل أبيب على التراجع عن قرارها.

ويغذي الخط الكهربائي الوحيد بين إسرائيل وغزة محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع التي تخدم أكثر من 600 الف شخص. ويعول سكان غزة خصوصا على الألواح الشمسية والمولدات لتوليد الكهرباء، وخصوصا أن الوقود يدخل الى القطاع بكميات ضئيلة.

وتشترط إسرائيل "نزع السلاح بشكل كامل" من القطاع وخروج حماس من غزة وعودة ما بقي من رهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.

من جهتها، تشدد الحركة على ضرورة بدء مباحثات المرحلة الثانية، وأكدت استعدادها أن تفرج خلالها عن كل الرهائن. كما تطالب حماس بأن تتضمن هذه المرحلة، انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع ووقفا نهائيا لإطلاق النار وإعادة فتح المعابر وفكّ الحصار.

وبعدما عقد اجتماعات في القاهرة أبرزها مع رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، توجه وفد من حماس الأحد إلى الدوحة لإجراء مباحثات غير مباشرة، على ما أفاد قيادي فيها فرانس برس.

وأتاحت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار عودة 33 أسير الى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 أسير فلسطيني كانوا في سجونها.

وأعرب المبعوث الأميركي الخاص بشأن الرهائن آدم بولر في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأحد "أعتقد أنه يمكن التوصل إلى شيء ما في غضون أسابيع ..ووصف المحادثات المباشرة التي أجراها مؤخرا مع حماس بأنها "مفيدة جدا".

وفي مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية بثت الأحد، شدد المبعوث على أن واشنطن ستدعم أي قرار تتخذه إسرائيل، بما في ذلك استئناف الحرب في القطاع.

من جهة اخرى قال مسؤولون فلسطينيون إن تأثير وقف إسرائيل دخول البضائع إلى غزة بدأ في الظهور داخل القطاع الفلسطيني حيث أغلقت بعض المخابز أبوابها وارتفعت أسعار السلع في حين أن وقف إمدادات الكهرباء من شأنه أن يحرم الناس من المياه النظيفة.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة إن قرار وقف دخول المساعدات الإنسانية يهدد حياة المدنيين المنهكين بعد 17 شهرا من الحرب "الوحشية"، مضيفة أن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات.

وقال عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة إن ستة مخابز، من بين 22 ما زالت قادرة على العمل في القطاع، أُغلقت بالفعل بعد نفاد غاز الطهي لديها.وأضاف "المخابز المتبقية من الممكن أن تغلق أبوابها بعد أسبوع أو أكثر إذا ما نفد الوقود أو الطحين، إلا إذا تم إعادة فتح المعبر".

وقالت غادة الركاب (40 عاما)، التي نزحت من منزلها المدمر وتعيش في خيمة في خان يونس، إنها تكافح من أجل تأمين الاحتياجات الأساسية. وتصنع غادة، وهي أم لستة أطفال، بعض المخبوزات لعائلتها وجيرانها، وفي بعض الأحيان تستأجر فرنا مؤقتا من الطين مقابل سعر رمزي.

من جهة أخرى أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي اليوم على أهمية تكثيف الجهود الدولية لضمان تنفيذ الخطة العربية للتعافى المبكر وإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي جرى بين الوزير عبد العاطى وكايا كالاس الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبى اليوم لمناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية ، وفق المتحدث باسم الخارجية تميم خلاف.

وتناول الوزير المصري التحركات الخاصة باستضافة مصر مؤتمر لإعادة الإعمار فى غزة بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة، معربا عن التطلع لمواصلة الاتحاد الأوروبى في تقديم الدعم الإنسانى اللازم لمواجهة الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع.

كما شدد الوزير عبد العاطي على أهمية تنفيذ كافة مراحل اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة من جميع اطرافه، مؤكدا ضرورة إيجاد أفق سياسى للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، خاصة وأن حل الدولتين يظل المسار الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرحلة الثانیة قطع الکهرباء الکهرباء عن اتفاق وقف فی القطاع قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب يتحدث عن "إنهاء حرب غزة وامتلاك القطاع"

أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين رغبته في وقف الحرب في غزة، وذلك خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.

وقال ترامب لصحفيين في البيت الأبيض، إن العمل جارٍ لتحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس، لكنه أضاف أن ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن "عملية طويلة".

وردا على سؤال عما إذا كان سيفي بوعده الذي قطعه خلال حملته الرئاسية بإنهاء الحرب في غزة، قال ترامب: "أود أن أرى الحرب تتوقف، وأعتقد أنها ستتوقف في وقت ما، ولن يكون ذلك في المستقبل البعيد".

لكن الرئيس الأميركي قال إن "سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وامتلاكها له" سيكون أمرا جيدا، مجددا اقتراحا طرحه مرات عدة خلال الأسابيع الأولى من ولايته.

وأضاف: "وجود قوة كالولايات المتحدة هناك، تسيطر على قطاع غزة وتمتلكه، سيكون أمرا جيدا".

وفي السياق ذاته، قال نتنياهو إن إسرائيل تعمل على التوصل إلى اتفاق جديد بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في القطاع.

وصرح عقب استقباله في البيت الأبيض: "نحن نعمل حاليا على اتفاق آخر نأمل أن ينجح، ونحن ملتزمون بتحرير جميع الرهائن".

وبعد شهرين من التهدئة الهشة في غزة، استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه العسكري العنيف في غزة في 18 مارس الماضي، تزامنا مع إغلاق القطاع ومنع إدخال المساعدات له.

وأتاحت الهدنة عودة 33 رهينة إسرائيليا، 8 منهم قتلى، مقابل إطلاق سراح نحو 1800 فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

ويصر نتنياهو وحكومته، عكس معظم عائلات وأقارب الرهائن، على أن زيادة الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على إعادة الرهائن، الأحياء و الأموات، الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.

من بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، لا يزال 58 محتجزين في القطاع الفلسطيني، 34 لقوا حتفهم وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • ضمن سياسة تفكيك الجغرافيا الفلسطينية وضغطًا على «حماس».. إسرائيل تمحو رفح من الخريطة وتحولها لمنطقة عازلة
  • اقرأ غدًا في "البوابة".. غزة ساحة قتل.. الأمين العام للأمم المتحدة يندد بمنع إسرائيل المساعدات الإنسانية
  • إسرائيل تنشر فيديو لعمليتها في رفح وتعلن استهداف قيادي "بارز" في حماس
  • سقوط صاروخ حوثي في عمران بعد محاولة إطلاق فاشلة من حرف سفيان
  • حماس: لا سبيل لاستعادة المحتجزين الإسرائيليين إلا بالتفاوض
  • السودان.. اتجاه لاعادة الكهرباء بتمويل من المواطنين
  • ترامب يتحدث عن "إنهاء حرب غزة وامتلاك القطاع"
  • طرد باحث إسرائيلي من مؤتمر في شيكاغو بسبب مجازر الاحتلال في غزة
  • منظمات حقوقية: إسرائيل تسيطر على أكثر من نصف غزة مع تعمق الهجوم
  • حرب الإبادة في غزة ومآلات الحل كما تراها إسرائيل