بعض الجرائم تُكشف خيوطها سريعًا، وبعضها يظل معلقًا لسنوات، لكن الأخطر هو تلك الجرائم التي وقعت أمام الجميع، ولم تترك وراءها أي دليل يقود إلى الجاني.

سرقات جريئة، اغتيالات غامضة، جرائم نفذت بإحكام، ومع ذلك، بقيت بلا حل رغم التحقيقات والاتهامات. كيف تختفي لوحة فنية لا تُقدر بثمن دون أن يراها أحد؟ كيف يُقتل عالم بارز وسط إجراءات أمنية مشددة دون أن يُعرف الفاعل؟ ولماذا تظل بعض القضايا غارقة في الغموض رغم مرور العقود؟
في هذه السلسلة، نعيد فتح الملفات الأكثر إثارة للجدل، ونسلط الضوء على القضايا التي هزت العالم لكنها بقيت بلا أدلة.

. وبلا إجابات!

الحلقة العاشرة

في فجر يوم 29 ديسمبر 2005، استفاق أهالي عزبة شمس الدين التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا على مشهد مروع لمجزرة هزت مصر، جريمة وحشية لم يكن وقعها المروع فقط بسبب عدد ضحاياها، بل بسبب الطريقة التي نُفذت بها، حيث قُتل 10 أفراد من 3 عائلات مختلفة بدم بارد، وبتنكيل وحشي شمل قطع أعضائهم التناسلية.

تفاصيل المذبحة

القرية الريفية التي كانت تنعم بالهدوء تحولت في ليلة واحدة إلى مسرح جريمة غير مسبوقة، حيث تسلل القاتل أو القتلة إلى المنازل واحدًا تلو الآخر، وبدأوا بتنفيذ مجزرة مخيفة:

- في المنزل الأول، قتل الجاني رب الأسرة وزوجته وطفليهما (8 و7 سنوات) أثناء نومهم.

- ثم انتقل إلى المنزل الثاني ليقتل محاميًا شابًا ووالدته.

- وأخيرًا، في المنزل الثالث، أنهى حياة مدرس وزوجته وطفليهما، أحدهما لم يتجاوز العام من عمره.

ثلاثة منازل دُمرت في ليلة واحدة، جثث مذبوحة بطريقة احترافية، أُجريت عليها عمليات تشويه مرعبة دون أن يترك القاتل أثرًا واحدًا وراءه.

تحقيقات بلا إجابة

كشفت تحقيقات النيابة أن القاتل استخدم سكاكين حادة لذبح الضحايا بنفس الأسلوب، بجرح قطعي ممتد من منتصف الرقبة إلى أسفل الأذن، ولم يفرق بين الأطفال والكبار. لم يكن القتل هو الهدف فقط، بل تم التمثيل بالجثث بشكل مروع، حيث انتُزعت الأعضاء التناسلية للضحايا من الرجال والنساء والأطفال.

القرية لم تستوعب هول الجريمة، وبدأت الشائعات بالانتشار، كان أغربها أن القاتل كان يبحث عن كنز مدفون في القرية، لكنه لم يتمكن من الوصول إليه، فلجأ إلى طقوس شيطانية، استدعى خلالها "الجن" الذي طلب منه تقديم قرابين بشرية، بينها 5 أعضاء تناسلية للرجال، و5 للنساء والأطفال، و5 رؤوس حمام كقربان دموي.

المتهم والبراءة المثيرة للجدل

بعد أيام من البحث، ألقت الشرطة القبض على شاب يدعى محمد عبد اللطيف (27 عامًا)، يعاني من اضطرابات نفسية، ووجهت إليه التهمة. ولكن بعد محاكمة سريعة، فجّر القضاء مفاجأة صادمة، حيث قضت المحكمة ببراءته التامة، مؤكدةً أن اعترافاته كانت متناقضة مع تقرير الطب النفسي الذي أثبت أنه سليم عقليًا، وأشار إلى أن تنفيذ مثل هذه الجريمة خلال ساعتين ونصف فقط كان أمرًا مستحيلًا لشخص بمفرده.

لغز لم يُحل

15 عامًا مرت على المذبحة، وما زال المجرم الحقيقي مجهولًا، والمجزرة واحدة من أكثر الجرائم غموضًا في التاريخ المصري الحديث، لتُضاف إلى قائمة الجرائم التي قُيدت "ضد مجهول".







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: ضد مجهول

إقرأ أيضاً:

سي إن إن: أدلة متزايدة تدحض رواية الاحتلال بشأن مسعفي رفح

#سواليف

قالت شبكة “سي إن إن” إن مقاطع #فيديو قامت بتحليلها أظهرت مجموعة متزايدة من #الأدلة دحضت #رواية_الجيش_الإسرائيلي الأولية بخصوص الهجوم على مركبات كانت تقل #عمال_إغاثة في قطاع #غزة.

ونقلت “سي إن إن” عن عامل إغاثة ووالد عامل قتل في الهجوم الإسرائيلي أن جثة ابنه كانت مليئة بثقوب الرصاص.

كما نقلت الشبكة عن عضو سابق في فريق إزالة #الذخائر_المتفجرة بالجيش الأميركي أن إطلاق النار في الفيديو كان متوافقا مع أسلحة خفيفة ونارية صغيرة، وأن أضواء المركبات في القافلة ستكون ملحوظة حتى مع استخدام الرؤية الليلية.

مقالات ذات صلة قوات الاحتلال الصهيوني تعدم سيدة فلسطينية بدم بارد في سلفيت / فيديو 2025/04/08

وذكر مسؤول عسكري إسرائيلي لشبكة “سي إن إن” أن القوات الإسرائيلية دفنت الجثث لأنها توقعت أن يستغرق تنسيق استعادتهم مع الهلال الأحمر الفلسطيني والأمم المتحدة وقتا وأرادت منع الحيوانات من أكل الجثث.

ونقلت الشبكة عن خبير في الطب الشرعي أن تشريح الجثث أظهر إصابات ناجمة عن إطلاق نار، وأن حالة التحلل الظاهرة عليها تشير إلى احتمال تعرضها للنبش من قبل حيوانات.


مزاعم إسرائيلية

ويوم 23 مارس/آذار الماضي، قتل 15 مسعفا وعاملا إنسانيا بنيران إسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة، وزعم الجيش الإسرائيلي أنه رصد اقتراب مركبات بصورة مريبة من دون قيامها بتشغيل أضواء أو إشارات الطوارئ، مما دفع قواته لإطلاق الرصاص نحوها.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن إطلاق النار جاء بعد مواجهة سابقة في المنطقة، وإن “التحقيق الأولي أشار إلى أن القوات تصرفت استجابة لتهديد متصور”.

وأضاف البيان أنه تم تحديد هوية 6 من القتلى أنهم من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

لكن المقطع المصور أظهر سيارات إسعاف تسير بمصابيح مضاءة، وتبدو في الفيديو الذي صُوّر على ما يبدو من داخل مركبة خلال سيرها، شاحنة إطفاء حمراء وسيارات إسعاف.

وتواصل إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة بغزة خلفت أكثر من 165 ألفا بين شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط مجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.

مقالات مشابهة

  • مقتل أحد أفراد شرطة السير في تعز على يد مسلحين مجهولين
  • زمالك 2005 ينتصر على سموحة بهدفين في بطولة الجمهورية
  • مقتل 3 أطفال جراء قصف حوثي استهدف منزلا جنوب الحديدة
  • زمالك 2005 يفوز على سموحة ببطولة الجمهورية
  • رسامة قمص جديد ببني مزار على يد الأنبا أنيانوس أسقف الإيبارشية| صور
  • الحديدة.. مقتل ثلاثة أطفال من أسرة واحدة جراء قصف حوثي بطيران مسير في قرية سكنية بحيس
  • صحة المنيا : ضبط أغذية فاسدة وتحرير 23 محضرا متنوعا في بني مزار
  • القرية العراقية تحت النار.. إصابات واعتقالات بعد قرار استثماري
  • 70 شهيدًا وجريحاً في مجزرة صهيونية جديدة شرق غزة
  • سي إن إن: أدلة متزايدة تدحض رواية الاحتلال بشأن مسعفي رفح