قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، ان الوسطية في الفتوى ضرورة شرعية للحفاظ على مقاصد الشريعة ومصالح الناس. 

ولفت فى تصريح تليفزيونى الى أن تحقيق الوسطية يتطلب عدة ضوابط وشروط أساسية.  

أوضح أن الفتوى المنضبطة لا تخرج إلا من أهل العلم الموثوق بهم، فليس كل من ادعى العلم يكون مؤهلًا للإفتاء، بل يجب أن يكون عالمًا متخصصًا، امتثالًا لقول الله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".

واشار الى أهمية أن يكون المفتي تقيًا يخشى الله في أقواله وأحكامه، لأن الخوف من الله يضمن العدل والإنصاف في الفتوى، كما أن المستفتي ينبغي أن يكون هدفه معرفة الحكم الشرعي بصدق، وليس التعنت أو الجدال.  

ونوه إلى أن إخلاص النية في الفتوى من الأمور الأساسية، فالمفتي الحقيقي هو من يبتغي توجيه الناس إلى الحق وإرشادهم إلى الصواب، بعيدًا عن السعي وراء الشهرة أو تحقيق مكاسب دنيوية. 

شوقي علام: الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان وفق ضوابط الشرعشوقي علام: الغلو والتشدد في الفتوى يقودان إلى العنفماذا يعني تصفيد الشياطين في رمضان؟.. د. شوقي علام يوضحشوقي علام: الفتوى المنضبطة عامل أساسي في تحقيق التنمية المستدامة

كما أن حسن صياغة السؤال والجواب عامل مهم في تحقيق الوسطية، حيث يجب على المستفتي أن يعبر عن سؤاله بوضوح، وعلى المفتي أن يكون دقيقًا في جوابه، مقدمًا الأهم فالمهم.  

الفتوى المنضبطة

وأكد على ضرورة الرجوع إلى أهل العلم المتخصصين، لأن الفتوى المنضبطة لا تصدر إلا عن علماء درسوا الفقه وأصوله بشكل متعمق، مشيرًا إلى أن الرجوع لأهل العلم من الأمور التي يجب نشرها في المجتمعات، خاصة في ظل انتشار الفتاوى غير الموثوقة، موضحا أن المستفتي ليس ملزمًا بالرجوع إلى نفس المفتي في كل مسألة، بل يمكنه استفتاء أي عالم مؤهل آخر، لأن الفقهاء قد تختلف اجتهاداتهم في بعض المسائل، وهذا التنوع رحمة بالأمة.  

وشدد على ضرورة تجنب الجدال مع المفتي طالما أنه مؤهل علميًا، فالفتوى ليست مجالًا للمماحكات، بل هي وسيلة للوصول إلى الحكم الشرعي الصحيح. كما أشار إلى أهمية تفهم اختلاف الفقهاء والمفتين، موضحًا أن الاختلاف الفقهي هو تنوع في الاجتهادات وليس تضادًا، ومن المهم نشر ثقافة تقبل هذا الاختلاف دون تعصب لرأي معين.  

وذكر أن عدم الاعتداء على النصوص الشرعية من أهم شروط تحقيق الوسطية في الفتوى، فلا يجوز تحريف دلالات النصوص أو تأويلها بما يخالف مقاصدها، مشددًا على أن المفتي يجب أن يستند إلى أدلة واضحة عند إصدار فتواه، وأن يكون تفسيره للنصوص متسقًا مع القواعد الشرعية.  

وبين، أن تحقيق الوسطية في الفتوى لا يكون إلا بتجرد المفتي عن الأهواء، وعدم محاباة أي طرف على حساب الشرع، موضحًا أن الفتوى مسؤولية عظيمة تتطلب التأني والتدقيق، لأن التسرع في الإفتاء دون علم يضر بالمجتمع ويؤدي إلى انتشار الفوضى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شوقي علام مفتي الجمهورية السابق النية أهل العلم الفتوى الفتوى المنضبطة المزيد شوقی علام فی الفتوى أن یکون

إقرأ أيضاً:

أمينة الفتوى: المرأة المصرية نموذج فريد في التضحية من أجل الوطن

أكدت الدكتورة وسام الخولي، أمينة الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، أن المرأة المصرية كانت دائمًا رمزًا للصمود والتضحية، وخاصة خلال فترات الحرب والنصر، حيث لعبت دورًا بارزًا في دعم زوجها وأبنائها وأفراد أسرتها، وشجعتهم على التضحية بأرواحهم في سبيل الوطن، مشيرة إلى أن هذا الشعور الوطني الفريد نابع من فطرة الله التي غرسها في الإنسان. 

وأضافت أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن الإسلام حثَّ على الدفاع عن الأوطان، بل جعله من أعظم الواجبات الشرعية، واستدلت بقول الله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"، مشيرة إلى أن هذه الآية تؤكد أهمية الاستعداد الدائم لحماية الوطن. 

أحكام النساء في رمضان.. 10 وقفات للمرأة لأداء الصيامشيخ الأزهر: المرأة الفلسطينية ضربت المثل في الشجاعة والتاريخ سيقف طويلاً وهو يحني لها الرأس

وتابعت أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حديثها بذكر موقف النبي ﷺ عندما هاجر من مكة إلى المدينة، حيث نظر إلى مكة بحنين شديد وقال كما جاء في رواية الترمذي: "واللهِ إنكِ لأحبُّ أرضِ اللهِ إليَّ، ولولا أنَّ أهلَكِ أخرجوني منكِ ما خرجتُ"، موضحة أن هذا يثبت أن حب الأوطان مغروس في القلوب، وأن الدفاع عنها فطرة إنسانية، تتجلى بقوة عند المرأة بحكم طبيعتها العاطفية.

وأشارت أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى فضل الجنود الذين يسهرون لحماية الأوطان، مستشهدة بحديث النبي ﷺ: "عينانِ لا تمسُّهما النارُ: عينٌ بكتْ من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيلِ اللهِ". 

أكدت أن المرأة المصرية لم تكن يومًا مجرد داعمة، بل كانت شريكة أساسية في النضال الوطني، تقف صامدة رغم فقدانها لزوجها أو ابنها، وتظل تُحفّز الرجال على حماية الوطن، مؤكدة أن هذا التفاني والتضحية صفة متأصلة في المرأة المصرية لا نجدها في كثير من المجتمعات الأخرى.

مقالات مشابهة

  • أمينة الفتوى: المرأة المصرية نموذج فريد في التضحية من أجل الوطن
  • ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟.. الإفتاء توضح
  • بالفيديو.. ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟.. الإفتاء تُوضح
  • شوقي علام: من لم يدرس الخلافات الفقهية لا يعد عالمًا
  • شوقي علام: من لم يدرس الخلافات الفقهية ليس عالمًا بحق
  • حكم الكشف المهبلي للنساء في نهار رمضان.. الإفتاء توضح متى يكون جائزا
  • شوقي علام: من لم يدرس الخلافات الفقهية لا يعد عالمًا بحق.. فيديو
  • شوقي علام: الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان وفق ضوابط الشرع
  • شوقي علام: أحكام الشريعة راسخة وتغير فهم المفتي وفقًا لتغير الواقع