لجريدة عمان:
2025-03-10@19:02:30 GMT

الدراما الرمضانية والقضية الفلسطينية المنسية

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

أصبحت الدراما الرمضانية جزءًا لا يتجزأ من طقوس شهر رمضان المبارك، إذ تحرص الفضائيات العربية على عرض مسلسلات جديدة فـي كل موسم، وعلاوة على اجتناء العائد المالي والتسويق التجاري جراء العروض الدرامية، إلا أنها تسهم فـي إثارة الرأي العام العربي، وتخلق عدة تجاذبات بين مؤيد للمادة المعروضة ومعارض لها، ويمكن تلمس ذلك من خلال الآراء المنشورة فـي وسائل التواصل الاجتماعي وأعمدة الصحف والمواقع الإخبارية.

خلال الموسم الرمضاني الجاري بُثت على الشاشات العربية «حوالي 85 مسلسلا تلفزيونيا بمعدل حوالي 40 ساعة درامية يوميا»، بحسب صحيفة «الإمارات اليوم». وتبث المسلسلات حلقاتها عقب الإفطار إلى موعد السحور، وهي المدة التي تستقطب ذروة المشاهدة.

هذا العدد الكبير من المسلسلات تجاهل القضية الفلسطينية حسب التصريحات التي أدلت بها «خبيرة الشؤون العربية» فـي صحيفة «يديعوت احرونوت» سمدار بيري، إذ قامت بفحص محتوى كل مسلسل جديد سيعرض على الشاشات العربية فـي موسم رمضان «الحالي»، لتكتشف أنه لا يوجد مسلسل واحد يتناول «إسرائيل» أو غزة؛ ولا توجد أيضًا مسلسلات تجسّس ضد «العدو الصهيوني»، لتختتم تصريحها بالقول «يجلسون لمشاهدة المسلسلات التلفزيونية - تلك التي لن يتم ذكر إسرائيل فـيها هذا العام على الأرجح».

لم تحظَ تصريحات الكاتبة الإسرائيلية باهتمام الرأي العام العربي المنشغل بالمواد الترفـيهي المعروضة، ولم يطرح أسئلة معمقة عن اختفاء القضية الفلسطينية من شاشة المسلسلات الرمضانية، فهل يكشف ذلك عن تطبيع ثقافـي يُمارس فـي الخفاء، بعد أن كان المجال الثقافـي ممانعا وحائط صد أمام المحاولات الصهيونية للتوغل إلى الوعي الجمعي للمواطن العربي. أم أن هناك تعاونًا من نوع آخر سهّل للكاتبة الإسرائيلية فحص محتويات المسلسلات العربية قبل عرضها فـي شهر رمضان، إذ نُشر مقال سمدار فـي صحيفة أحرونوت يوم 26 من فبراير الماضي، والسؤال الأهم هنا، كيف حصلت على المواد الدرامية؟! هل بالاختراق الإلكتروني؟ أم بالتعاون (الآبراهمي)؟.

عودة إلى القضية الفلسطينية فقد كانت حاضرة فـي الدراما العربية منذ نضوج فكرة إنتاج المسلسلات وتسويقها تلفزيا، ومن خلال محركات البحث (جوجل) نجد بأن فلسطين كانت محورا للدراما العربية، إذ تصدرت سوريا قائمة الدول المنتجة للأفلام التي تتناول المأساة الفلسطينية، ومنها على سبيل الذكر مسلسل «عز الدين القسام» أنتج عام 1981، والذي ألفه الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور (1946-2017) وكتب السيناريو وأخرجه المخرج السوري هيثم حقي (1948)، وكان الإنتاج مشتركا بين دائرة الثقافة والإعلام فـي منظمة التحرير وتلفزيون قطر. وتواصلت الأعمال الدرامية السورية التي تتناول الجرح الفلسطيني الغائر فـي جسد الأمة، ومن تلك المسلسلات «نهارات الدفلى» إنتاج 1995، ومسلسل «أنا القدس» إنتاج 2010، ومسلسل «فـي حضرة الغياب» عن الشاعر محمود درويش، وأهم المسلسلات التي حظيت بمتابعة كبيرة «التغريبة الفلسطينية» من تأليف الكاتب الفلسطيني وليد سيف (1948) وإخراج المخرج السوري الراحل حاتم علي (1962- 2020) وأُنتِج المسلسل عام 2004. فـي العام الذي شهد أيضا إنتاج مسلسل سوري آخر بعنوان (عائد إلى حيفا) المقتبس من رواية الكاتب والروائي الفلسطيني الشهيد غساني كنفاني (1936-1972).

لكن يبقى مسلسل «رأفت الهجان» أحد أهم الأعمال الدرامية التي نالت إعجاب المشاهدين عند عرضه للمرة الأولى عام 1988، والمسلسل المعروض على ثلاثة أجزاء، مأخوذ من ملفات المخابرات المصرية، وألفه الكاتب المصري صالح مرسي (1929-1996)، وأخرجه يحيى العلمي (1941-2002). يتناول المسلسل شخصية الجاسوس المصري فـي إسرائيل رفعت علي سليمان الجمال (1927-1982) المتخفـي باسم جاك بيتون، ومثل دوره الممثل المصري محمود عبد العزيز (1946-2016). وقد رسخ المسلسل فـي نفوس متابعيه الشعور بالاعتزاز بالذات العربية وتأصيل فكرة الصراع مع المحتل الصهيوني وإمكانية اختراق أجهزته الاستخباراتية.

نأمل من صُناع المواد الدرامية المساهمة فـي المقاومة الثقافـية وتسخير كافة الوسائل فـي الدفاع عن الحق الفلسطيني، وترسيخ الوعي باستعادة الأراضي المحتلة، وفضح ممارسات الإبادة الجماعية والقتل المستمر والتنكيل بالشعب الفلسطيني.

ومثلما سخّر اليهود الدرامية والأعمال الأدبية وغيرها من وسائل التعبير لإحياء الذاكرة (بالهولكوست) وتذكير أوروبا بجرائمها تجاه اليهود، فإنا بحاجة إلى تذكير المشاهد العربي بما يجري ويشاهده على أرض الواقع، لكيلا لا تغيب فلسطين عن وجدان الضمير الإنساني الحي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

البرلمان العربي ينوه بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على كافة الأصعدة

المناطق_واس

نوه البرلمان العربي بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على الصعيد العربي والإقليمي والدولي وتمثيلها المشرف للدول العربية في كبرى المنظمات والمؤسسات الدولية.

وقال رئيس البرلمان العربي محمد بن أحمد اليماحي، في بيان اليوم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 مارس من كل عام: “إن البرلمان العربي يضع دعم وتمكين المرأة العربية في مقدمة أولوياته في أجندة عمله”، مؤكدًا دعم البرلمان لجميع المبادرات العربية الهادفة إلى تمكين المرأة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

أخبار قد تهمك بالفيديو : البرلمان العربي يدين قرار كيان الاحتلال الإسرائيلي وقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ويرفض سياسة التجويع ضد الشعب الفلسطيني 2 مارس 2025 - 10:59 مساءً البرلمان العربي يعقد جلسة طارئة بشأن فلسطين 26 فبراير 2025 - 10:00 مساءً

مقالات مشابهة

  • نورا ناجي: لا أتابع الدراما الرمضانية.. وأتفرغ للقراءة والكتابة فى الشهر الكريم
  • أفكار شريرة يمكن استخدامها فيما بعد.. انتقادات لتعنيف النساء في الدراما العربية
  • خبير علاقات دولية: رفض مخططات تصفية القضية الفلسطينية أبرز مخرجات القمة العربية
  • خبير علاقات دولية: أهم مخرجات القمة العربية رفض تصفية القضية الفلسطينية
  • خبير: أهم مخرجات القمة العربية الطارئة رفض أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية
  • منصة watch it تكشف عن أكثر المسلسلات مشاهدة في رمضان 2025
  • شيخ الأزهر: التاريخ سيقف طويلًا وهو يحني الرأس للمرأة الفلسطينية التي تشبثت بوطنها
  • البرلمان العربي ينوه بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على كافة الأصعدة
  • بعد مسلسل «معاوية».. علي جمعة يحسم الجدل حول ظهور الصحابة في الدراما «فيديو»