كيف يؤثّر تطور الذكاء الاصطناعي على كوكب الأرض؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
يُعاني العالم منذ سنوات من آثار “التغيرات المناخية” التي تغذي ظواهر الطقس المتطرف بجميع أنحاء الكوكب، وفي ظل التطور المتسارع لـ”الذكاء الاصطناعي”، يحذر خبراء تحدّث معهم موقع “الحرة”، من تداعيات “بيئية” كارثية قد تتسبب بها تلك الأنظمة الذكية مستقبلا، ربما تهدد البشرية بأكملها.
أسوأ من “بيتكوين”
البصمة الكربونية هي الكمية الإجمالية لغازات الدفيئة، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والميثان، الناتجة عن أنشطة الكائنات الحية في كوكب الأرض.
وعلى الصعيد العالمي، يقترب متوسط البصمة الكربونية من 4 أطنان سنويا، ولتجنب ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار درجتين، يجب أن تنخفض تلك النسبة إلى أقل من طنين بحلول عام 2050، وفقا لـ”منظمة الحفاظ على الطبيعة”.
ويمكن لـ”البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي” أن تكون أسوأ من تعدين عملة “بيتكوين”، الذي يولد حاليا غازات دفيئة أكثر من بلدان بأكملها، وفقا لتقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية.
وتؤثر عمليات تعدين “بيتكوين” على البيئة وتتسبب في “تداعيات سلبية على المناخ”، وزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري نظرا لاستهلاكها “كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية”، وفق دراسة لجامعة “كامبريدج”.
ويتطلب التعدين أو إنشاء بيتكوين، وهي العملة المشفرة الأكثر شيوعا في العالم، حوالي 1150 كيلوواط ساعة من الكهرباء، مما دفع عدة دول لحظر تعدينها، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
ومثل تعدين العملات المشفرة، يعتمد الذكاء الاصطناعي على وحدات معالجة الرسومات عالية القدرة، لاختراق البيانات.
ويتم تشغيل برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي “تشات جي بي تي”، بواسطة مراكز بيانات عملاقة تستخدم عشرات الآلاف من رقائق الكمبيوتر “المتعطشة للطاقة”، وفق تقرير لوكالة “بلومبرغ”.
وأصبحت مجموعات البيانات المستخدمة لتدريب الذكاء الاصطناعي كبيرة بشكل متزايد، وتستهلك قدرا هائلا من الطاقة لتشغيلها.
ويمكن أن يتسبب تدريب “نموذج ذكاء اصطناعي واحد فقط”، في انبعاث كميات كبيرة من “ثاني أكسيد الكربون”، بما يعادل خمسة أضعاف الانبعاثات الصادرة عن سيارة أميركية، طوال عمرها الافتراضي، وفق “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا”.
وتشير دراسات إلى أن حساب التأثير البيئي الإجمالي لـ”تشات جي بي تي ” وأنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى معقد، والكثير من المعلومات المطلوبة للقيام بذلك غير متاحة للباحثين. ومن الصعب التكهن بمدى تطور الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة المقبلة، أو إلى أي مدى سيصبح فعالا في استخدام الطاقة.
ومع التطور المستمر لأنظمة الذكاء الاصطناعي، تظهر مخاوف بشأن “التكاليف البيئية”، وتأثير ذلك على زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفق تقرير لمجلة “فوربس”.
هل يجب أن نقلق؟
يوضح خبير تكنولوجيا المعلومات سلوم الدحداح، في حديثه لموقع “الحرة”، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي وعلى رأسها “تشات جي بي تي”، تستهلك حجم طاقة يعادل تلك التي تحتاجها عشرات المنازل خلال عام كامل.
ويحتاج تشغيل تلك الأنظمة الذكية لنفس مقدار الطاقة التي يستهلكها 126 منزلا في الدنمارك خلال عام كامل، وتنبعث منها كمية من غاز “ثاني أكسيد الكربون” توازي الانبعاثات الناجمة عن القيادة لمسافة 700 ألف كيلومتر، حسبما يشير خبير تكنولوجيا المعلومات.
ولذلك فتلك الأنظمة لها “تداعيات سلبية” على استهلاك الطاقة، وتتسبب في “زيادة انبعاث الغازات الدفيئة”، مما يعني ارتفاع نسب “التلوث العالمي”، وفق الدحداح.
تداعيات “مناخية”؟
كلما زاد استخدام “الأجهزة التكنولوجية الحديثة”، ترتفع نسب الغازات الدفيئة المسببة لـ”الاحتباس الحراري”، مما يؤدي لـ”تغيرات مناخية خطيرة”، وفقا لحديث، الخبير المناخي، ضومط كامل.
ويشير في تصريحات لموقع “الحرة”، إلى اقتحام “الذكاء الاصطناعي” لمجالات عدة وبالتالي فهو يستهلك أكثر من 5 بالمئة من إنتاج الطاقة الكهربائية على مستوى العالم، مما يؤثر على “زيادة الاحتباس الحراري والانبعاثات الكربونية”.
وفي الوقت الذي يبحث فيه العالم عن “تخفيف التلوث البيئي”، يمكن للذكاء الاصطناعي التسبب في “زيادة الوضع سوءًا”، في ظل الاتجاه المتصاعد للاعتماد على تلك الأنظمة الذكية في مجالات عدة، وفقا لتوضيح خبير التغيرات المناخية. ويرى ضومط أن “التسابق” على تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي سوف يزيد من “التلوث البيئي العالمي”.
وقد يتسبب الذكاء الاصطناعي في “مضاعفة” نسب التلوث بنسب تزيد عن الوضع الحالي بمقدار من 5 إلى 7 مرات، وهو ما يهدد سلامة الكائنات الحية، وفق ما يوضح خبير التغيرات المناخية.
وإذا تطورت “أنظمة الذكاء الاصطناعي” بشكل “غير منضبط” في المستقبل، فسيكون لذلك “تداعيات كارثة” على الكوكب، وفق تحذيرات ضومط.
هل توجد حلول؟
يجب استخدام “الذكاء الاصطناعي” نفسه للبحث عن مسارات جديدة لتقليل الانبعاثات الحرارية، باستخدام تقنيات حديثة تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة وغير التقليدية، وفقا لضومط. ويمكن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي حتى تستخدم “مصادر طاقة متجددة” مثل الطاقة الشمسية والمائية وطاقة الرياح، لتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وفق خبير التغيرات المناخية.
ويتفق معه الدحداح الذي يرى أن “مصادر الطاقة البديلة” هي السبيل الوحيد لتخفيف الانبعاثات الكربونية، وبالتالي تجنب “كارثة بيئية” قد يتسبب بها التطور المتسارع لأنظمة الذكاء الاصطناعي.
المصدر: “مواقع إلكترونية”
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي أنظمة الذکاء الاصطناعی ثانی أکسید الکربون التغیرات المناخیة الاحتباس الحراری
إقرأ أيضاً:
3 اكتشافات تمت بفضل الذكاء الاصطناعي في 2024
وفي السطور التالية نرصد أبرز تلك الاكتشافات: مخطوطات هيركولانيوم تمكن ثلاثة من الباحثين من من الكشف عن محتوى مخطوطات هيركولانيوم المتفحمة والتي لم تكن قابلة للقراءة، بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي.
وكانت هذه المخطوطات الهشة عُرضة للتفتت، كما أن لونها الأسود جعل من الصعب قراءة أي كتابات عليها، ولكن بفضل الذكاء الاصطناعي والأشعة السينية عالية الدقة، تم فك شفرة أكثر من 2000 حرف داخل المخطوطات.
وكان هذا الإنجاز كشف عن أول مقاطع كاملة من البرديات التي نجت من ثوران جبل فيزوف في عام 79 بعد الميلاد، ضمن بعض القطع الأثرية المتعلقة بروما القديمة واليونان، التي تم إنقاذها مما يُعتقد أنه منزل والد زوجة يوليوس قيصر.
وعن الطريقة التي تم بها فك رموز الكتابة، قال أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة كنتاكي والذي يعمل على فك شفرة المخطوطات منذ أكثر من عقد من الزمان، برنت سيلز، إن الكتابة تكون موجودة في المخطوطات ولكنها تكون مدفونة ومموهة في الورق.
ومن خلال الذكاء الاصطناعي يتم تكثيف هذه الكتابة وتضخيم قابلية قراءة الحبر، وفق سيلز.
التعرف على لغة الحيتان توصل العلماء من قبل إلى أن الأصوات التي تنتجها حيتان العنبر تختلف في طولها الموجي وإيقاعها، ولكن دلالة هذه اللغة ظلت لغزًا محيرًا بالنسبة للعلماء.
ولكن الذكاء الاصطناعي ساعد على تحليل نحو 9000 تسلسل نقرات مسجلة، تسمى الكودات، والتي تمثل أصوات حوالي 60 حوتًا من حيتان العنبر في البحر الكاريبي.
وسمح هذا التقدم في جعل لغة الحيتان قابلة في يومًا ما للتفسير بجانب بعض الحيوانات الأخرى.
وفي التجربة، قام العلماء برصد نهاية أصوات الحيتان، وخلال تبادل النداء، وكذلك الاستجابات بين الكائنات البحرية العملاقة.
ومن خلال عرض تلك الأصوات على أدوات الذكاء الاصطناعي، نتجت أنماط مقطعية أشبه بالأصوات التي ينتجها البشر.
واكتشفت البرامج 18 نوعًا من الإيقاع (تسلسل الفواصل الزمنية بين النقرات)، وخمسة أنواع من السرعة (مدة الكودا بأكملها)، وثلاثة أنواع من الروباتو (الاختلافات في المدة)، ونوعين من الزخارف “نقرة إضافية” تمت إضافتها في نهاية الكودا في مجموعة من الكودات الأقصر.
ويسعى العلماء في المراحل المقبلة لإجراء اختبارات تفاعلية مع الحيتان مع مراقبة سلوكها، بما يفتح الباب لفهم لغتها بشكل كامل.
كشف المواقع الأثرية على غرار المخطوطات الورقية، يعمل الذكاء الاصطناعي حاليًا على كشف المواقع الأثرية والرموز الغامضة المدفونة تحت الأرض في صحراء نازكا في بيرو.
وقديمًا، قضى العلماء ما يقرب من نصف قرن في الكشف عن تلك الآثار وتوثيقها. وغالبًا ما تكون الصور التوضيحية الممتدة، والتي لا يمكن رؤيتها إلا من الأعلى، تصور تصميمات هندسية وأشكال تشبه البشر وحتى حوت قاتل يحمل سكينًا.
وقام العماء بقيادة ماساتو ساكاي، أستاذ علم الآثار في جامعة ياماغاتا اليابانية، بتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي لاكتشاف نحو 430 رمزًا من خلال التقاط صور عالية الدقة لها.
وخلال الفترة بين سبتمبر 2022 وفبراير 2023، بدأ الفريق في التأكد من صحة هذه الرموز عن طريق مسح شامل لصحراء نازكا من خلال الطائرات بدون طيار. ونجح العلماء في إثبات صحة نحو 303 من الرسوم الجيوجليفية التصويرية، مما أدى إلى مضاعفة عدد الرسوم الجيوجليفية المعروفة تقريبًا في غضون أشهر