إفيه يكتبه روبير الفارس: الشيخ حسن عرض مستمر
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعيدًا عن ثقل دم الممثل حسين صدقي، لا يحب الأقباط فيلمه 'ليلة القدر"، الذي عُرض باسم 'الشيخ حسن' هذا الفيلم، الذي أُنتج عام 1952، أثار متاعب رقابية وتم منعه، ثم عُرض مرة أخرى عام 1954، وأيضًا أغضب المسيحيين فتم منعه. هذا الفيلم، وبغض النظر عن تكرار منعه وكراهية البعض له، إلا أنه على أرض الواقع هو الأكثر عرضًا في قصص صارت متكررة في شمال مصر وجنوبها عن أسلمة قبطيات.
يدور الفيلم باختصار حول الشيخ حسن، حسين صدقي المتدين القُح، الذي يعاني من والده مدمن الحشيش، إذن ليست هناك مثالية مطلقة على أرضه. ولأنه يفشل في هدايته، يعطي دروسًا لشاب مسيحي، فتقع أخته المستهترة في حبه. تقوم بدورها الجميلة ليلى فوزي، ويتحول هذا الحب إلى تغيير دين. وهكذا كان الفيلم صادقًا، حيث عرض العلاقة الغرامية أولًا كهدف أساسي، ثم بعدها تغير الدين. ولاحظ أن القصص الحالية تدور حول فتيات جميلات، ليس بينهن دميمات أو فتاة سوداء أو معاقة. كما أن حسن في الفيلم لم يحاول أن يهدي تلميذه، بل الحسناء.
الواقع الاجتماعي للمصريين يسمح ويسهّل حكايات الغرام المختلط، ولكن هذا الواقع نفسه يجعل تغيير الدين وقصص الغرام هذه عارًا اجتماعيًا. فهذا المجتمع، منذ قصص ألف ليلة وليلة، صاغ مثلًا يقول( مصيبة في الأبدان ولا مصيبة في الأديان)، أي إن الإنسان يحتمل أي كارثة جسدية ولا يحتمل كارثة في دينه. كما أن حرية الاعتقاد عليها قيود اجتماعية ودينية تفوق الوصف، لذلك تلجأ الأسر "المصابة" إلى إعلان يقول إن ابنتهم قد خُطفت، وعندما تُطرح عليهم أسئلة حول كيفية الخطف، وخاصة عندما تعود الفتيات، يصمتن صمت القبور. يقولون: كنا نقصد بالخطف الإغواء أو التغرير، أو "الثعالب الصغيرة التي تتسلل إلى مشاكل حياتنا فتُفسد الكروم".
إذن، فالمشكلة تبدأ دائمًا من الأسرة، حيث الفقر، والغرق في البحث عن الماديات، مع الانفصال الأسري للاباء والأمهات عن دنيا السوشيال ميديا التي تحطم كل الحواجز، والجوع العاطفي، ومحاولة الإجبار على الزواج. ويتضافر مع ذلك إهمال كنسي جسيم ناجم عن عدة أمور تخص بالأساس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتي أغلب حالات تلك القصص، إن لم تكن كلها، تخص بناتها. فقد سادت فيها وسيطرت الطقوس الكثيرة التي تبدد جهد الكهنة وتثقل كاهلهم، فيُقصّرون في الافتقاد. كما أن اعتبار الكنيسة أن الطقس هو البديل عن إقامة علاقة شخصية مع المسيح مباشرة أدى إلى سطحية شديدة، مع تفشي جهل عقيدي بسبب سيطرة قصص خرافية في العظات، وتحول مدارس الأحد والاجتماعات إلى قصص مسلية وكورسات تنمية بشرية، ومهرجان الكرازة إلى سباق معلومات، مع غياب مجموعات التلمذة.
يفاقم من هذه الظاهرة استحلاء البعض ترويج قصص خطف كاذبة، وهو أمر لن يحل المشكلة. ولا مفر من مواجهة الحقيقة مهما كانت قاسية.
إفيه قبل الوداع
الحي أبقى من الميت
لقد أثبت أجدادنا القدماء المصريون أن الميت أبقى، فبالرغم من موتهم، يصرفون علينا بالسياحة ويشغلون العالم..( مسلسل إخواتي)
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ليلة القدر الشيخ حسن
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. إرادة تبتكر الحلول لنجدة المتضررين حول العالم
سجلت دولة الإمارات اسمها كأحد أسرع دول العالم استجابة للكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، والتي استحدثت خلالها حلولاً مبتكرة في تنفيذ مهامها، لتترك بصمتها الإنسانية أثراً طيباً في حياة الملايين حول العالم. فمن زلزال ميانمار المدمر إلى إعصار درنة الكارثي، ومن زلازل سوريا وتركيا المروعة إلى أزمة غزة الإنسانية، لم تكتف فرق الإنقاذ الإماراتية بالاستجابة الطارئة، بل تعدت ذلك إلى صناعة الفارق حين تعجز الحلول التقليدية عبر تسخير الحلول الذكية وغير المألوفة في الإغاثة.
- ماينمار
أرسلت دولة الإمارات في 31 مارس الماضي وبشكل عاجل فريق البحث والإنقاذ الإماراتي التابع لهيئة أبوظبي للدفاع المدني والحرس الوطني وقيادة العمليات المشتركة، لدعم جهود البحث والإنقاذ للمتأثرين من آثار الزلزال الذي ضرب جمهورية اتحاد ماينمار.
وباشر فريق البحث والإنقاذ الإماراتي مهامه في 6 مواقع بكفاءة عالية دون توقف، ضمن نظام مناوبات صباحية ومسائية، بهدف تسريع وتيرة الاستجابة، والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواقع المتضررة في أقصر وقت ممكن.
وأكد العميد سالم عبدالله بن براك الظاهري، مدير عام هيئة أبوظبي للدفاع المدني، أن دولة الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها الدولية رائدةً في العمل الإنساني، من خلال توظيف أساليب مبتكرة ومتقدمة في الاستجابة الفاعلة والسريعة للأزمات والكوارث الطبيعية حول العالم. وأشار في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام» إلى أن الجهود النوعية التي يقدمها فريق الإمارات للبحث والإنقاذ التابع للهيئة، تمثل نموذجاً ملهماً لكفاءة الاستجابة، وعمق الالتزام الإنساني الذي تتبناه الدولة، حيث يعتمد الفريق أحدث التقنيات في مجالات التقييم الميداني، ورصد الأضرار، والبحث والإنقاذ، والتدخل السريع، مع التركيز على الجهوزية العالية، والتدريب المستمر، والشراكات الدولية المؤسسية.
وقال: «إن دولة الإمارات لا تتعامل مع الكوارث باعتبارها تحديات طارئة فحسب، بل تنظر إليها فرصةً لتعزيز التضامن الإنساني، وتقديم نموذج يُحتذى به في التنسيق الدولي، والتعاون المشترك، والاستجابة المبنية على المعرفة والتكنولوجيا، وهو ما يجسد رؤية القيادة الرشيدة في ترسيخ الإمارات منارةً للخير، ومركزاً عالمياً للتدخل الإنساني الفعال». وأضاف: «نفخر في هيئة أبوظبي للدفاع المدني بكوننا جزءاً من هذا الدور الإنساني، وملتزمون بمواصلة تطوير قدراتنا وتعزيز جاهزيتنا وفق أفضل المعايير الدولية، بما يضمن استمرارية تقديم خدمات ترتقي إلى أعلى مستويات الكفاءة والجاهزية، وتُجسد رسالتنا الإنسانية داخل الدولة وخارجها».
وأكد أن نجاح مهام فريق الإمارات السابقة، وما تحقق من نتائج ملموسة على أرض الواقع، يعزز حضور الدولة مساهماً دولياً موثوقاً في تقديم الدعم والإغاثة، ومد يد العون للشعوب المتضررة، بغض النظر عن البعد الجغرافي أو حجم التحديات».
- الفارس الشهم 2
وتعتبر عملية «الفارس الشهم 2» من أنجح العمليات الإنسانية التي أطلقتها دولة الإمارات في فبراير 2023 لدعم الأشقاء والأصدقاء المتضررين من الزلزال المدمر في كل من سوريا وتركيا، واستمرت أكثر من 5 أشهر. وأسفرت العملية عن إنقاذ عشرات الأشخاص من تحت الركام، وعلاج 13 ألفاً و463 حالة، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية التي بلغت 15 ألفاً و164 طناً عن طريق الجسر الجوي الذي تضمن تنظيم 260 رحلة جوية، حملت على متنها 6912 طناً من مواد المساعدات العاجلة، بما في ذلك الخيام والأغذية الأساسية والأدوية، بينما تم نقل 8252 طناً من المساعدات الإنسانية باستخدام 4 سفن شحن نقلت مواد الإغاثة ومواد إعادة الإعمار إلى المناطق المتضررة.
ومع وقوع الزلزال، تحرك فريق الإمارات للبحث والإنقاذ للبحث عن ناجين تحت ركام الأبنية المتساقطة في كل من سوريا وتركيا، مسطراً ملحمة إنسانية في إنقاذ مئات الأرواح بعد ساعات طوال من العمل الشاق في ظروف الطقس الشديد البرودة حينها.
- درنة
وتعد دولة الإمارات من أوائل الدول التي سارعت إلى إرسال مساعدات إغاثية عاجلة وفرق بحث وإنقاذ إلى ليبيا، في سبتمبر 2023، للمساعدة في مواجهة آثار إعصار دانيال الذي أودى بحياة العشرات، فضلاً عن إصابة آخرين، فضلاً عما خلفه من دمار في المنازل والبنى التحتية. وتواجد فريق البحث والإنقاذ الإماراتي الذي ضم أكثر من (91) مختصاً في مدينة درنة الليبية، ونجح خلال مهامه في الوصول إلى المئات من المفقودين، كما أسهم في انتشال العديد من الجثث والأشلاء والرفات البشرية.
واستعان الفريق خلال مهام البحث والإنقاذ بالدراجات المائية وقوارب الإنقاذ والطائرات من دون طيار، إضافة إلى استخدام كلاب البحث «k9» التي تعد من أهم وسائل البحث وأكثرها فعالية والتي يتم الاستعانة بها في عمليات البحث عن المفقودين في الانهيارات وتحت الركام.
- الفارس الشهم 3
أكملت عملية «الفارس الشهم 3» التي أطلقتها دولة الإمارات لمساندة الأشقاء في غزة، نحو 518 يوماً، من العطاء المتواصل وتقديم جميع أنواع المساعدات الإنسانية العاجلة لدعم المتضررين. وشكلت عمليات الإسقاط الجوي «طيور الخير»، إحدى أبرز المبادرات المبتكرة والنوعية ضمن «الفارس الشهم 3» لإيصال المساعدات الإغاثية للمناطق المعزولة في قطاع غزة، حيث نجحت لغاية 21 مارس الماضي في إيصال 3700 طن من المساعدات، من خلال 53 عملية إسقاط جوي.
وتستعين «طيور الخير» بصناديق مخصصة مزودة بتقنية للتوجيه بنظام «GPS»، حيث يتم وضع المساعدات بداخل هذه الصناديق بهدف إيصالها إلى المواقع المحددة وضمن التوقيتات المناسبة.
جدير بالذكر، أن إجمالي المساعدات المقدمة ضمن عملية «الفارس الشهم 3» بلغ حتى 21 مارس 2025 أكثر من 65 ألف طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، بقيمة تتجاوز 1.2 مليار دولار، تم إيصالها عبر الوسائل المختلفة الجوية والبرية والبحرية.