جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-10@18:45:48 GMT

مُشتِّتات الصلاة

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

مُشتِّتات الصلاة

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"مكارم الأخلاق، وخصال الخير، سببٌ للسلامة من مصارع السوء" الإمام النووي.

*****

 

الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمس المفروضة، وهي أهم ركن يومي يقوم به المسلم، إذ يؤدي يوميا الصلاة في الخمسة الفروض، ولا شك أن الصلاة كعبادة هي حلقة تواصل للمسلم مع رب العالمين، و يفترض أن يكون وقت هذا التواصل مع أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين تواصلا لها مهابته وله ظرفه الاستثنائي فالتواصل مع إله الكون ليس كأي تواصل، لذلك دائما ينصحنا العلماء والمشايخ وطلبة العلم الشرعي بالاستعداد للصلاة واعتبارها كصلاة المودع، وتصور كيف ستكون صلاة المودع.

لذلك وعطفا على ما سبق تتبين الأهمية القصوى للصلاة وإداؤها في وقتها، والاستعداد لها بما يجب الاستعداد، و من أهم ما يقوم به المسلم عندما يدخل المسجد إغلاق هاتفه النقال، أو على الأقل وضعه بخاصية الصامت، حيث يتخلص من أية نظرات أو اشتباهات للجهاز، ويعتبر نفسه متفرغا خلال وجوده في هذا الوقت القصير للدعاء والاستغفار والتسبيح والصلاة في حضرة رب العزة والجلال، وكذلك لا يزعج المصلين والمتواجدين بتحركاته نحو جهازه ورناته، خاصة الرنات ذات الأصوات الموسيقية أو الأغاني.

قبل يومين كنت في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة العزيزة، في زيارة خاصة لأخي الأكبر هناك، وبعد صلاة التراويح في مسجد قريب، توجهنا لتلبية دعوة لحضور غبقة رمضانية في ديوان أحد رجال الحي المحبوبين وأحد رواد المسجد، وكعادة تلك المجالس وبحضور العديد من الرواد طرحت عدة مواضيع عامة تخص الشهر الكريم والتواصل الذي يحدث بين الناس خلاله، ومن ضمن المواضيع التي أثارت الانتباه عندما تحدث إمام المسجد عن ملاحظة مهمة وهي تشتت ذهن بعض المصلين أثناء وجودهم في قاعة المسجد؛ حيث يقوم البعض بفتح أجهزتهم الهاتفية أثناء الجلوس انتظارًا للإقامة أو بدء الخطبة، بدلًا من الدعاء أو الاستغفار أو حتى ركعتين نافلة، القضية هنا لا تتوقف على المصلي الذي انشغل بهاتفه؛ بل يعم أثرها على من يجلس بجانبه، فيفقد الخشوع  ويؤثر على انشغاله في دعاء أو استغفار. ولوجود المسلم في المسجد راحة نفسية، بروحانية المكان، حيث اللقاء مع الله، والاعتزال للدعاء والتسبيح وقراءة القرآن الكريم والتدبر فيه، وتحرى أوقات الإجابة عند السجود، بين الأذان والإقامة والثلث الأخير من الليل، وعند نزول المطر، وعند الافطار من الصيام، وفي السفر، وأدبار الصلوات، وآخر ساعة من يوم الجمعة.

تصور أثناء وجودك للدعاء أو قراءة القرآن، يأتي شخصا بجانبك ويسلم عليك أو على الموجودين بصوت جهوري (بالطبع الظن إنه على نية طيبة ولكن التصرف خطأ) أو شخص يتصفح هاتفه ومن ثم يصدر صوت موسيقى أو حوار مسجل أو أية أصوات، وأعيد وأكرر بعدم الشك في نواياهم التي نحسبها طيبة، لكن تلك التصرفات الخاطئة مزعجة وكاسرة لروحانية جلسة المسلم في المسجد، ناهيك عن ضررها على الذي تصرف الخطأ، فماذا تنتظر ممن يتصفح هاتفه أثناء وجوده بالمسجد، هل سيقرأ القرآن بتدبر، هل سينهي حزبا أو جزءا من المصحف، هل سيدعو الله بخشوع تام؟

كانت الجلسة في الديوان العامر للأخ الكبير أبا عمار عامرة بالأحاديث الهادفة، تخللها ملاحظات ونصائح الشيخ فاتح إمام المسجد الحاثة على التحلي بأخلاق الشهر الكريم، أسأل الله أن تكون الإمارات الشقيقة ودبي دار الحي عامرة بالأمن والرخاء، وأن يحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين، ويتقبل منا جميعا الصيام والقيام والعبادة في الشهر الكريم.

قال تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" (البقرة: 186).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن"، وذلك بسنده إلى أبي حازم التمار عن البياضي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: "إن المصلي يناجي ربه فلينظر ماذا يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن". وعَنْ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ رحمه الله أَنَّهُ قَال: "الْكَلامُ فِي الْمَسْجِدِ لَغْوٌ إلا لِمُصَلٍّ أَوْ ذَاكِرِ رَبِّهِ أَوْ سَائِلِ خَيْرٍ أَوْ مُعْطِيه". مصنف عبد الرزاق ج: 8 باب كلام عكرمة.

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"مكارم الأخلاق، وخصال الخير، سببٌ للسلامة من مصارع السوء" الإمام النووي.

*****

 

الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمس المفروضة، وهي أهم ركن يومي يقوم به المسلم، إذ يؤدي يوميا الصلاة في الخمسة الفروض، ولا شك أن الصلاة كعبادة هي حلقة تواصل للمسلم مع رب العالمين، و يفترض أن يكون وقت هذا التواصل مع أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين تواصلا لها مهابته وله ظرفه الاستثنائي فالتواصل مع إله الكون ليس كأي تواصل، لذلك دائما ينصحنا العلماء والمشايخ وطلبة العلم الشرعي بالاستعداد للصلاة واعتبارها كصلاة المودع، وتصور كيف ستكون صلاة المودع.

لذلك وعطفا على ما سبق تتبين الأهمية القصوى للصلاة وإداؤها في وقتها، والاستعداد لها بما يجب الاستعداد، و من أهم ما يقوم به المسلم عندما يدخل المسجد إغلاق هاتفه النقال، أو على الأقل وضعه بخاصية الصامت، حيث يتخلص من أية نظرات أو اشتباهات للجهاز، ويعتبر نفسه متفرغا خلال وجوده في هذا الوقت القصير للدعاء والاستغفار والتسبيح والصلاة في حضرة رب العزة والجلال، وكذلك لا يزعج المصلين والمتواجدين بتحركاته نحو جهازه ورناته، خاصة الرنات ذات الأصوات الموسيقية أو الأغاني.

قبل يومين كنت في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة العزيزة، في زيارة خاصة لأخي الأكبر هناك، وبعد صلاة التراويح في مسجد قريب، توجهنا لتلبية دعوة لحضور غبقة رمضانية في ديوان أحد رجال الحي المحبوبين وأحد رواد المسجد، وكعادة تلك المجالس وبحضور العديد من الرواد طرحت عدة مواضيع عامة تخص الشهر الكريم والتواصل الذي يحدث بين الناس خلاله، ومن ضمن المواضيع التي أثارت الانتباه عندما تحدث إمام المسجد عن ملاحظة مهمة وهي تشتت ذهن بعض المصلين أثناء وجودهم في قاعة المسجد؛ حيث يقوم البعض بفتح أجهزتهم الهاتفية أثناء الجلوس انتظارًا للإقامة أو بدء الخطبة، بدلًا من الدعاء أو الاستغفار أو حتى ركعتين نافلة، القضية هنا لا تتوقف على المصلي الذي انشغل بهاتفه؛ بل يعم أثرها على من يجلس بجانبه، فيفقد الخشوع  ويؤثر على انشغاله في دعاء أو استغفار. ولوجود المسلم في المسجد راحة نفسية، بروحانية المكان، حيث اللقاء مع الله، والاعتزال للدعاء والتسبيح وقراءة القرآن الكريم والتدبر فيه، وتحرى أوقات الإجابة عند السجود، بين الأذان والإقامة والثلث الأخير من الليل، وعند نزول المطر، وعند الافطار من الصيام، وفي السفر، وأدبار الصلوات، وآخر ساعة من يوم الجمعة.

تصور أثناء وجودك للدعاء أو قراءة القرآن، يأتي شخصا بجانبك ويسلم عليك أو على الموجودين بصوت جهوري (بالطبع الظن إنه على نية طيبة ولكن التصرف خطأ) أو شخص يتصفح هاتفه ومن ثم يصدر صوت موسيقى أو حوار مسجل أو أية أصوات، وأعيد وأكرر بعدم الشك في نواياهم التي نحسبها طيبة، لكن تلك التصرفات الخاطئة مزعجة وكاسرة لروحانية جلسة المسلم في المسجد، ناهيك عن ضررها على الذي تصرف الخطأ، فماذا تنتظر ممن يتصفح هاتفه أثناء وجوده بالمسجد، هل سيقرأ القرآن بتدبر، هل سينهي حزبا أو جزءا من المصحف، هل سيدعو الله بخشوع تام؟

كانت الجلسة في الديوان العامر للأخ الكبير أبا عمار عامرة بالأحاديث الهادفة، تخللها ملاحظات ونصائح الشيخ فاتح إمام المسجد الحاثة على التحلي بأخلاق الشهر الكريم، أسأل الله أن تكون الإمارات الشقيقة ودبي دار الحي عامرة بالأمن والرخاء، وأن يحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين، ويتقبل منا جميعا الصيام والقيام والعبادة في الشهر الكريم.

قال تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" (البقرة: 186).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن"، وذلك بسنده إلى أبي حازم التمار عن البياضي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: "إن المصلي يناجي ربه فلينظر ماذا يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن". وعَنْ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ رحمه الله أَنَّهُ قَال: "الْكَلامُ فِي الْمَسْجِدِ لَغْوٌ إلا لِمُصَلٍّ أَوْ ذَاكِرِ رَبِّهِ أَوْ سَائِلِ خَيْرٍ أَوْ مُعْطِيه". مصنف عبد الرزاق ج: 8 باب كلام عكرمة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم المسلم فی المسجد یقوم به المسلم الشهر الکریم إمام المسجد أثناء وجوده الصلاة فی الله أ أو على

إقرأ أيضاً:

تأهل 63 متسابقا في ختام التصفيات النهائية لمسابقة النور لعلوم القرآن الكريم بنزوى

نزوى- ناصر العبري

اختتمت التصفيات النهائية لمسابقة النور لعلوم القرآن الكريم في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية، حيث تأهل 63 متسابقًا ومتسابقة من مختلف المستويات بعد منافسة قوية شهدتها المراحل السابقة، إذ بلغ إجمالي عدد المشاركين منذ انطلاق المسابقة 785 متسابقًا ومتسابقة من مختلف الفئات العمرية، منهم 272 من الذكور و513 من الإناث.

وأوضح الدكتور سالم بن عبدالله الشكيلي رئيس لجنة المتسابقين، أن التصفيات النهائية ضمت 16 متسابقًا من الذكور و47 متسابقة من الإناث، تنافسوا جميعًا على المراكز الأولى في مختلف المستويات، مضيفا أن اللجنة المنظمة خصصت 3 جوائز لكل مستوى، إلى جانب خمس جوائز تشجيعية، لتحفيز المشاركين على حفظ القرآن الكريم وتدبر معانيه.

ومن المقرر أن تُعلن نتائج الفرز النهائية بعد أسبوع، فيما يُنتظر إقامة حفل التكريم خلال شهر أبريل المقبل، لتكريم الفائزين والمشاركين تقديرًا لجهودهم في تعلم كتاب الله.

من جانبه، أعرب المتسابق سعيد بن هلال الشرياني عن تقديره للمسابقة، مؤكدًا أنها بادرة طيبة تعزز ارتباط المشاركين بكتاب الله، وتتيح لهم فرصة مراجعة عدد من التفاسير، مما يساهم في تعزيز الفائدة المرجوة. كما أشاد الشرياني بالتنظيم المتميز والتقنيات المستخدمة في المسابقة، مقدمًا شكره للجنة التنظيم على جهودها الكبيرة في إنجاح هذا الحدث.

وقالت ابتهال بنت سلام الحوسنيه إحدى المتسابقات بأن المسابقة كانت تجربة روحانية مميزة، ساعدتها في تعزيز علاقتها بكتاب الله ومكنتها من تعميق فهمها لآياته من خلال مراجعة التفاسير المختلفة. وأشادت بالتنظيم الدقيق للمسابقة والتقنيات الحديثة المستخدمة في التقييم، مما ساهم في توفير بيئة تنافسية عادلة ومحفزة للمشاركين. كما عبّرت عن شكرها وتقديرها للجنة المنظمة على جهودها في إنجاح هذه الفعالية القرآنية.

يشار إلى أن مسابقة النور لعلوم القرآن الكريم، في نسختها الثانية، تُعد من الفعاليات البارزة التي تهدف إلى نشر الثقافة القرآنية، وتعزيز روح التنافس الإيجابي بين مختلف الفئات العمرية، لترسيخ القيم الإسلامية وتعزيز الارتباط بكتاب الله.

 

مقالات مشابهة

  • القرآن الكريم دستور حياة مثالية 100 %
  • البعض يُفسد على نفسه الشهر الفضيل باللهو ومتابعة المواد التلفزيونية الهابطة
  • مفتي الجمهورية يوضح حكم وهب ثواب قراءة القرآن الكريم للأحياء «فيديو»
  • هل يجوز وهب ثواب قراءة القرآن الكريم للأحياء؟.. مفتي الجمهورية يجيب
  • هل صلاة الفجر غير صلاة الصبح ؟.. الإفتاء توضح
  • شيخ الأزهر: الله حفظ القرآن الكريم من التحريف والتبديل والضياع
  • تكريم 85 طفل من حفظة القرآن الكريم بمسجد عمر بن الخطاب بأسوان
  • تأهل 63 متسابقا في ختام التصفيات النهائية لمسابقة النور لعلوم القرآن الكريم بنزوى
  • تكريم 60 من حفظة القرآن الكريم بقرية أبو رقبة بالمنوفية