أسرار نتعلمها من شهر الصيام
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
نفحات رمضانية
أسرار نتعلمها من شهر الصيام
إن المتأمل في أسرار الصيام يجد فيه الكثير من الحكمة، والإفطار بعد ساعات من الإقلاع عن الأكل والشرب يعلمنا أشياء كثيرة منها:
- أننا نشتهي الأشياء أكثر من حاجتنا إليها
إن رمضان هو تجسيد حقيقي لخيبة شهواتنا الكبيرة، فحين تأتي لحظة الإفطار نجد أننا رغم عطشنا وجوعنا الكبير، نحن غير قادرين على أكل أكثر مما تتسع له بطوننا من كل تلك الأطباق المتنوعة التي ظللنا طوال النهار نتعذب بشم روائحها، فالجائع يشبع بقطعة خبز كما يشبع أيضا بطبق من الحم الخروف، والعطشان يرتوي بكأس ماء، كما يرتوي بأطيب العصائر الطازجة، والأمر ينطبق على كل الشهوات الأخرى، على فخامة البيت الذي تقطن فيه، سعر الثياب، نوع السيارة، نحن نشتهي دوما ما يفوق احتياجنا، ونزهد بما في أيدينا، ونكفر بالنعم، في حين أننا قادرون دوما على الاكتفاء بالقليل، فما الداعي لأن نضيع حياتنا حسرات على أمور لو لم تتيسر لنا في الدنيا لما نقصنا في الحقيقة شيء،وكل المتع الحياتية متع منقوصة، براقة في بداياتها، باهتة بعد برهة من امتلاكها.
– يعلمنا أن الوقت الذي نضيعه في اشتهاء المتع الدنيوية أكثر من الذي نقضيه في التمتع بها حين نملكها
فنحن لن نستطيع أن نطيل زمن استمتاعنا أكثر من تلك البرهة الزمنية الصغيرة التي تقع بين اللقمة الأولى ولحظة الشبع، والرشفة الأولى من الكأس ولحظة الارتواء، رغم أننا أمضينا النهار الطويل ننتظر هذه اللحظات بفارغ الصبر، وكذلك زمن الحسرات المديد على أي لذة غير ممكنة، على السيارة المشتهاة، والوظيفة المشتهاة، والرحلة السياحية المشتهاة، إنه أطول بكثير من زمن المتعة التي سنعيشها عندما ستتحقق هذه الأمنيات، إنها باختصار تجارة خاسرة، نبذل فيها الكثير من أعمارنا من أجل هنيهات من التلذذ.
– يعلمنا رمضان أن اشتهاءنا لملذات الدنيا أكبر من حقيقة الملذات نفسها حين بلوغها
إن كل ما نشتهيه بشدة ونذيب صدورنا حسرة عليه، يترك في واقع الحال خيبة أمل كبيرة عندما نملكه، لا ينطبق الأمر على الارتواء بعد عطش، وعلى الشبع بعد جوع، بل ينطبق على كل ما نشتهيه من الملذات الدنيوية مهما كانت، إن تخيلنا للمتعة وتلهفنا عليها هو أكبر من حقيقتها المليئة في الواقع بالنواقص والمنغصات.
كما أننا حين تحضر هذه المتع، لن نستطيع بأن نشعر بأكثر مما تسمح به أجسادنا، تلك التي صُممت للشعور بدرجة محدودة من اللذة في كل شيء، في الأكل، في الشرب، في الامتلاك..إلخ، هناك دوما عتبة من الشعور لا نستطيع تخطيها، لذا فإن بعد كل اشتهاء خيبة أكبر منه بأضعاف، وشعور بالفراغ، وبالحاجة إليه من جديد، وهكذا فإن الإنسان لا يكتفي من شيء في هذه الحياة، وفي سبيل الوصول لمتع جديدة فإنه يبطش ويعتدي ويسرق ويتجبر، دون أن يشعر أبدا بالرضا والارتواء، لأنه باختصار يلاحق سرابا.. “وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور”.
– علمنا أنه ثمة فردوس يتحقق فيه الإشباع المنشود بلا حدود
إن كل المتع في هذه الحياة متع منقوصة، لأن كل ما هو دنيوي من المتع واللذات، له ما يقهره ويفنيه، من الوقتِ والتعودِ ومحدودية قدرة الجسد على الاستمتاع، لذا فإن العاقل هو من يدرك أنه لا مغزى من الطمع في هذه الحياة، وأن الاشتهاء الحقيقي لابد أن يكون للفوز بجنة الرحمان، التي فيها ما لا يخطر على بال بشر.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
وزير المالية: نراهن على تنامي وزيادة دور القطاع الخاص في الاقتصاد المصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد أحمد كجوك وزير المالية، أننا نُراهن على تنامي وزيادة دور القطاع الخاص في الاقتصاد المصري؛ لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، موضحًا أن المجموعة الوزارية الاقتصادية تعمل في تناغم، بأولويات ومستهدفات متسقة في إطار رؤية واضحة لتحفيز النمو والتنمية.
وقال، فى حلقة نقاشية مشتركة مع المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، نظمتها الجمعية المصرية للاستثمار المباشر ورأس المال المخاطر وأدارها أيمن سليمان؛ رئيس الجمعية، إننا منفتحون جدًا على رؤى وأفكار مجتمع الأعمال، ونتحرك بمرونة لتخفيف الأعباء على القطاعات الإنتاجية والتصديرية، لافتًا إلى أن أولويات ومستهدفات السياسات المالية ستؤثر بقوة فى تهيئة بيئة أعمال محفزة لتنافسية الاقتصاد المصري.
وأضاف: “إننا نعمل على استعادة الثقة مع مجتمع الأعمال بحزم متتالية من التيسيرات، على نحو يرسخ لتغيير ملموس فى الواقع الضريبي، مؤكدًا أننا لمسنا تجاوبًا مشكورًا وإقبالًا ملحوظًا من مجتمع الأعمال للاستفادة من المزايا الكبيرة فى الحزمة الأولى للتسهيلات الضريبية”.
وأشار كجوك، إلى أن تحديات كثيرة ستنتهي تلقائيًا مع توجهنا الصحيح لتوسيع القاعدة الضريبية وإرساء دعائم الشراكة مع الممولين. كما أوضح أن الإيرادات الضريبية خلال النصف الأول من العام المالى الحالى ارتفعت بنسبة ٣٨٪ مع انطلاق مسار الثقة والشراكة والمساندة لمجتمع الأعمال.
وأكد أننا نستهدف مخصصات لبرامج ومبادرات تحفيز القطاعات الاقتصادية خلال العام المقبل تعادل «ثلاثة أمثال» السنة الحالية، قائلاً: «لا إعفاءات.. ولكننا منفتحون على تقديم مساندة نقدية لبعض الأنشطة ذات الأولوية لتحقيق أهداف واضحة فى توقيتات محددة».
وأضاف أننا نعمل جميعًا على الاستغلال الأمثل لأصول الدولة وإدارتها بشكل جيد؛ لضمان تحقيق أفضل عوائد ممكنة لدعم الاقتصاد المصرى.