مأرب برس:
2025-03-10@17:45:36 GMT

أول وكيل ذكاء اصطناعي حقيقي، زلزال صيني جديد

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

أول وكيل ذكاء اصطناعي حقيقي، زلزال صيني جديد

 

 فيما لا تزال ارتدادات "ديب سيك" تهز الأوساط المالية والتقنية في الولايات المتحدة، اطلقت الشركة الناشئة الصينية "مونيكا" وكيل الذكاء الاصطناعي المستقل "مانوس AI"، ما يعد تقدما كبيرا نحو تحقيق الذكاء الاصطناعي العام وصفعة جديدة للتفوق الأميركي في المجال.

ويعد "مانوس"، وكيل ذكاء اصطناعي ثوري قادر على التفكير والتصرف بشكل مستقل.

مما سيحدث صدمة في مجتمع الذكاء الاصطناعي العالمي، ويعيد إشعال نقاش مستمر منذ عقود:

ماذا يحدث عندما يتوقف الذكاء الاصطناعي عن طلب الإذن ويبدأ في اتخاذ قراراته الخاصة؟ و"مانوس" ليس مجرد روبوت محادثة آخر، ولا هو مجرد محرك بحث محسن بواجهة مستقبلية.

إنه أول وكيل ذكاء اصطناعي مستقل بالكامل في العالم، نظام لا يساعد البشر فحسب، بل يحل محلهم.

بدءًا من تحليل المعاملات المالية إلى تقييم المرشحين للوظائف، يتنقل "مانوس" في العالم الرقمي دون إشراف، ويتخذ قرارات بسرعة ودقة تفوق حتى أكثر المهنيين خبرة.

إنه، ببساطة، عقل رقمي متعدد المهارات، قادر على إدارة المهام عبر مختلف الصناعات دون عوائق التردد البشري.

لكن كيف تمكنت الصين، التي غالبًا ما تُعتبر متأخرة عن الولايات المتحدة في الأبحاث الأساسية للذكاء الاصطناعي، من إنتاج شيء لم يكن حتى وادي السيليكون سوى ينظّر بشأنه؟

والأهم من ذلك، ماذا يعني ذلك لمعادلة القوة في الذكاء الاصطناعي؟ لحظة "ديب سيك" الثانية في أواخر 2023، أثار إطلاق "ديب سيك"، وهو نموذج ذكاء اصطناعي صيني مصمم لمنافسة "جي بي تي-4" من "أوبن أي آي"، ضجة كبيرة ووُصف بأنه لحظة "سبوتنيك" الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي.

كان ذلك أول مؤشر ملموس على أن الباحثين الصينيين يسدّون الفجوة في قدرات نماذج اللغة الكبيرة.

ولكن "مانوس" يمثل شيئًا مختلفًا تمامًا—فهو ليس مجرد نموذج آخر، بل وكيل ذكاء اصطناعي قادر على التفكير والتخطيط وتنفيذ المهام بشكل مستقل، ويتفاعل مع العالم الحقيقي بسلاسة شبيهة بمتدرب بشري بقدرة انتباه غير محدودة. الفرق بين "مانوس" ونظرائه الغربيين هذا ما يجعل "مانوس" مختلفًا عن نظرائه في الغرب.

فبينما يعتمد "تشات جي بي تي-4" و"جيميني" من غوغل على توجيهات بشرية لإرشادهم، لا ينتظر "مانوس" الأوامر.

بل تم تصميمه لبدء المهام تلقائيًا، وتقييم المعلومات الجديدة، وضبط نهجه ديناميكيًا. إنه، بكل المقاييس، أول وكيل ذكاء اصطناعي عام حقيقي.

على سبيل المثال، عند إعطائه ملفًا مضغوطًا يحوي سير ذاتية، لا يكتفي "مانوس" بترتيب المرشحين، بل يقرأ كل سيرة ذاتية، يستخرج المهارات ذات الصلة، يربطها باتجاهات سوق العمل، ويقدم قرار توظيف مثاليًا—بما في ذلك إنشاء جدول بيانات تلقائيًا.

وعند إعطائه أمرًا غامضًا مثل "ابحث لي عن شقة في سان فرانسيسكو"، لا يكتفي بعرض نتائج البحث، بل يأخذ بعين الاعتبار معدلات الجريمة، واتجاهات الإيجار، وحتى أنماط الطقس، ليقدم قائمة مختصرة من العقارات المتناسبة مع تفضيلات المستخدم غير المعلنة.

عامل مجتهد وغير مرئي لفهم "مانوس"، تخيل مساعدًا غير مرئي يمكنه استخدام الحاسوب تمامًا كما تفعل—فتح علامات تبويب المتصفح، ملء النماذج، كتابة الرسائل الإلكترونية، برمجة البرمجيات، واتخاذ قرارات في الوقت الفعلي. لكنه، على عكسك، لا يشعر بالتعب أبدًا.

يكمن مفتاح قوته في بنيته متعددة الوكلاء.

فبدلًا من الاعتماد على شبكة عصبية واحدة، يعمل "مانوس" كمدير تنفيذي يشرف على فريق من الوكلاء المتخصصين.

وعند تكليفه بمهمة معقدة، يقسم المشكلة إلى أجزاء قابلة للإدارة، ويوزعها على الوكلاء المناسبين، ويراقب تقدمهم.

تُمكّنه هذه البنية من تنفيذ عمليات متعددة المراحل، والتي كانت تتطلب سابقًا ربط عدة أدوات ذكاء اصطناعي معًا يدويًا.

كما أن تشغيله السحابي غير المتزامن يُحدث نقلة نوعية.

فبينما تحتاج المساعدات الافتراضية التقليدية إلى تفاعل المستخدم المستمر، يعمل "مانوس" في الخلفية، وينبه المستخدم فقط عند جاهزية النتائج، مثل موظف فائق الكفاءة لا يحتاج إلى إشراف مستمر.

صدمة جديدة لوادي السيليكون لعدة سنوات، تمحور السرد السائد في الذكاء الاصطناعي حول الشركات التقنية الأمريكية الكبرى—"أوبن أي آي"، "غوغل"، "ميتا"—وتطويرها لنماذج لغوية أقوى.

وكان الاعتقاد السائد أن من ينجح في بناء روبوت المحادثة الأكثر تقدمًا، سيسيطر على مستقبل الذكاء الاصطناعي.

لكن "مانوس" قلب هذا التصور رأسًا على عقب. فهو ليس مجرد تحسين لنماذج الذكاء الاصطناعي الحالية، بل يمثل فئة جديدة من الذكاء، حيث يتحول الذكاء الاصطناعي من دور المساعد السلبي إلى الفاعل المستقل. والأهم من ذلك، أنه نظام صيني بالكامل.

أثار هذا التطور موجة قلق في وادي السيليكون، حيث اعترف قادة الذكاء الاصطناعي بهدوء أن اندفاع الصين نحو الأنظمة المستقلة يمكن أن يمنحها ميزة ريادية في قطاعات حيوية.

الخوف هنا هو أن "مانوس" يمثل بداية عصر "تصنيع الذكاء"—نظام شديد الكفاءة لدرجة أن الشركات ستضطر إلى استبدال العمالة البشرية بالذكاء الاصطناعي، ليس بدافع الرغبة، بل بدافع الضرورة الاقتصادية.

التحديات التنظيمية والأخلاقية ومع ذلك، يثير "مانوس" أيضًا أسئلة أخلاقية وتنظيمية عميقة.

ماذا يحدث عندما يتخذ وكيل ذكاء اصطناعي قرارًا ماليًا يؤدي إلى خسائر بملايين الدولارات؟ أو عندما ينفذ أمرًا بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة في العالم الحقيقي؟

ومن يتحمل المسؤولية عندما يتخذ نظام مستقل، مدرب على العمل دون إشراف، قرارًا خاطئًا؟ حتى الآن، لم تحدد الجهات التنظيمية الصينية، التي كانت تاريخيًا أكثر مرونة في تجربة تقنيات الذكاء الاصطناعي، حدودًا واضحة لاستقلالية الذكاء الاصطناعي. أما الجهات الغربية، فهي تواجه تحديًا أكبر:

إذ تفترض أطرها التنظيمية الحالية أن الذكاء الاصطناعي يتطلب إشرافًا بشريًا، وهو ما يناقضه "مانوس" تمامًا.

مستقبل غير مؤكد في الوقت الحالي، السؤال الأكبر ليس ما إذا كان "مانوس" حقيقيًا—فالأدلة قاطعة—بل مدى سرعة بقية العالم في اللحاق بالركب. لقد بدأ عصر وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقل، والصين تتصدر المشهد.

وبينما تواصل الشركات الغربية إعادة تقييم استراتيجياتها، قد يصبح من الضروري إعادة التفكير في معنى العمل، والإبداع، والمنافسة في عالم لم يعد فيه الذكاء حكرًا على البشر.

من بين ميزاته الرئيسية، يستطيع "مانوس AI" تنفيذ مجموعة واسعة من المهام مثل كتابة التقارير، إنشاء الجداول، تحليل البيانات، والتخطيط للرحلات، دون الحاجة إلى تدخل بشري متواصل.

كما أنه قادر على معالجة أنواع مختلفة من البيانات، بما في ذلك النصوص، الصور، وأكواد البرمجة، مما يجعله بالغ المرونة.

علاوة على ذلك، يمكنه التكامل مع أدوات خارجية مثل متصفحات الويب، محررات الأكواد، وأنظمة إدارة قواعد البيانات، مما يعزز من كفاءته. كما يتعلم "مانوس AI" باستمرار من تفاعلاته مع المستخدمين، مما يسمح له بتقديم استجابات أكثر تخصيصًا وفعالية بمرور الوقت.

حقق "مانوس AI" أداءً استثنائيًا في اختبار GAIA، وهو تقييم شامل لقدرات وكلاء الذكاء الاصطناعي على حل المشكلات الواقعية. وقد تفوق على نماذج رائدة مثل "جي بي تي-4" من "أوبن أي آي"، مما يبرز مهاراته المتقدمة في التفكير المنطقي، ومعالجة المدخلات متعددة الوسائط، والاستخدام الفعّال للأدوات الخارجية.

بفضل قدرته على تنفيذ المهام بشكل مستقل، من المتوقع أن يُحدث "مانوس AI" ثورة في عدة مجالات، بما في ذلك أتمتة العمليات التجارية، تحليل البيانات، تطوير البرمجيات، وإنشاء المحتوى.

حتى الآن، لم يتم إتاحة "مانوس AI" لعامة الجمهور، حيث تم اختباره فقط من قبل عدد محدود من المستخدمين بعد تقديم طلب للشركة المطورة.

وقد تم استخدامه بنجاح في مهام الأتمتة، وتحليل البيانات، وإنشاء المحتوى، واتخاذ القرارات، مما ساعد المستخدمين على زيادة إنتاجيتهم. وعلى عكس "جي بي تي-4"، الذي يقتصر على تقديم الاقتراحات، فإن "مانوس AI" قادر على تنفيذ المهام بشكل مستقل تمامًا، مما يجعله مساعدًا قويًا ومتعدد الاستخدامات. وقد تم تطويره من قبل الشركة الصينية "مونيكا"، المتخصصة في إنشاء وكلاء ذكاء اصطناعي مستقلين من الجيل الجديد

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

هل تقضي روبوتات الذكاء الاصطناعي على الصدق في تطبيقات المواعدة؟

تشهد تطبيقات المواعدة تحولًا كبيرًا مع بدء دمج روبوتات الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين في صياغة الرسائل، اختيار الصور، وكتابة الملفات الشخصية، مما يثير مخاوف بشأن تآكل المصداقية في التفاعلات عبر الإنترنت.

الذكاء الاصطناعي يدخل عالم المواعدة

أعلنت Match Group، الشركة المالكة لمنصات مثل Tinder وHinge، عن زيادة استثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث ستطلق ميزات جديدة هذا الشهر لمساعدة المستخدمين في تحسين ظهورهم على التطبيق، وصياغة رسائل جذابة، وتقديم نصائح حول كيفية التفاعل مع الآخرين.

لكن هذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا، إذ يرى خبراء أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في بناء العلاقات العاطفية قد يزيد من مشكلات العزلة الاجتماعية، ويفقد المستخدمين مهارات التواصل الفعلية عند اللقاءات الحقيقية بعيدًا عن شاشاتهم.

مخاوف بشأن المصداقية والانعزال الاجتماعي

أحد أبرز التحديات التي تطرحها هذه التقنية هو صعوبة التمييز بين المستخدمين الحقيقيين وأولئك الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في تفاعلاتهم.

فيما قاد  د. لوك برانينج، محاضر في الأخلاقيات التطبيقية بجامعة ليدز، حملة تطالب بتنظيم هذه الميزة، مشيرًا إلى أن "استخدام التكنولوجيا لحل مشكلات اجتماعية سببها التكنولوجيا قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، وليس إصلاحها".

وأعرب عشرات الأكاديميين من بريطانيا، الولايات المتحدة، كندا وأوروبا عن قلقهم من أن التوسع السريع في ميزات الذكاء الاصطناعي على تطبيقات المواعدة قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الصحة العقلية والعزلة، إلى جانب تعزيز التحيزات العنصرية والجندرية الموجودة في الخوارزميات، مما يزيد من التحديات التي تواجه المستخدمين."

التحديات والفرص: هل الذكاء الاصطناعي حل أم مشكلة؟

يرى مؤيدو هذه التقنيات أنها قد تساعد في تخفيف الإرهاق الناتج عن التفاعل المطول مع التطبيقات، حيث يمكن للمستخدمين الاستفادة من "مساعدي المواعدة الافتراضيين" لصياغة رسائل فعالة دون الحاجة لقضاء ساعات في البحث عن العبارات المناسبة.

أحد الأمثلة البارزة هو ألكسندر جادان، مدير منتج، الذي قام ببرمجة روبوت ذكاء اصطناعي باستخدام ChatGPT للتواصل مع أكثر من 5000 امرأة على Tinder، ما أدى في النهاية إلى العثور على شريكته الحالية.

هل يجب فرض رقابة على الذكاء الاصطناعي في المواعدة؟

يرى برانينغ أن تطبيقات المواعدة يجب أن تخضع لرقابة مماثلة لتلك المفروضة على منصات التواصل الاجتماعي، قائلًا: "تستهدف تطبيقات المواعدة مشاعرنا الأكثر حميمية ورغباتنا العاطفية، لذا يجب أن تكون قيد رقابة تنظيمية أكثر صرامة."

من جهتها، أكدت Match Group أن استخدام الذكاء الاصطناعي سيتم بطريقة "أخلاقية ومسؤولة مع مراعاة سلامة المستخدمين وثقتهم".

 بينما قالت Bumble إنها ترى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن "يعزز الأمان ويحسن التجربة، دون أن يحل محل التواصل البشري."

الخلاصة: إلى أين تتجه المواعدة الرقمية؟

مع وجود أكثر من 60.5 مليون مستخدم لتطبيقات المواعدة في الولايات المتحدة وحدها، و4.9 مليون مستخدم في المملكة المتحدة، بات السؤال الأهم هو: هل يؤدي دمج الذكاء الاصطناعي في هذه المنصات إلى تسهيل بناء العلاقات، أم أنه سيؤدي إلى فقدان الثقة والارتباط العاطفي الحقيقي؟

بينما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد في تخفيف ضغوط المواعدة، فإن آخرين يحذرون من أنه قد يحول العلاقات العاطفية إلى تجربة غير واقعية، حيث يتحدث الجميع بنفس الأسلوب، ويصبح الصدق والتلقائية عملة نادرة في عالم المواعدة الرقمية.

مقالات مشابهة

  • الأوّل في العالم.. الصين تطلق أول نظام «ذكاء اصطناعي» مستقل بالكامل
  • أداة ذكاء اصطناعي خارقة تساعد الأندية على إيجاد أنسب اللاعبين
  • مانوس.. منصة ذكاء اصطناعي جديدة تحدث ضجة في عالم التقنية
  • إطلاق نظام ذكاء اصطناعي مستقل بالكامل في الصين
  • المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي
  • ذكاء Apple المتعثر.. هل فقدت الشركة سباق الذكاء الاصطناعي؟
  • هل تقضي روبوتات الذكاء الاصطناعي على الصدق في تطبيقات المواعدة؟
  • كارل.. ذكاء اصطناعي يكتب أبحاثاً معترف بها
  • ذكاء اصطناعي للتعرف على أوردة راحة اليد