أمريكا تعلن إلغاء 5200 برنامج من USAID والإبقاء على 1000
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
(CNN)-- أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الاثنين، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ألغت 83% من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وتعتزم نقل البرامج المتبقية تحت إدارة وزارة الخارجية.
ومن شأن هذه الخطوة التي تقضي بأن تتولى وزارة الخارجية الأمريكية إدارة البرامج الـ1000 المتبقية من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أن تضع حدا للتفكيك السريع والجذري للمنظمة الإنسانية المستقلة، والتي شوه صورتها الرئيس دونالد ترامب وإيلون ماسك.
وقال روبيو في منشور عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس"، وليس حسابه الرسمي كوزير للخارجية: "بعد مراجعة استمرت 6 أسابيع، ألغينا رسميا 83% من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية".
وأضاف روبيو أن "العقود الـ5200 التي تم إلغاؤها الآن أنفقت عشرات المليارات من الدولارات بطرق لم تخدم (وفي بعض الحالات أضرت) بالمصالح الوطنية الأساسية للولايات المتحدة"، حسبما زعم دون تقديم تفاصيل عن العقود الملغاة.
وقال روبيو: "بالتشاور مع الكونغرس، نعتزم إدارة الـ18% المتبقية من البرامج التي أبقينا عليها (حوالي 1000) بشكل أكثر فعالية تحت إشراف وزارة الخارجية".
وأضاف: "شكرا لإدارة الكفاءة الحكومية وموظفينا الذين اجتهدوا وعملوا لساعات طويلة جدا لتحقيق هذا الإصلاح التاريخي"، في إشارة إلى الإدارة التي يتولاها إيلون ماسك الذي قام بتعيين مسؤولين في جميع الوكالات الفيدرالية واتخذ خطوات مثيرة للجدل لخفض الإنفاق الفيدرالي.
وردا على المنشور، قال ماسك- الذي ورد أن روبيو كان على خلاف معه- إنه "صعب، ولكنه ضروري".
وأضاف: "إنه أمر جيد العمل معكم. يجب أن تكون العناصر المهمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع وزارة الخارجية". وكان إيلون ماسك انتقد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مرارا وتكرارا وقال إنه يجب أن تُلقى في "مفرمة الأخشاب".
وفي ملف قُدم للمحكمة في أواخر فبراير/شباط الماضي، قالت الإدارة الأمريكية إنها أنهت ما يقرب من 5800 منحة تقدمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وبحسب الملف القضائي، فإن روبيو "اتخذ قرارا نهائيا فيما يتعلق بكل منحة على حدة، واختار إما الإبقاء على المنحة أو إنهائها وفقا لاعتبارها تتعارض مع المصالح الوطنية والسياسة الخارجية للولايات المتحدة".
وقالت مصادر تحدثت إلى شبكة CNN في ذلك الوقت إن تلك الإنهاءات شملت تمويل برامج تعتبر منقذة للحياة ومنحت إعفاءات من التجميد الشامل للمساعدات الخارجية. ووصف العديد من المسؤولين الإنسانيين إنهاءات المنح بأنها "حمام دم". وقال آخرون إن طرح إنهاء تلك البرامج من وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كان مربكا وغير متوقع، حتى بالنسبة لبعض المسؤولين داخل تلك الوكالات. وكانت هناك تقارير أفادت بأن بعض العقود التي تم إنهاؤها قد أُعيدت.
وتواصلت شبكة CNN مع وزارة الخارجية للحصول على مزيد من المعلومات، بما في ذلك الاختلاف في الأرقام بين ما جاء في منشور روبيو والملف المقدم للمحكمة.
وتوزع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مليارات الدولارات في جميع أنحاء العالم سنويا لمحاولة تخفيف حدة الفقر وعلاج الأمراض والاستجابة للمجاعات والكوارث الطبيعية. كما تعمل على تعزيز بناء الديمقراطية والتنمية من خلال دعم المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام المستقلة والمبادرات الاجتماعية. وقد توقف معظم هذا العمل بسبب تحركات إدارة ترامب، التي زعمت سوء الاستخدام والاحتيال.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الخارجية الأمريكية الكونغرس الأمريكي دونالد ترامب الوکالة الأمریکیة للتنمیة الدولیة وزارة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
هجوم إسرائيلي على وكالة USAID الأمريكية بزعم تعاطفها مع حماس
عقب القرار الأمريكي بوقف تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID" عن بعض الدول العربية والأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد زعمت محافل الاحتلال أن هذه الوكالة تضخ ملياراتها لدعم المنظمات العاملة ضده، من خلال تعاونها مع اليسار الإسرائيلي، ووصفها إيلون ماسك بأنها "منظمة إجرامية"، كونه يرأس إدارة كفاءة الحكومة (DOGE).
تسفي سادان المؤرخ والباحث في الحركة التقدمية، ذكر أن "الوكالة الأمريكية تسيطر على ميزانية قدرها 40 مليار دولار، ولديها عمليات في جميع أنحاء العالم، ورغم كونها مؤسسة حكومية، لكنها ترتبط بعشرات المؤسسات الخاصة والمنظمات غير الحكومية، وتدير سياسة مستقلة، وتدعم أساساً المنظمات اليسارية التقدمية حول العالم، مع أنها تأسست في الستينيات لمكافحة الشيوعية، التي لم تعد تشكل تهديدًا بعد سقوط جدار برلين في 1989، ومنذ التسعينيات، أصبح هدفها تعزيز الديمقراطيات حول العالم".
وزعم في مقال نشره موقع ميدا اليميني، وترجمته "عربي21"، أن "وثائق الوكالة تثبت أنها حوّلت مبالغ كبيرة لمنظمات يسارية فلسطينية وإسرائيلية، بعضها نشط في الاحتجاجات ضد الانقلاب القانوني وأثناء الحرب على غزة، بل ومنظمات مرتبطة بحماس والسلطة الفلسطينية، زاعما أنه منذ السابع من أكتوبر 2023 تلقى الفلسطينيون 2.7 مليار دولار من الإدارة الأمريكية ومنظمات التنمية الدولية، زاعماً أنها حوّلت قبل ستة أيام من الهجوم الشهير 900 ألف دولار لمنظمة غزية مقربة من حماس".
وتابع أن "المليارات التي تذهب للمنظمات اليسارية الإسرائيلية والفلسطينية ليست مخصصة فقط للاحتياجات الإنسانية، ولا لتعزيز الديمقراطية البرلمانية، بل تهدف هذه المليارات لتعزيز المشروع التقدمي، الذي يرى في دولة الاحتلال حجر عثرة يمنع العالم من أن يصبح مكانا أفضل، مؤسسة "زوخروت" لتعزيز حق العودة للفلسطينيين، ومنظمات تريد إقامة دولة فلسطين بدلاً من دولة الاحتلال، لأن الوكالة التي تؤيد حق العودة، فهي تنكر حق وجود الدولة اليهودية؛ وهذه إشارة أنها معادية للصهيونية ومعادية للسامية في الوقت نفسه".
واعتبر أن "الوكالة الأمريكية تدعم منظمات يسارية يترأس أحدها جوديث بيتلر، التي قالت في 2006 إن حماس وحزب الله حركتان اجتماعيتان تقدميتان، وجزء من اليسار العالمي، وبعد وقت قصير من هجوم حماس في السابع من أكتوبر، قالت إن "الهجوم عمل من أعمال المقاومة . لم يكن إرهابياً، ولا معادياً للسامية، بل هجوم ضد الإسرائيليين، وشكّل انتفاضة من حالة عبودية ضد جهاز دولة عنيف".
ونقل عن "أكيلي مبيمبي أحد قادة المؤسسات الحاصلة على تمويل الوكالة الأمريكية أن "إسرائيل" نموذج لدولة تجمع في داخلها خصائص العنصرية القاتلة الانتحارية، والمثال الأكثر كمالاً لذلك هو احتلالها الاستعماري لفلسطين، ولهذا السبب فإن الشخص "الانتحاري" هو الجسد المحتل الذي يتحول لقطعة من المعدن وظيفتها ولادة الحياة الأبدية بالتضحية بالنفس، وفي الموت يتكاثر الجسد، ويتحرر حرفياً ومجازياً من الحصار والاحتلال، دون أن يذكر اليهود الذين قتلهم هذا الانتحاري، لأنهم شرّ مطلق، وليس لهم الحق في الوجود".
وأوضح أنه "لا يوجد فرق كبير بين هذه التصريحات وشعارات حماس التي انشغلت بالفعل بالتخطيط لعملية طوفان الأقصى، وأصحاب هذه المواقف يظهرون في المسيرات الحاشدة الداعية لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وتطالب بالإفراج عن المختطفين، وبأي ثمن، ويدعون لحرب أهلية ضد اليمين الإسرائيلي، باعتباره أسوأ من النازيين، وليس له الحق في الوجود".
وختم بالقول إن "المليارات المحوّلة من الولايات المتحدة وأوروبا للمنظمات اليسارية والمرتبطة بحماس والسلطة الفلسطينية لا تترك مجالاً للشك في أن كل هذا المبلغ الضخم من المال يتم تحويله لكيانات تعمل على القضاء على دولة الاحتلال".