قال 3 مسؤولين في قطاع الطاقة العراقي، إن البلاد ليس لديها بدائل فورية لتعويض الطاقة المستوردة من إيران، مشيرين إلى أن النقص سيعرقل توفير ما يكفي من الكهرباء لتلبية الاستهلاك المحلي، خاصة في فصل الصيف.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول وصفته بالكبير في وزارة الكهرباء قوله: إن الحكومة بدأت في تنفيذ إجراءات عاجلة لتقليل تأثير القرار الأميركي على إمدادات الكهرباء في العراق.

يأتي ذلك بعد أن ألغت الولايات المتحدة السبت إعفاءً يسمح للعراق بشراء الكهرباء من إيران، في إطار حملة "أقصى الضغوط" التي يشنها الرئيس دونالد ترامب على طهران لحرمانها من الإيرادات المالية.

ويعتمد العراق اعتمادا كبيرا على الغاز الإيراني لتشغيل محطاته الكهربائية، خاصة في الجنوب، وهذا يجعل البلاد عرضة للتأثر بأي تقلبات في إمدادات الغاز من إيران.

وتزود إيران العراق بنحو 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، بما يغطي نحو ثلث احتياجات البلاد، وهو ما يكفي لإنتاج نحو 6 آلاف ميغاواط من الكهرباء.

العراق يحتاج إلى ما يقرب من 30 إلى 40 ألف ميغاواط لتغطية كامل حاجته من الكهرباء خصوصا في وقت الذروة (الجزيرة) خارج المنظومة

من جانبه، قال القائم بالأعمال الأميركي في بغداد دانيال روبنشتاين، إن استيراد العراق الغاز الطبيعي من إيران لا يزال خارج منظومة العقوبات الأميركية.

إعلان

وحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي عطوان العطواني، الذي التقى روبنشتاين في بغداد، فإن الجانبين ناقشا إلغاء الولايات المتحدة الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الغاز الطبيعي من إيران بغية توليد الكهرباء.

وأعرب العطواني عن قلقه من انتهاء مدة الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الغاز الطبيعي من إيران.

وأشار إلى أن توقف العراق عن استيراد الغاز من إيران سيؤدي إلى انهيار المنظومة الكهربائية الوطنية، خاصة في أشهر الصيف، ما سيكون له تبعات كارثية على الشعب.

من جانبه، قال القائم بالأعمال الأميركي، إن استيراد العراق الغاز الطبيعي من إيران "هو لغاية الآن خارج منظومة العقوبات"، وستبذل الجهود لإيجاد حلول دائمة تخدم مصالح بغداد وواشنطن.

وكانت الإدارة الأميركية أعلنت، إلغاء الإعفاء الذي يسمح للعراق بدفع أموال لإيران مقابل استيراد الغاز الطبيعي منها بغية إنتاج الكهرباء.

كما أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن العراق لم يبلغ رسمياً بإنهاء الإعفاءات على الغاز الإيراني المستورد، وأشار إلى أن الحكومة وضعت سيناريوهات لمواجهة أي تطورات بهذا الخصوص.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أن القرار يوضح كيف تتخلى إدارة ترامب الجديدة عن اتفاقيات السياسة الخارجية التي اتبعتها في السنوات السابقة، ما سبب، في بعض الأحيان، قلقَ حلفاء الولايات المتحدة وهي تسعى إلى تحقيق أهدافها الجيوسياسية.

ونقلت رويترز عن مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية، فرهاد علاء الدين: "إن إنهاء الإعفاء من العقوبات الأميركية الذي سمح للعراق بشراء الطاقة الإيرانية يمثل تحديات تشغيلية مؤقتة".

وتابع: "إن الحكومة تعمل جاهدة على إيجاد بدائل لمواصلة إمدادات الكهرباء والتخفيف من وطأة أي اضطرابات محتملة".

إعلان

وأشار إلى أن "تعزيز أمن الطاقة يظل أولوية وطنية، وستستمر جهود تحسين الإنتاج المحلي وكفاءة الشبكة والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة بأسرع وتيرة".

بغداد تخشى من وقف استيراد الغاز من إيران لأنه سيؤدي إلى انهيار المنظومة الكهربائية الوطنية خاصة في أشهر الصيف (الجزيرة)

تنديد

من جانبها، نددت طهران بقرار الولايات المتحدة عدم تجديد الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الكهرباء من إيران، معتبرة أنه "غير قانوني".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي إن "مثل هذه التصريحات هي اعتراف بالخروج على القانون، اعتراف بالجرائم ضد الإنسانية، لأن العقوبات الأميركية أحادية الجانب، ضد الأمة الإيرانية، هي غير مبررة ودون أي أساس قانوني".

وقالت مصادر، إن الولايات المتحدة استغلت مراجعة الإعفاءات، وهي من السبل التي اتبعتها للضغط على بغداد من أجل السماح بتصدير النفط الخام من إقليم كردستان العراق عبر تركيا، والهدف هو تعزيز الإمدادات في السوق العالمية والحفاظ على استقرار الأسعار، ما يمنح واشنطن مجالا أوسع لمواصلة جهودها في تقييد صادرات النفط الإيرانية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية: "التحول في مجال الطاقة في العراق يوفر فرصا لشركات أميركية هي الأكثر خبرة في العالم في تعزيز كفاءة محطات الكهرباء وتحسين الشبكات وتطوير الربط الكهربائي مع شركاء يعتمد عليهم".

وقلل المتحدث من تأثير واردات الكهرباء الإيرانية على شبكة الكهرباء في العراق. وقال "شكلت واردات الكهرباء من إيران في عام 2023 نحو 4% فقط من إجمالي استهلاك الكهرباء في العراق".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الغاز الطبیعی من إیران الولایات المتحدة استیراد الغاز فی العراق خاصة فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

تحذير أممي: أزمة إنسانية خانقة في اليمن ونداء إنساني مهدد بالفشل

شمسان بوست / خاص:

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، مؤكداً أن البلاد لا تزال تعيش أزمة إنسانية خانقة بعد أكثر من عشر سنوات من الصراع المتواصل.


وأوضح المكتب أن أكثر من 19 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية أساسية تشمل الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى، بالإضافة إلى المياه النظيفة. ولفت إلى أن ما يقرب من نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما يفتقر كثيرون إلى الحد الأدنى من المياه الصالحة للشرب.


وأشار “أوتشا” إلى أن النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً من تبعات الأزمة المتفاقمة، محذراً من أن حجم الاحتياجات يتزايد باستمرار في الوقت الذي يشهد فيه التمويل الإنساني تراجعاً مقلقاً.

وكشف المكتب أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام الجاري، والتي تتطلب 2.5 مليار دولار، لم تحصل سوى على أقل من 7% من التمويل المطلوب، بما يعادل 173 مليون دولار فقط حتى الآن.


وعلى صعيد آخر، تواجه الفرق الإنسانية العاملة في اليمن تحديات متزايدة تتعلق بانعدام الأمن والاحتجازات، إلى جانب العراقيل البيروقراطية ومحاولات التدخل في عملهم، ما يصعّب من جهود الإغاثة.


من جانبه، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال المؤتمر الصحفي اليومي، إن شركاء الأمم المتحدة تمكنوا العام الماضي من إيصال المساعدات الغذائية والمياه النظيفة والأدوية إلى نحو 8 ملايين من أكثر اليمنيين تضرراً، مضيفاً: “اليوم، هناك عدد أكبر من المحتاجين، وعدد أقل من الشركاء القادرين على الوصول إليهم، مما يجعل الحاجة إلى التمويل والدعم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى”.

مقالات مشابهة

  • العراق وأميركا يوقعان مذكرة تفاهم لإنتاج 24 ألف ميغاواط من الكهرباء
  • وزير الكهرباء: 8 آلاف ميكا واط من طاقة المحطات الجديدة ستنتج دون الحاجة إلى وقود
  • وزير النفط: نعمل على استثمار أكثر من 70% من الغاز المحترق
  • أكبر حقل في العراق.. يوفّر الغاز لأكثر من 6 ملايين مواطن
  • رائحة خانقة في دمياط الجديدة.. تعرف على الأسباب
  • تحذير أممي: أزمة إنسانية خانقة في اليمن ونداء إنساني مهدد بالفشل
  • الصين تدخل أطول فترة من وقف استيراد الغاز الأمريكي
  • الكهرباء: وحدات توليدية جديدة تدخل الخدمة بداية حزيران
  • رويترز: فصائل مدعومة من إيران في العراق مستعدة لنزع سلاحها لتجنب غضب ترامب
  • رويترز: فصائل عراقية مدعومة من إيران مستعدة لنزع سلاحها