موقع 24:
2025-04-10@06:05:23 GMT

هل يتقرّب الإنسان إلى الله بالعقل؟

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

هل يتقرّب الإنسان إلى الله بالعقل؟

لا بدّ أن يكون المؤمن ذا قلب سليم وعقل سليم ومستقيم وخالٍ من العلل




يعدّ القرآن معجزة عقليّة، تحتكم إلى العقل في فهمه وتدبّره أو استنباط الأحكام من نصوصه، كما يمثل العقل في الإسلام مناط التكليف بكل الفرائض والأحكام، لهذا جاء القرآن بكل الأدلة المنطقية والبراهين العقلية للبرهنة على وجود الخالق، ودحض حجج المنافقين والمكابرين، وأجاب عن كل التساؤلات الملحة التي قد تتكرّر عبر الزمان.

ألم يجعل الله سبحانه من التفكر والتدبّر عبادة يؤجر عليها المرء ويثاب؟ وجعل من العقل سبيل الوصول إلى الحق والخير وفهم العدل والفضيلة وجعل له قدرات التمييز ما بين خير الخيّرين وشرّ الشريرين، وكلّ هذا ليكون حجة على الإنسان (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ).
وعندما يصل الإنسان إلى الحق عن طريق العقل يفتح الله له أنوار الهداية والقرب منه لهذا جاءت كلمة لا يعقلون: أي الذين لا يهديهم عقلهم إلى طريق الله في 11 آية، وقد حدّدت هذه الآيات صفات واضحة وصريحة للذين لا يعقلون، أي لا يهتدون إلى طريق الله، أو اتخذوا من دون الله شفعاء، أو يتبعون آباءهم حتى ولو كانوا على ضلالة، أو يتخذون الصلاة هزءاً ولعبًا، أو يفترون على الله الكذب، أو الإيمان بغير الله... إلخ.
دعونا نتمعّن في المدلول اللّفظي للعقل "ملكة يناط بها الوازع الأخلاقي أو المنع أو المحظور والمنكر، ومن هنا كان اشتقاقه من (عقل) التي يؤخذ منها العقال.
متى يتقرب الإنسان إلى الله بالعقل؟ كيف أجعل العقل سليمًا قادرًا على الاستبصار والاستنباط؟ ما المقصود بنور الله الذى ينير به العقل المؤمن؟ ومتى يصبح العقل طريقًا إلى جنّات عدن؟ أليس أقصر الطرق وأفضل مقامًا من يعبد الله بعقله وقناعته وفكره؟!
لن يستدل المؤمن بكل هذه المقاصد إلّا بنور "البصيرة" التي تعني الفهم الثاقب الصحيح والعلم في دين الله، ومما لا شكّ فيه أن فقدان البصيرة الواعية حجاب طامس وتشويش لمعاني التدين الصحيح، تجعل الإنسان أضل من الأنعام.
المسلم بحاجة ملحّة إلى البصيرة في كل شيء، وفهم دين الله أشدّ أهميّة الآن من أيّ وقت مضى؛ وقد طغت الحياة المادية وزاد التشدّد والتزمّت في غالب تفكيرنا، وما ترتب عليه من بروز الطرق المنحرفة والسلوكيات المشينة والأخلاقيات السيئة، والبصيرة هي تلك القوة التي تقف وراء العقل، كما يسلط النور على الأشياء فتتضح وسط الظلمة، كذلك العقل مهما سما لن يستغني عن النقل أو ما شرعه الله لعباده من أحكام تقنن لحياته.
قاعدة قرآنيّة طالما تناسيناها كمسلمين ولن نهتدي إلى جادّة الصواب حتى نُحسن استخدام عقولنا، ويحذّر القرآن من أنّنا لن نهتدي إلى الحق الذي فيه إلا إذا كُنّا من الذين يعقلون، لهذا فإنّ "العقليّة المؤمنة" نابعة من القرآن دفاعًا عن الإيمان ومرادفاته. إذن كيف نسخّر هذه العقليّة المؤمنة لنتقرب بها إلى الله؟
لا بدّ أن يكون المؤمن ذا قلب سليم وعقل سليم ومستقيم وخالٍ من العلل والآفات التي تؤثر حتماً في إمكانيات العقل وقدراته، فإمّا أن يزيد نور هذا العقل بالإيمان وعمل الخير وإمّا أن يخفت حتى ينطفئ بسبب الظلم والطغيان، وكل ما يطغى إثمه على نفعه يوجب العقل تجنبه، ذلك رجس من جهة العقل، كما في الآية (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلونَ) وقد أريد في الآية بالرجس ما يقابل الإيمان من الشكّ والريب بمعنى يسلب الإيمان عن الذين لا يعقلون.
لهذا دعونا نقتنص هذه الأوقات الثمينة من عمر الزمن -رمضان- وأن نفسح المجال لعقولنا لتكون نيّرة واعية قادرة على أن تقتبس من أنوار هذا الشهر الفضيل، وأن تسهّل الطريق الأمثل إلى الله، ونزيد من الاجتهاد عند اقتراب مواسم الطاعات، فالاستثمار الأمثل في الآخرة في ليلة خير من ألف شهر، لهذا ورد الأمر الشرعي في رمضان بالتنافس، والمسابقة والمسارعة للخير، للحصول على منازل الآخرة؛ والفوز بالنعيم المقيم الذي لا يزول من خلال استخدامنا لعقولنا في الدنيا من أجل الآخرة.
الجاهل أو المقصّر هو الذي تكون عبادته موسميّة في أوقات معلومة، أو من يعبد الله على حرف، فالله يستحق الطاعة والرضوخ لأوامره التي ليست مصحوبة بشرط ولا شك.
والشعائر الظاهريّة بدون تعقل وتدبر لا تؤتى ثمارها من القبول، لأنّ الله يعبد بالعلم وبالتفكر وبالفهم والتدبر سواء في الصلوات والعبادات والنّسك، أو في التأمّل في ملكوته وآياته، وأقصر الطرق إلى الله ما كان فيها إدراك وتمعّن، لأنّ المسلم الحكيم هو من يسترعي انتباه كلّ المعاني الخفيّة والمقاصد من الشعائر والعبادات. ولهذا جعل الله الذين عطّلوا عقولهم هم الذين ضلوا وأضلّوا، ولهذا لا يقال للعاقل عاقلاً حتّى يعصم نفسه من الزلل والشطط والانحراف، كما في قوله تعالى على لسان أهل النار :(وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير).

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات إلى الله طریق ا

إقرأ أيضاً:

cnss..معاش الشيخوخة بأثر رجعي يدخل حيز التنفيذ ابتداءً من فاتح ماي 2025

أعلن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، اليوم الإثنين، عن انطلاق صرف معاش الشيخوخة بأثر رجعي ابتداءً من فاتح ماي 2025، لفائدة الأشخاص الذين أحيلوا على التقاعد خلال الفترة الممتدة من فاتح يناير 2023 إلى غاية دخول القانون 02.24 حيز التنفيذ.

وأوضح الصندوق، في بلاغ له، أن هذا الإجراء يأتي تنفيذاً لمقتضيات المرسوم رقم 2.25.265، ويهم المؤمن لهم الذين راكموا بين 1320 و3240 يوماً من التأمين، والذين لم يكونوا في السابق مؤهلين للاستفادة من معاش الشيخوخة.

وسيتم، حسب المصدر ذاته، احتساب الحد الأدنى للمعاش الشهري بناءً على عدد أيام التأمين، حيث سيتراوح بين 600 و1000 درهم، كما سيستفيد المعنيون بالأمر من التأمين الإجباري عن المرض.

وأشار البلاغ إلى أنه في حالة وفاة المؤمن له المتوفر على الحد الأدنى من أيام الاشتراك (1320 يوماً)، سيكون بإمكان ذوي الحقوق تقديم طلب الاستفادة من معاش المتوفى عنهم.

وفي الحالات التي لا يستوفي فيها المؤمن له هذا الحد الأدنى، أو في حالة وفاته، يمكن له أو لذويه المطالبة باسترجاع الاشتراكات التي سبق أن تم اقتطاعها منه ومن مشغله، وفقاً للقوانين الجاري بها العمل.

وأكد الصندوق أن الأشخاص المعنيين يمكنهم تقديم طلباتهم عبر بوابة “تعويضاتي” الإلكترونية أو من خلال إيداعها مباشرة لدى أقرب وكالة للضمان الاجتماعي، ابتداءً من فاتح ماي 2025.

وفي سياق متصل، أفاد البلاغ أنه تنفيذاً لمقتضيات المرسوم 2.25.266، ستعمل السلطات المختصة على تحديد معايير وكيفيات احتساب أيام الاشتراك الخاصة بالبحارة الصيادين بالمحاصة، بالإضافة إلى كيفية إعادة توزيع المداخيل الإجمالية لبواخر الصيد، وذلك بموجب قرار تصدره وزيرة الاقتصاد والمالية.

وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الحكومة كان قد صادق، يوم الخميس الماضي، على المرسومين المتعلقين بمعاش الشيخوخة واسترجاع الاشتراكات، وكذا بتنظيم وضعية البحارة الصيادين، في إطار جهود تعميم الحماية الاجتماعية على مختلف فئات المجتمع.

مقالات مشابهة

  • “إن الإنسان خلق هلوعا”
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الشبكة التي نتخبط فيها
  • يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا.. لماذا نهانا الله عن قول راعنا في الآية؟
  • المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان
  • صفات المؤمن الصالح .. يستعين بالله ويرضى بقضائه
  • شيخ العقل التقى الرئيس ميشال سليمان والوزير المرتضى
  • المواطنة العادلة في الإسلام.. تشريع إلهي يسبق مواثيق العصر الحديث
  • تصعيد إسرائيلي في لبنان والجيش يدعوه للانسحاب من المناطق التي يحتلّها
  • استجابةً للتحديات التي تواجه صناعتها... إطلاق تجمّع منتجي الدراما في لبنان
  • cnss..معاش الشيخوخة بأثر رجعي يدخل حيز التنفيذ ابتداءً من فاتح ماي 2025