جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-10@15:00:41 GMT

قصة الوادي الصغير (25)

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

قصة الوادي الصغير (25)

 حمد الناصري
 
وفي اليوم التالي احتشدت ناس كثيرة من أعراب رملة العُوران وكثبان الرمال الذهبية ورملة نُجود، وأعراب الرمال الغربية وأعراب الرمال الشرقية والبلدة القديمة وقَعْدة بني زهران وبحارة ساحل بحر المرجان ونفرٌ من جُزر المرجان وممرّ وهْران. وقد تقدّم الحشد المُجتمع كبيرهم الأسد بن عُوران من كثبان رملة العُوران، ونجيب بن أسد الزهران، وقال الأسد بن عُوران كلمة مُختصرة: "نحن نتفق معكم، فأنتم أبناء عُمومتنا، ولكن هذا التحالف يجب أن يكون في النُصرة والمُؤازرة في المِحَن، وأن نقف صفّاً إلى جنب بعض في ردّ العداء على جُزر المرجان وبحره وعلى مَمرّ وَهْران، فالتحالف قوة وترابط وثقة في الطرف الآخر.

. وأما مُحسن الشيخ، فنراهُ سار على خطى من قَبْله، أمّا فلوع فهو في عُهدتنا وأعطيناهُ الأمان، نُقاتل من أجل كلمتنا لا من أجل فلوع.. فهل أنتم معنا.؟ والتفت إلى كبير قَعْدة بني زهران وساحل المرجان والرمال الغربية وجزر بحر المرجان ومَمر وَهْران، وتحدّث نجيب بن أسد قائلاً: أنا مَسرور بحديث أخي الأسد بن عُوران بن العرين العُوران من كثبان رملة بني عُوران، وأرى أنّ الوجوه تهلّلت مُستبشرة بالتوافق الجديد بين الأسد العُوران كبير رملة العُوران والكثبان الشرقية وبين نجيب بن أسد الزهران كبير قعدة بني زهران ، ولا يخفى عليكم جميعاً أنّ إرادتنا قويّة وطموحاتنا كثيرة، ورغباتنا في ازدياد مُستمرّ، وبجمعكم هذا، وتأييدكم للتحالف الجديد بيننا، فإنّنا نسمّي التحالف الجديد بـ " تحالف بحر المرجان"، وأن تكون القيادة مشتركة بالتشاور بالآراء الحصيفة لخدمة تحالف بحر المرجان، وأن تُستبدل كلمة كبير قرين الاسم إلى أمير، ليكون المُسمى الجديد الأمير نجيب بن أسد بن زهران الزهران. والأن نطرح عليكم تساؤلا، من يتحمّل مسؤولية قيادة تحالف بحر المرجان؟، قالوا جميعاً وفي مقدمتهم الأسد بن عُوران، لا أحد غيره إنّه نجيب بن أسد الزهران، صاحب الكرم والجُود والحكمة والصواب.. وبهذا التوافق الكبير على قيادته، قال قائد تحالف بحر المرجان: إذن، من هذه اللحظة تُعرف الجزيرة الكبيرة المُلاصقة بالممرّ الصغير المعروف باسم مَمر وَهْران في بحر المرجان إلى لؤلؤة المرجان. وتسمى بقية الجزر المُتناثرة حول الممرّ الصغير باسم جُزر وَهْران. 
بدا على الناس شيء من عدم الرضا.. قال رجل أشيب للذي بجواره وكان شاباً وهمس إليه: ـ لقد تبيّن كذبهم وزورهم وتلفيقاتهم، لا أعلم لماذا لم ينتبه بني زهران إلى قضية فلوع؟ وفي ظني أنّ بني العُوران لهم اهتمامات في التراث والأمجاد والآثار التأريخية، بهكذا تحالف لن نجني ثماراً غير الغث والخراب، فالآثار التاريخية ليست خاوية بل هي أمجاد تاريخية. قال الشاب بنباهة: ـ نعم أصدقك القول.. لا يجب أن يغيب عن بالنا ما قد حرّفه رجال القوة الحادية عشر في كتبهم وألسنتهم الحِداد.
 سمع تحاورهما رجل ثالث من بني زهران وتساءل باندهاش مُستغرباً: ـوجدنا وثيقة نادرة بخط يدّ البحار شهاب الماجد العظيم.. وبها إشارات مُقوّسة وإرشادات وحدود عريضة وعلامات بحرية مهمّة، وهذه العلامات والإرشادات قد ذكرها ابن القرية العتيقة عبدالله المشهور، بيّنها في كتابه المُؤتلف في علم البحار.. وهذه الوثيقة لم تتحدّث عن بحر المرجان، كلا، بل تحدّثتْ عن بحر الظُلمات أيضاً؛ بأنه ليس بحراً مُظلماً فحسب بل هو لوحة حزينة، سطحهُ مُخيف وامتداده مُرعب لا نهاية له.. كما تحدّث عن بحر المرجان، كأنّما مياههُ من منبع واحد وتتوسّع ما بعد القوة الحادية عشرة، وهم الذين عُرفوا بأعراب رملة ياكوف، وقال عن أعماق البحر الذي يأتي بعد بحر المرجان أنه بحرٌ عميق وأبعادهُ تتوسّع وتميل إلى العُمق ويبدو ارتفاعه فوق سطح بحر المرجان، وتكون مياه ذلك البحر غليظة وواسعة ومساحاته شاسعة، بحرٌ فضّي يميل إلى البياض لا حدود له ولا نهاية، وقد عبّر الكاتب عبدالله المشهور عن موقف صَعب في البحر الفضّي ساده الهلع والحُزن، فقال في ذلك الكتاب : رأيتُ سحابة شديد القتامة وأنا في عُمق بحر مُختلف عن بحر المرجان، عميق ومُخيف، ذلك البحر المُرعب كلما نظرتُ إلى أبعد مساحة، أوقف نظري إلى حدّ الرؤية، ولا أرى سوى سماء مُلبّدة بسُحب من فوقها كُتل سَوداء مُخيفة ومن فوقها برق يخترق سُحب سوداء ويُفرغ لمعاناً شديدًا وعنيفًا ، يُفاجئ كُتل السُحب فيفرّقها، يَهشّها هشّاً، ومَضاته حادّة تكظم الأنفاس وتُمَزّق الأفئدة وتُقطع الأكباد، وضوئه يخطف الأبصار والرعد يهزّ الأرجاء ويُرعب السّمع، تهتزّ الأركان من صوته ومن خِيْفته تتوقّف حركة القلوب، والناظر إلى مدّ البصر لا يرى إلّا عُتمة تزداد قتامة كأنّما الشمس لم تُشرق عليها والصواعق تضرب البحر بضربات مُتتالية ، تسقط في عُمقه وما تزيد الناظر إليها إلا رُعباً ، وترى الأشياء طافحة وظُلمة الامتداد والخوف تأكل بعضها والرُعب يزداد هولاً والرياح لا تهدأ والعواصف شديدة ، كأنها غاضبة بلا هوادة ، تَعْبُر البحر الفضي غداةً ورَوْحة ، وكل لحظاتها خوف ورُعب وكل ساعة تزداد صُعوبة وقسوة ، والمُنتصر هو من يخرج منها سالماً.
يتبع 26

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أوقاف الوادي الجديد تحتفي بأكبر مسابقة لحفظ القرآن الكريم بالمحافظة

تعد مسابقة القرآن الكريم في محافظة الوادي الجديد من أبرز الفعاليات الدينية السنوية التي تهدف إلى تشجيع حفظة القرآن الكريم وتعزيز القيم الدينية بين النشء، وتُنَظَّم هذه المسابقة تحت إشراف مديرية الأوقاف بالوادي الجديد، وبرعاية الدكتور مختار دياب، وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة.

5000 متسابق يشاركون بالمسابقة

وتشهد المسابقة هذا العام مشاركة 5000 متسابق، تم توزيعهم على ثلاث مراكز، تحت إشراف مديرية  الأوقاف بالوادي الجديد، وتتم المسابقة تحت بإشراف مجموعة من المشايخ والمحفظين بحضور الشيخ عبد الباسط محمد خضر، مدير إدارة الأوقاف بالجديدة، وبالتعاون مع الشيخ علي محمد، مديري إدارات القرى بالداخلة، بالإضافة إلى التنسيق مع الوحدة المحلية لمركز ومدينة الداخلة ووحدة قروي الجديدة.

قيمة الجوائز 350 ألف جنيه بالإضافة إلى جوائز عينية

وأكد الدكتور مختار دياب وكيل وزارة الأوقاف بالوادي الجديد، أن قيمة الجوائز 350 ألف جنيه بالإضافة إلى الجوائز العينية وشهادات التقدير.

وأضاف دياب أنه من المقرر إقامة حفل توزيع الجوائز يوم الخميس المقبل، بحضور اللواء ياسر كمال، رئيس مركز ومدينة الداخلة، وعدد كبير من القيادات الدينية والدعوية والتنفيذية، بالإضافة إلى أهالي المحافظة.

وتعكس هذه المسابقة الجهود المبذولة من قبل الدولة والمجتمع المحلي في دعم حفظة القرآن الكريم، وتشجيع الأجيال الصاعدة على التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

وتعد مسابقة القرآن الكريم في محافظة الوادي الجديد من الفعاليات السنوية البارزة التي تسلط الضوء على جهود الدولة والمجتمع المحلي في دعم حفظة القرآن الكريم وتشجيع النشء على حفظ القرآن الكريم

كما تعد مسابقات القرآن الكريم من الفعاليات الهامة التي تهدف إلى تعزيز الارتباط بكتاب الله وتنمية المهارات الدينية لدى المشاركين، وتُسهم هذه المسابقات في تحفيز الأفراد على حفظ وتلاوة القرآن الكريم بإتقان، مما يُعزز من مستوى الإتقان والدقة في التلاوة.

نشر الثقافة القرآنية داخل المجتمع

كما تُسهم هذه المسابقات في نشر الثقافة القرآنية داخل المجتمع، حيث تشجع الأفراد على القراءة، الفهم، والحفظ، مما يساعد على ترسيخ تعاليم القرآن في البيوت والمدارس والمجتمعات.

كما تُعزز المشاركة في هذه المسابقات من الارتباط الروحي بالدين، حيث يشعر المتسابقون بالفخر والانتماء عند تلاوة آيات القرآن الكريم. وتُساهم أيضًا في تطوير مهارات التلاوة والتجويد، مما يُحسِّن من أداء المشاركين ويُعمِّق فهمهم لأحكام التجويد.

مقالات مشابهة

  • أوقاف الوادي الجديد تحتفي بأكبر مسابقة لحفظ القرآن الكريم بالمحافظة
  • أسعار الخضر والفاكهة بأسواق الوادي الجديد اليوم الإثنين
  • تعرف على أسعار السلع الغذائية بأسواق الوادي الجديد
  • سعد الصغير يغادر السجن
  • أسعار الدواجن والبيض بأسواق الوادي الجديد
  • فريق الحوكمة والمراجعة بالصحة يتفقد 3 مستشفيات في الوادي الجديد.. ماذا وجد؟
  • قصة الوادي الصغير (24)
  • أسعار الدواجن والبيض بأسواق الوادي الجديد اليوم السبت
  • "الروابط الأسرية وفضائل رمضان" في نقاشات ثقافة الوادي الجديد