نفت وزارة الخارجية الإيرانية أي تدخل لها في الشأن السوري، مؤكدة قلقها العميق إزاء تصاعد أعمال العنف وانعدام الأمن في الساحل الغربي السوري، وذلك في أعقاب التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

وأدانت الوزارة كافة أشكال العنف والاعتداء، مشددة على أن استهداف الأقليات العرقية والدينية في البلاد يثير استنكاراً واسعاً على الصعيدين الإقليمي والدولي.



جاء ذلك في تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الإثنين، والتي نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

وأكد بقائي أن الأحداث الأخيرة في سوريا تمثل اختباراً حقيقياً للحكومة الجديدة في البلاد من أجل حماية جميع المواطنين، داعياً كافة الأطراف ذات النفوذ إلى تحمل مسؤولياتها في حفظ الأمن والاستقرار.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع السورية انتهاء العملية العسكرية التي أطلقتها لملاحقة فلول النظام السابق في محافظتي اللاذقية وطرطوس.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة العقيد حسن عبد الغني، في تصريحات نقلتها وكالة "سانا" الرسمية، أن القوات الأمنية نجحت في تأمين عدة مناطق رئيسية، ما أسفر عن استقرار الوضع الأمني في المنطقة.

وتأتي هذه التطورات وسط توترات متزايدة في الساحل السوري، حيث نفذت فلول النظام السابق هجمات عنيفة استهدفت نقاط أمنية ومؤسسات مدنية، مما دفع الجيش والقوى الأمنية إلى تنفيذ عمليات تمشيط وملاحقة استمرت لأيام.

وفي خطوة لمواجهة تداعيات هذه الأحداث، أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الأحد، قراراً بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في ملابسات الهجمات التي شهدتها محافظتا اللاذقية وطرطوس. وأكدت الرئاسة السورية أن اللجنة ستعمل على كشف المسؤولين عن الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون والمؤسسات الحكومية، وسترفع تقريرها النهائي خلال 30 يوماً.

إقرأ أيضا: هل تؤجج الانتهاكات في الساحل السوري مخاوف "تقسيم" البلاد؟

إيران تنتقد استبعادها من اجتماع الأردن

من جهة أخرى، علقت الخارجية الإيرانية على استبعادها من الاجتماع الذي عقد في الأردن بشأن سوريا، مشيرة إلى أن الاجتماع شمل عدداً محدوداً من دول الجوار دون إشراك كافة الأطراف المؤثرة في الأزمة السورية. وقال المتحدث باسم الوزارة: "إن الدول التي تلعب دوراً في سوريا مسؤولة عن استقرارها وعليها إدراك تداعيات قراراتها على أمن المنطقة".

وشهدت العاصمة الأردنية عمان، أمس الأحد، اجتماعاً خماسياً بمشاركة وزراء خارجية ودفاع ورؤساء أجهزة المخابرات من الأردن وتركيا وسوريا والعراق ولبنان، لمناقشة التحديات الأمنية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والسلاح.

كما يأتي الاجتماع في وقت تواجه فيه سوريا تحديات أمنية متعددة، أبرزها استمرار أنشطة فلول النظام السابق في الساحل السوري، إضافة إلى التوترات في الشمال الشرقي حيث تسعى "قسد" إلى فرض واقع مستقل، فضلاً عن تدخلات إسرائيلية في الشؤون الداخلية للبلاد.

توتر دبلوماسي بين طهران وأنقرة

وعلى صعيد العلاقات الإيرانية التركية، أوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن استدعاء السفير الإيراني في أنقرة جاء بعد تصريحات "غير مقبولة" لمسؤولين أتراك حول السياسة الإيرانية في المنطقة. وأكد أن إيران نقلت احتجاجها الرسمي إلى الجانب التركي، الذي بدوره استدعى السفير الإيراني في أنقرة لنقل وجهة نظره.

وكان وزير الخارجية التركي قد صرح مؤخراً بأن "السياسة الإيرانية في المنطقة تنطوي على مخاطر كبيرة رغم بعض المكاسب التي حققتها"، مشيراً إلى أن طهران تكبدت "تكلفة أكبر" للحفاظ على نفوذها الإقليمي. كما دعا أنقرة طهران إلى إعادة تقييم سياستها الخارجية في ظل المتغيرات الإقليمية الأخيرة.

يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المنطقة اضطرابات متزايدة، حيث تواصل القوى الإقليمية إعادة تموضعها في المشهد السوري وسط استمرار النزاع والتدخلات الخارجية. وبينما تسعى إيران إلى تأكيد دورها في المعادلة السورية، يبرز التحدي في مدى قدرتها على الحفاظ على نفوذها وسط الضغوط الإقليمية والدولية.

إقرأ أيضا: "الدفاع السورية" تعلن انتهاء العملية العسكرية في الساحل وتوجه رسالة إلى "الفلول"

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الإيرانية تصريحات سوريا العلاقات إيران سوريا تصريحات تركيا علاقات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخارجیة الإیرانیة المتحدث باسم فی الساحل

إقرأ أيضاً:

المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية: انتهاء “عملية الساحل”.. وعودة المؤسسات المدنية للعمل

أعلن حسين عبدالغني المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية اليوم الاثنين انتهاء العملية العسكرية في محافظتي اللاذقية وطرطوس بمنطقة الساحل غربي البلاد، وأن المؤسسات العامة قادرة الآن على استئناف العمل.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن الجيش “أحبط هجمات لفلول نظام الأسد، وتمكن من إبعادهم عن المراكز الحيوية، وتأمين معظم الطرق الرئيسية”.
كما أشار المتحدث إلى “وضع خطط جديدة لاستكمال محاربة فلول النظام، والعمل على إنهاء أي تهديد مستقبلي”.
وأوضح عبدالغني: “تمكنت قواتنا من تحييد الخلايا الأمنية وفلول النظام البائد من بلدة المختارية وبلدة المزيرعة ومنطقة الزوبار وغيرها في محافظة اللاذقية، وبلدة الدالية وبلدة تعنيتا والقدموس في محافظة طرطوس، مما أسفر عن إفشال التهديدات وتأمين المنطقة. مع هذا الإنجاز نعلن انتهاء العملية العسكرية التي انطلقت لأهداف سبق ذكرها، وباتت المؤسسات العامة قادرة على بدء استئناف عملها وتقديم الخدمات الأساسية لأهلنا تمهيدًا لعودة الحياة إلى طبيعتها، والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار”، وفقًا لـ”سكاي نيوز عربية”.
وأضاف: “سوف تعمل الأجهزة الأمنية في المرحلة القادمة على تعزيز عملها لضمان الاستقرار وحفظ الأمن وسلامة الأهالي؛ إذ وضعت خططًا جديدة لاستكمال محاربة فلول النظام البائد، والعمل على إنهاء أي تهديد مستقبلي، ولتمنع تنظيم الخلايا الإجرامية من جديد، وسنتيح للجنة التحقيق الفرصة الكاملة لكشف ملابسات الأحداث، والتأكد من الحقائق، وإنصاف المظلومين”.
وكان الساحل السوري قد شهد اشتباكات في مناطق عدة، إثر عمليات ملاحقة تنفذها السلطات الجديدة ضد من تسميهم “فلول النظام”.

مقالات مشابهة

  • إيران تنفي التدخل في الشأن السوري
  • وفد أممي يتقصى الحقائق في الساحل السوري ودعوات دولية لمحاسبة المتورطين
  • المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية: انتهاء “عملية الساحل”.. وعودة المؤسسات المدنية للعمل
  • بعد أحداث مدن الساحل.. هذا ما بحثه المجتمعون في لقاء دول الجوار السوري بالأردن
  • أمريكا تندد بالمجازر التي حدثت في الساحل السوري
  • المتحدث باسم وزارة الدفاع: ‏بعد استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل.. البدء في المرحلة الثانية التي تهدف إلى ملاحقة فلول وضباط نظام الأسد البائد في الأرياف والجبال
  • الخارجية الأميركية: لن نجدد الإعفاءات للعراق لشراء الكهرباء من إيران
  • التقدمي: نُعرب عن أسفنا للأحداث التي تشهدها منطقة الساحل السوريّ
  • الأردن يدين التدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سوريا