أثناء التصنيع وبعده.. التأثير البيئي الخطير للأزياء السريعة؟
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
تشير الإحصاءات والتقارير إلى أن صناعة الموضة والأزياء السريعة لها تأثير بيئي أكثر خطورة من المتوقع، فوفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تعد هذه الصناعة ثاني أكبر مستهلك للمياه وهي مسؤولة عن حوالي 10% من انبعاثات الكربون العالمية، أي أكثر من إجمالي الرحلات الجوية الدولية والشحن البحري مجتمعين. لكن المشترين وتحت إلحاح الثقافة الاستهلاكية غالبا ما يتجاهلون مشاكل هذه الصناعة.
وبات مصطلح الموضة السريعة أكثر استعمالا في علاقته بالاستدامة والوعي البيئي. ويشير المصطلح إلى "الملابس التي يتم إنتاجها بأسعار زهيدة والتي تحاكي أحدث أنماط منصات العرض ويتم بيعها بسرعة في المتاجر من أجل الاستفادة القصوى من الاتجاهات الحالية".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأمم المتحدة تؤكد تراجع ظاهرة "النينيا" في المحيط الهادئlist 2 of 2الجراد الصحراوي يزحف على جنوب ليبيا ويهدد بكارثةend of listيُطلق على نموذج الموضة السريعة هذا الاسم لأنه يتضمن التصميم والإنتاج والتوزيع والتسويق السريع للملابس. وهذا يعني أن تجار التجزئة قادرون على سحب كميات كبيرة ومتنوعة من المنتجات والسماح للمستهلكين بالحصول على المزيد من الموضة بأسعار منخفضة نسبيا، وبالتالي المزيد من الاستهلاك والمزيد من التخلص من القديم منها بسرعة.
وحسب تقرير لموقع "بيزنس إنسايدر" يشكل إنتاج الأزياء 10% من إجمالي انبعاثات الكربون العالمية، وهو ما يعادل الانبعاثات التي يولدها الاتحاد الأوروبي. كما تجفف هذه الصناعة التي تتطور بشكل هائل مصادر المياه وتلوث الأنهار، بينما يذهب 85% من جميع المنسوجات إلى مكبات النفايات كل عام. وحتى غسل الملابس يطلق 500 ألف طن من الألياف الدقيقة في المحيط كل عام، وهو ما يعادل 50 مليار زجاجة بلاستيكية.
إعلانكما وجد تقرير لموقع كوانتيس إنترناشيونال أن العوامل الرئيسة الثلاثة لتأثيرات التلوث العالمية لهذا القطاع، هي الصباغة والتشطيب بنسبة 36% وإعداد الغزل بنسبة 28%، ثم إنتاج الألياف بنسبة 15%.
وأثبت التقرير أن إنتاج الألياف له أكبر تأثير على سحب المياه العذبة (المياه المحولة أو المسحوبة من مصدر مياه سطحية أو جوفية) وعلى جودة النظام البيئي بسبب زراعة القطن كمادة أولية، في حين أن مراحل الصباغة والتشطيب وإعداد الغزل وإنتاج الألياف لها أكبر التأثيرات على استنزاف الموارد، بسبب العمليات كثيفة الطاقة القائمة على طاقة الوقود الأحفوري.
ووفقا لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، من المتوقع أن ترتفع الانبعاثات الناجمة عن تصنيع المنسوجات وحدها بنسبة 60% بحلول عام 2030. ويؤدي هذا إلى إنتاج صناعة الأزياء لكميات هائلة من النفايات.
1-استنزاف المياه
إن التأثير البيئي للأزياء السريعة يشمل استنفاد المصادر غير المتجددة وانبعاث الغازات المسببة للانحباس الحراري واستخدام كميات هائلة من المياه والطاقة.
وتعتبر صناعة الأزياء ثاني أكبر صناعة مستهلكة للمياه، حيث تتطلب نحو 700 غالون (2646 لترا) من المياه لإنتاج قميص قطني واحد وألفي غالون من المياه (7560 لترا) لإنتاج زوج من سراويل الجينز. وعلى سبيل المقارنة، تكفي كمية المياه التي تستعمل لصنع قميص قطني لشرب شخص واحد لمدة 900 يوم.
ويشير موقع "بيزنس إنسايدر" أيضا إلى أن صباغة المنسوجات هي ثاني أكبر ملوث للمياه في العالم، حيث غالبا ما يتم التخلص من المياه المتبقية من عملية الصباغة في الخنادق أو الجداول أو الأنهار، وبذلك تكون صناعة الأزياء مسؤولة عن 20% من مياه الصرف الصحي على مستوى العالم.
إعلان2- نشر الجزيئات البلاستيكية
تستخدم العلامات التجارية أليافا صناعية مثل البوليستر والنايلون والأكريليك والتي تستغرق مئات السنين حتى تتحلل بيولوجيا. وقد قدر تقرير صادر عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في عام 2017 أن 35% من جميع المواد البلاستيكية الدقيقة -وهي قطع صغيرة من البلاستيك غير القابل للتحلل البيولوجي- الموجودة في المحيط تأتي من غسل المنسوجات الصناعية مثل البوليستر.
وحسب إحصائيات صناعة الأزياء العالمية يستهلك العالم حوالي 100 مليار قطعة ملابس جديدة كل عام، ويتم رمي 92 مليون طن من المنسوجات في النفايات سنويا – وهو ما يعادل رمي شاحنة قمامة كل ثانية- ن بينها 11ز3 مليون طن في الولايات المتحدة لوحدها.
ويتطلب إنتاج الجلود كميات كبيرة من الأعلاف والأراضي والمياه والوقود الأحفوري لتربية الماشية. في حين أن عملية الدباغة هي من بين أكثر العمليات سمية في سلسلة توريد الأزياء بأكملها لأن المواد الكيميائية المستخدمة في دباغة الجلود -بما في ذلك الأملاح المعدنية والفورمالديهايد ومشتقات قطران الفحم والزيوت والأصباغ المختلفة- غير قابلة للتحلل البيولوجي وتلوث مصادر المياه.
3-إهدار الطاقة
يتطلب إنتاج الألياف البلاستيكية وتحويلها إلى منسوجات استهلاكا كثيفا من الطاقة، وتطلق جسيمات متطايرة وأحماضا مثل كلوريد الهيدروجين. بالإضافة إلى ذلك، فإن القطن، الذي يدخل في صناعة كميات كبيرة من منتجات الموضة السريعة، ليس صديقا للبيئة. كما أن المبيدات الحشرية التي تعتبر ضرورية لنمو القطن تشكل مخاطر صحية على المزارعين.
4- صعوبة التدوير:
تشير الدراسات إلى غالبية الملابس التي تلقى في النفايات لا تتم إعادة تدويرها، وعلى الصعيد العالمي يتم تدوير 12% فقط من المواد المستخدمة في الملابس، فالأقمشة التي نلبسها تضم في الغالب تركيبة معقدة من الألياف والبلاستيك والنايلون والبوليتسير والخيوط الطبيعية والاصطناعية.
وتعد الموضة السريعة جزءا من النهم الناجم عن الثقافة الاستهلاكية المتهورة التي تدفع إليها الشركات، ويمكن التقليص من مخاطرها على البيئة بترشيد استهلاكها، كما يمكن التغلب على هذا الهدر الناجم عن الموضة السريعة، باستخدام أقمشة أكثر استدامة في الملابس مثل الحرير الطبيعي، والقطن العضوي، والكتان، والقنب، والليوسيل (المصنع من السيليلوز أو لب الخشب).
10 Concerning Fast Fashion Waste Statistics
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان بيئي صناعة الأزیاء من المیاه
إقرأ أيضاً:
”على خطى الأجداد“.. تعزيز الوعي البيئي ومكافحة التصحر في قرية العليا
انطلقت فعالية ”على خطى الأجداد“ البيئية، بمشاركة واسعة من مسؤولين وممثلي جهات رسمية ومجتمعية، بالإضافة إلى فرق مشاة الرياض وهايكنج حفر الباطن وأفراد من المجتمع المحلي برعاية محافظ قرية العليا ماجد العريفي، بهدف تعزيز الوعي البيئي والمحافظة على التنوع النباتي في المملكة.
بدأت الرحلة من درب المبيحيص التاريخي، حيث سار المشاركون وصولًا إلى فيضة مطربة، متبعين شعار ”امشِ واغرس“ الذي يربط النشاط البدني بالمسؤولية البيئية.
أخبار متعلقة تقويم مستمر ودعم مكثف للطلاب.. خطة تنظيم اختبارات الفصل الدراسي الثالثمخدرات وأموال.. "المنافذ الجمركية" تضبط 1340 حالة تهريب في أسبوع .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ”على خطى الأجداد“.. تعزيز الوعي البيئي ومكافحة التصحر في قرية العلياتنمية الغطاء النباتيوتخللت الرحلة محطات تعريفية سلطت الضوء على تاريخ المنطقة وأهميتها البيئية، بالإضافة إلى ورش عمل تفاعلية ركزت على الحفاظ على الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
وفي خطوة عملية لترجمة الأهداف إلى واقع، زرع المشاركون 400 شتلة من السدر البري، وذلك بمشاركة فاعلة من المهندس يوسف البدر، مدير عام المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالمنطقة الشرقية، وعدد من الخبراء البيئيين.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ”على خطى الأجداد“.. تعزيز الوعي البيئي ومكافحة التصحر في قرية العليا
تأتي هذه المبادرة ضمن جهود إعادة تأهيل المناطق الطبيعية وتتماشى مع رؤية المملكة 2030 الطموحة لتحقيق التوازن البيئي.
وأكد ماجد الدويش، رئيس جمعية الصمان الخضراء البيئية، على أهمية التعاون المجتمعي لحماية الموارد الطبيعية، مشيرًا إلى أن مشاركة الأفراد هي حجر الزاوية في تحقيق الأهداف البيئية المستدامة.
من جهته، شدد مدير عام المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالمنطقة الشرقية المهندس يوسف البدر على ضرورة إشراك المجتمع في المبادرات البيئية، لافتًا إلى أن هذه الفعاليات تُعزز ثقافة الاستدامة وتدعم جهود الحفاظ على الموارد الطبيعية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ”على خطى الأجداد“.. تعزيز الوعي البيئي ومكافحة التصحر في قرية العليا
وقدّم الدكتور صالح الأنصاري، خبير تعزيز الصحة وعرّاب المشي، كلمة حول أهمية المشي والتفاعل مع البيئة، فيما أشار الأستاذ إبراهيم الخميس، ممثل فريق مشاة الرياض، إلى دور الفرق التطوعية في نشر الوعي البيئي.مكافحة التصحروشهدت الفعالية تقديم محاضرات توعوية من قبل خبراء ومتخصصين، تناولت أساليب التشجير المستدام، وتقنيات الحفاظ على الموارد الطبيعية، وسبل مكافحة التصحر وزيادة المساحات الخضراء.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ”على خطى الأجداد“.. تعزيز الوعي البيئي ومكافحة التصحر في قرية العليا
ولضمان سلامة المشاركين، قدم الهلال الأحمر السعودي الدعم الطبي والإسعافي، بالإضافة إلى إرشادات صحية حول التعامل مع الإصابات الطارئة أثناء الفعاليات البيئية والرياضية.
وفي ختام الفعالية، كُرّم المشاركون والمتطوعون تقديرًا لجهودهم، حيث قدم مدير عام المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالمنطقة الشرقية، ورئيس جمعية الصمان الخضراء البيئية، شهادات شكر وهدايا رمزية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ”على خطى الأجداد“.. تعزيز الوعي البيئي ومكافحة التصحر في قرية العليا ”على خطى الأجداد“.. تعزيز الوعي البيئي ومكافحة التصحر في قرية العليا var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وكشف نايف الدويش، عضو جمعية الصمان، عن خطط مستقبلية لتنظيم فعاليات مماثلة تهدف إلى تعزيز مفهوم الاستدامة البيئية وتشجيع الأفراد على تبني ممارسات صديقة للبيئة.
واختتمت الفعالية بأجواء من الحماس والتفاعل الإيجابي، وسط إشادة واسعة بأهمية هذه المبادرات في تعزيز المسؤولية البيئية المجتمعية والتأكيد على دور الأفراد في حماية الطبيعة لصالح الأجيال القادمة.