أمريكا تحاكم رجلين بتهمة التخطيط لقتل معارضة إيرانية بدعم من طهران
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
واشنطن - الوكالات
يمثل شخصان متهمان بالانتماء إلى جماعة جريمة منظمة روسية أمام محكمة في الولايات المتحدة اليوم الاثنين بسبب ما وصفه ممثلو الادعاء بمحاولة مدعومة من طهران لقتل معارضة إيرانية تعيش في نيويورك.
ويقول ممثلو ادعاء اتحاديون إن الحرس الثوري الإيراني استأجر في 2021 رأفت أميروف وبولاد عمروف، وهما عضوان في جماعة تابعة "للمافيا الروسية"، لقتل صحفية وناشطة إيرانية أمريكية انتقدت معاملة الحكومة الإيرانية للنساء.
دفع أميروف (45 عاما) وعمروف (40 عاما) ببراءتهما من تهمتي القتل مقابل أجر والشروع في القتل بغرض الابتزاز.
وقالت إيلينا فاست، محامية عمروف، في بيان "يُفترض أن السيد عمروف بريء". ولم يرد محامو أميروف على طلب للتعليق. وفي وثائق المحكمة، قال محامو الرجلين إن الإشارة إليهما باعتبارهما عضوين في المافيا الروسية "غير دقيقة".
ولم يكشف الادعاء عن هوية المستهدفة من هذه المؤامرة المزعومة، لكنه قال في وثائق المحكمة إنها ستدلي على الأرجح بشهادتها أمام المحكمة.
وقالت الصحفية مسيح علي نجاد، التي غادرت إيران في عام 2009، لرويترز إنها كانت هدفا لمؤامرة القتل المزعومة ومحاولة سابقة مزعومة لخطفها ونقلها إلى إيران على يد ضباط من المخابرات الإيرانية.
سلطت مسيح الضوء على احتجاجات النساء في إيران على القوانين التي تشترط ارتداء الحجاب، فضلا عن روايات عن قتلى المظاهرات في عام 2019.
وقالت مسيح في مقابلة يوم الجمعة "أنا متحمسة جدا للانضمام إلى المحاكمة العلنية للإدلاء بشهادتي ضد أولئك الذين استأجرتهم الجمهورية الإسلامية لقتلي... الأمر أشبه بمنحي حياة ثانية".
تنطلق المحاكمة اليوم الاثنين أمام قاضية المحكمة الجزئية الأمريكية كولين ماكماهون، بمشاركة أعضاء بهيئة المحلفين أمام محكمة اتحادية في مانهاتن.
كانت هذه الاتهامات جزءا من حملة أوسع نطاقا، نفذتها وزارة العدل خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، لمواجهة القمع العابر للحدود الوطنية أو جهود خصوم الولايات المتحدة، مثل إيران والصين، لإسكات معارضي حكومات تلك البلدان على الأراضي الأمريكية.
وربما تكشف هذه المحاكمة على مدى أسبوعين عن علاقات مزعومة بين الحكومة الإيرانية ومنظمات إجرامية. ويقول الادعاء إن الحكومة تكلف تلك المنظمات بالقيام "بأعمالها القذرة".
ولم يرد ممثل بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على طلب للتعليق على محاكمة أميروف وعمروف.
وفي عام 2021، وجه مدعون عامون أمريكيون اتهامات إلى أربعة ضباط مخابرات إيرانيين بشأن مخطط الخطف المزعوم، لكنهم ما زالوا طلقاء. ووصفت طهران هذه الاتهامات بأنها لا أساس لها من الصحة.
وتكشفت مؤامرة القتل المزعومة في 2022 عندما أُلقي القبض على خالد مهدييف أمام منزل مسيح في نيويورك وبحوزته بندقية كلاشنيكوف. ويشتبه بأن مهدييف تواطأ مع أميروف وعمروف.
وقال ممثلو الادعاء إن ضابطا في الحرس الثوري برتبة بريجادير جنرال، يدعى روح الله بازغاندي، بدأ مراقبة مسيح في يوليو تموز 2021. وأضافوا أن بازغاندي استأجر لاحقا أميروف لقتلها. ويشتبه بأن أميروف كان عضوا كبيرا بالمافيا الروسية لكنه كان يعيش في إيران في ذلك الوقت. وقالوا إن عمروف ومهدييف أيضا من أعضاء المافيا.
وجرى توجيه اتهامات أيضا إلى بازغاندي، لكنه ليس محتجزا في الولايات المتحدة.
وفي فبراير شباط 2023، دفع مهدييف (26 عاما) ببراءته من تهمة القتل مقابل أجر، لكن وضعه في هذه القضية غير واضح. وتظهر سجلات السجن إطلاق سراحه في الولايات المتحدة في 19 مايو أيار 2023.
ولم يرد متحدث باسم وزارة العدل أو محامي مهدييف على طلبات للتعليق.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
إغناطيوس: ترامب ألقى قنبلته التفاوضية بشأن إيران أمام نتنياهو لإيصال رسالة واضحة
قال الكاتب الأمريكي ديفيد إغناطيوس، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "ألقى قنبلته التفاوضية" بشأن إيران أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بهدف إيصال رسالة مفادها أن إسرائيل ستكون طرفا غير مرئي في أي مفاوضات مستقبلية مع طهران.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" وترجمته "عربي21"، أن ترامب بدأ مساعيه لعقد اتفاق نووي جديد مع إيران بتكتيك مألوف، عبر مؤتمر صحافي صاخب في المكتب البيضاوي جلس فيه نتنياهو إلى جانبه بصمت "غير مريح"، موضحا أن المشهد كان بمثابة استعراض سياسي يهدف إلى إبقاء نتنياهو تحت السيطرة، واستباق الانتقادات الإسرائيلية المحتملة.
وأكد الكاتب أن ترامب كرر رغبته في الدبلوماسية قائلا "يتفق الجميع على ما أعتقد أن التوصل إلى صفقة أفضل من عمل ما هو واضح [العمل العسكري]، وما هو واضح ليس شيئاً أرغب بالمشاركة فيه". لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "إيران ستكون في خطر كبير" إذا فشلت المحادثات، مضيفا "لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. هذا كل ما في الأمر".
وأشار إغناطيوس إلى أن إيران أبدت اهتماما حذرا بالمبادرة، حيث كتب وزير الخارجية عباس عراقجي في مقال نشرته الصحيفة ذاتها أن بلاده ترى انفتاح ترامب "محاولة حقيقية لتوضيح المواقف وفتح نافذة نحو الدبلوماسية".
وأضاف عراقجي "نحن على استعداد لتوضيح نيتنا السلمية"، مشددا على أن "الولايات المتحدة يمكن أن تظهر جديتها من خلال التزامها بأي اتفاق تبرمه".
وكشف إغناطيوس نقلا عن مصادر في الإدارة الأمريكية أن فريق المبعوث الخاص ستيف ويتكوف أرسل رسائل عبر سلطنة عُمان لحث طهران على محادثات مباشرة، ولفت إلى أن أحد المسؤولين أكد "لن نبدو كالحمقى"، مضيفا "نحتاج إلى نقاش شامل وتوافق أفكار".
كما قال مسؤولان مطلعان على المفاوضات إن ويتكوف قد يسافر إلى طهران إذا وُجهت له دعوة رسمية. وأوضح إغناطيوس أن طهران وافقت فقط على محادثات غير مباشرة، رغم إعلان ترامب عن نية عقد لقاء مباشر مع مسؤول إيراني رفيع المستوى.
وفيما بدا محاولة إضافية لإيصال رسالة إلى إسرائيل، أشار ترامب خلال اللقاء ذاته إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائلا "أنا أحبه، وأعلم أنه يحبني"، وتابع: "أي مشكلة تواجهها مع تركيا، أعتقد أنني أستطيع حلها، أعني طالما كنت عقلانيا"، موجها كلامه لنتنياهو.
وأضاف الكاتب الأمريكي أن هذا اللقاء شكل تباينا واضحا مع زيارة نتنياهو السابقة إلى البيت الأبيض في شباط/ فبراير، حين ركزت المناقشات على دعم أمريكي محتمل لضربة عسكرية ضد إيران. لكنه أوضح أن ترامب أظهر ميلا أوضح نحو الدبلوماسية.
ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي بعث رسالة في آذار/ مارس الماضي إلى المرشد الإيراني علي خامنئي يقترح فيها محادثات، لكنه حذر من أن إيران لديها مهلة شهرين فقط.
ونوّه إغناطيوس إلى أن إسرائيل ضغطت حينها من أجل اتفاق "على غرار ليبيا"، يشمل تفكيكا كاملا للبنية النووية الإيرانية، رغم أن طهران كانت قد وافقت في اتفاق عام 2015 على قيود مشددة، قبل أن يلغيه ترامب في 2018.
واعتبر الكاتب أن مهلة الشهرين التي حددها ترامب تضيق، في ظل استعداد واشنطن لإعادة فرض العقوبات بموجب "آلية العودة السريعة" المنصوص عليها في الاتفاق السابق، مشيرا إلى أن إيران تملك ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع عدة أسلحة، لكنها تحتاج إلى عام أو أكثر لتطوير رأس نووي قابل للإطلاق.
وختم إغناطيوس بالإشارة إلى أن ترامب يعتزم زيارة السعودية وقطر والإمارات الشهر المقبل، مستبعدا إدراج طهران ضمن جولته، لكنه تساءل: "إذا أثمرت المحادثات بين ويتكوف وعراقجي، هل يستطيع ترامب مقاومة رغبته في تحقيق اختراق درامي جديد؟".