اعتقلت السلطات الأمريكية الطالب الفلسطيني محمود خليل، الذي كان يدرس في جامعة كولومبيا حتى ديسمبر الماضي، لدوره البارز في الاحتجاجات ضد إسرائيل في الحرم الجامعي العام الماضي.

وفقًا لمحاميته، إيمي جرير، تم اعتقال خليل في شقته المملوكة للجامعة ليلة السبت من قبل وكلاء الهجرة والجمارك، بناءً على أوامر وزارة الخارجية بإلغاء تأشيرته الدراسية.

ورغم أن خليل يحمل البطاقة الخضراء كمقيم دائم، أبلغها الوكلاء بأنهم سيقومون بإلغائها أيضًا.

يُعتبر هذا الاعتقال من بين أولى الخطوات التي تتخذها إدارة الرئيس دونالد ترامب بموجب تعهده بترحيل الطلاب الأجانب الذين شاركوا في الاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على غزة التي اجتاحت الحرم الجامعي في الربيع الماضي. وزعمت الإدارة أن المشاركين فقدوا حقوقهم في البقاء في البلاد من خلال دعم حماس، التي تُصنَّف كمنظمة إرهابية.

عند وصول عملاء دائرة الهجرة والجمارك إلى مسكن خليل، هددوا أيضًا باعتقال زوجته، وهي مواطنة أمريكية حامل في شهرها الثامن.

وقالت السلطات الأمريكية أن والإجراء تم لكون الطالب مؤيد لحركة حماس، ومعادي للسامية.

في تعليق على الحادثة، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الإدارة « ستلغي تأشيرات أو بطاقات الإقامة الخضراء لمؤيدي حماس في أمريكا حتى يمكن ترحيلهم ».

يُذكر أن خليل عمل كمفاوض  باسم الطلبة   مع مسؤولي الجامعة بشأن إنهاء معسكر الخيام الذي أقيم في الحرم الجامعي في الربيع الماضي، مما جعله أحد أبرز الناشطين في دعم الحركة الاحتجاجية. كما كان من بين أولئك الذين يخضعون للتحقيق من قبل مكتب جديد بجامعة كولومبيا، والذي وجه اتهامات تأديبية ضد العشرات من الطلاب بسبب نشاطهم المؤيد للفلسطينيين.

 

كلمات دلالية اعتقال طالب فلسطيني الولايات المتحدة الأمريكية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني لجوء ترامب إلى التفاوض المباشر مع حماس؟

يعدّ إجراء الولايات المتحدة مفاوضات مباشرة مع حركة حماس تطورًا ذا دلالات وتداعيات هامة على مسار التفاوض بشأن وضع نهاية للحرب في قطاع غزة، إذ يفتح مسارًا تكون قدرة التأثير الإسرائيلي فيه أقل مما كان عليه الوضع سابقًا. وهو ما يفسّر التحفظ الإسرائيلي الظاهر تجاهه.

في حين ظهر استقبال دولة الاحتلال هذا التطور بتحفظ وتخوف، إذ أكد مكتب نتنياهو، في بيان، علمه بإجراء واشنطن محادثات مباشرة مع حماس، وقال إن إسرائيل أعربت للأميركيين عن رأيها بشأن تلك المباحثات.

وهي صيغة تشير إلى عدم رضا مكتوم تجاه هذا الأمر. وفي ذات السياق، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصدر مطلع قوله إن "إسرائيل قلقة للغاية من المحادثات المباشرة لإدارة ترامب مع حماس".

الفرق بين التفاوض المباشر وغير المباشر

حرصت الإدارة الأميركية تقليديًا على تفادي الخوض في محادثات مباشرة مع حركة حماس؛ لأنها تصنفها حركة إرهابية منذ العام 1997، ويردد الساسة الأميركيون شعار: "نحن لا نتفاوض مع الإرهابيين"، منذ سبعينيات القرن الماضي، وذلك بذريعة عدم تعزيز شرعية هذه المنظمات، وإن كانوا قد خرقوا هذه القاعدة مرارًا.

فقد دعا ترامب ممثلين عن طالبان إلى كامب ديفيد في عام 2019، في محاولة للوصول إلى اتفاق سلام، لكنه ألغى الاجتماع بعد استمرار هجمات طالبان. كما تفاوضت إسرائيل، بدعم أميركي، مع منظمة التحرير الفلسطينية خلال اتفاقيات أوسلو في عام 1993. أدى ذلك إلى الاعتراف بمنظمة التحرير ككيان شرعي، رغم تصنيفها سابقًا كمنظمة إرهابية.

إعلان

وفي هذا السياق، كانت الإدارة الأميركية تتواصل مع حركة حماس من خلال المسؤولين الأوروبيين، أو من خلال مسؤولين سابقين في الحكومة الأميركية، كالرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، والدبلوماسي "روبرت مالي"، في فترات تواجده خارج العمل الحكومي.

وتسعى الولايات المتحدة من خلال هذا التكتيك أيضًا إلى تفادي تقديم أي التزامات أو مواقف ذات طبيعة ثابتة، فما يقوله الوسطاء أو المسؤولون المتقاعدون غير ملزم للإدارة الأميركية على العموم.

وفي حالة الحرب الحالية، يوفر التفاوض المباشر فرصة زيادة فاعلية التفاوض، خصوصًا في ضوء تمييز إدارة ترامب مصالح الولايات المتحدة عن مصالح إسرائيل.

سياق الحدث

ويظهر في سياق الحدث دور مجموعة من المعطيات؛ منها:

1- توجّه إدارة ترامب بإعطاء الأولوية للمصالح الأميركية المباشرة، سواء على صعيد الأسرى، أو على صعيد النظرة إلى الحرب في غزة وتداعياتها الأوسع.

ويظهر هذا التوجه في تبرير المتحدثة باسم الأبيض للمفاوضات المباشرة بقولها: "إن الحوار والتحدث مع الناس في جميع أنحاء العالم لتحقيق أفضل مصالح للشعب الأميركي"، هو ما أكده الرئيس ترامب، الذي يعتقد أن ذلك "جهد بحسن نية للقيام بما هو صحيح للشعب الأميركي".

2- مخاوف الإدارة الأميركية من مساعي نتنياهو لتوريطها في حروب لا تراعي المصلحة الأميركية. إذ وضع التصعيد الإسرائيلي المنطقة في العام الماضي على شفير حرب إقليمية، بعد قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، وما تلاه من تبادل للضربات الجوية بين البلدين.

في حين تتفادى الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة الانخراط في مواجهات عسكرية واسعة في المنطقة، لما في ذلك من استنزاف لمواردها وإشغال لها عن مواجهة التهديد الأهم لها، وهو الصعود الاقتصادي والعسكري الصيني، الذي يدفع باتجاه تراجع مكانة الولايات المتحدة في النظام الدولي.

ويؤكد موقف ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا هذه النزعة الانعزالية والحذرة في الإنفاق على الحروب البعيدة عن الولايات المتحدة.

وهو موقف فريقه اليميني أيضًا، إذ كان نائبه فانس واحدًا من 15 عضوًا جمهوريًا في مجلس الشيوخ، صوّتوا ضد حزمة المساعدات الأميركية لإسرائيل في 24 أبريل/ نيسان 2024، والتي قاد ترامب، في حينه، حملة لتأخيرها إلى حين إقرار رِزْمة أخرى تتعلّق بالحدود.

إعلان

3- فشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب المعلنة، وصمود المقاومة الفلسطينية رغم مختلف التكتيكات التي استخدمها الاحتلال، ورغم الغطاء السياسي الأميركي غير المسبوق، والذي يسبب استنزافًا سياسيًا وماليًا، مما يدفع الإدارة الأميركية إلى البحث عن طرق جديدة لتحقيق مصالحها، وتفادي إضاعة المزيد من الوقت بانتظار حلّ تعجز إسرائيل عن تحقيقه بنفسها.

4- وفي سياق تاريخي أوسع، ينسجم هذا السلوك مع تاريخ أميركي وإرث أوروبي في احتواء الصراع في فلسطين من خلال التفاوض مع طرفيه. منذ الانتداب البريطاني على فلسطين وحتى الوقت الحاضر.

المعنى السياسي والتداعيات

المعنى السياسي الأهم للتفاوض المباشر، هو فك ارتباط المسارين الأميركي والإسرائيلي بشأن الأسرى؛ إذ أصبح هناك مساران يمثلان طرفين ذوَي مصالح متباينة.

وفي ظل هذا التباين فإن الأولوية المعلنة هي للمصالح الأميركية وليس المصالح الإسرائيلية، وإن كان هناك العديد من المصالح المشتركة بين الطرفين.

أما التداعيات الأبرز لهذا التطور فيمكن إجمالها بما يلي:

إضعاف الموقف التفاوضي الإسرائيلي، إذ إن تفاوض الإدارة الأميركية مع طرفي الصراع، يقلل من وزن إسرائيل في تحديد المسار السياسي والعسكري للحرب.

وفي هذا السياق، لا تغير تصريحات ترامب المتشددة تجاه حماس من حقيقة تراجع الموقف الأميركي، بل هي تعبير عن تفاعل مع الموقف التفاوضي الجديد، والسعي إلى نيل مكاسب من خلال المبالغة في التهديدات.

وهو أمر حصل سابقًا، ثم تم التراجع عنه، وذلك في إعطائه مهلة قصيرة لحماس للإفراج عن جميع الأسرى، في 10 فبراير/ شباط الماضي، ثم إحالة رد الفعل إلى الطرف الإسرائيلي.

ومن ناحية أخرى، قد يكون هدف هذه التصريحات هو نفي ترامب عن إدارته تهمة الضعف، في الوقت الذي تضطر فيه إلى التفاوض مع منظمة تعدها إرهابية، وهو سلوك يعزز المكانة السياسية للحركة.

وكان ترامب قد هدّد حركة حماس، الأربعاء، فيما سمّاه "التحذير الأخير لها" بإنهاء أمر الحركة إذا لم تطلق فورًا سراح جميع الأسرى الإسرائيليين لديها، وتعيد الموتى منهم.

إعلان

وكتب ترامب على منصة تروث سوشيال: "هذا هو التحذير الأخير لكم! بالنسبة للقيادة، حان الوقت لمغادرة غزة، إذ إنه لا تزال لديكم فرصة. وأيضًا، لشعب غزة؛ هناك مستقبل جميل ينتظر، ولكن ليس إذا احتجزتم رهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم أموات!". وقال ترامب إنه سيكون هناك "جحيم" لاحقًا إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى.

زيادة فرصة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة طويلة نسبيًا، بفعل تكريس عدم ارتهان هذا الأمر بتوجهات اليمين الإسرائيلي المتطرف. تعزيز الشرعية السياسية لحركة حماس، كطرف يقود النضال الفلسطيني، وتتفاوض معه الإدارة الأميركية، وإن كان التفاوض متركزًا على قضايا ميدانية، إلا أنه يفتح الباب لتُقدم الحركة كممثل للشعب الفلسطيني، يعبر عن تمسك هذا الشعب بحقوقه وحريته، وصموده في وجه محاولات إخضاعه وتصفية قضيته. زيادة خطر الصدام المباشر مع الإدارة الأميركية، مع ما يتصف به سلوك ترامب من بُعد شخصي مرتفع، ومبالغة في ردود الفعل.

وفي العموم يبقى أثر هذا المتغير محدودًا على المدى الطويل، بفعل وجود موقف أميركي- إسرائيلي مشترك تجاه تصفية القضية الفلسطينية عمومًا، وتقويض حركة حماس خصوصًا. وإن كان يفتح ثغرة في جدار التنسيق الأميركي- الإسرائيلي، الذي كان خلف استمرار الحرب لخمسة عشر شهرًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • السلطات الأمريكية تعتقل الناشط محمود خليل قائد الحراك الطلابي المناصر لفلسطين في جامعة كولومبيا
  • الخارجية الأمريكية تعلن إلغاء التأشيرات والبطاقات الخضراء لمؤيدي حماس
  • اعتقال فلسطيني قاد احتجاجات جامعة كولومبيا الأمريكية
  • بأوامر ترامب.. اعتقال طالب فلسطيني بجامعة كولومبيا
  • احتجاز طالب فلسطيني شارك في احتجاجات جامعة كولومبيا
  • خليل أبو كرش: القاهرة تلعب دورًا حاسمًا في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • الدلالات والدوافع وراء اللقاءات المباشرة بين الإدارة الأمريكية وحماس
  • ماذا يعني لجوء ترامب إلى التفاوض المباشر مع حماس؟
  • إسرائيل طالبت الإدارة الأمريكية بعدم إجراء مناقشات مباشرة مع حماس