اندفاع العراق نحو العالم يجعله يستعيد نفوذه
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
مارس 10, 2025آخر تحديث: مارس 10, 2025
محمد حسن الساعدي
بعد سقوط نظام صدام عام 2003 تمكن العراق من إعادة ترسيخ وجوده السياسي ومحاولة فرض نفوذه على علاقاته بالمنطقة من خلال شبكة عنكبوتية من العلاقات السياسية والاقتصادية والتبادل التجاري بينه وبين الدول الإقليمية والعالم لذلك ازدادت وتيرة العلاقة والمصالح الاقتصادية بينه وبين الغرب ما يجعلنا نسلط الضوء على المشاركة الغربية المتزايدة في قطاع الطاقة المهم والحيوي في العراق الأمر الذي أدى إلى زيادة التأثير السياسي والاجتماعي والاقتصادي للعراق في عموم القضايا العربية وساعدت في إشعال شرارة التحول الديمقراطي وتأثيره على الوضع الإقليمي والدولي .
يمكن القول أن الغرب خسر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والذي تركز هذه المرة حول غزة وخسر الإسرائيلي لأنه في الوقت الحاضر لم تستطيع اسرائيل من اقناع العالم وحلفائها الرئيسيون من إثبات قدرتها على تحقيق نقاط قوة أو على الاقل إعلان نصر أثناء الصراع مع الفلسطينيين أو اللبنانيين وفتح جبهتين في أن واحد، أو أن يكون لواشنطن لها تأثير في الصراع (الروسي-الأوكراني) ويبدو إن الغرب لم يتمكن من فعل شيء في هذه الصراع واللي بعضه يتركز في الشرق الأوسط أو كان خارج منطقة نفوذه والتي ركز فيها على تايوان.
لقد أثبتت الإطاحة السريعة والغير متوقعة بالنظام السوري إن الولايات المتحدة وحلفائها ما زالوا قادرين على تغيير الأنظمة وحشد ونشر مجموعة واسعة من الأصول السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستخبارية لإزالة زعيم حكم سوريا لفترة طويلة الأمد ليس من خلال الأدبيات الديمقراطية التي تنادي بها بل من خلال التآمر وحشد القوة الظلامية والخارجة عن القانون كما أنه أظهر أنه قادر على قلب توازن القوة الراسخ منذ فترة طويلة عند الضرورة وهذه دروس بسيطة وقويه يمكن أن تستفيد منها دول كالصين وروسيا وإيران وجميع اللاعبين الرئيسيين الآخرين في الشرق الاوسط.
العراق عقد مؤخرا العديد من الاتفاقيات مع الشركات البريطانية وتحديدا مع شركة شل لمناقشة فرص توسيع التعاون بين العراق وشركة الطاقة العملاقة بالإضافة إلى توقيع العراق مع بنك ستاندرد تشارترد البريطاني والمصرف العقاري للتجارة إلى جانبي اتفاقيات أخرى في مجال المياه والبنى التحتية بالإضافة إلى التعاون التعليمي وتبادل البعثات الأكاديمية اتفاقية أخرى مع شركة هاليبرتون لتطوير حقلي نهر ابن عمر وسندبان النفطيين.
يعد العراق أعظم جائزة إلى الغرب في الشرق الاوسط بسبب الاحتياطي النفط المهول التي يمتلكها والتي تعد الأرخص في المنطقة وأثبت العراق أنه كنز لا يمكن تفويته من الطاقة سواء الغربي أو الشرق على حد سواء وموقعه الجغرافي المهم الجاذب في قلب الشرق الأوسط.
حالة الانفتاح الذي يمارسها العراق على العالم تعزز فرص نفوذه الى المنطقة وتجعله محطة من محطات التفاهم والحوار بين مختلف الدول الاقليمية والدولية وهذا فعلاً ما تحقق خلال السنوات القليلة الماضية في حلحلة الكثير من الملفات العالقة بين دول المنطقة، وتجعله يأخذ مكانه الطبيعي في تهدئة المنطقة وإبعاد العراق عن ساحة الصراع ليكون نقطة الالتقاء لا ساحة صراع.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
الفصائل العراقية.. أسباب المتحولات والأولويات الجديدة - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف الضابط السابق والخبير في الشؤون الأمنية، أركان علي، اليوم الأحد (9 آذار 2025)، عن دخول الفصائل المسلحة في العراق بمرحلة جديدة في ظل المتغيرات الحالية في الشرق الأوسط، فيما اكد انها تعمل على رسم أولوياتها في الوقت الذي تجري به حوارات مع الحكومة.
وقال علي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الشرق الأوسط على عتبة مرحلة مختلفة، خاصة مع الأحداث الجارية في غزة وارتداداتها على لبنان وسوريا، إضافة إلى عمليات الهجمات المتبادلة بين طهران وتل أبيب ودخول الولايات المتحدة على الخط"، مؤكدًا أن "الوضع في المنطقة حيوي وحساس، ونحن أمام موقف متوتر".
توقف الضربات
وأضاف أن "توقف الضربات المتبادلة بين الفصائل والقوات الأمريكية في العراق يحمل في طياته ثلاثة أسباب رئيسية، الأولى، هناك حوار بين الفصائل والحكومة من أجل رسم مقتضيات المرحلة المقبلة، وأهمية حماية أمن واستقرار العراق، وابعاد بغداد عن توترات المنطقة وعدم جعلها جزءًا من أي محور".
وتابع الخبير ان "النقطة الثانية هي ان الفصائل شرعت في إعادة رسم أولوياتها بعد أحداث لبنان وسوريا، إضافة إلى تأثير العامل الإقليمي، خاصة مع وجود تأثير إيراني على بعض الفصائل، التي تسعى من خلال أدواتها إلى نزع فتيل التوتر في الشرق الأوسط، وخاصة مع الوضع القلق في إيران في ظل الأزمات الاقتصادية والطاقة التي أصبحت أكثر ضراوة في الفترة المقبلة".
نجاح السوداني
واكد أنه "بفضل جهود رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وفريقه، تمكّن من خلق نقاط تفاهم ومسارات مباشرة مع قيادات الفصائل، مما دفعها إلى الكف عن مهاجمة الأهداف الأمريكية وأهداف خارج الحدود العراقية، وهذا يعني أن الدولة العراقية نجحت في تقييد أنشطة الفصائل بشكل عام، وهو أمر ربما يحصل لأول مرة في السنوات الأخيرة".
ولفت إلى أن "حتى طهران بدأت تدرك خطورة المضي في صراعها المباشر مع أمريكا، خاصة وأن الأخيرة تمتلك العديد من الأوراق، خصوصًا في البعد الاقتصادي، التي يمكن أن تؤثر على إيران".
هذا وعلق الخبير في الشؤون الأمنية، اللواء أحمد بريسم، امس السبت، على إمكانية ان تدفع ايران بعض الفصائل العراقية المقربة منها للتدخل في الأحداث والتطورات الأخيرة في سوريا بعد مقتل العشرات من العلويين في إعدامات وتصفيات علنية تعرضوا لها خلال الساعات الجديدة على يد مقاتلي الإدارة الجديدة بقيادة "أحمد الشرع".
وقال بريسم في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الحديث عن تدخل الفصائل العراقية في سوريا غير صحيح، وهناك قرار عراقي بعدم التدخل"، مبينا انها "لم تصدر اي ردود افعال او بيانات على أحداث يوم أمس".