قد لا تكون الأحداث التي شهدتها محافظات سورية عدّة في الأيام الأخيرة، خصوصًا في مناطق ما يُعرَف بالساحل السوري، مفاجئة أو صادمة بالمُطلَق، باعتبار أنّها كانت متوقَّعة منذ اللحظة الأولى لسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، حين دقّ كثيرون داخل سوريا وخارجها جرس الإنذار، من إمكانية انفلات الأمور وخروجها عن السيطرة، إلا أنّ المفاجئ أنّها تأخّرت عن أوانها، ما جعل السوريين يتأمّلون بأن يكونوا قد تجاوزوها بصورة أو بأخرى.


 
لكن ما خشي منه كثيرون حصل في الأيام الماضية، بدءًا ممّا وُصِف بالهجوم "الغادِر" الذي بادرت إليه مجموعات مسلّحة محسوبة على النظام السابق، لا يبدو أنّها رضيت بالأمر الواقع، وهو ما أدّى إلى مقتل عشرات العناصر الأمنية، وصولاً إلى ردود الفعل "غير المحسوبة ولا المنضبطة"، التي خرجت بدورها عن السيطرة، ما أدّى إلى مقتل عشرات المدنيين، في ما يرقى لجرائم حرب، وفق ما وثّقت شبكات حقوقية، بعضها محسوب على معارضي الأسد.
 
وإذا كان رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع حاول "احتواء" الأمر، من خلال تشكيل لجنة لتقصّي الحقائق حول ما جرى ويجري، فإنّ الأكيد أنّ أحداث الساحل السوري، التي أيقظت شبح "الاقتتال الطائفي والأهلي"، بدّدت كلّ "الإنجازات" التي حقّقها، منذ دخل إلى دمشق في ذروة عملية "ردع العدوان"، من دون ضربة كفّ كما قيل في حينها، فإلى أين تتّجه سوريا وسط هذا المشهد السوداوي، وهل تصيب شظايا الحريق السوري لبنان في مكانٍ ما؟!
 
"الحريق السوري" يتفاقم
 
لم يكد السوريون يتنفّسون الصعداء بعدما اعتقدوا أنهم تجاوزوا "الاختبار الصعب"، بعد حرب دمويّة استمرّت زهاء 15 عامًا، حتى عاجلهم "الحريق" من جديد، من دون أن تنجح كلّ التكتيكات التي اتُبِعت في الأسابيع الماضية في تفاديه، سواء على صعيد "تثبيت" أسُس المرحلة الانتقالية، أو مؤتمر الحوار الوطني، ليتبيّن أنّ "الاحتقان" في النفوس، بقي أقوى من كلّ ما عداه، وكأنّه كان يتحيّن الفرصة المناسبة ليعبّر عن نفسه من جديد.
 
هكذا، جاءت أحداث الساحل السوري لتضع البلاد برمّتها مجدّدًا على كفّ عفريت، حتى إنّ هناك من يرى أنّ ما نجح الرئيس أحمد الشرع في تحقيقه من "إنجازات"، خصوصًا على مستوى الاعتراف بشرعيّته من المجتمع الدولي، تبدّد في ثلاثة أيام، نتيجة ممارسات القوات الأمنية المحسوبة عليه، في سياق تصدّيها لهجوم من وُصِفوا بـ"فلول نظام الأسد"، خصوصًا على مستوى الإعدامات الميدانية، وعمليات القتل "على الهوية"، إن صحّ التعبير.
 
وإذا كان ما حصل أعاد الكثير من "الهواجس" التي رافقت وصول الشرع إلى القيادة في سوريا، والتي بدّدها حين نجح في نزع صورته السابقة، مع تغيير لقبه من "الجولاني" إلى "الشرع"، فإنّ الخشية تبدو أكثر من مشروعة من أن يكون ما حصل في الأيام الأخيرة، مجرّد "تمهيد" لسيناريو "جهنّمي" قد يتمدّد إلى مختلف المحافظات السورية، وسط خوف على مصير الأقليات في أكثر من مكان، ولكن أيضًا على إمكانية دخول طابور خامس على الخط.
 
أيّ انعكاسات على لبنان؟
 
هكذا، أيقظت أحداث الساحل السوري في الأيام الأخيرة، الكثير من المخاوف داخل سوريا وخارجها، خصوصًا إذا ما تحوّل الأمر إلى اقتتال طائفي بدأت بشائره بالظهور، من دون أن تنجح السلطات أقلّه حتى الآن في إنهائه، علمًا أنّ هذا السيناريو بدأ قبل أيام من وقوع المحظور، مع تحريك ملف دروز سوريا تحديدًا، وهو ما دخلت إسرائيل على خطّه، عبر التلويح بالتدخل العسكري في حال "المساس بالدروز" بحسب ما قالت حينها.
 
ولأنّ لبنان ليس "جزيرة معزولة"، وهو الذي أثبتت التجربة التاريخية أنّه يتأثّر بكلّ ما يجري في سوريا، انعكس تحريك الملف الدرزي أولاً على الجبل سريعًا، وسط انقسام وصدام لم يتأخّر في الظهور، خصوصًا على مستوى القيادات الدرزية، وهو ما عاد وتكرّر على مستوى أشمل مع أحداث الشمال السوري، التي استعاد معها كثيرون "سيناريو" ما جرى بعيد اندلاع الحرب السورية عام 2011، حين كان للبنان، وتحديدًا الشمال، نصيب منها.
 
إلا أنّ العارفين يشدّدون على أنّ الأمور لا تزال مضبوطة إلى حدّ بعيد، على الرغم من تسجيل بعض التحركات هنا أو هناك، ويؤكدون على "يقظة" الأجهزة الأمنية لمنع أيّ انغماس لبناني بما يجري في سوريا، أو ربما نقل للصراع إلى الداخل اللبناني، علمًا أنّ هناك من أبدى ارتياحه لإعلان "حزب الله" نأيه بنفسه عمّا يجري في سوريا، ونفيه كلّ ما تم تداوله بخلاف ذلك، وهو ما كان يمكن أن يتسبّب بـ"صدام طائفي" في الداخل، أسوةً بما يجري في سوريا.
 
تبدو الخشية مشروعة من "تمدّد" الحريق السوري إلى لبنان مرّة أخرى، بعدما حصل أمر مشابه في السنوات الأولى للثورة السورية، حين فُتِحت الحدود، فتسلّل المسلّحون، وشهد لبنان على سلسلة من العمليات والتفجيرات الإرهابية المتنقّلة. لكن ثمّة من يقول إنّ الظروف اختلفت اليوم، وإنّ "لا مصلحة" للقيادة السورية الجديدة بذلك، وهي الموضوعة تحت الاختبار، ولو أنّ المطلوب يبقى وقفة لبنانية جادة لمواجهة أيّ سيناريو من هذا النوع... المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أحداث الساحل السوری ا یجری فی سوریا فی الأیام على مستوى وهو ما خصوص ا

إقرأ أيضاً:

نور علي تنهار من البكاء بسبب أحداث الساحل السوري: تعرضت لإطلاق النار

كشفت الممثلة السورية نور علي، عن تفاصيل نجاتها من إطلاق النار من قبل أحد المسلحين، وذلك خلال الأحداث الدموية التي شهدتها مدينة جبلة في الساحل السوري.

ونشرت نور علي، مقطع فيديو عبر حسابها في إنستجرام، تحدثت فيه عن اللحظات العصيبة التي عاشتها أثناء محاولتها مغادرة المدينة وسط الفوضى والاشتباكات.

نور علي تفاصيل تعرض نور علي لأطلاق نار في جبلة

وأكدت نور علي أنها تعرضت لمحاولة سرقة مسلحة أثناء وجودها في الشارع، إذ أطلق أحد المسلحين النار في اتجاهها أثناء سرقة سيارتها.

وقالت باكية: وجدت نفسي في الشارع وسط إطلاق نار، وكان هناك أشخاص يحملون أسلحة، ويتحدثون لغات أجنبية.. لم أستطع فعل شيء سوى الاختباء والانتظار، حتى تمكنت من التواصل مع الأمن العام.

وأضافت أنها رأت بعينها اقتحام منازل وقتل مدنيين في المدينة، مشيرة إلى أن الخوف كان مسيطراً على الجميع دون استثناء.

وطالبت نور علي بضرورة وقف العنف والتكاتف بين أبناء سوريا، مؤكدة على أن الأوضاع في جبلة أثبتت أن المدنيين هم الضحية الأكبر، وأن سكان المدينة من مختلف الطوائف تعرضوا للأذى، داعية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

نور علي تفاصيل تعرض نور علي لأطلاق نار في جبلة

وقالت نور علي: نحن أبناء بلد واحد، لا يمكن أن نبقى أسرى الخوف، يجب أن تكون سوريا بلا سلاح خارج سيطرة الدولة، كما شددت على ضرورة محاسبة كل من تورط في هذه الاعتداءات، محذرة من أن المدنيين سيدفعون الثمن إذا لم تتم معالجة الوضع سريعا.

وفي سياق حديثها، وجهت نور علي رسالة إلى الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع، متسائلة عما إذا كانت لا تزال مضطرة للخضوع لنفس الممارسات التي عانى منها السوريون في السابق، مثل الخضوع لسلطة مسلحين على الحواجز، هل يُعقل أن نقارن هذه المذابح بمجزرة بشار الأسد الكيماوية؟، مشيرة إلى أن الشعب السوري يريد مستقبلًا بلا عنف أو انتهاكات.

نور علي

ووجهت الممثلة السورية رسالة لأبناء وطنها قائلة: لا يهم من أنت، أو إلى أي طائفة تنتمي.. الموت لا يميز بين أحد.. نحن لسنا أعداء، نحن أبناء بلد واحد، وهذا الخراب لن ينتهي إلا إذا اجتمعنا ضد القتل والفوضى.

نور علي

وأكملت نوري علي حديثها قائلة: أنا ممثلة، لست سياسية، ولا أريد أن أكون كذلك.. لكن كيف يمكنني أن أواصل حياتي وكأن شيئاً لم يكن؟ كيف يمكنني أن أقف أمام الكاميرا وأؤدي دوراً، بينما مدينتي تحترق وأصدقائي يموتون؟.

اقرأ أيضاًJoy Awards يرشح نور علي لجائزة أفضل ممثلة بمسلسل تلفزيوني

«البطل».. نور علي تخوض أولى بطولتها الدرامية برمضان 2025

معتصم النهار يكشف كواليس تعاونه مع نور علي بـ «لعبة حب»: كنت بحب استفزها كتير لهذا السبب

مقالات مشابهة

  • فيديو.. الفنانة نور علي تروي شهادتها على أحداث الساحل السوري
  • نور علي تنهار من البكاء بسبب أحداث الساحل السوري: تعرضت لإطلاق النار
  • جرح في ضمير الإنسانية.. أول تعليق إيراني على أحداث الساحل السوري
  • نزوح الآلاف من الساحل السوري نحو لبنان
  • أمريكا تندد بالمجازر التي حدثت في الساحل السوري
  • بعد مطالبات دولية.. الشرع يشكل لجنة لتقصي حقائق أحداث الساحل السوري
  • عسكرياً.. أين حزب الله من أحداث الساحل السوري؟
  • بيان عاجل من حزب الله يتبرأ فيه من التورط في أحداث الساحل السوري
  • التقدمي: نُعرب عن أسفنا للأحداث التي تشهدها منطقة الساحل السوريّ