في ظل الاقتصاد الرقمي المتسارع، باتت الراحة وسهولة الوصول أولوية قصوى، حيث يمكن حجز الرحلات الجوية والفنادق أو إتمام عمليات الشراء عبر الإنترنت بنقرة واحدة.

 لكن خلف هذه التجربة الرقمية السلسة يكمن تهديد متزايد يتمثل في استغلال القراصنة للذكاء الاصطناعي لخداع المستخدمين وسرقة بياناتهم.

في قطاع السفر والضيافة، حيث تتدفق المعلومات الحساسة مثل أرقام جوازات السفر وتفاصيل الدفع عبر أنظمة مترابطة، لم يعد هذا التهديد مجرد سيناريو محتمل، بل أصبح واقعًا ملموسًا.

 ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت الهجمات الإلكترونية أكثر تعقيدًا، مما يستدعي استراتيجيات دفاعية متطورة لمواجهة المخاطر المتنامية.

إقبال متفرد .. سباق المستثمرين نحو أدوات البرمجة بالذكاء الاصطناعيهل تقضي روبوتات الذكاء الاصطناعي على الصدق في تطبيقات المواعدة؟آبل تواجه تحديات تقنية .. تأجيل تحديثات الذكاء الاصطناعي لـ Siri حتى 2026آبل تؤجل تحديثات الذكاء الاصطناعي لـ Siri إلى عام 2026OpenAI تستعد لإطلاق وكلاء الذكاء الاصطناعي باشتراك 20 ألف دولار شهرياعصر جديد من التهديدات.. الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة

شهدت التهديدات السيبرانية تحولات جذرية في السنوات الأخيرة، حيث لم يعد القراصنة يعتمدون على الطرق التقليدية مثل إرسال رسائل التصيد العشوائية، بل باتوا يستخدمون نماذج الذكاء الاصطناعي لإنشاء رسائل احتيالية مصاغة بدقة، يصعب تمييزها عن المراسلات الرسمية.

إضافة إلى ذلك، تستغل أدوات الذكاء الاصطناعي البيانات الشخصية المسربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الحجز، لتنفيذ هجمات "التصيد الموجه"، حيث يتم خداع الضحية باستخدام معلومات حقيقية عن سفره ومشترياته الأخيرة، ما يزيد من فرص وقوعه في الفخ.

قطاع السفر والتجارة الإلكترونية.. هدف مثالي للقراصنة

يُعد قطاع السفر والتجارة الإلكترونية أحد أكثر القطاعات عرضة للهجمات الإلكترونية المعززة بالذكاء الاصطناعي. فمع تبادل كميات هائلة من المعلومات الشخصية والمالية بين شركات الطيران والفنادق والوكالات السياحية عبر واجهات برمجة التطبيقات (APIs)، تصبح أي ثغرة أمنية مدخلًا لاختراق الأنظمة وسرقة البيانات.

وتشير تقارير أمنية إلى أن القراصنة يستخدمون تقنيات التعلم الآلي لاكتشاف نقاط الضعف في تلك الأنظمة، مما يمكنهم من تنفيذ هجمات منظمة مثل سرقة البيانات البنكية، أو تعطيل الخدمات مقابل فدية، أو حتى انتحال هويات المسافرين لأغراض احتيالية.

كيف يعزز الذكاء الاصطناعي قدرات القراصنة؟

تعتمد الهجمات السيبرانية الحديثة على الذكاء الاصطناعي في عدة أشكال، أبرزها، الهندسة الاجتماعية المؤتمتة التي يتم من خلالها  تحليل بيانات المستخدمين لإنشاء رسائل تصيد مخصصة، و تقنيات التزييف العميق (Deepfake): محاكاة وجوه وأصوات موظفي شركات السفر لخداع العملاء، بالاضافة إلى الهجمات القائمة على اختراق البيانات، حيث يتم  استخدام الذكاء الاصطناعي لاختبار ملايين مجموعات تسجيل الدخول بسرعة فائقة، علاوة على البرمجيات الخبيثة المتكيفة حيث يتم  تطوير برمجيات قادرة على تجاوز أنظمة الحماية من خلال التكيف مع البيئات الأمنية المختلفة.

كيف تحمي نفسك من الهجمات السيبرانية؟

يمكن للمستهلكين تعزيز أمنهم الرقمي من خلال اتخاذ تدابير بسيطة ولكنها فعالة، مثل، تفعيل المصادقة متعددة العوامل (MFA) لحماية الحسابات الشخصية، واستخدام التطبيقات الرسمية لحجز الرحلات بدلاً من الاعتماد على رسائل البريد الإلكتروني، بالاضافة إلى التحقق من أي طلبات مشبوهة من خلال الاتصال المباشر بمزودي الخدمة، علاوة على الاعتماد على مدير كلمات المرور لإنشاء كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب، بالاضافة إلى البقاء على اطلاع دائم حول أحدث أساليب الهجمات الإلكترونية.

دور صناعة السفر في تعزيز الأمن السيبراني

لا يقتصر الدفاع ضد التهديدات السيبرانية على المستهلكين فقط، بل يتعين على شركات السفر والفنادق وشركات التجارة الإلكترونية تبني استراتيجيات متقدمة، مثل، تطبيق مبدأ "الثقة الصفرية" (Zero Trust)، الذي يعتمد على التحقق المستمر من المستخدمين والأنظمة.

بالاضافة إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في كشف التهديدات الأمنية قبل وقوعها، علاوة على إجراء اختبارات أمنية دورية لرصد الثغرات المحتملة وإصلاحها، بالاضفة إلى توعية العملاء بمخاطر الاحتيال السيبراني وتزويدهم بأفضل ممارسات الأمان الرقمي.

الخاتمة.. البقاء متقدمًا على القراصنة

يمثل الذكاء الاصطناعي سلاحًا ذو حدين؛ فهو يسهم في تسهيل العمليات التجارية، لكنه أيضًا يزود القراصنة بأدوات أكثر تطورًا لشن هجماتهم. 

ومع تزايد المخاطر الإلكترونية، أصبح من الضروري على المستهلكين والشركات على حد سواء اتخاذ إجراءات استباقية لحماية البيانات وتعزيز الأمن الرقمي.

في عالم يعتمد بشكل متزايد على التقنيات الذكية، فإن البقاء آمنًا لا يتحقق بالاعتماد على الحظ، بل يتطلب وعيًا، ويقظة، واستراتيجيات متطورة لمواجهة التهديدات المستجدة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الهاكرز الهجمات الإلكترونية المزيد الذکاء الاصطناعی بالاضافة إلى قطاع السفر

إقرأ أيضاً:

رفقاء افتراضيون: هل يهدد الذكاء الاصطناعي جوهر العلاقات الإنسانية؟

وكالات

يشهد العالم تحولاً لافتاً في طريقة تواصل البشر، حتى على الصعيد العاطفي، حيث أصبحت العلاقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي واقعًا يكتسب شعبية متزايدة.

ففي عام 2024، بلغت قيمة هذا السوق نحو 2.8 مليار دولار، ومن المتوقع أن تقفز إلى 9.5 مليار دولار بحلول عام 2028، وفقًا لتقارير عالمية، وتدل الزيادة الهائلة بنسبة 2400% في عمليات البحث عن مصطلحات مثل “صديقة الذكاء الاصطناعي” على موقع “غوغل” بين عامي 2022 و2024، على تنامي الاهتمام بهذه الظاهرة.

فمنصات مثل “Character AI” تستقطب ملايين المستخدمين شهريًا، معظمهم من الرجال، وفقاً لما أورده موقع “سايكولوجي توداي”، ومع تدفق الاستثمارات والإعلانات على هذا القطاع، يبدو أن العلاقات الافتراضية لم تعد مجرّد تجربة هامشية، بل خيارًا حقيقيًا للبعض، يقدم رفقة خالية من الخلافات وتفاعلًا عاطفيًا مُخصصًا حسب الطلب.

ولكن، ومع كل ما يبدو من جاذبية في هذه العلاقات، تبرز تساؤلات جوهرية: ما الذي تعنيه هذه التحولات لمستقبل العلاقات الإنسانية؟ وهل نحن مستعدون للتنازلات التي قد تفرضها هذه التكنولوجيا الجديدة؟

وعبر التاريخ، دفعتنا الرغبة في إيجاد شريك عاطفي إلى تحسين ذواتنا، سواء عبر تعزيز الثقة بالنفس أو تطوير مهارات التواصل والتعاطف. هذا الدافع الطبيعي لم يُشكّل الأفراد فحسب، بل ساهم في تشكيل البُنى الاجتماعية.

وغير أن “عشاق الذكاء الاصطناعي” قد يغيّرون هذه المعادلة، إذ يقدمون رفقة مصممة خصيصًا لتلبية رغبات المستخدم دون الحاجة لبذل أي جهد.

والشركاء الرقميون مثاليون على نحو غير واقعي: لا يخطئون، لا يطلبون شيئًا، ويستجيبون دومًا بما يُرضي، وهذا النموذج، وإن بدا مريحًا، قد يرسخ تصورات خاطئة عن العلاقات الواقعية، حيث الاختلافات والمشاعر والاحتياجات المتبادلة هي القاعدة.

كما أن محاكاة الذكاء الاصطناعي للمشاعر، كأن “يخبرك” رفيقك الرقمي عن يومه السيئ، قد يخلق وهمًا بالتواصل الإنساني، لكنه في الحقيقة يفتقر إلى عمق التجربة البشرية.

وهنا تكمن الخطورة: إذا وُجه تعاطفنا نحو كيانات لا تشعر حقًا، فهل سنفقد تدريجيًا قدرتنا على التعاطف مع من حولنا؟ وأي نوع من المجتمعات قد ينشأ إذا غابت هذه القيمة؟

وتتطلب العلاقات الحقيقية مهارات معقدة كالصبر والتنازل والقدرة على رؤية الأمور من وجهات نظر مختلفة، وهي مهارات لا تقتصر فائدتها على الحب فقط، بل تمس كل جوانب الحياة الاجتماعي، لكن العلاقات الافتراضية لا تستدعي هذا المجهود، ما قد يؤدي إلى تراجع قدرة الأفراد على التفاعل الإنساني السليم.

وفوق هذا كله، تبقى هناك عناصر لا يمكن استبدالها رقمياً، مثل التلامس الجسدي، الذي أثبتت الدراسات أنه يعزز من إفراز هرمونات الترابط، ويقلل التوتر، ويمنح شعورًا بالراحة لا يمكن تعويضه برسائل نصية أو محادثات افتراضية.

وحتى الآن، لا تزال الآثار النفسية لعلاقات الذكاء الاصطناعي قيد الدراسة، لكن مؤشرات مقلقة بدأت بالظهور، فزيادة الاعتماد على الرفقاء الرقميين قد تؤدي إلى عزلة اجتماعية، وتعزيز توقعات غير واقعية من العلاقات البشرية، بل وربما تفاقم مشكلات مثل القلق والاكتئاب، وهي نتائج تتماشى مع دراسات سابقة ربطت الاستخدام المفرط للتكنولوجيا بتراجع الصحة النفسية.

إقرأ أيضًا:

ديب سيك تضرب بقوة تحديث جديد يهدد عرش أوبن إيه آي

مقالات مشابهة

  • وكيل تعليم الفيوم يشهد البرنامج التدريبي "استخدام المنصة الإلكترونية للتواصل وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي"
  • جيل «زد».. قفزة كبيرة في عالم التجارة الإلكترونية بدعم الذكاء الاصطناعي
  • أي دولة ستحسم سباق ريادة الذكاء الاصطناعي عالميًا؟
  • مقتل قائد الدعم السريع قطاع غرب أم درمان وأكبر مجمع سكني في قبضة الجيش
  • السفير الصيني لدى موسكو: أمريكا هي المصدر الأكبر للهجمات الإلكترونية في العالم
  • تحذير أممي: الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف خلال العقد المقبل
  • لتسريع السفر.. خطوات الاستفادة من البوابات الإلكترونية بـ 3 مطارات سعودية
  • رفقاء افتراضيون: هل يهدد الذكاء الاصطناعي جوهر العلاقات الإنسانية؟
  • الذكاء الاصطناعي يرصد مخالفات استخدام الهاتف في الأردن
  • السفير الصيني في روسيا: واشنطن المصدر الأكبر للهجمات الإلكترونية في العالم