نبض السودان:
2024-09-09@11:03:54 GMT

العالم يخذل السودان في الإغاثة الإنسانية

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

العالم يخذل السودان في الإغاثة الإنسانية

رصد – نبض السودان 

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم يوم 15 أبريل/ نيسان 2023، وحتى اليوم، ظل عجز المنظمات الإنسانية عن بدء عملية إغاثة إنسانية فاعلة هو الأبرز في كل ما يتعلق بجهود المجتمع الدولي لمقاربة الوضع في السودان.

الأسبوع الماضي، في 19 أغسطس/آب الذي يتزامن مع (اليوم العالمي للمساعدات الإنسانية) غرد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش على منصة “إكس”) تويتر سابقا) مقدما التحية للعاملين في مجال المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى تفانيهم وشجاعتهم في تقديم العون الإنساني إلى جميع الذين يحتاجونه، بغض النظر عمن هم، وأين هم، وما الذي يتعرضون له.

تحية غوتيريش البليغة، تناقضت لحد ساخر مع مشهد سفر الخروج العظيم لمنظماته، من الخرطوم المنكوبة بالحرب بعد أقل من أسبوعين على اندلاعها قبل مغادرتهم بشكل كلي للسودان. وفي 24 أبريل/نيسان 2023، اصطف رتل طويل من سيارات الأمم المتحدة البيضاء في الطريق من الخرطوم إلى بورتسودان تحت حماية طرفي الحرب اللذين جرى التنسيق معهما لحماية قافلة الخروج. تبادل الطرفان المتحاربان حراسة الموكب خلال الرحلة. لم يتم استخدام القنوات التي ضمنت نجاح هذا التنسيق لمسيرة الخروج بغرض ضمان أداء مهام الوكالات الإنسانية التي كان المنكوبون بالحرب في أمس الحاجة إليها. في حقيقة الأمر، لم تجر حتى محاولة استخدام هذه القنوات لهذا الغرض.

لاحقا أُنهي وجود هذه المنظمات في السودان دون الإعلان عن خطط لعودتها أو تعويض غيابها. هذا المشهد عكس تناقضا صارخا مع تأكيدات غوتيريش الأنيقة في تغريدته الاحتفالية. بطبيعة الحال، فإن من واجب الأمم المتحدة الحفاظ على حياة موظفيها في مناطق الخطر، ومحاولة تأمين أكبر قدر من الحماية لهم، في سبيل القيام بواجباتهم المهمة والضرورية. لكن سبيل القيام بهذه الواجبات لا يتم عبر سحبهم بهذا الشكل، في ظل الحاجة الماسة والمتزايدة لوجودهم. وهذا المشهد لا يتسق مع الحديث عن التفاني والشجاعة في تغطية الحاجات الإنسانية الضرورية.

لقد كان القائد التاريخي والأمين العام الثاني للأمم المتحدة داج هوميرشولد هو صاحب القول المأثور في وصف الدور الفاعل المطلوب من صناع السلام: “عندما نسعى جميعا للتعامل بحرص بغرض الحفاظ على اماننا الذاتي، فإننا نخلق عالما في غاية من عدم الأمان. عندما نسعى جميعا للحرص على أماننا الذاتي، فإن هذا المصير سيقود إلى هلاكنا. فقط في الظلال المظلمة للشجاعة، يمكننا كسر هذه التعويذة”.

لكن ما يبدو جليا ويتضح باستمرار هو أن الأمم المتحدة تحت قيادة غوتيريش ليست هي نفسها الأمم المتحدة التي تولى هوميرشولد أمانتها العامة!

لم تكن صفحة كتاب الأطراف المتحاربة في السودان بيضاء من سوءات عرقلة العمل الدولي. فقد قامت الحكومة السودانية التي يسيطر عليها الجيش حاليا بإعلان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتز شخصا غير مرغوب فيه في السودان في 9 يونيو/حزيران 2023 بعد أن تجاهل الأمين العام طلب قائد الجيش بتغييره. ولم تتوقف غارات ميليشيا “قوات الدعم السريع” لنهب مقار البعثات الدبلوماسية ومخازن الأمم المتحدة. ولكن، في هذه الحرب التي تدور بين طرفين سيئين، ما هو ذنب المدنيين السودانيين، ليُتركوا وحيدين في مواجهة غلواء الحرب، وجنون الجنرالات؟ أليس هدف وجود هذه المنظمات الإنسانية بالأساس، هو تخفيف أثر كل هذا عليهم؟

امجد فريد الطيب

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الإغاثة الإنسانية السودان العالم في الأمم المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

حكومة السودان ترفض قوة تدخل اقترحتها بعثة حقوق الإنسان

 رفضت الحكومة السودانية توصيات بعثة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان، واتهمتها بأنها "هيئة سياسية"، بعد أن دعت  إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة" في البلاد، لحماية المدنيين في ظل الحرب المستعرة منذ قرابة 17 شهرا.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان، ليل السبت: "ترفض حكومة السودان توصيات بعثة تقصي الحقائق جملة وتفصيلا"، معتبرة أنها "تجاوز واضح لتفويضها وصلاحيتها".

وأوضحت الوزارة في بيانها، أن البعثة قامت بنشر تقريرها "وعُقد مؤتمر صحفي حوله، قبل أن يستمع له مجلس" حقوق الإنسان، مما يعكس "افتقاد اللجنة للمهنية والاستقلالية".

واتهمت الخارجية البعثة بكونها "هيئة سياسية  لا قانونية، مما يعضّد موقف حكومة السودان  منها منذ تشكيلها".

بعد عام ونصف على الحرب.. "حاجة طارئة لحماية المدنيين" في السودان بعد نحو عام ونصف على الحرب في السودان، لا تزال المعارك تستعر في المدن بينما يعاني السكان من الجوع والأمراض، حيث يتنافس جنرالان على السلطة، ولا حل يلوح في الأفق.

والجمعة، دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة من دون تأخير" في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة "الفظائع" التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.

وخلُص الخبراء المكلفون من قبل مجلس حقوق الإنسان في تقرير، إلى أن المتحاربين "ارتكبوا سلسلة مروعة من انتهاكات حقوق الإنسان، وجرائم يمكن وصف الكثير منها بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وأنشأ مجلس حقوق الإنسان هذه البعثة نهاية العام الماضي، بهدف توثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 أبريل من العام الماضي.

السودان.. الأمم المتحدة تدعو إلى نشر "قوة محايدة" لحماية المدنيين دعا خبراء من الأمم المتحدة، الجمعة، إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة من دون تأخير" في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.

وفي بيان السبت، نددت الخارجية السودانية بـ"تناقض غريب" يحمله تقرير البعثة، إذ استنكرت "التوصية  بحظر السلاح عن الجيش الوطني (وبأن) توكل مهمة حماية المدنيين لقوة دولية لا يعرف متى ستشكل".

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. وحسب أرقام الأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من 10 ملايين شخص داخل السودان أو فروا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك التي تسببت بدمار واسع في البنية التحتية، حيث خرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.

مقالات مشابهة

  • توصيات بعثة الأمم المتحدة هل تمثل تهيئة للفصل السابع؟
  • منظمات دولية تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • حكومة السودان ترفض قوة تدخل اقترحتها بعثة حقوق الإنسان
  • بعد عام ونصف على الحرب.. “حاجة طارئة لحماية المدنيين” في السودان
  • الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها
  • بعد عام ونصف على الحرب.. حاجة طارئة لحماية المدنيين في السودان
  • "الشعبية": تقرير الأمم المتحدة حول مجاعة غزة يكشف خطورة الأوضاع الإنسانية التي يسببها الاحتلال
  • "الشعبية": تقرير الأمم المتحدة حوة مجاعة غزة يكشف خطورة الأوضاع الإنسانية الي يسببها الاحتلال
  • الأمم المتحدة توصي بحظر شامل على الأسلحة في السودان
  • بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان: يجب نشر قوة محايدة من دون تأخير لحماية المدنيين