«أبناء بروميثيوس: تاريخ البشرية قبل اختراع الكتابة»
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةرحلة الإنسان عبر الزمن: من الصيد إلى بناء الحضارات هل كانت نشأة الكتابة هي البداية الحقيقية للتاريخ؟ أم أن قصة الإنسان تمتدُّ إلى ما قبل ذلك بملايين السنين؟ في كتابه «أبناء بروميثيوس: تاريخ البشرية قبل اختراع الكتابة»، يأخذنا المؤرخ هيرمان بارتزينغر في رحلة مثيرة عبر الزمن، ليعيد تشكيل الصورة الكاملة لمراحل تطور الإنسان، منذ بداياته الأولى في أفريقيا قبل نحو خمسة ملايين عام، وحتى نشوء الحضارات الكبرى.
صدر هذا الكتاب عن مشروع «كلمة» للترجمة، التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، وقام بترجمته إلى العربية المترجم علي مصباح، ليكون إضافة مهمَّة للمكتبة العربية، حيث يقدم رؤية شاملة حول تاريخ الإنسان قبل اختراع الكتابة.
تطورات هائلة
ينطلق الكتاب من قصة الإنسان المنتصب، الذي لم يكن مجرَّد كائن يبحث عن البقاء، بل كائن يسعى لتحسين بيئته وظروف معيشته، متحوِّلاً من آكِلٍ للجِيَف إلى صياد ماهر. وعلى مدى ملايين السنين، شهدت البشرية تطورات هائلة، بدءاً من إنسان نياندرتال، الذي امتلك قدرات ذهنية متقدمة، وصولًا إلى الإنسان العاقل الحديث، الذي تفوَّق بفضل قدرته على التَّكيُّف والابتكار وغزو العالم.
من الكهوف للمدن
بعد أن اعتمد البشر لآلاف السنين على الصيد والتقاط الثمار، بدؤوا في الاستقرار في مستوطنات صغيرة، قبل أن تتطور تلك المستوطنات إلى قرى ومدن. يستعرض الكتاب كيف ساهمت الزراعة وتدجين الحيوانات في تعزيز استقرار الإنسان، ممَّا أدى إلى إنشاء مجتمعات دائمة. في هذا السياق، يقدم الكتاب نظرة معمَّقة على أولى المستوطنات الكبيرة التي ظهرت في الأناضول.
بذور الحضارة المصرية
على جانب آخر، يفرد الكتاب جزءاً مهماً لاستعراض بدايات الحضارة المصرية، موضحاً كيف بدأت المجتمعات المصرية الأولى في الاعتماد على الزراعة وتربية الماشية، مما ساهم في زيادة الإنتاج وتحقيق فائض غذائي، وهو ما مهَّد الطريق لنشوء مدن وممالك. كما تناول المؤلف ثقافات ما قبل الأسرات لدى المصريين القدماء، مثل ثقافة البداري في مصر العليا، وثقافة تاسا في وسط مصر، والتي شهدت تطوراً ملحوظاً في الفنون والصناعات اليدوية، بالإضافة إلى بناء المرافق التخزينية، التي كانت في البداية مقتصرة على الطبقات العليا، ثم انتشرت تدريجياً بين الطبقات المتوسطة.
أفريقيا ما قبل الحديد
لا يتوقف الكتاب عند الحضارات الكبرى، بل يتناول أيضاً تطور الثقافات في غرب ووسط وجنوب أفريقيا قبل إدخال صناعة الحديد، وكيف تحوَّلت الحياة بالتدريج في هذه المنطقة الغنية بالميثولوجيا.
بين اليقين والتكهن
يقدم «أبناء بروميثيوس» رؤية علمية دقيقة حول تطور الإنسان، لكنه لا يتوقف عند الحقائق المثبتة، بل يتناول أيضًا الأسئلة الجدلية التي لا تزال قيد البحث. من خلال استعراض دقيق للأدِلَّة الأثرية والأنثروبولوجية، يناقش المؤلف الفجوات المعرفية في تاريخ الإنسان.
بين الماضي والحاضر
يربط المؤرخ هيرمان بارتزينغر بين الماضي البعيد والحاضر، موضحاً أن التاريخ الحقيقي للإنسان لا يبدأ مع الكتابة، بل يمتد إلى ملايين السنين قبلها، ما يجعل هذا الكتاب إضافة قيِّمة لكل قارئ مهتم بتاريخ البشرية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الكتابة الثقافة مركز أبوظبي للغة العربية أبوظبي مشروع كلمة للترجمة
إقرأ أيضاً:
بنسعيد وجدل صفقات معرض الكتاب: مابغيناش تنظيم عشوائي (فيديو)
زنقة 20 ا عبد الرحيم المسكاوي | تصوير : محمد أربعي
في ظل الجدل الذي أثير مؤخرا بشأن الشركات الفائزة بصفقات تنظيم معرض الكتاب، خرج وزير الثقافة والشباب والتواصل، المهدي بنسعيد، بتصريح أكد فيه أن وزارته تحترم جميع المساطر الإدارية والقانونية المتعلقة بمنح الصفقات للمقاولات، مشيرًا إلى أن العملية تخضع لمتابعة قانونية صارمة يتم احترامها.
وقال بنسعيد خلال الندوة الصحفية التي عقدها اليوم حول تنظيم النسخة الـ30 للمعرض الودلي للنشر والكتاب، في معرض تعليقه على الجدل الدائر، إن الوزارة تسعى لضمان أن الشركات المتنافسة على تنظيم المعرض تكون قوية وكبيرة، وأن لديها معايير عالية في التنظيم.
وأضاف أن الهدف من هذا هو تجنب اختيار شركات ضعيفة قد تعرضنا لانتقادات من قبل الرأي العام.
وأكد بنسعيد أن الوزارة طرحت معايير جودة عالية خلال عملية التعاقد، وأن ثلاث شركات فقط هي التي تتوافر على هذه المعايير.
وأوضح أن الأهم بالنسبة له هو أن يتم تنظيم المعرض بطريقة مهنية واحترافية تترك انطباعًا إيجابيًا لدى الزوار المغاربة وكذلك الضيوف الأجانب الذين يزورون المعرض.
وشدد الوزير على أن الوزارة قد رفعت من جودة تنظيم المعرض من خلال توفير إمكانيات كبيرة، بفضل تعاون وتضافر جهود جميع المتدخلين، وعلى رأسهم مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة ومجلس مدينة الرباط، اللذان قدما دعما ماليا كبيرا لإنجاح جميع النسخ التي تم تنظيمها في الرباط.
كما لفت بنسعيد إلى أنه إذا لم تكن الوزارة قد عملت بشكل مكثف مع باقي المتدخلين، لكانت تعرضت لانتقادات لعدم رفع مستوى المعرض.