هل تنجح جولة مفاوضات ويتكوف في تجاوز عراقيل نتنياهو؟ محللون يجيبون
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
يرى خبراء ومحللون سياسيون أن جولة المفاوضات المقبلة في الدوحة برعاية الولايات المتحدة قد تواجه عراقيل بسبب مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يسعى إلى إطالة أمد الحرب والتهرب من الاستحقاقات السياسية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتتوجه الأنظار إلى العاصمة القطرية، إذ من المقرر أن يصل مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في محاولة لدفع المفاوضات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) نحو اتفاق جديد.
ورغم التفاؤل الحذر الذي أبداه المسؤولون الأميركيون فإن العقبات لا تزال قائمة، خاصة في ظل تباين المواقف بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتل أبيب.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة أن حركة حماس تتمسك بجوهر الاتفاق السابق المتمثل في وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، إضافة إلى إدخال المساعدات وإعادة الإعمار، مشيرا إلى أن هذه العناصر تمثل خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها.
وأضاف الحيلة في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث" أن التحركات الأميركية قد تفضي إلى صفقة شاملة تشمل تبادل الأسرى، لكنه شدد على أن العائق الأساسي يتمثل في نتنياهو الذي يرفض تقديم تنازلات حقيقية.
إعلان
تفاوض مباشر
من جهته، أشار تيم كونستانتين نائب رئيس تحرير صحيفة "واشنطن تايمز" إلى أن الولايات المتحدة تدرك الحاجة إلى التفاوض المباشر مع جميع الأطراف -بما في ذلك حماس- رغم التحفظات الإسرائيلية.
ولفت كونستانتين إلى أن تأجيل زيارة ويتكوف إلى الدوحة كان مرتبطا بمخاوف أميركية بشأن جدية مواقف حماس، لكنه عاد ليؤكد أن تجاوز هذه العقبة يشير إلى تقدم محتمل في المسار التفاوضي.
أما الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى فقد أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعبر عن انزعاجها من المسار التفاوضي الحالي، خصوصا مع طرح هدنة طويلة الأمد، وهو ما يتناقض مع الرؤية الإسرائيلية القائمة على استمرار الضغط العسكري والسياسي على غزة.
وأضاف مصطفى أن إرسال وفد إسرائيلي منخفض المستوى إلى الدوحة يعكس عدم جدية تل أبيب في التوصل إلى اتفاق شامل، مشيرا إلى أن إسرائيل تراهن على إفشال المسار الأميركي أو تعديله لصالحها.
وفي سياق متصل، أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية أن حكومة نتنياهو تبحث في خيارات تصعيدية تشمل شن هجمات جوية وإخلاء شمال قطاع غزة، مما يعكس إستراتيجية تهدف إلى إبقاء الوضع متأزما وتأجيل أي حلول سياسية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش -الذي سيزور واشنطن قريبا- يدفع باتجاه خطة لتهجير سكان غزة، وهو ما يضيف تعقيدات جديدة إلى المشهد.
ويرى الحيلة أن الخيار الأميركي الأكثر واقعية يتمثل في السعي نحو صفقة شاملة "الكل مقابل الكل"، والتي قد تحظى بقبول حماس والإدارة الأميركية، فضلا عن دعم الوسطاء القطريين والمصريين.
لكنه أشار إلى أن التحدي الأكبر يكمن في موقف نتنياهو الذي يخشى أن يؤدي وقف الحرب إلى انهيار ائتلافه الحكومي.
المصالح الأميركية
في المقابل، اعتبر كونستانتين أن السياسة الأميركية لا تتماهى كليا مع المصالح الإسرائيلية، مؤكدا أن إدارة دونالد ترامب تسعى إلى تحقيق وقف إطلاق نار طويل الأمد بما يخدم مصالحها الإقليمية، لكنه شدد على أن واشنطن ستستمر في الضغط على حماس للتخلي عن سلاحها كجزء من أي تسوية مستقبلية.
إعلانوفي هذا السياق، يلفت مصطفى إلى أن إسرائيل تدرك أن أي اتفاق يشمل تبادلا للأسرى سيعني إطلاق سراح مئات الفلسطينيين، وهو ما تحاول تل أبيب تجنبه دون تحقيق مكاسب سياسية واضحة.
وأوضح أن نتنياهو يفضل تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق بدلا من الدخول في هدنة طويلة، مشيرا إلى أن الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن كيفية إدارة الأزمة قد يعرقل المساعي الأميركية.
وفي هذا السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين في تل أبيب أن هناك مخاوف من أن تؤدي الاتصالات الأميركية مع حماس إلى تعزيز شرعية الحركة دوليا، وهو ما يثير قلق نتنياهو وحلفائه اليمينيين، مضيفة أن إسرائيل تسعى إلى تعطيل أي مسار قد يمنح حماس نفوذا سياسيا جديدا.
ورغم التعقيدات فإن الحيلة يرى أن الإدارة الأميركية قد تضغط على إسرائيل للقبول بتسوية مرحلية قبل زيارة الرئيس ترامب المرتقبة إلى السعودية، والتي تضع ضغوطا إضافية على واشنطن لتهدئة التوترات في المنطقة، وهو ما قد يدفعها إلى اتخاذ موقف أكثر حسما تجاه تعنت نتنياهو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان إلى أن وهو ما
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: نتنياهو يقيم مفاوضات غزة أمنيا
أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم السبت بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يجري تقييما الليلة بشأن مفاوضات اتفاق قطاع غزة.
الأسرى الإسرائيليينوقالت هيئة البث العبرية "كان" إنه قبل مناقشة الحكومة غدا سيجري نتنياهو تقييما للوضع الليلة بشأن المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، قال المتحدث باسم حركة حماس إن الحركة ترى "مؤشرات إيجابية" لبدء محادثات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة ومحادثات صفقة الأسرى.
وأفادت القناة الـ12 العبرية، بأن إسرائيل نفت التقدم في المحادثات.
جاء بيان حماس بعد أن أجرى مسؤولون أمريكيون محادثات مباشرة مع حماس في الدوحة بشأن إطلاق سراح المزيد من الرهائن الأمريكيين يوم الثلاثاء. لم يكن المسؤولون الإسرائيليون متحمسين للمحادثات.
مباحثات ترامب وحماسوأفاد باراك رافيد الصحفي الإسرائيلي في موقع "واللا" العبرية بأن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر أبلغ مبعوث الرهائن الأمريكي آدم بوهلر يوم الثلاثاء أن إسرائيل غير راضية عن المحادثات بين الولايات المتحدة وحماس في محادثة "متوترة".
قال المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف للصحفيين إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول تأمين إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي الأمريكي البالغ من العمر 20 عامًا عيدان ألكسندر.
وأضاف ويتكوف "عيدان ألكسندر مهم جدًا بالنسبة لنا، إنه مصاب وهو أولوية قصوى آمل أن نرى سلوكًا جيدًا من حماس الأسبوع المقبل وأن أتمكن من الوصول إلى هناك (إلى قطر) وإجراء محادثات جيدة".
وأكد أيضًا أن أي مواطن أمريكي سيكون أولوية لترامب.
يأتي تصريح ويتكوف للصحافة بعد أن هدد ترامب قيادة حماس في منشور يوم الأربعاء على Truth Social.