تهديدات الحوثيين لـ”إسرائيل”.. هل هي بداية لمرحلة جديدة من المواجهة الإقليمية؟
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
#سواليف
في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، برزت #تهديدات #الحوثيين للاحتلال الإسرائيلي كمتغير جديد في المشهد الإقليمي، ما دفع العديد من الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين إلى تقييم تداعيات هذا التطور؛ فمنح الحوثيون “إسرائيل” مهلة أربعة أيام، واستئناف عملياتهم العسكرية في #البحر_الأحمر، يشير إلى مرحلة جديدة من المواجهة التي قد تمتد آثارها إلى المجالين العسكري والاقتصادي على مستوى المنطقة والعالم.
تطور نوعي
ويؤكد الخبير العسكري قاصد محمود، أن “تهديد الحوثيين لإسرائيل ومنحهم مهلة أربعة أيام يمثل تطورًا نوعيًا في المشهد الإقليمي”.
مقالات ذات صلةوقال ، إن ” #إسرائيل تمادت في عدوانها وسياساتها، فيما تواصل الولايات المتحدة دعمها لها دون ضغوط فعلية تدفعها إلى مراجعة سياساتها”.
وأضاف: “إسرائيل تهدد بتوسيع عملياتها العسكرية، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في #غزة؛ وفي هذا السياق، فإن ترك حركة #حماس تواجه الاحتلال وحدها يشكل تحديًا كبيرًا، مما يجعل حضور محور المقاومة ضروريًا”.
وتابع بقوله: “الحوثيون، على وجه الخصوص، يمتلكون قدرة كبيرة على إرباك المشهد من خلال تأثيرهم المباشر على البحر الأحمر، والتجارة الدولية، والقطاع البحري”.
وأشار إلى أن “الحوثيين لا يقتصر تأثيرهم على الإقليم فحسب، بل يمتد إلى الساحة الدولية، وهو ما ينعكس على حسابات الإدارة الأمريكية. هذا التطور يشكّل تحديًا حقيقيًا لإسرائيل، ورسالة واضحة بأن محور #المقاومة لا يزال فاعلًا في المعادلة، رغم بعض التراجعات التي قد يكون شهدها حزب الله، إلا أن الحوثيين قادرون على سد أي فراغ عبر عملياتهم”.
وأوضح الفريق وهو نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق في الجيش الأردني أن “الحوثيين لم يقتصروا على استهداف الملاحة البحرية، بل نجحوا أيضًا في توجيه صواريخهم نحو الجغرافيا الفلسطينية، مما يجعل تهديدهم لإسرائيل أكثر جدية؛ هذا التصعيد قد يدفع أطرافًا أخرى، مثل العراق، للدخول على خط المواجهة، في ظل وجود إيران كلاعب رئيسي يسعى إلى استعادة حضوره الاستراتيجي بعد خسائره في سوريا”.
وأضاف: “آفاق التفاهمات بين إيران والولايات المتحدة باتت ضيقة، حيث يتبنى المرشد الأعلى موقفًا أكثر تشددًا مقارنة بالرئيس الإيراني. إيران لديها مصالحها واستراتيجياتها، وقد يكون التصعيد الحوثي جزءًا من تنسيق أوسع معها”.
وأكد أن “إسرائيل يجب أن تدرك أن استمرار عدوانها دون دفع الثمن لم يعد ممكنًا، وها هي بوادر هذا الثمن بدأت بالظهور مع التحرك الحوثي”.
وذكر أن “الحوثيين يمتلكون قدرات عسكرية تؤهلهم لمواصلة الضغط، كما أن لديهم مصلحة مباشرة في هذا التصعيد، خصوصًا في ظل تعقيدات المشهد اليمني الداخلي والتدخلات الخارجية ضدهم”.
وبين أن “ما يهم المقاومة في غزة أن هذا التطور يمثل قيمة عسكرية كبيرة يمكن لحماس استثمارها لتعزيز موقفها التفاوضي، خاصة مع انفتاح قنوات التواصل مع الولايات المتحدة”.
وختم بالقول: “ربط هذا المشهد بالملف الإنساني في غزة يضيف بعدًا آخر للضغط على إسرائيل، إذ لا يمكن القبول باستمرار الحصار ومنع وصول الغذاء والدواء دون رد فعل دولي حقيقي”.
رؤية إستراتيجية عميقة
وقال المحلل السياسي حازم عياد: “إن إعلان حركة أنصار الله عن استئناف عملياتها العسكرية في البحر الأحمر يعد خطوة جادة للغاية؛ فقد أثبتت الحركة أكثر من مرة أن أقوالها تتطابق مع أفعالها، وأنها تواصل استثمار كامل إمكاناتها لتحقيق أهدافها المعلنة، التي تسبقها دوماً بتحذيرات”.
وأضاف عياد أن الحركة “تهدف من خلال هذا الإعلان إلى منح شرعية لتحركاتها العسكرية في البحر الأحمر خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن التحذير الذي أطلقته يتماشى مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهذا يعكس أن لحركة “أنصار الله” رؤية استراتيجية عميقة في التعامل مع الوضع الراهن”.
وتابع عياد قائلاً: “أعتقد أن دعم حركة أنصار الله للشعب الفلسطيني يأخذ منحى جديداً، وهو يلقى ترحيباً واسعاً بين حركة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة؛ من المؤكد أن هذه التحركات سيكون لها تأثير كبير في الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل لفتح قنوات لإدخال المساعدات وتخفيف الحصار المفروض على القطاع”.
وأشار إلى أن “هذه الدعوة تعتبر جدية للغاية، وأن احتمالية استئناف العمليات العسكرية عالية جداً، خصوصاً بعد أن تمكنت الحركة قبل أيام من إسقاط طائرة مسيرة من طراز MQ-9 أمريكية كانت تنفذ عمليات في منطقة الحديدة”.
وأكد عياد أن “الحوثيين جادون في تنفيذ تهديداتهم، وأنهم سيواصلون الضغط على أمريكا وإسرائيل ما لم يُرفع الحصار عن قطاع غزة ويتوقف التجويع الذي يتعرض له”.
وتطرق عياد إلى تأثير هذه الخطوات على الشركات الدولية العاملة في مجال الشحن، قائلاً: “إن هذه التحركات ستربك الشركات الكبرى التي تشارك في عمليات النقل عبر البحر الأحمر، وهو ما سيؤدي إلى ضغط حقيقي على الولايات المتحدة وإسرائيل لتغيير سياستهما تجاه الشعب الفلسطيني، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع”.
واختتم عياد بالقول: “الأمر لا يقتصر على الضغط على أمريكا فقط، بل يشمل جميع الأطراف المعنية بعمليات النقل عبر البحر الأحمر، مثل شركات النقل وشركات التأمين المرتبطة بها” مضيفاً أن التصريحات الأخيرة لعبد الملك الحوثي تحمل رسائل واضحة ودائمة للشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه تمثل ضغطاً متواصلاً على الجانب الأمريكي.
الورقة الرابحة
من جهته، أكد الباحث اليمني أنيس منصور أن تهديد الحوثيين لـ”إسرائيل” يعكس تحولهم إلى الورقة الرابحة لمحور المقاومة في المنطقة.
وقال إن “جماعة أنصار الله، أو سلطة صنعاء، أصبحت اليوم الفاعل الأبرز في المواجهة، حيث تمتلك القدرات والخيارات اللازمة للرد والتصعيد
وأوضح أن “هذا التهديد ليس مجرد رسالة يمنية، بل هو قبل كل شيء رسالة إيرانية تعكس رغبة طهران في إثبات حضورها وقوتها، بعد محاولات الغرب ومحور التطبيع تصويرها بأنها في حالة ضعف، خاصة بعد التطورات في سوريا ولبنان؛ إيران تريد أن تؤكد أن محور المقاومة لا يزال قويًا، وأن اليمن بات جزءًا رئيسيًا من هذه المعادلة”.
وأضاف منصور أن “الخيار الأخير المطروح حتى الآن يركز على البحر الأحمر، حيث منح الحوثيون إسرائيل مهلة أربعة أيام، لكن لم يتم الكشف صراحةً عن نية استهداف تل أبيب بالصواريخ أو الطائرات المسيّرة؛ ومع ذلك، فإن جميع الخيارات مفتوحة، إذ يمتلك الحوثيون عوامل قوة كبيرة تجعل من أي سيناريو أمرًا واردًا”.
وأشار إلى أن “الحوثيين، الذين كان يُنظر إليهم سابقًا كمجموعة مسلحة محلية، تحولوا اليوم إلى تهديد استراتيجي صعب المواجهة، رغم انتشار القواعد العسكرية والأساطيل الضخمة في المنطقة، لقد فرضوا معادلة جديدة باستخدام مزيج من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، والطائرات المسيّرة، والغواصات المسيرة، وأدوات الحرب الإلكترونية، مما أدى إلى تعطيل حركة التجارة ورفع التكلفة التشغيلية للبحرية الأمريكية وحلفائها”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة اضطرت لاتخاذ تدابير دفاعية مكلفة، لكنها لم تتمكن من إيجاد حل حاسم لمواجهة الحوثيين، ما يفرض ضغطًا متزايدًا على البحرية الأمريكية. الفارق بين تكاليف الدفاع عن السفن وتكاليف الهجوم الحوثي يعكس معادلة غير متكافئة، حيث تتكبد واشنطن وحلفاؤها أعباءً ضخمة في سبيل التصدي لهذه التهديدات”.
وختم منصور بالإشارة إلى أن “هناك حالة من الانقسام والارتباك في كيفية تعامل إسرائيل والولايات المتحدة مع الحوثيين، بسبب البعد الجغرافي وعدم توفر معلومات كافية عن اليمن، فضلًا عن غياب الحلفاء الحقيقيين في الداخل اليمني. في ظل هذه الظروف، تمكن الحوثيون من فرض هيمنتهم، ليصبحوا لاعبًا رئيسيًا في المعادلة الإقليمية”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف تهديدات الحوثيين البحر الأحمر إسرائيل غزة حماس المقاومة الولایات المتحدة البحر الأحمر أنصار الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
الصين تتعهد بـ”القتال حتى النهاية” ضد تهديدات ترامب الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية
أبريل 8, 2025آخر تحديث: أبريل 8, 2025
المستقلة/- أعلنت الحكومة الصينية أنها “ستقاتل حتى النهاية” إذا استمرت الولايات المتحدة في تصعيد الحرب التجارية، وذلك بعد تهديد دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية ضخمة ردًا على الإجراءات الانتقامية الصينية.
يوم الثلاثاء، اتهمت وزارة التجارة الصينية الولايات المتحدة بـ”الابتزاز”، وقالت إن تهديدات الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% إذا لم تتراجع بكين عن رسومها الجمركية المتبادلة البالغة 34% هي “خطأ مضاعف”.
وتعهدت “باتخاذ إجراءات مضادة حازمة”، مضيفةً: “ستقاتل الصين حتى النهاية إذا ما عزم الجانب الأمريكي على اتباع المسار الخاطئ”.
يوم الثلاثاء، شهدت الأسواق الآسيوية تحسنًا طفيفًا في التعاملات المبكرة، بعد يوم من يوم عصيب في الأسواق العالمية.
يُعدّ ردّ بكين يوم الثلاثاء أحدث حلقة في سلسلة من تصعيدٍ مُتصاعدٍ في تصعيدٍ مُتبادلٍ بين البلدين. ففي الأسبوع الماضي، أعلن ترامب عن سلسلةٍ من الرسوم الجمركية تتراوح بين 10% و50% ضد شركاء الولايات المتحدة التجاريين، على أن تدخل حيّز التنفيذ يوم الأربعاء. وفرض رسومًا جمركية بنسبة 34% على الواردات من الصين، بالإضافة إلى رسومٍ سابقة بنسبة 20%. وردّت بكين بفرض رسومٍ جمركيةٍ مماثلة بنسبة 34% على جميع الواردات الأمريكية. دفع ذلك ترامب يوم الاثنين إلى التهديد بفرض رسومٍ جمركيةٍ إضافية بنسبة 50% على الواردات الصينية إذا لم تتراجع بكين عن رسومها.
وكتب ترامب على موقع “تروث سوشيال”: “إذا لم تتراجع الصين عن زيادتها البالغة 34% على انتهاكاتها التجارية طويلة الأمد بحلول يوم غد، 8 أبريل/نيسان 2025، فستفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركيةً إضافيةً على الصين بنسبة 50%، اعتبارًا من 9 أبريل/نيسان”. وأضاف: “بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنهاء جميع المحادثات مع الصين بشأن اجتماعاتها المطلوبة معنا!”.
ارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 6% يوم الثلاثاء، منتعشًا من أدنى مستوى له في 18 شهرًا الذي سجله يوم الاثنين، بعد أن اتفق ترامب ورئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا على بدء محادثات تجارية في مكالمة هاتفية في وقت متأخر من يوم الاثنين.
ارتفعت أسهم الشركات الصينية الرائدة بنسبة 0.7%، معوضةً جزءًا بسيطًا من الانخفاض الذي تجاوز 7% يوم الاثنين. وقفز مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 2% بعد أن عانى من أسوأ يوم له منذ عام 1997. كما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بعد جلسة متقلبة لامس فيها أدنى مستوى له منذ أكثر من عام.
استهدفت رسوم “يوم التحرير” التي فرضها ترامب عشرات الدول، والصين ليست الوحيدة التي استجابت. فقد اقترحت المفوضية الأوروبية فرض رسوم جمركية مضادة بنسبة 25% على مجموعة من السلع الأمريكية، بما في ذلك فول الصويا والمكسرات والنقانق، معلنةً استعدادها للتفاوض على صفقة “صفر مقابل صفر” مع ترامب.
وقال مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، في مؤتمر صحفي: “عاجلاً أم آجلاً، سنجلس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة ونتوصل إلى حل وسط مقبول للطرفين.
يواجه الاتحاد الأوروبي، المكون من 27 دولة، والذي فُرضت عليه بالفعل رسوم جمركية على المركبات والمعادن، رسومًا جمركية إضافية بنسبة 20% على سلع أخرى اعتبارًا من يوم الأربعاء. كما هدد ترامب بفرض رسوم جمركية على المشروبات الكحولية من الاتحاد.
أعلنت تايوان، التي تواجه رسومًا جمركية متبادلة بنسبة 32% وشهدت أسوأ انخفاض في سوقها على الإطلاق يوم الاثنين، استعدادها للتفاوض “في أي وقت”، حيث اقترح الرئيس لاي تشينغ تي اتفاقية إعفاء من الرسوم الجمركية، وإزالة الحواجز التجارية، وزيادة الاستثمار في الولايات المتحدة.
وأكدت تايوان مرارًا وتكرارًا أن فائضها التجاري الكبير مع الولايات المتحدة يعود إلى الطلب الأمريكي المتزايد على التكنولوجيا، نظرًا لأن شركاتها تُعدّ من الموردين الرئيسيين لشركات مثل أبل نفيديا.