مدفوعةً بطموحات متنوعة، تقدمت 15 دولة، بينها بلدان عربية عربية، بطلبات للانضمام إلى مجموعة البريكس، التي تواصل قمتها في جوهانسبرج بين 22 و24 أغسطس/ آب الجاري، وتبحث عن توافق بشأن المعايير السياسية والاقتصادية لقبول الأعضاء الجدد، بحسب تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد".

وتضم المجموعة الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، ومن بين المرشحين المحتملين للعضوية: السعودية والإمارات والبحرين ومصر والجزائر وتونس والمغرب وإيران والأرجنتين والمكسيك وتركيا والسنغال وإندونيسيا.

الموقع تابع أن "البريكس تقول اليوم إنها قوة موازنة في الانتقال إلى نظام عالمي اقتصادي جديد ومتعدد الأطراف على نحو متزايد. وهو نظام يمكن أن يُضعف هيمنة الدولار الأمريكي في التجارة العالمية".

وأردف أن "هذه الحجة جذابة بشكل خاص للبلدان النامية والدول التي تسعى إلى قدر أكبر من الاستقلال الاستراتيجي، لاسيما مع تجاوز البريكس مؤخرا مجموعة السبع من حيث حصة الناتج المحلي الإجمالي العالمي".

اقرأ أيضاً

بوتين: لا رجعة عن التخلص من الدولار في التسويات بين دول بريكس

استقلال استراتيجي

وبالنسبة لدول الخليج العربي، فقد كانت متحالفة مع الولايات المتحدة، وتسعى الآن إلى الحصول على قدر أكبر من الاستقلال الاستراتيجي عن واشنطن، كما أضاف الموقع.

وزاد بأن "الأمثلة البارزة على ذلك تشمل إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية مؤخرا بين السعودية وإيران في صفقة توسطت فيها الصين، وقرار جامعة الدول العربية بإعادة سوريا إلى التكتل، ويرجع الفضل في ذلك في الغالب إلى مبادرة رعتها السعودية والإمارات، على الرغم من رفض القادة الغربيين التعامل مع (رئيس النظام السوري) بشار الأسد، المتحالف علنا مع موسكو في الصراع في أوكرانيا".

وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا جراء حرب تشنها منذ 24 فبراير/ شباط 2022 على أوكرانيا وتبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.

الموقع اعتبر أن "دول الخليج اليوم ملتزمة بالحفاظ على علاقات جيدة مع جيرانها المباشرين (بينهم أعضاء في البريكس)، حتى لو كان ذلك يعني تغيير التحالفات التقليدية، كما يشكل الحد من اعتماد المنطقة على عائدات النفط تحديا بالغ الأهمية، وخاصة بالنسبة للسعودية، التي تتحرك نحو قدر أكبر من الاستقلال عن النفط، بدعم من الاستثمارات الأمريكية والصينية".

واستطرد: "وبالتالي، فإن السعودية والإمارات والبحرين ومصر، التي تحتفظ حكومتها بعلاقات وثيقة مع الرياض وأبو ظبي، تأمل جميعها في الاستفادة من فراغ القوة الناجم عن الصراع الروسي الأوكراني، لكسر الصف مع حلفائها التاريخيين وتوسيع علاقاتها والتأثير على الساحة العالمية المتغيرة بسرعة".

اقرأ أيضاً

بالذهب و3 مفاهيم أمريكية مدمرة.. البريكس تتحدى هيمنة الدولار

تجارة وعدم انحياز 

وبخصوص المغرب، فقد "أثرت ديناميكيات القوة المتغيرة على المملكة، وتحاول الحفاظ على علاقاتها مع أوروبا والولايات المتحدة، مع الدخول في شراكات تجارية استراتيجية مع دول مثل الصين والبرازيل والهند"، وفقا للموقع.

وفي يوليو/ تموز الماضي، تقدمت الجزائر رسميا بطلب للحصول على عضوية البريكس، وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في أغسطس/ آب 2022 إن الانضمام إلى "القوة الاقتصادية والسياسية" للمجموعة سيبعد الجزائر، التي تعتبر "رائدة في حركة عدم الانحياز"، عن "جاذبية القطبين".

وخلافا للمحاولات الخليجية، فإن طلب الجزائر للعضوية هو سياسي أكثر منه اقتصادي، فمع التطور الكبير الذي طرأ على المشهد الدولي وإفساح المجال لمفهوم "العالم الثالث" أمام مفهوم "الجنوب العالمي"، ترى الجزائر أن مجموعة القوى الناشئة هي تجسيد لحركة عدم الانحياز، كما أردف الموقع.

واعتبر أنه "في ظل الجهود التي تبذلها الحكومة الجزائرية الحالية للعودة إلى المبادئ التي عززت نفوذ البلاد في الماضي، وسعي دول البريكس إلى تأكيد نفسها على الساحة العالمية والسياسية، فإن عرض الجزائر يأتي في وقت مناسب بشكل خاص".

واستدرك: لكن "افتقار الجزائر إلى التنوع الاقتصادي والمستويات المنخفضة نسبيا للتجارة مع الدول الأعضاء في المجموعة (باستثناء الصين) يمكن أن يؤدي إلى تأجيل طلب عضويتها، لصالح ممالك الخليج، وحتى مصر، التي تمثل سوقا يضم 109 ملايين شخص".

اقرأ أيضاً

و.س.جورنال: الخلاف يضرب "بريكس" بشأن توسيع المجموعة

حيلة للتخويف

وتم التوصل، في يوليو/ تموز الماضي، إلى اتفاق مالي بشأن مكافحة الهجرة غير النظامية "يجعل تونس شرطيا فعليا للبحر الأبيض المتوسط في مقابل مساعدات الاتحاد الأوروبي، لكن المبلغ (نحو 113 مليون دولار) كان غير كاف على الإطلاق نظرا لحجم الأزمة"، بحسب الموقع.

وأضاف: "ولذلك، تبدو الحكومة التونسية عازمة على طلب المساعدة من المنظمات البديلة، بما في ذلك البريكس وبنك التنمية التابع لها. ومع ذلك، فإن الهدف المعلن للبنك هو تعبئة الموارد لمشاريع البلدان الأعضاء، وليس دعم الحكومات الفاشلة".

واستطرد: "يبدو أن محاولة (الرئيس التونسي قيس) سعيد الواضحة للانضمام إلى دول البريكس هي حيلة محسوبة لتخويف حلفاء تونس في الغرب الذين يكرهون رؤية البلاد تخرج من مجال نفوذهم".

و"قد تكون الدوافع مختلفة وراء طلبات الانضمام العربية إلى البريكس، ولكن كل منها يعكس طموحات الدول العربية في التحول إلى جهات فاعلة كاملة العضوية على الساحة العالمية،  بدلا من المشاهدة من الخطوط الجانبية"، بحسب الموقع.

اقرأ أيضاً

فاينانشيال تايمز: الصين تدفع بريكس لمنافسة مجموعة السبع جيوسياسيا

المصدر | ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: البريكس دول عربية عضوية طلبات طموحات للانضمام إلى اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

حظر إقامة حدائق الحيوان في الأحياء السكنية

المناطق_الرياض

تعتزم وزارة البلديات والإسكان، حظر إقامة حدائق الحيوان داخل الأحياء السكنية وقرب المناطق الصناعية، فيما سمحت بإقامتها ضِمن المواقع المخصصة للاستخدام الترفيهي أو البيئي أو التجاري، وكذلك ضِمن المحميات الطبيعية حسب اللائحة التنفيذية للمناطق المحمية.

جاء ذلك في مشروع اشتراطات حدائق الحيوان، الذي طرحته الوزارة عبر منصة “استطلاع” لأخذ مرئيات العموم بشأنه تمهيداً لإقراره، بهدف مساعدة الراغبين في الاستثمار في هذا المجال، ورفع معيار الامتثال لمعالجة مظاهر التشوه البصري، حيث شددت الاشتراطات أيضا على ضرورة توفر طريق يربط المنطقة المخصصة للحديقة بأحد الطرق السريعة المؤدية إلى داخل المدينة وخارجها.

ونصت الاشتراطات على ضرورة ربط الموقع بالطرق الرئيسية أو الإقليمية التي تربط بين شبكة النقل العام بالمدينة وخطوط النقل العام بالمنطقة وكذلك بالتجمعات العمرانية التي تقع في نطاقها، ويُراعى في ذلك مخطط شبكات الطرق المستقبلية المقترح في المنطقة، وكذلك أن تكون السلالم الخارجية ومداخل السيارات ضمن حدود ملكية العقار.

وشددت على أن يكون موقع الحديقة خارج حدود مجاري السيول وتجمعات المياه والآبار الارتوازية، مع توفير أكثر من ساحة انتظار داخل الحديقة، بحيث تخدم جزءاً معيناً من أجزاء الحديقة، ويتم ربط هذه الساحات بمداخل ومخارج الحديقة وشبكة طرقها الداخلية، لتوزيع الحركة بصورة جيدة، إضافةً إلى توفير مواقف للسيارات.

الاشتراطات نصت أيضا على أن يكون موقع حدائق الحيوان بعيدًا عن الاستعمالات المتعارضة، مثل المناطق الصناعية والمناطق المنتجة للملوثات مثل محطات تتوافق فيها الاستعمالات المحيطة مع نشاط حديقة الحيوان، مثل المراكز التجارية الإقليمية والمدن والنوادي الرياضية، وأن يُحاط الموقع بمنطقة عازلة خضراء لا يقل عرضها عن 10 أمتار في حالة أن الموقع يقع خارج حد حماية التنمية، وذلك للدواعي الأمنية وتوفير الخصوصية.

وألزمت الاشتراطات المرخص له، بالالتزام بالمتطلبات والإرشادات الصادرة من قِبل المركز الوطني لإدارة النفايات والجهة المختصة، ومتطلبات النظافة العامة وصيانة الأرضيات والإضاءة والجدران وأجهزة التكييف وتمديدات الخدمة، وكذلك تركيب الكاميرات الأمنية وتوفير متطلبات الدفع الإلكتروني.

ومنعت ممارسة نشاط مخالف لما تم الترخيص له، ومزاولة النشاط بعد انتهاء الترخيص، وممارسة أي نشاط إضافي غير مدرج في الترخيص، وممارسة النشاط خارج حدود حديقة الحيوان المرخص لها، أو استخدام الأرصفة العامة أو مناطق الارتداد، ونزع أو تغطية ملصق إغلاق حديقة الحيوان.

ووفق الاشتراطات، فإنه في حالة إغلاق حديقة الحيوان من قبل الأمانة/البلدية، يمنع إعادة فتح حديقة الحيوان لحين معالجة المخالفة وموافقة الأمانة/البلدية على استئناف ممارسة النشاط.

مقالات مشابهة

  • السلطات الجزائرية تفتح حدودها البرية مع المغرب استثنائيا لهذا السبب
  • حظر إقامة حدائق الحيوان في الأحياء السكنية
  • جوبا: رهق سلفاكير وغياب الأفق
  • إطلاق الصفحات الإلكترونية لمكاتب تريندز الخارجية
  • كيفية إصلاح مشاكل خرائط هواوي الشائعة
  • عاجل | "تثبيت الفائدة".. ما هي الأسباب التي دفعت البنك المركزي لهذا القرار ؟
  • سفن متهالكة وشركات وهمية.. كيف يُنقل النفط الإيراني سرّا نحو الصين؟
  • معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالانت في عزلة دبلوماسية؟ ومستعدة لاعتقالهما!
  • هل تنجح دول الخليج في تحقيق التوازن في علاقاتها الاقتصادية بين الصين والغرب؟
  • آلية الاستعلام عن وجود استئناف بالقضايا إلكترونيا