الشرع: فلول النظام يحاولون جرّ سوريا لحرب أهلية لتقسيمها
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
خاص
تحدث الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأحد، حول المستجدات الأخيرة التي تمر بها بلاده مؤخرا.
وقال الشرع في تصريحات صحفية، أن سوريا تعرضت مؤخراً لمحاولات عديدة، لزعزعةِ استقرارها وجرّها إلى مستنقع الفوضى.
وأضاف الشرع، أن البلاد أمام خطر جديد، يتمثل في محاولات فلول النظام السابق ومن وراءهم من الجهات الخارجية، خلق فتنة جديدة، وجرّ البلاد إلى حرب أهلية، بهدف تقسيمها.
وأوضح الرئيس السوري أن التهديدات التي تواجه بلاده ليست مجرد تهديدات عابرة، بل هي نتيجة مباشرة لمحاولات انتهازية من قبل قوى تسعى إلى إدامة الفوضى، مشيراً إلى أن ما يحدث في بعض مناطق الساحل السوري ليست المحاولة الأولى، بل حدث مثلها قبل شهر ونصف شهر وأخمدناها.
وتابع: “علينا أن نعترف بالحقائق أن النظام الساقط خلّف جراحات عميقة أثناء فترة حكمه، فرع فلسطين وصيدنايا والأفرع الأمنية والاغتصاب والكيماوي والتهجير وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها”.
وأضاف: “كل ذلك ترك جراحاً من الصعوبة بمكان أن تندمل، وكان من نتائجها ما حدث بالأمس، رغم سعي الدولة من اللحظة الأولى للانتصار لمنع وقوع ذلك”.
وأكمل: “منذ اللحظات الأولى قمنا بتعزيز المنطقة بالقوات الأمنية لحماية السلم الأهلي ومنع حدوث حالات ثأرية، هذه القوات تمت مهاجمتها وقتلوا العديد منها قتلاً وحرقاً واعتدوا على الأهالي هناك، ومن قام بهذه الجريمة النكراء هم أنفسهم من قاموا بالجرائم البشعة ضد الشعب السوري خلال الـ14 عاماً الماضية”.
اقرأ أيضا:
مظاهرة مؤيدة للرئيس السوري أحمد الشرع في ريف درعا بسوريا ..فيديوالمصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: أحمد الشرع الرئيس السوري فلول النظام
إقرأ أيضاً:
القره داغي يوجه رسالة إلى الشرع بعد هجمات فلول النظام في الساحل السوري
وجه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القرة داغي، رسالة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع على خلفية الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن السوري وجماعات مسلحة من "فلول" النظام المخلوع في ريف اللاذقية غربي سوريا، مشددا على ضرورة الرد "بحزم دون تهاون يضعف هيبة الدولة".
وقال القره داغي في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، فجر الجمعة، "إلى فخامة الرئيس أحمد الشرع، حفظه الله ورعاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نخاطبكم اليوم من منطلق المسؤولية التاريخية التي تحملتموها، والأمانة العظيمة التي ألقيت على عاتقكم في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ أمتنا".
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى فخامة الرئيس أحمد الشرع، حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نخاطبكم اليوم من منطلق المسؤولية التاريخية التي تحملتموها، والأمانة العظيمة التي ألقيت على عاتقكم في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ أمتنا. لقد أثبتّم خلال الفترة الماضية أنكم أهل… pic.twitter.com/9Yu6mwCLLU — د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) March 6, 2025
وأضافت مخاطبا الرئيس السوري "لقد أثبتّم خلال الفترة الماضية أنكم أهل للحكمة والقيادة، وأنكم تدركون جيدًا معنى العدل الذي لا ينحرف إلى الظلم، ومعنى القوة التي لا تتحول إلى بطش".
وأردف القره داغي بالقول "الأمة كلها تتابع تحركاتكم، وتساند جهودكم في بسط الأمن والاستقرار، وتدرك أن فلول النظام السابق لا تزال تحاول بث الفوضى وخلخلة الصفوف. وهذا يتطلب منكم الحزم في الرد، دون تهاون يُضعف هيبة الدولة، ودون ظلم يُسقط عدالتها. فبين الضعف والظلم طريق وسط هو طريق الحكمة والعدل والقوة، وهذا ما ننتظره منكم".
وشدد على أن "الأحداث الأخيرة تثبت أن هناك محاولات يائسة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولكننا على يقين أنكم واعون لهذا المخطط، وأنكم تدركون أن الرد يجب أن يكون بحكمة تُفشل المؤامرات، وقوة تُحصّن الدولة، وحزم يُنهي أي أوهام لدى من يعبث بأمن البلاد ومستقبلها".
وختم القره داغي رسالته إلى الشرع قائلا "نحن معكم، نراقب، ندعم، ونؤمن أنكم قادرون بعون الله على تجاوز التحديات. سيروا على بركة الله، فالعاقبة للحق وأهله".
وتشهد منطقة الساحل السوري توترات أمنية حادة على خلفية هجمات منسقة شنتها مجموعات مسلحة من "فلول" النظام المخلوع ضد نقاط وحواجز أمنية تابعة لقوى الأمن السوري، ما أسفر عن مقتل 16 عنصرا وإصابة آخرين بجروح، حسب تقارير محلية.
وكشف مصدر أمني سوري تحدث لوكالة "سانا" عن استنفار السلطات السورية قواتها في اللاذقية بشكل كامل، مضيفا: "تمكنا من امتصاص هجومهم في ريف جبلة، ولا تزال الاشتباكات مستمرة معهم داخل المدينة".
ولاحقا، قال مصدر في وزارة الدفاع لوكالة "سانا": "بدأنا عمليات تمشيط واسعة بريفي اللاذقية الشمالي والشرقي وأوتستراد M4 باتجاه مدينة جبلة" التابعة لمحافظة اللاذقية.
وتواصل السلطات السورية تنفيذ عمليات أمنية واسعة ضد من تصفهم بـ"فلول النظام المخلوع" في العديد من المناطق، بما في ذلك ريف دمشق وحمص ومدن الساحل السوري.
وكانت السلطات الجديدة افتتحت مراكز في العديد من المحافظات؛ بهدف تسوية أوضاع عناصر قوات النظام المخلوع بشكل مؤقت، إلا أن هناك من لم ينخرط ضمن عملية التسوية.
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 كانون الثاني/ يناير، أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن تعيين قائد قوات التحرير أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، بجانب العديد من القرارات الثورية التي قضت بحل حزب البعث العربي الاشتراكي ودستور عام 2012 والبرلمان التابع للنظام المخلوع.