فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي لا يرى حاجة لنزع فتيل الخطر في العلاقات مع أمريكا
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
بروكسل"د ب أ": قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنه حتى مع "انهيار حقائق يقينية تعود لعقود" في علاقات أوروبا مع دول أخرى، لا يوجد ثمة سبب يدعو إلى نزع فتيل الخطر في علاقة الاتحاد مع الولايات المتحدة.
وكانت فون دير لاين قد قادت تحولا في علاقة الاتحاد الأوروبي مع الصين، وصفته بأنه نزع لفتيل الخطر وليس فك ارتباط مع بكين.
وذكرت فون دير لاين أن الإجابة على ما إذا كانت هناك حاجة الآن لاتباع استراتيجية مماثلة تجاه واشنطن هي " غير واضحة"، حتى مع التغيرات المفاجئة والمقلقة في السياسة الخارجية والدفاعية تحت قيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن فون دير لاين قولها في مؤتمر صحفي في بروكسل اليوم الأحد، إن "العلاقات التي تربطنا بالولايات المتحدة مختلفة تماما عن تلك التي تربطنا بالصين".
وأضافت لاحقا أن قرار الولايات المتحدة تعليق المساعدات لأوكرانيا، ووقف تبادل المعلومات الاستخباراتية، كانت "جرس إنذار قويا للغاية" لأوروبا لتعزيز قدراتها الدفاعية.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن فون دير لاين قولها إن المفوضية الأوروبية ستبدأ عقد اجتماعات أمنية منتظمة لمراجعة التهديدات المحتملة التي تواجه الاتحاد الأوروبي في مجالات مثل الدفاع والطاقة.
ويواصل قادة الاتحاد الأوروبي المضي قدما في اقتراح أمني قدمته المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد، قد يوفر ما يصل إلى 800 مليار يورو (867 مليار دولار) في إنفاق وطني إضافي، منها 150 مليار يورو من القروض التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للدول الأعضاء للاستثمار في الدفاع.
لكن يتعين على الاتحاد الأوروبي الآن أن يجد طرقا جديدة لتعزيز الدعم لأوكرانيا، مع رفض رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أكثر قادة الاتحاد الأوروبي تقاربا مع روسيا، دعم الخطط الرامية إلى تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية.
وقالت فون دير لاين إن الحقائق الجيوسياسية الجديدة ستجبر الاتحاد الأوروبي أيضا على إعادة النظر في اقتراحه القادم للميزانية طويلة الأجل، والذي قالت إنه سيصدر في منتصف الصيف.
وقد واجه قادة الاتحاد الأوروبي صعوبة في فتح قنوات اتصال واضحة مع إدارة ترامب، لكن فون دير لاين أكدت أنها تمكنت من العمل مع ترامب في الماضي. وأوضحت أنها ستلتقي به "عندما يحين الوقت المناسب".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی فون دیر لاین
إقرأ أيضاً:
بعد مرور 100 يوم على ولايتها الثانية.. فون دير لاين تستعرض التحديات واستراتيجيات أوروبا الجديدة
بعد مرور 100 يوم على ولايتها الثانية كرئيسة للمفوضية الأوروبية، عقدت أورسولا فون دير لاين مؤتمرًا صحافيًا استعرضت فيه التحديات التي واجهتها والتوجهات الاستراتيجية التي تسعى إلى ترسيخها في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة.
في كلمتها، رسمت صورة قاتمة لعالم تتلاشى فيه الثوابت وتزداد فيه التوترات، مشددة على أن الديمقراطية والحرية وسيادة القانون في أوروبا تواجه تهديدات متصاعدة. لكنها في الوقت نفسه دعت إلى اتخاذ إجراءات جريئة لتحويل هذه التحديات إلى فرصة لتعزيز قوة أوروبا وضمان أمنها وازدهارها.
الولايات المتحدة لا تزال حليفًا رغم تصاعد التوتراتخلال الشهرين الماضيين، تسببت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بإحداث اضطراب كبير في العلاقات الأوروبية الأمريكية. فمن التهديد بفرض رسوم جمركية على السلع الأوروبية إلى محاولة استخدام القوة الاقتصادية والعسكرية لتحقيق أهدافه، أثار ترامب مخاوف عميقة في بروكسل.
لكن ما زاد من تعقيد المشهد هو موقفه من الحرب الروسية على أوكرانيا. فقد أطلق البيت الأبيض مفاوضات مع فلاديمير بوتين دون تنسيق مع أوروبا، وأوقف مؤقتًا المساعدات العسكرية لكييف، مما أثار مخاوف القادة الأوروبيين من احتمال توصل واشنطن وموسكو إلى اتفاق دون إشراكهم.
Relatedغياب المظلة الأمريكية... هل يكفي الردع النووي الفرنسي لحماية أوروبا؟مع تنامي مشاريع النقل في أوروبا.. كيف تخطط فنلندا لتعزيز اتصالها بالقارة؟زعماء أوروبا يسابقون الزمن لمناقشة مستقبل أوكرانيا قبل أن يباغتهم ترامب بعقد اتفاق سلام مع روسياورغم هذه التوترات، أكدت فون دير لاين أن الولايات المتحدة لا تزال شريكًا أساسيًا، لكنها دعت أوروبا إلى تحمل مسؤولية الدفاع عن نفسها دون الاعتماد المفرط على واشنطن. وقالت: "أن نكون حلفاء لا يعني أن هناك خللًا في تقاسم المسؤوليات". كما شددت على أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا تختلف جذريًا عن علاقاته مع الصين.
البحث عن شركاء جدد لتعزيز الاستقلالية الأوروبيةلم تتوقف فون دير لاين عند تأكيد تحالفها مع الولايات المتحدة، بل شددت على أهمية توسيع دائرة الشراكات الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي. ففي المجال الدفاعي، أشارت إلى المملكة المتحدة والنرويج كشريكين رئيسيين يمكنهما المساهمة في تعزيز الأمن الأوروبي.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد أشادت بالاتفاقيات التجارية الأخيرة مع كل من سويسرا والمكسيك ودول ميركوسور، إضافة إلى تقدم المفاوضات مع ماليزيا والهند ومنطقة البحر الكاريبي. واعتبرت أن بناء شراكات موثوقة هو السبيل الأمثل لحماية أوروبا من التبعية الاقتصادية والابتزاز الجيوسياسي.
تعزيز القدرات الدفاعيةطرحت فون دير لاين خلال الأسبوع الماضي خطة "إعادة إعمار أوروبا"، التي تهدف إلى تعبئة 800 مليار يورو لتعزيز القدرات الدفاعية. وتتضمن الخطة 150 مليار يورو في شكل قروض جديدة سيتم جمعها من الأسواق المالية ثم توزيعها على الدول الأعضاء.
وعلى الرغم من ترددها السابق بشأن فكرة إصدار "سندات أوروبية" للدفاع المشترك، فقد أبدت فون دير لاين الآن انفتاحًا على جميع الخيارات، مؤكدة أن لا شيء. لكنها أوضحت أن أي نقاش حول إصدار ديون مشتركة جديدة لا يزال مبكرًا في هذه المرحلة، حيث تركز جهودها على تأمين التمويل الأولي البالغ 150 مليار يورو.
سياسة "الشراء الأوروبي"مع تصاعد التهديدات الأمنية، بات السؤال المطروح داخل الاتحاد الأوروبي: كيف وأين يجب إنفاق هذه الميزانيات الدفاعية؟ في الوقت الحالي، يتم شراء 80% من المعدات الدفاعية الأوروبية من خارج التكتل، وخاصة من الولايات المتحدة.
وطالبت فرنسا بتطبيق سياسة "الشراء الأوروبي" لضمان تعزيز الصناعات الدفاعية المحلية. في المقابل، ترى بولندا ودول البلطيق أن الأولوية يجب أن تكون للسرعة في التسلح، بغض النظر عن مصدر الأسلحة.
فون دير لاين دعمت مبدئيًا التوجه نحو الاعتماد على الموردين الأوروبيين، لكنها شددت على ضرورة تحقيق التوازن بين الاستقلالية وسرعة تلبية الاحتياجات الدفاعية، خصوصًا في ظل الحاجة الملحة لتسليح أوكرانيا.
وفي خطوة جديدة، أعلنت فون دير لاين عن إنشاء "كلية الأمن"، وهي هيئة جديدة ستتيح لمفوضي الاتحاد الأوروبي الحصول على تحديثات دورية من أجهزة الاستخبارات حول التهديدات الأمنية. وستغطي هذه التحديثات قضايا تتعلق بالطاقة، الأمن السيبراني، التدخل الأجنبي، الهجرة، والتجارة، مما يضمن استعدادًا أكبر لمواجهة التحديات المستقبلية.
Relatedوزير الخارجية الفرنسي: خطر الحرب على أوروبا يبلغ مستوى غير مسبوق وخطة ماكرون ستختبر نوايا موسكوماكرون يحذر: السلام لا يكون بالاستسلام وروسيا تهدد أمن أوروبا هل تستطيع أوروبا أن تدعم أوكرانيا بمفردها؟تأكيد الالتزام بدعم أوكرانيا رغم الضغوط الأمريكيةعلى الرغم من أن مؤتمرها الصحفي ركز بشكل كبير على القضايا الدفاعية والعلاقات مع الولايات المتحدة، حرصت فون دير لاين على التأكيد أن دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا سيظل ثابتًا. وذكّرت بأن المساعدات العسكرية الأوروبية لكييف بلغت حتى الآن 52 مليار يورو، وهو مبلغ يقارب ما قدمته واشنطن.
ورغم تعليق إدارة ترامب للمساعدات العسكرية مؤقتًا، أكدت فون دير لاين أن أوروبا مستعدة لزيادة دعمها لأوكرانيا، مشيرة إلى أن خطة "إعادة إعمار أوروبا" ستتيح للدول الأعضاء شراء الأسلحة والذخيرة بسرعة أكبر.
كما شددت على أن "الضمانة الأمنية الأقوى لأوكرانيا هي امتلاك جيش قادر على الدفاع عن نفسه"، لكنها أقرت بأن انضمام كييف إلى الناتو في المستقبل القريب لا يزال مستبعدًا بسبب معارضة ترامب وبعض الدول الأوروبية مثل المجر وسلوفاكيا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فون دير لاين تدعو لتسليح أوكرانيا "بسرعة" حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم روسيا أورسولا فون دير لاين تضع إكليلا من الزهور على نصب المهاتما غاندي في نيودلهي بعد انسحاب ترامب.. أورسولا فون دير لاين من دافوس: اتفاقية باريس "أفضل أمل للبشرية" روسياأوكرانيادفاعالمفوضية الأوروبيةدونالد ترامبأورسولا فون دير لايين