أفاد مصدر طبي في السودان، بأن 40 مدنيا قتلوا على الأقل، جراء مواجهات مسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلال اليومين الماضيين. وتجددت المعارك العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع اليوم الأربعاء في محيط قيادة الفرقة 16 مشاة، وسط تبادل كثيف للقصف المدفعي بواسطة الطرفين.

وقال المصدر إن "أغلب الضحايا المدنيين الذين وصلوا إلى المستشفى التركي، كانت إصاباتهم نتيجة القصف المدفعي، مشيرا إلى أن أكثر الأحياء المتضررة هي "الوادي والجير وتكساس والجبل"، حيث غادر أغلب سكان هذه الأحياء إلى مخيمات النازحين في أطراف مدينة نيالا، فيما قصد آخرون مدينتي "الفاشر والضعين" الأكثر استقرارا حتى الآن في إقليم دارفور المضطرب".



كما دوت الأسلحة الثقيلة والخفيفة في مناطق متفرقة من مدينة نيالا وحول قيادة الفرقة 16 مشاة منذ فجر أمس الثلاثاء وحتى اليوم الأربعاء.

من جهته دق "التحالف النسوي السوداني/مكاتب دارفور" ناقوس الخطر حيال ما يجري في مدينة نيالا، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لتقديم العون الإنساني للفارين والمقيمين من سكان المدينة المنكوبة.

وقال التحالف في بيان، إن "القتال ما زال مستمراً بين الجيش والدعم السريع في مدينة نيالا لليوم الحادي عشر على التوالي، مشيرا إلى محاصرة قوات الدعم السريع بقيادة الجيش بعد تمركزها على مسافة قريبة منها".

وأكد البيان أن "الطرفين استخدما كافة أنواع الأسلحة الفتاكة والمدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بين الطرفين، إضافة إلى سقوط ضحايا وسط المدنيين جراء الإصابة بالمدافع الثقيلة والذخائر الطائشة".

وأكد أن "المواجهات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيالا، أدت إلى نزوح حوالي 100 ألف شخص، خصوصاً من الأحياء الواقعة جنوب وشرق المدينة".

ولفت البيان إلى أن "الوضع ما زال الوضع خطيراً بعد حشد قوات الدعم السريع عدداً كبيراً من المقاتلين من ولايات شرق ووسط وغرب دارفور تقدر بالآلاف بغرض إحكام السيطرة على مقر قيادة الجيش".

وأشار إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة للتصعيد العسكري بين الجانبين، كما توقفت الأسواق عدا سوق موقف الجنينة وسوق الجبل الذان يعملان بشكل جزئي، وسط صعوبة الحصول على السلع الغذائية والأدوية مما يعرض المدنيين للموت البطيء جراء الجوع والمرض.

وقتل يوم الاثنين قائد الفرقة 16 بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، اللواء الركن ياسر فضل الله الخضر، برصاص أحد جنوده.

ومنذ الجمعة الماضي، تطوق قوات الدعم السريع مقر الفرقة 16 التابعة للجيش بمدينة نيالا من كل الاتجاهات، وذلك بعد معارك طاحنة استمرت لأكثر من أسبوع.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الدعم السریع مدینة نیالا بین الجیش الفرقة 16

إقرأ أيضاً:

منظمات دولية تندد بهجوم الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في دارفور

ندّدت جهات دولية ومحلية عدّة بالهجوم الدّامي الذي استهدف مخيم "زمزم" للنازحين، في ولاية شمال دارفور غربي السودان، والذي أسفر عن مقتل عدد من العاملين الصحيين، أثناء تأديتهم مهامهم الإنسانية. 

ويُعدّ هذا الهجوم امتداداً لسلسلة من الاعتداءات التي طالت الكوادر الطبية والإغاثية، منذ اندلاع الحرب في السودان في منتصف نيسان/ أبريل 2023، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من العاملين في مختلف أنحاء البلاد.

وفي سياق الإدانة، أعربت منظمة الصحة العالمية عن صدمتها إزّاء الهجوم، مؤكدة عبر منشور على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "إكس" أنّ: "الاعتداءات على المدنيين والعاملين الصحيين تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي ويجب أن تتوقف فوراً". 

.@WHO is appalled by the deplorable attack on Zamzam camp, North Darfur, #Sudan, in which humanitarian health workers were killed while providing health care.
Attacks on civilians & health workers are grave violations of international humanitarian law and must stop.#NotATarget pic.twitter.com/4j8WSRc9vM — WHO Sudan (@whosudan) April 12, 2025
وأضافت المنظمة: "نشعر بالذعر من الهجوم الذي استهدف مخيم زمزم وأودى بحياة كوادر صحية أثناء أداء واجبهم الإنساني".

من جهتها، أعربت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، عن قلقها البالغ جرّاء تصاعد الهجمات، وكتبت على حسابها في "إكس": "أشعر بالفزع من التقارير التي تتحدث عن هجمات على مخيمَي زمزم وأبو شوك، إضافة إلى مدينة الفاشر". 


إلى ذلك، طالبت "مرتكبي هذه الأفعال بوقفها فوراً"، فيما أكّدت أنّ: "العالم لا يمكنه أن يلتزم الصمت أمام هذه الفظائع".

وفي السياق ذاته، أفادت شبكة أطباء السودان بأنّ: "قوات تابعة للدعم السريع قامت، خلال يومين فقط، بتصفية عشرة من العاملين في القطاع الصحي، بينهم مدير مستشفى أم كدادة وتسعة من الكوادر الطبية العاملة في مخيم زمزم، وذلك عقب الهجوم الذي شنّته هذه القوات، يوم الجمعة الماضي".

وتشهد مدينة الفاشر منذ 10 أيار/ مايو 2024 اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم التحذيرات المتكررة من المجتمع الدولي بشأن تدهور الوضع الإنساني في المدينة التي تُعد مركزاً رئيسياً للعمليات الإنسانية في دارفور.

وفي هذا الإطار، عبّر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، عن إدانته للهجمات التي وصفها بـ"العشوائية"، مشيراً إلى أنّ: "قوات الدعم السريع مسؤولة عن استهداف المدنيين وعمال الإغاثة في الفاشر". 

واعتبر أنّ: "هذه الأحداث تُضفي أهمية ملحة على مؤتمر السودان المزمع عقده في لندن يوم الثلاثاء المقبل"، مشدداً على ضرورة التزام كافة الأطراف بحماية المدنيين.

وتسببت الحرب المستمرة في السودان، التي اندلعت في 15 نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد نحو 15 مليوناً، بحسب بيانات الأمم المتحدة، فيما قدّرت أبحاث أكاديمية أمريكية عدد القتلى بما يزيد عن 130 ألفاً.


وكان الجيش السوداني قد أعلن، أمس السبت، عن ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الذي شنّته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم إلى 74 قتيلاً، وسط استمرار الهجوم لليوم الثاني على التوالي، بحسب ما أفادت به مصادر محلية. 

ويعاني المخيم من أوضاع متدهورة، حيث تم رصد المجاعة فيه قبل أشهر، وهو يؤوي أكثر من نصف مليون نازح.

وقبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تقرير لها، الخميس الماضي، من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق في السودان، مشيرة إلى أنّ: "التجاهل المتكرر لمبادئ القانون الدولي الإنساني ساهم في تعميق الكارثة"، كما حذّرت من أن "التراجع الحاد في تمويل المساعدات الإنسانية ينذر بتفاقم المأساة".


وفي وقت سابق، قدمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" تقييماً مرعباً للوضع في السودان، مشيرة إلى: انتشار المجاعة وتفشي انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك حالات اغتصاب أطفال، وسط شبه انهيار تام في الخدمات الأساسية. 

وأكدت المنظمة أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن "نحو ثلثي سكان السودان، أي أكثر من 30 مليون شخص، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال عام 2025"، من بينهم 16 مليون طفل يعانون بشكل خاص من تداعيات الصراع.

مقالات مشابهة

  • في الذكرى الثانية للحرب.. قائد في الجيش السوداني يكشف عن أول مدينة قهرت الدعم السريع
  • السودان: نزوح عشرات الآلاف من مخيم “زمزم” بعد اقتحامه من قوات الدعم السريع
  • الدعم السريع يقصف مخيم أبو شوك بالفاشر ويجبر السكان على الفرار
  • قوات الدعم السريع تقول إنها سيطرت على مخيم للنازحين في دارفور  
  • قوات الدعم السريع السودانية تعلن سيطرتها على مخيم زمزم في دارفور
  • “الدعم السريع” تؤكد سيطرتها على معسكر زمزم في الفاشر
  • بعد القصف المتوالي.. الدعم السريع يقتحم مخيم زمزم بالفاشر ويقتل عشرات
  • منظمات دولية تندد بهجوم الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في دارفور
  • عشرات القتلى بهجمات على دارفور في السودان
  • معارك طاحنة ومجازر جديدة في مخيم زمزم بالسودان.. مئات القتلى والجرحى وتصفية كوادر طبية