الاختلاف بين البشر سنة ربانية .. فلماذا يحدث رغم أنهم لأب واحد؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن حكمة الله سبحانه وتعالى اقتضت أن تختلف آراء الناس في صغير الأمور وكبيرها، لأنه عز وجل خلقهم مختلفين في العلم والفهم، وفي الأمزجة والميول والرغبات والتوجهات، وغالبا ما يؤدي اختلاف الناس إلى حدوث الخصام والنزاع بين أفراد المجتمع أو بين جماعاته بجميع فئاتهم، وهذا أمر طبيعي وسنة إلهية مشاهدة، قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) [هود:118-119].
الاختلاف بين البشر سنة ربانية
وتابع علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: أسباب هذا الخلاف والنزاع كثيرة لا حصر لها، ولكن غالبا ما تكون هذه الخلافات في بداياتها اختلافات سهلة يسيرة يمكن تلافيها لو أحسن الناس التصرف وراعوا حق إخوانهم واتبعوا أوامر الله سبحانه، ولكن الشيطان والنفس الأمارة بالسوء والهوى المتبع وأهل الإفساد والشر والنميمة كل هذا يكون له كبير الأثر في إيقاع البغضاء بين الناس وإذكاء نار العداوة حتى تتحول الشرارة إلى فتنة عظيمة وشر مستطير له عواقبه الوخيمة، فيقع الإثم وتحل القطيعة ويتفرق الشمل، بل تهتك الأعراض وتسفك الدماء وتنتهك الحرمات، وتفسد ذات البين وتقع الحالقة التي تحلق الدين, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا بلي. قال: «إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين» (سنن الترمذي 4/663).
وأوضح علي جمعة أنه لم يترك الله تعالى الناس هملا يتمادون في هذه النزاعات، بل شرع لهم طريقا إلى منعها، وهو اتباع سبيل إصلاح ذات البين، يقول الله عز وجل: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء:114] وقال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات:10].
وشدد عضو هيئة كبار العلماء أن إصلاح ذات البين السعي والتوسط بين المتخاصمين لأجل رفع الخصومة والاختلاف عن طريق التراضي والمسالمة تجنبا لحدوث البغضاء والتشاحن وإيراث الضغائن، ويكون السعي بين الناس بغرض الإصلاح بأن ينمي الساعي خيرا ويقول خيرا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الأزهر هيئة كبار العلماء ذات البین علی جمعة
إقرأ أيضاً:
محمد مختار جمعة يكشف عن أهمية الدعاء في رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، وأستاذ النقد والأدب بجامعة الأزهر، إن رمضان شهر الدعاء والإجابة، مستشهدًا بحديث الرسول صل الله عليه وسلم “للصائم عند فطره دعوة لا ترد"، ويقول أيضًا الرسول صل الله عليه وسلم: ”ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويقول وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".
وأضاف "جمعة"، خلال برنامج “الصراط المستقيم”، أنه يُمكن لبعض الناس أن يمنحوا بعض المال للأخرين لكنه لا يعطيك أحد إلا ما كتبه الله لك؛ فما كتبه الله لك سيسخر لك من يجريه على يديك، وعلى العبد أن يشكر ربه على النعم التي يمنحه إياها، موضحًا أن الأمر كله بيد الله وحده الذي إذا إراد شئ أن يقول له كن فيكون، ولا يسير شئ في الكون إلا بأمر الله، مستشهدًا بقول الله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”، منوهًا بأهمية الدعاء وقت الصيام كما حثنا عليه الله ورسوله الكريم، موضحًا أن الله يقول: “وقال ربكم ادعوني استجب لكم.. إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخلين”.
ولفت إلى أن الرسول قال: "ما من عبدٍ يدعو الله بدعوةٍ ليس فيها إثم ولا قطيعة رحمٍ إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تُعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تُدخر له في الآخرة، وإما أن يُصرف عنه من الشرِّ مثل ذلك، قيل: يا رسول الله، إذًا نُكثر، قال: الله أكثر، موضحًا أنه حتى تكون مستجاب الدعاء فعليك بطيب المطعم.