الشرع يدعو للوحدة الوطنية لمواجهة التحديات المتوقعة بعد اشتباكات الساحل السوري
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
عمان .دمشق.بيروت "وكالات":
دعا الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم إلى السلم الأهلي بعد مقتل مئات في مناطق ساحلية في اشتباكات مع مسلحين معتبرا أن التطورات الحالية التي تشهدها البلاد تقع ضمن "التحديات المتوقعة".
وقال الشرع "يجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية وأن نحافظ على السلم الأهلي في البلد قدر الإمكان.. قادرين إن شاء الله على العيش سويا في هذا البلد قدر المستطاع".
جاء ذلك في وقت استمرت فيه الاشتباكات في سعي الحكومة الجديدة لضبط الأمن وانفلات السلاح.وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن أكثر من ألف قتلوا في الاشتباكات على مدى يومين في منطقة ساحلية مطلة على البحر المتوسط في بعض أسوأ أعمال العنف منذ سنوات في الحرب الأهلية المستمرة منذ 13 عاما.
وأكد الشرع في فيديو نشر على الإنترنت تحدث فيه من أحد مساجد منطقة المزة في دمشق حيث نشأ وهو طفل "اطمئنوا على هذا البلد فيه مقومات كثيرة إن شاء الله للبقاء" وأوضح أن التطورات الحالية التي تشهدها البلاد تقع ضمن "التحديات المتوقعة".
وقالت مصادر أمنية سورية إن ما لا يقل عن مئتين من عناصرها قتلوا في الاشتباكات مع أفراد سابقين في الجيش الموالي للرئيس السوري السابق بشار الأسد بعد هجمات وكمائن منسقة على قواتهم يوم الخميس.
وتفاقمت الهجمات وتحولت إلى عمليات قتل انتقامية عندما توجه آلاف المسلحين من أنصار حكام سوريا الجدد من مختلف أنحاء البلاد إلى المناطق الساحلية لدعم قوات الإدارة الجديدة المحاصرة.
وألقت السلطات بمسؤولية عمليات إعدام ميدانية لعشرات الشباب ومداهمات لمنازل في قرى وبلدات علوية على ميليشيات مسلحة خارجة عن السيطرة جاءت لمساعدة قوات الأمن وهي جماعات تحمل أنصار الأسد منذ فترة طويلة مسؤولية جرائم سابقة.
وقال مصدر أمني سوري اليوم إن الاشتباكات استمرت خلال الليل في عدة بلدات حيث أطلقت جماعات مسلحة النار على قوات الأمن ونصبت كمائن لسيارات على الطرق السريعة المؤدية إلى البلدات الرئيسية في المنطقة الساحلية.
وأضاف مصدر أمني أن مسلحين موالين للأسد يصعدون الآن من حملتهم، إذ نفذوا هجمات خاطفة على عدد من المرافق العامة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وذكر أنهم ألحقوا أضرارا بمحطة كهرباء رئيسية أدت إلى قطع الكهرباء عن أجزاء من المحافظة، في حين تعطلت محطة رئيسية لضخ المياه وعدد من مستودعات الوقود.وأضاف أنهم يحاولون إشاعة الفوضى وتعطيل سير الحياة اليومية ومهاجمة منشآت حيوية.
وفي اللاذقية، أقامت الشرطة نقاط تفتيش جديدة داخل المدينة. وقال اثنان من السكان إن أصوات إطلاق نار ومدفعية يمكن سماعها تدوي من على مشارف المدينة الساحلية.وقال مصدر أمني إن الاشتباكات استمرت في عدة مناطق.
وأضاف مصدر آخر في الشرطة أن السلطات في دمشق أرسلت تعزيزات لدعم وجودها الأمني في المحافظة الجبلية إذ تساعد الغابات الكثيفة في التضاريس الوعرة المسلحين المناهضين للحكومة.
وأعلنت وزارة الداخلية إرسال تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس بريف طرطوس.
وقالت الوزارة إنه "استمرارا لجهودها في تعزيز الأمن وإرساء الاستقرار، تجري إدارة الأمن العام عمليات تمشيط في منطقة القدموس والقرى المحيطة بها بريف طرطوس، بهدف ملاحقة ما تبقى من فلول النظام البائد".
من جهتها، أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع قوله ان اشتباكات عنيفة بمحيط قرية تعنيتا بريف طرطوس، حيث فر إليها العديد من التابعين لنظام الأسد ومجموعات من الفلول المسلحة التي تحميهم".
ودعا قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي اليوم الرئيس السوري أحمد الشرع إلى ضرورة محاسبة مرتكبي أعمال العنف الطائفي في المناطق الساحلية، متهما الفصائل المدعومة من تركيا بالوقوف في المقام الأول وراء عمليات القتل.
وقال عبدي في تعليقات مكتوبة إن على الشرع التدخل لوقف "المجازر".
وبلغت الحصيلة الإجمالية 1018 قتيلا على الأقل، بينهم 273 عنصرا من قوات الأمن والمسلحين الموالين للأسد وفق طالمرصد السوري لحقوق الانسان".فيما لم تعلن السلطات أي حصيلة رسمية.
و اليوم ، وصفت ألمانيا تقارير بشأن أعمال القتل في سوريا بأنها "صادمة". وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان "تقع على عاتق الحكومة الانتقالية مسؤولية منع وقوع مزيد من الهجمات والتحقيق في الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها"، وتابعت "نحضّ بشدة كل الأطراف على إنهاء العنف".
ووصفت ألمانيا اليوم تقارير بشأن أعمال القتل في سوريا بأنها "صادمة". وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان "تقع على عاتق الحكومة الانتقالية مسؤولية منع وقوع مزيد من الهجمات والتحقيق في الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها"، وتابعت "نحضّ بشدة كل الأطراف على إنهاء العنف".
وقالت الأمم المتحدة اليوم إنها تتلقى تقارير "مقلقة للغاية" بشأن مقتل عائلات بأكملها في شمال غرب سوريا، ودعت إلى وقف فوري للعنف.
وجاء في بيان للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك "إن قتل المدنيين في مناطق ساحلية في شمال غرب سوريا يجب أن يتوقّف فورا".
وقال تورك "إثر سلسلة هجمات منسقة شنها عناصر تابعون للحكومة السابقة ومسلحون محليون آخرون، تلقينا تقارير مقلقة للغاية تحدثت عن مقتل عائلات بكاملها تضم نساء وأطفالا".
واضاف "ينبغي إجراء تحقيقات سريعة وشفافة ومحايدة في كل الجرائم والانتهاكات الأخرى، ويجب محاسبة المسؤولين (عنها) انسجاما مع معايير القانون الدولي وقواعده".
ودان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم العنف وحضّ السلطات الانتقالية على محاسبة المسؤولين عنها.
وجاء في بيان لروبيو أن "الولايات المتحدة تدين المتطرفين وتابع "تقف الولايات المتحدة مع الأقليات الدينية والإتنية في سوريا.وأضاف روبيو "يجب على السلطات الانتقالية في سوريا محاسبة مرتكبي هذه المجازر بحق أقليات في سوريا".
وتشكّل المعارك مؤشرا على حجم التحديات التي تواجه الشرع لناحية بسط الأمن في عموم سوريا، مع وجود فصائل ومجموعات مسلحة ذات مرجعيات مختلفة بعد 13 عاما من نزاع مدمر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: محاسبة المسؤولین فی سوریا
إقرأ أيضاً:
أحمد الشرع يُطمئن شعبه: لا خوف على سوريا رغم التحديات
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأحد، أن التطورات الأخيرة في البلاد كانت متوقعة، داعيًا إلى الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية، وذلك في أول تعليق رسمي له منذ اندلاع المواجهات الأخيرة في الساحل السوري.
وفي كلمة ألقاها بعد صلاة الفجر في مسجد الأكرم بحي المزة، قال الشرع: "قادرون على العيش سوية في سوريا قدر المستطاع، وطالما أن الثورة خرجت من المساجد، فلا خوف على سوريا". وأوضح أن ما يحدث حاليًا هو جزء من التحديات التي تواجه البلاد، مطمئنًا السوريين بأن "سوريا تتمتع بمقومات البقاء".
وشدد الشرع على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، مؤكدًا أنه "لن يبقى سلاح منفلت، وكل من يتجاوز على المدنيين سيحاسب حسابًا شديدًا".
وجاءت هذه التصريحات بعد أن أعلنت السلطات السورية، يوم السبت، تعزيز انتشار قوات الأمن في منطقة الساحل، وفرض سيطرتها على مناطق شهدت مواجهات عنيفة منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وفي سياق متصل، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء السبت، أن حصيلة القتلى في المواجهات بلغت 1018 شخصًا، بينهم 745 مدنيًا قُتلوا في مجازر طائفية. وأشار المرصد إلى أن الوضع في المنطقة تدهور بشكل كبير، حيث انقطعت الكهرباء والمياه عن مناطق واسعة في ريف اللاذقية لليوم الثاني على التوالي، ما أدى إلى شلل في الخدمات، خاصة الاتصالات.
وتشهد منطقة الساحل السوري، التي تقطنها أغلبية من الطائفة العلوية، اقتتالًا دمويًا منذ يوم الخميس الماضي. وأعلنت قوات الأمن السورية أنها خاضت اشتباكات مع مجموعات مسلحة تابعة للنظام السابق.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة الدفاع السورية أنها وضعت خطة لضبط الوضع، مع تجنب توسيع العمليات داخل المدن، حفاظًا على سلامة المدنيين.