مقتل 20 من عناصر الشباب بينهم قيادي في غارة جوية جنوبي الصومال
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
مقديشو ـ أعلن جهاز المخابرات الصومالي، الأحد، مقتل 20 من عناصر حركة الشباب في غارة جوية وقعت في بلدة عيل بعاد بإقليم شبيلى الوسطى في ولاية هيرشبيلي المحلية جنوب البلاد.
وحسب بيان المخابرات الصومالية، فإن الشركاء الدوليين بالتعاون مع المخابرات الصومالية نفذوا غارة جوية استهدفت مجموعة من عناصر الشباب في بلدة عيل بعاد، حيث كانوا يخططون لشن هجمات على مراكز عسكرية في إقليم شبيلى الوسطى جنوبي البلاد.
وأضاف البيان أن الغارة حققت هدفها، وأسفرت عن مقتل أكثر من 20 من عناصر الشباب، بينهم قيادي ميداني كان يدعى يوسف طغناس، الرجل الثاني في حركة الشباب بوسط الصومال بعد يوسف عيسى كبكوتوكدي.
بعد توقف وتيرة الاشتباكات العسكرية المباشرة بين الجيش ومقاتلي الشباب لعدة أشهر، تجددت المواجهات مرة أخرى في قرى وبلدات بإقليمي شبيلى الوسطى وهيران، بعد أن شن مقاتلو حركة الشباب هجوما موسعا على قرى وبلدات بإقليم شبيلى الوسطى، في محاولة لاستعادة مواقع خسرتها في العمليات العسكرية الحكومية في منتصف عام 2024.
وشهد إقليما شبيلى الوسطى وهيران في الأيام الماضية معارك ضارية بين الجيش ومقاتلي الشباب، إثر توغل مئات من عناصر الشباب في المناطق الحدودية بين إقليمي شبيلى الوسطى وهيران، إلا أن مقاتلي الشباب لم يتكمنوا من فرض سيطرتهم رسميا على أي منطقة في إقليم شبيلى الوسطى باستثناء سيطرة مؤقتة على بعض المواقع.
وقال الناطق باسم الجيش الصومالي أبو بكر محمد، في تصريح للتلفزيون الحكومي، إن الجيش الصومالي في تأهب لصد المحاولات اليائسة لمقاتلي الشباب الذين يسعون لشن هجمات مسلحة على قرى وبلدات بإقليم شبيلى الوسطى، بعدما فشلوا في محاولاتهم السابقة للتقدم في إقليم هيران.
إعلانوأضاف الناطق أن الجيش الصومالي، بالتعاون مع السكان المحليين، تمكّن من التصدي لهجمات مقاتلي الشباب وكبدهم خسائر فادحة، كما نجح في استعادة مناطق كان الجيش قد انسحب منها تكتيكيا في إقليم شبيلى الوسطى جنوبي البلاد.
وبدوره، قال وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد علي، في تصريح لوسائل إعلام محلية، إن الحدث الأبرز في المعارك الجارية بإقليم شبيلى الوسطى أن افرادا من الجيش الصومالي نفذوا غارات جوية دون الاستعانة بأي جهات خارجية، حيث استهدفوا أهدافا دقيقة وألحقوا خسائر بشرية كبيرة في صفوف مقاتلي الشباب بإقليم شبيلى الوسطى.
وأضاف الوزير أن الحكومة الصومالية استثمرت مبالغ طائلة في تعزيز القدرات الجوية للجيش الصومالي، نظرا لما تشكّله من فارق عسكري ضد مقاتلي الشباب، مشيرا إلى أن القوات الجوية ستواصل غاراتها لدحر نفوذ الشباب جنوب ووسط البلاد.
وفي هذا السياق، شهد إقليم شبيلى الوسطى لأول مرة في الأسبوع الماضي غارات جوية شنتها طائرات جوية إثيوبية استهدفت عناصر من مقاتلي الشباب بالإقليم، بالتنسيق مع الجيش الصومالي، حسبما أكد وزير الدفاع الصومالي.
كما أن الغارات الجوية التي ينفذها الشركاء الدوليون للصومال تشكّل عاملا رئيسيا في الحرب التي تخوضها ضد مقاتلي الشباب وتنظيم الدولة الإسلامية فرع الصومال، حيث تم تنفيذ نحو 9 غارات جوية على الأقل منذ مطلع العام الجاري، حسب مصادر غير رسمية.
فهم خاطئومن جانبه، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ مختار ربو أبو منصور، اليوم الأحد، في مؤتمر صحفي بمقديشو، إن التصعيدات الأمنية التي تقوم بها عناصر حركة الشباب في إقليم شبيلى الوسطى، خاصة في بداية شهر رمضان المبارك، ليست إلا معارك خاطفة موسمية طيلة السنوات الماضية، والتي تنطلق من اعتقاداتهم الفاسدة حول تجسيد شهر رمضان كشهر للمعارك، متأثرين بفهمهم الخاطئ للتعاليم الإسلامية.
إعلانوأضاف الوزير أن قيادات الشباب بدأت تروج داخل صفوف عناصرها بأنهم سوف يستولون على العاصمة مقديشو في محاولة لرفع معنويات عناصرهم المنهارة، بسبب الخسائر المدوية أمام الجيش الصومالي.
وحول دفع الحركة بمئات من عناصرها في إقليمي شبيلى الوسطى وهيران، أكد الوزير أن الجيش الصومالي لم يخسر حتى الآن أي منطقة كانت تحت سيطرته، وأن مقاتلي الشباب لم يتمكنوا من الاستيلاء على أي منطقة، بل اقتحموا بعض البلدات لفترة وجيزة، ثم انسحبوا منها فورا خوفا من الهجمات العسكرية الحكومية.
تأثير مقتل يوسف طغناسيُعَد القيادي الميداني يوسف طغناس الذي قتل في الغارة الجوية، الرجل الثاني في حركة الشباب بوسط الصومال، حيث كان من القيادات البارزة التي تقود المعارك الشرسة التي شنها مقاتلو الشباب في مناطق بإقليم شبيلى الوسطى جنوبي البلاد.
ووفقا لتلفزيون الحكومي، فإن القيادي يوسف طغناس كان يفرض إتاوات غير شرعية على المدنيين يطلقون عليها "زكوات"، كما أنه كان يبتز المواطنين للحصول على الأموال لدعم معارك حركة الشباب ضد الجيش الصومالي.
وحسب الضابط المتقاعد شريف ربو، فإن مقتل القيادات الميدانية ومن بينهم يوسف طغناس ستكون له تداعيات وخيمة على العمليات العسكرية التي تشنها حركة الشباب حاليا، لكنه لا يؤثر بشكل كبير على البنية الداخلية للحركة نظرا لكونهم قيادات ميدانية فقط.
وأضاف شريف ربو، في حديث للجزيرة نت، أن تلك القيادات التي تمت تصفيتها في الغارة الجوية أمس السبت، كانت تشكّل رأس الحربة في العمليات العسكرية التي تشنها حركة الشباب، وأن مقتلهم سيربك حسابات الحركة في هذه العمليات، كما سيؤثر سلبا على معنويات مقاتليها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان من عناصر الشباب الجیش الصومالی مقاتلی الشباب حرکة الشباب الشباب فی
إقرأ أيضاً:
بعد محاولات اغتيال الرئيس الصومالي.. مقديشو على حافة الهاوية مع تصعيد تهديدات جماعة الشباب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تصعيد خطير يعكس اتساع نطاق العنف والتطرف في الصومال، كشفت تقارير أمنية حديثة عن محاولة اغتيال فاشلة استهدفت الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، على يد جماعة الشباب المتشددة.
هذه المحاولة تكشف عن استراتيجية الجماعة المتزايدة في تنفيذ عمليات انتقامية وتعزيز نفوذها في البلاد، ما يهدد بتقويض جهود الاستقرار التي تبذلها الحكومة الصومالية بدعم من المجتمع الدولي.
محاولة اغتيال الرئيس.. رسالة تهديد واضحةتعكس المحاولة الأخيرة لقتل الرئيس الصومالي تصعيدًا خطيرًا في هجمات جماعة الشباب، التي تسعى منذ سنوات للإطاحة بالحكومة المركزية في مقديشو.
الهجوم، الذي تم تنفيذه عبر تفجير استهدف موكب الرئيس أثناء تنقله، لم يحقق أهدافه لكن خلف وراءه رسائل تهديد واضحة.
وجماعة الشباب، التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، أكدت على عزمها مواصلة محاولاتها لزعزعة استقرار الحكومة الانتقالية في الصومال.
العملية جاءت في وقت حساس، حيث تسعى الحكومة الصومالية إلى تعزيز سلطتها في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، بينما تقوم بدعم دولي واسع لإعادة بناء مؤسسات الدولة.
والهجوم، رغم فشله، يوضح أن جماعة الشباب لا تزال تشكل تهديدًا رئيسيًا للأمن في البلاد.
توسيع دائرة الهجمات.. استراتيجيات الجماعة في التصعيدجماعة الشباب تسعى بشكل متزايد إلى توسيع دائرة عملياتها لتشمل هجمات على الشخصيات الحكومية العليا، فضلاً عن استهداف المدنيين في المناطق المتفرقة من البلاد.
ومحاولات قتل الرئيس الصومالي تمثل جزءًا من استراتيجية أوسع للجماعة تهدف إلى إضعاف الحكومة المركزية من خلال نشر الفوضى وزرع الخوف في نفوس المواطنين، مما يجعل من الصعب على الحكومة فرض سيطرتها على مختلف المناطق.
إلى جانب استهداف المسؤولين الحكوميين، تواصل جماعة الشباب شن هجمات إرهابية على المنشآت العسكرية، بما في ذلك قواعد الجيش الصومالي والقوات الأجنبية المساندة، في محاولة لتقويض الدعم العسكري الذي يعتمد عليه الجيش الوطني في محاربة الإرهاب.
ردود فعل حكومية ودولية.. تحديات مستمرة في مكافحة الإرهابفي أعقاب محاولة اغتيال الرئيس، تعهدت الحكومة الصومالية بتكثيف جهودها لمكافحة الإرهاب والقضاء على تهديدات جماعة الشباب.
كما أعلنت عن تعزيز التعاون مع القوات الأجنبية، وخاصة قوات الاتحاد الإفريقي "أميصوم"، لضمان تنفيذ عمليات أمنية موسعة ضد معاقل الجماعة في جنوب ووسط البلاد.
من جهة أخرى، رحب المجتمع الدولي بالجهود الصومالية لتعزيز الأمن، ولكنه حذر من أن تصاعد العنف يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي، في وقتٍ تعاني فيه العديد من الدول المجاورة من عدم استقرار سياسي وأمني. وحثت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي على دعم الحكومة الصومالية في مكافحة التطرف والتطرف العنيف، وأكدت على ضرورة توفير مزيد من الدعم الإنساني للمتضررين من النزاعات.
الآفاق المستقبلية.. ماذا بعد التصعيد؟إن محاولات اغتيال الرئيس الصومالي تفتح الباب أمام تساؤلات مهمة حول استراتيجيات الحكومة في مواجهة جماعة الشباب.
هل ستتمكن الحكومة من فرض سيطرتها على الأراضي التي يسيطر عليها الإرهابيون؟ أم ستتسع دائرة العنف في البلاد مع مرور الوقت؟ الجواب يبدو مرتبطًا بمدى نجاح الحكومة في تكثيف حملاتها العسكرية والأمنية، وكذلك في معالجة القضايا السياسية والاجتماعية التي ساعدت في تغذية التطرف على مر السنوات.
لكن يبقى أن التهديد الأكبر الآن هو استمرار قدرة جماعة الشباب على التكيف مع الاستراتيجيات الحكومية والعسكرية، مما يجعل من الضروري تطوير خطة شاملة تجمع بين الإجراءات الأمنية والحلول السياسية والاجتماعية للقضاء على أسباب التطرف.
خاتمة.. هل سيظل الصومال في دائرة الخطر؟الصومال اليوم يقف على مفترق طرق. في ظل الهجمات المتزايدة لجماعة الشباب، يبقى السؤال الأبرز: هل سيتمكن الرئيس الصومالي وحكومته من إيقاف موجة العنف المستمرة، أم أن البلاد ستظل تحت تهديد هذه الجماعة المتطرفة لسنوات قادمة؟
الأحداث الأخيرة تشير إلى أن المواجهة مع جماعة الشباب ستكون طويلة ومعقدة، وأن السبيل لتحقيق الاستقرار يتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية على حد سواء.