تأثير الشبكة.. لماذا نشتري ما يشتريه الجميع؟
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
قبل فترة، شاهدت فيديو قصيرًا عن أكثر السيارات شيوعًا في كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي.
لاحظت أن السيارات الأكثر استخدامًا تختلف من دولة إلى أخرى. في الواقع، هذا الأمر ينطبق على جميع المنتجات تقريبًا.
لاحظ نوعية النعلان التي نرتديها في سلطنة عمان، أو الألوان السائدة في الملابس، بل حتى الهواتف التي نستخدمها.
تخيل على سبيل المثال أنك اشتريت هاتفًا جديدًا من علامة تجارية غير شائعة في السلطنة، ولا يتوافق مع هواتف أصدقائك أو أفراد عائلتك. نتيجة لذلك، لا يمكنك مشاركة التطبيقات، أو إرسال الملفات بسهولة، أو حتى الاستفادة من الميزات التي تعمل فقط بين الأجهزة المماثلة.
قد تشعر حينها أن هاتفك، رغم جودته، أقل فائدة مما توقعت. هذه الأمثلة البسيطة توضح مفهوم «تأثير الشبكة»، وهو مفهوم اقتصادي يعني أن قيمة أي منتج أو خدمة تزداد بزيادة عدد مستخدميها.
نرى هذا التأثير في حياتنا اليومية دون أن ندركه. على سبيل المثال، ستجد صعوبة في التخلي عن تطبيقات مثل واتساب، حتى لو ظهرت بدائل أفضل، لأن الجميع يستخدمونه بالفعل. كذلك، المطعم الذي يزدحم بالزبائن يبدو للناس أكثر جاذبية، بينما قد يترددون في دخول مطعم فارغ، حتى لو كان طعامه أفضل! لاحظ أيضًا أنك عندما تطلب مشورة من حولك حول شراء منتج غير شائع في السلطنة، ستكون الإجابة فورًا: «لكن لا أحد يستخدمه»! هذا التأثير مفيد للمنتجين، لأنه يعزز من قيمة المنتج أو الخدمة. ولهذا السبب، عندما تسيطر شركة على السوق بفضل عدد مستخدميها، يكون من الصعب على المنافسين الجدد اقتحام المجال، لأنهم يفتقدون العنصر الأساسي، أي المستخدمون الذين يمنحون الخدمة قيمتها. لكن تأثير الشبكة ليس إيجابيًا دائمًا.
أحيانًا، قد يؤدي الاعتماد على خدمة ما إلى احتكار السوق، مما يجعل الابتعاد عنها صعبًا حتى لو ظهرت خيارات أفضل.
في النهاية، القيمة الحقيقية لأي منتج أو خدمة لا تأتي فقط من جودته، بل من عدد الأشخاص الذين يستخدمونه ويتفاعلون معه. ربما لهذا السبب نجد أنفسنا ننجذب إلى الأماكن المزدحمة، ونشعر أن الأشياء تصبح أكثر أهمية عندما يستخدمها الجميع!
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
أكثر الأدوية المزورة التي يتناولها الملايين
كشف صيدلاني مرخص ما أسماه أكبر عملية احتيال في الصناعة الطبية، وهي كبسولات الجل، والتي يتناولها الملاين.
و تشكل هذه الكبسولات صناعة بمليارات الدولارات، ومن أهم نقاط بيعها أن المادة الأكثر ليونة تذوب بسرعة أكبر في الجسم، مما يسمح للأدوية بالتأثير بشكل أسرع، غير أن الدكتور غرانت هارتينغ، صيدلاني ومؤسس CrushCost في مقطع فيديو له، يزعم أن الأقراص تتحلل بشكل أسرع من الكبسولات بعد إجراء تجربة حيث قام بإذابة كليهما في الماء، وفق دايلي ميل.وقال هارتينغ إن هذا أمر بالغ الأهمية، فذوبان القرص بشكل أسرع في الماء، يعني أنه لا مبر لأن تكون كبسولات الجل أكثر تكلفة من الأقراص، وهو الأمر الواقع.
وعلى سبيل المثال، تكلف عبوة من 24 قرص Tylenol حوالي 5 دولارات مقارنة مع 8 دولارات لكبسولات الجل "سريعة الإطلاق"، كما توصف.
وكبسولات الجل عبارة عن غلاف صلب أو ناعم يحمل الأدوية بداخله، ويتحلل الغلاف عندما يدخل الجهاز الهضمي ثم يتم امتصاص الدواء المغلف في مجرى الدم، ومن ناحية أخرى، تتكون الأقراص بالكامل، من الأدوية ويتم تصنيعها عن طريق ضغط مكون واحد أو أكثر من المكونات المسحوقة لتشكيل حبة صلبة ومتماسكة وناعمة الملمس تتحلل في الجهاز الهضمي.
عندما ذكر مشاهدو فيديو الدكتور هارتنغ، أن حمض المعدة ليس له نفس خصائص الماء، كشف أنه أجرى نفس التجربة في مادة تشبه حمض المعدة وشاهد القرص يذوب بشكل أسرع مرة أخرى.
وأوضح الدكتور هارتنغ أن درجة حرارة الجسم ومحتوى الماء هما العاملان الرئيسيان اللذان يؤثران على قابلية ذوبان الكبسولة أو القرص، وتؤدي درجة حرارة الجسم المرتفعة عموما إلى ذوبان أسرع للدواء بسبب زيادة الحركة الجزيئية، مما يعني أن الكبسولة أو القرص سوف تتحلل بشكل أسرع وتنتشر بسهولة أكبر في مجرى الدم.
وبالمثل، يمكن لمستويات المياه الأعلى في الجسم أن تذيب الكبسولة أو القرص بشكل أسرع أيضا حيث يبدأ الماء الموجود بالفعل داخل الدواء في التفاعل مع الماء في الجسم أثناء تحلله ودخوله بسرعة إلى الدم.
وفي العام الماضي، طُلب من المستهلكين تجنب جل Tylenol سريع الإطلاق بسبب الملصقات "المضللة" حول المدة التي يستغرقها لتخفيف الألم،ىوتم رفع دعوى قضائية جماعية مقترحة ضد الشركة المصنعة لـ Tylenol، Kenvue وهي جزء من Johnson and Johnson في وقت سابق من العام الماضي.
و قالت المستهلكة ، إيفي كولاز، من نيويورك، والتي كانت تقود الدعوى القضائية الجماعية إنها لم تكن لتشتري الأقراص إذا أدركت أنها لا تعمل بنفس سرعة الإصدارات الأصلية.