ما هي عقبات عملية السلام بعد إعلان أوغلان؟
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
سلط باولو أغويار، كاتب مختص بالعلاقات الدولية، الضوء على نقطة تحول محتملة في الصراع التركي-الكردي، الذي استمر لعقود، وذلك في أعقاب إعلان تاريخي من عبد الله أوجلان، الزعيم المسجون لحزب العمال الكردستاني، في 27 فبراير (شباط) 2025، دعا فيه إلى أن يلقي الحزب أسلحته، ويحل نفسه، ويندمج في الدولة التركية.
يمكن أن يكون لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني آثار بعيدة المدى
وتناول أغويار في مقاله بموقع "جيوبوليتيكال مونيتور" الكندي التعقيدات والشكوك المحيطة بعملية السلام، بما في ذلك السياسات الكردية الداخلية، والتحديات المحلية في تركيا، والديناميكيات الإقليمية الأوسع.
التطورات الرئيسية
ومثّل بيان أوحلان، الذي تمت قراءته علناً من قبل المشرعين الأتراك المؤيدين للأكراد، تحولاً كبيراً في موقف حزب العمال الكردستاني. وأعلنت اللجنة التنفيذية للحزب وقف إطلاق النار في 1 مارس (آذار) 2025، مما يشير إلى التوافق مع توجيهات أوجلان.
وكانت هذه الخطوة غير مسبوقة، حيث كانت القيادة العسكرية للحزب في جبال قنديل تعمل تاريخياً بدرجة من الاستقلالية عن أوجلان، ورحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإعلان، واصفاً إياه بأنه "فرصة تاريخية" لتجريد الحزب من سلاحه.
#NEW
After Assad’s overthrow in Syria, there are indications of escalation in regional rivalry between #Turkey and #Iran.#Iraqi #Kurdistan could emerge as a key battleground.
My latest for @amwajmedia????????https://t.co/9o0hZHslAd
اعتمدت الحكومة التركية على استراتيجية مزدوجة من الضغط العسكري والمشاركة الانتقائية، مما أضعف القدرات التشغيلية للحزب مع ترك مجال للحلول السياسية، ومع ذلك، فإن نجاح هذه المبادرة يعتمد على التزام الحزب الكامل بنزع السلاح واستعداد تركيا لمعالجة المظالم الكردية.
التداعيات الإقليميةوأوضح الكاتب أنه يمكن أن يكون لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني آثار بعيدة المدى على الجغرافيا السياسية الإقليمية، ويمكن إعادة تعريف العلاقة بين تركيا وسوريا، خاصة فيما يتعلق بقوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب.
واعتبرت تركيا هذه المجموعات لفترة طويلة تابعة لحزب العمال الكردستاني، مما أثار توترات في علاقاتها مع الولايات المتحدة، التي تدعم وحدات حماية الشعب في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
ويمكن أن يؤدي حل القضية الكردية إلى تحسين العلاقات التركية الأمريكية، وتقليل العمليات العسكرية التركية في سوريا، والتي تسببت في أزمات إنسانية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن إعادة تعريف وجود حزب العمال الكردستاني في العراق، مما قد يؤدي إلى تحسين العلاقات التركية العراقية، وإعادة النظر في الترتيبات الأمنية بين البلدين.
#Turkey & #Kurds | A Calculated Pivot Amid Chaos
Article by @WSJ ????️
With Western influence fading, Turkey’s ruling elites are now maneuvering to co-opt the Kurds—not for genuine peace, but to extend Erdoğan’s authoritarian grip. By distancing the Kurds from its secular… pic.twitter.com/okzgQ9EA3C
كما يمكن أن تتغير ديناميكيات القوى الإقليمية الأوسع، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران والدول العربية، حيث استخدمت هذه الجهات الفاعلة المجموعات الكردية كأدوات جيوسياسية.
عقبات في عملية السلام ورغم إمكانية تحقيق السلام، ما تزال هناك تحديات كبيرة. ويشكل الإطار القانوني والدستوري التركي عقبة رئيسة، حيث تظل الهوية الكردية والتمثيل السياسي قضايا حساسة.سيتطلب الأمر الحاجة إلى إصلاحات دستورية تعترف بحقوق الأقليات، وتمنح حكماً ذاتياً أكبر للمناطق ذات الأغلبية الكردية، لكن الفصائل القومية في تركيا تقاوم مثل هذه التغييرات.
التحدي الآخر هو مدى تأثير أوغلان الفعلي على القيادة العسكرية للحزب، حيث قد تقاوم الفصائل الداخلية نزع السلاح أو تطالب بمزيد من التنازلات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حملة القمع التي تشنها الحكومة التركية ضد المنظمات السياسية الكردية تثير مخاوف بشأن مدى شمولية عملية السلام واستدامتها، لأنه بدون إصلاحات سياسية ذات مغزى واستثمارات اقتصادية في المناطق ذات الأغلبية الكردية، قد تتحول عملية نزع السلاح إلى مجرد هدنة مؤقتة، وليس حلاً دائماً. أوجه الشبه التاريخية ودور دولت بهجلي ولفت الكاتب النظر إلى الدور المتغير لدولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية، الذي عارض تاريخياً المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2024، اقترح بهجلي السماح لأوغلان بالحديث أمام البرلمان التركي، واصفاً ذلك بأنها استراتيجية لمكافحة الإرهاب، وليس تنازلاً.
وتعكس هذه الخطوة نهجاً براغماتياً، مع وجود أوجه تشابه تاريخية مع التحالفات الاستراتيجية للإمبراطورية العثمانية مع الزعماء الأكراد، وتؤكد مشاركة حزب الحركة القومية بزعامة بهجلي أن الفصائل القومية في تركيا تهدف إلى تشكيل عملية السلام بطريقة تعزز سلطة الدولة، مع القضاء على آفاق تقرير المصير الكردي خارج الإطار التركي. التوقعات المستقبلية ما يزال مستقبل عملية السلام غير مؤكد. فإذا قام حزب العمال الكردستاني بنزع سلاحه بالكامل، فقد يؤدي ذلك إلى مصالحة سياسية وفرص اقتصادية، وتقليل التوترات الإقليمية.
ومع ذلك، فإن مقاومة الفصائل داخل الحزب أو الإصلاحات السياسية غير الكافية قد تعيد إشعال الصراع. كما أن رد فعل المجتمع الدولي، وخاصة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، سيؤدي دوراً حاسماً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تركيا حزب العمال الکردستانی عملیة السلام یمکن أن
إقرأ أيضاً:
نجاح جديد للمقاتلة التركية قزل إلما في اختبارات الطيران
حقّقت المقاتلة المسيرة التركية "بيرقدار قزل إلما" إنجازا جديدا، وذلك عقب اجتيازها بنجاح اختبار تعريف النظام الديناميكي الهوائي، في خطوة وُصفت بكونها: "تُعزّز مكانتها كواحدة من أبرز المشاريع الدفاعية التركية".
وأعلنت شركة "بايكار" التركية، عبر بيان لها، الجمعة، أنها: "تُواصل اختباراتها على مسيرتها الجديدة وفق الجدول الزمني المخطط له". مشيرة إلى أن المسيرة "بيرقدار قزل إلما" تعدّ مقاتلة ثورية في ساحات القتال بفضل قدرتها على الهبوط والإقلاع من السفن ذات المدرج القصير، مثل السفينة التركية تي جي غي أناضولو.
وأوضحت الشركة، أنّ: "المسيرة تجاوزت بنجاح اختبار تعريف النظام الديناميكي الهوائي، الذي جرى في مركز أقينجي للتدريب والاختبارات الجوية بولاية تكيرداغ أمس الخميس".
وبحسب البيان نفسه، أبرزت الشركة التركية أنّ: "الاختبار تمّ باستخدام محرك جديد دمجته بالمسيرة بنجاح في يناير/ كانون الثاني الماضي، ما سيمكنها من إجراء مناورات أكثر كفاءة عند السرعات العالية بفضل التحسينات الديناميكية الهوائية".
وتابعت: "بالإضافة إلى ذلك، ستمكنها قدراتها المتطورة، بما في ذلك رادار "AESA"، الذي يمنحها وعيا عاليا بالظروف المحيطة، تنفيذ أصعب المهام بكفاءة عالية"، فيما لفت البيان إلى: "إجراء تطويرات على النموذج الأولي للمقاتلة وتشمل التحسينات الهيكلية، وتحسينات على بنية الطيران".
تجدر الإشارة إلى أنّ "قزل إلما" هي أول مقاتلة تركية مسيّرة قد تم تطويرها محليا، فيما نجحت في عام 2022 بتنفيذ أول رحلاتها، وذلك استعدادا لتنفيذ المهام العملياتية، كما نجحت كذلك في اختبار تحديد نظام الارتفاع المتوسط، وذلك بحسب بيانات الشركة، المُتفرّقة.
إلى ذلك، فإنه عند الإقلاع، يبلغ وزن المقاتلة المسيرة 6 أطنان، حيث تستطيع حمل ما يصل إلى 1500 كيلوغرام كحد أقصى، كما جرى تصميمها أيضا من أجل استخدام ذخائر مطوّرة محليا.