حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

الورشة التطويرية للتوجهات الاستثمارية لغرفة تجارة وصناعة عُمان التي عقدت مؤخرًا لمدة 4 أيام بالتعاون مع وحدة متابعة تنفيذ "رؤية عُمان 2040"، كان هدفها التركيز على ثلاثة محاور مهمة للاقتصاد العُماني وهي: تحسين بيئة الأعمال، والشراكة في تنمية المحافظات اقتصاديًا، إضافة إلى محور توسيع قاعدة التنويع الاقتصادي.

وجميع هذه المرتكزات هدفها تقديم حلول ابتكارية وممارسات قائمة على أفضل المعايير لتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني، وجذب المزيد من الاستثمارات، بجانب استثمار الميزة النسبية للمحافظات، وتحقيق تنمية مستدامة من خلال مبادرات نوعية تعزز من دور القطاع الخاص لتعزيز التنويع الاقتصادي، وتوسيع قاعدة الاستثمارات في مجالات متعددة.

مساعي الغرفة من هذه الأنشطة واضحة مع العديد من الجهات الحكومية الأخرى خلال العقود الخمسة الماضية، والتي تهدف إلى تعزيز البرامج والمبادرات التي تتماشى مع التوجهات الاستراتيجية للدولة وسعيها لتعزيز دور القطاع الخاص كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي.

التنويع الاقتصادي في سلطنة عُمان هو هدف رئيسي للحكومة منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، عندما تم تشكيل أول مجلس للتنمية؛ حيث كان ضمن نتائج الاجتماع الأول للمجلس العمل على التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على قطاعي النفط والغاز الذين ما زالا يشكّلان المصدر الأساسي لإيرادات الحكومة.

التحديات ما زالت ماثلة أمام مؤسسات وشركات القطاع الخاص وتتمثل في جوانب التمويل، والبيروقراطية والإجراءات الإدارية والتنظيمية، والضرائب، إضافة إلى التحديات الاجتماعية والثقافية. وبالتالي فإن هذه المؤسسات ما زالت تواجه صعوبة في الحصول على قروض لجذب المستثمرين، أي أن هناك ضعفًا مبدئيًا في رأس المال. كما إن القطاع الخاص يشعر بأن البيروقراطية تتمثل في طول فترة تأسيس الشركات المساهمة المقفلة بسبب الإجراءات المتخذة للمؤسسات الحكومية في مجال التنظيم والقانون، بالإضافة إلى نقص التنسيق فيما بينها، ناهيك عن فرض الضرائب على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. أما في محور التحديات الاجتماعية والثقافية فهناك عدم ثقة المستثمرين بالمساهمة في الشركات المساهمة المقفلة، وضعف في الثقافة الريادية بالإضافة إلى مخاوف من سوء الإدارة.

وجميع هذه القضايا تحتاج إلى حلول جذرية لتشجيع المستثمرين على المساهمة في إنشاء الشركات المساهمة المقفلة، إضافة إلى تسهيل وتحسين الشراكات مع الجهات الحكومية، وتخصيص قروض ميسرة لهذ الشركات، خاصة في المحافظات وبشروط مرنة وميسرة وفوائد منخفضة، مع العمل على خفض قيمة الضرائب بشكل عام، والعمل على تأسيس صناديق استثمارية لدعم تلك الشركات، وتقديم حوافز ضريبية وكذلك الإعفاءات الضريبية.

إن رؤية "عُمان 2040" تُمثِّل بوصلةً لتنفيذ مجموعة من الخطط والمبادرات التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة عبر تعزيز قطاعات مختلفة مثل السياحة، والصناعة، والتكنولوجيا، والزراعة، والخدمات المالية؛ الأمر الذي يتطلب تسهيل المعاملات والحد من التحديات؛ حيث إن القطاعات الاقتصادية تتحرك ببطء في المسار الصحيح. وعلينا تسجيل بعض النجاحات فقط في قطاعات معينة كزيادة الاستثمار في السياحة، وفي قطاع الصناعة من خلال تشجيع مختلف المشاريع الصناعية وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ الأمر الذي يستدعي الاستمرار في دعم الشركات المحلية لتصبح أكثر وضوحًا من خلال تمويل المشاريع وتوفير بيئة أعمال ملائمة.

والجهات المعنية تعمل على توسيع القطاع المالي وتحسين البيئة المالية وتطوير البنية التحتية المصرفية، إلّا أن التنويع الاقتصادي ما زال يواجه بعض التحديات تتمثل في محدودية التنويع في عدة قطاعات، إضافة إلى عدم توفر الأعمال لتشغيل العُمانيين بصورة كبيرة، فيما تحتاج القطاعات اللوجستية إلى تعزيز المزيد من البنية التحتية لتصبح أكثر تنافسية، ما سوف يساعد على تجاوز التحديات، وإنجاح خطط جذب الاستثمارات وتطوير الموارد البشرية.

إن الحكومة تعمل اليوم على تعزيز أعمال قطاعات اقتصادية عديدة منها قطاع الطاقة المتجددة والاستثمار في استغلال الموارد الطبيعية، كما تعمل على تشجيع مزيد من الابتكار في التكنولوجيا ودعم الشركات الناشئة العاملة في هذه القطاعات، علاوة على المساعي للاستثمار في البحث والتطوير والتعليم الفني والتكنولوجي، وتحسين الخدمات.

وهناك اليوم توجّه كبير لدعم وتحفيز الاستثمارات الأجنبية من خلال تسهيل بيئة الأعمال للقطاعات غير النفطية وتحسين التشريعات، وتحفيز الشركات الأجنبية لإقامة مشاريع مشتركة مع الشركات المحلية، إضافة إلى تحسين التعليم والتدريب المهني، ورفع كفاءة القوى العاملة والتوسع في القطاع الزراعي ودعم المشاريع الصغيرة في المحافظات، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في المشاريع الكبرى مع العمل على إجراء إصلاحات مالية واقتصادية في البلاد.

هذا ما يجب الاستمرار فيه مع التقليل من التوجهات بفرض مزيد من الضرائب على كاهل المواطن ومؤسساته الصغيرة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حزب العدل: التماسك الوطني في مواجهة التحديات الراهنة ضرورة ملحة

قال محمود صالح، أمين حزب “العدل” بمحافظة الوادي الجديد، إن الحزب يعمل على توعية المصريين ونشر ثقافة العمل السياسي بين الشباب في المحافظات خصوصًا في الوادي الجديد التي تشهد حالة حراك سياسي وفعاليات رياضية وتنمية على مختلف الأصعدة.

وأضاف “صالح”، خلال حفل السحور السنوي الذي نظمه حزب “العدل” بحضور المسؤولين والشخصيات العامة، أنهم يسعون من خلال الحزب إلى إحداث تغيير إيجابي وملحوظ في حياة المواطنين، وذلك من خلال تنفيذ عدد كبير من المشروعات والمبادرات التنموية المختلفة خلال الفترة المقبلة.

واوضح أن الدولة المصرية تواجه بما لا يدع مجالًا للشك عددًا من التحديات التي تستلزم وتتطلب بشكل عاجل ضرورة التماسك الوطني لعبور تلك التحديات بسلام، فضلًا عن ما يُحاك ضد الدولة المصرية وقيادتها السياسية من مؤامرات ومحاولات لإضعاف قوتها ودورها بالمنطقة.

حزب العدل: نسير بخطى ثابتة لنشر الوعي السياسي بين الشباببحضور مسؤولين وشخصيات عامة| حزب العدل ينظم حفل السحور السنوي.. صورتكريم سميرة عبد العزيز في حفل السحور السنوي لـ حزب العدل .. صورحزب العدل: تحرير المختطفين بالسودان رسالة بأن حياة المصريين خط أحمر موقف مصر الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين 

وأوضح أمين حزب “العدل” بمحافظة الوادي الجديد، أنه يستغل هذه المناسبة للتأكيد على موقف مصر الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين وموقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية ومساعيها نحو حماية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وصولا لإعادة إعمار غزة، وعودة الحياة لطبيعتها كحق أصيل من حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، بحسب القوانين الدولية والقوانين الإنسانية الدولية التي تقضي بحق الفلسطينيين في إقامة دولة حرة مستقلة وتقرير مصيرهم.

وطالب بضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، والتعدي السافر على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بما يُفاقم الوضع المتأزم بالمنطقة، مؤكدًا على أهمية الاصطفاف الوطني والتلاحم والتماسك المجتمعي خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة ضد ما يُحاك ضدها من مؤامرات ومحاولات لإضعافه قوتها ودورها بالمنطقة.

ونظم حزب “العدل” برئاسة النائب عبد المنعم إمام، حفل السحور السنوي بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، وكرم الدكتور مصطفى الفقي، والوزير هشام الشريف وزير التنمية المحلية الأسبق، والدكتور حسام بدراوي؛ كما تم تكريم الفنانة القديرة سميرة عيد العزيز، صاحبة المسيرة الفنية الطويلة.

وحضر الحفل وزير الشؤون النيابية المستشار محمود فوزي، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، ونائب رئيس حزب “مستقبل وطن” والأمين العام أحمد عبد الجواد، ورؤساء أحزاب الشعب "الجمهوري" و"المصري الديمقراطي" و"الحركة الوطنية" أسامة الشاهد، ورئيس حزب "التجمع"، وأحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد الأسبق، ولفيف من النواب وقيادات الأحزاب السياسية.

مقالات مشابهة

  • حزب العدل: التماسك الوطني في مواجهة التحديات الراهنة ضرورة ملحة
  • بنك ظفار راعٍ ماسي لمعرض "عطاء 27" لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة
  • الأحوال المدنية يوفد قوافل بـ 10 محافظات ويستخرج أكثر من 4 آلاف بطاقة رقم قومي
  • رجال الأعمال المصريين: الشركات المصرية قادرة على تنفيذ إعمار غزة بكفاءة
  • مصدر بـالكهرباء: معايير جديدة في اختيار قيادات القطاع ورؤساء الشركات
  • الشركات الأمريكية تقتحم الصحراء..ستارلينك والمغرب شراكة استراتيجية في الصحراء المغربية
  • استعراض المشاريع العمانية ضمن مهرجان العمران العالمي.. الثلاثاء
  • 53 مليار دولار تكلفة إعمار غزة .. والفرص واعدة أمام الشركات المصرية
  • «الشارقة الخيرية» تطلق مبادرة لدعم المشاريع الإنسانية