فيلم «الهاتف الخلوي» .. امرأة العزلة المكانية تلاحقها أصوات وصور الماضي
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
لاشك ان التجارب السينمائية تنوعت لجهة التعامل مع الموضوعات غير الواقعية والخيالية والتي تفضي الى بث الخوف كشعور فطري لدى الانسان، وغالبا ما يتم الانتقال من ما هو قائم على الوهم والخيالات والهلوسات الى ما هو ابعد باتجاه الثيمات والمعالجات التي تحرك في المشاهد مكامن الخوف.
ولقد تدرجت التجارب السينائية في مقاربتها لمجمل هذه الجوانب اللاواقعية حتى صرنا امام منظومة فيلمية تتعكز على تسلل الخوف الى المشاهد والتباس الاحداث بما يدخل المشاهد في دائرة من الجدل والحيرة والتساؤلات وهي احدى الغايات التي أرادها بعض المخرجين لكنها غالبا ما اصطدمت بقدرات متباينة ما بين مخرجين متمرسين في هذا النوع واخرين يحاولون ان يجدوا لأنفسهم مكانا في وسط الموجة.
في فيلم "الهاتف الخليوي" للمخرج لوك سومر وكاتبة السيناريو شقيقته راشيل سومر سوف نتلمس كثيرا مما ذكرناه في اطار المعالجة السينمائية لإشكالية تتعلق بالفرد المعزول عن العالم الخارجي ومن خلال الحياة اليومية التي تعيشها
ويني – تقوم بالدور الممثلة ويتني نوبل، في منزل بعيد تماما وناء في وسط احراش وغابات وحيث تحاول الخروج من ازماتها النفسية وخسارتها لزوجها لتعيش في منزل مهجور تتولى رعايته فيما تتلقى التعليمات من صاحب ذلك المنزل الكبير الذي يعيش في بلد آخر وهو يوهم ويني بأن هنالك اشباحا في ذلك المنزل وان الجميع قد تعودوا عليهم ولم يعودوا يرهبونهم.
تعود ذكرى الزوج الذي تلاحقه صور ومعلومات يرسلها مجهول يعتمد على الهاتف النقال او الخليوي وفي كل مرة يكشف له حقيقة غامضة وغير مرئية عن المكان الذي يتواجد فيه، اذ كلما تم توجيه الهاتف باتجاه معين تكشفت له حقائق مرعبة وهي ذات الثيمة التي اريد لها ان تنتقل الى الزوجة بنفس الطريقة وهي التي ما تزال تعيش على ذكرى الزوج الذي قضى في حادثة سير.
على الجانب الاخر هنالك اشتغال على الشعور بالضياع والتشتت وصولا الى الهلوسات والتي تفضي الى اظهار الزوج وهو يقدم على الانتحار وهو الامر الذي ظل يلاحق الزوجة التي صارت ترعبها تدريجيا المعلومات التي تتلقاها من مجهول عبر هاتفها وبما في ذلك الأشياء التي تتحرك او تخرج من اماكنها وهذا النوع من المعالجات المرتبطة بالبيوت المهجورة لطالما اعتمدت عليها المسلسلات والأفلام والتي تكرس للرعب ومحاولة ادخال المشاهد الى وسط تلك الدائرة فيتسرب اليه الخوف تدريجيا.
من جهة أخرى هنالك جدلية اثبات الذات وهو ما يؤرق ويني وهي تحاول اثبات او نفي ما تقوم بالاستدلال عليه عبر الهاتف من حقائق حتى لا يكاد يصدقها احد لاسيما ان تلك المعلومات القادمة عبر الهاتف لها امتداد بما كان زوجها قد شاهده وبذلك تم تكريس الهاتف في طار وظيفة تأسيس الرعب الذي يتسلل الى الشخصية ومن ثم الى المشاهد ولو بشكل نسبي وتدريجي.
ينجح المخرج خلال ذلك في تأسيس نسق بصري وتعبيري قائم على تمثيل الشخصية الواحدة وهي ميزة استثنائية اذ استطاعت ويني في عزلتها قيادة الاحداث وسد الفراغات الزمانية والمكانية وهي ميزة تشكل تحديا للمخرج في كيفية الارتقاء بالشخصية الواحدة الى مستوى التميز.
وفي هذا الصدد يقول الناقد السينمائي في موقع موفي مان " ان الرعب الذي نشهده في هذا الفيلم هو جزء من المتعة الشاملة، وذلك من خلال محاولة إخافة الجمهور بواسطة احداث ما تلبث ان تتسلل تحت الجلد وتتلوى، وترسل قشعريرة في عمق الذات. في المقابل ثمة معطيات في هذا الفيلم تكشف عن افتقاره إلى العمق السردي والحبكة المقنعة".
اما الناقدة آبي برينشتاين من موقع اساينمينت فتقول" يتميز هذا الفيلم بإدراك متميز للتفاصيل الصغيرة حول كيفية تعامل الناس مع اضطراب ما بعد الصدمة ، وبما أن ويني تعاني من الهلوسة والكوابيس، فإن الهاتف المحمول يبدو وكأنه مجرد عنصر آخر يمكن استخدامه بطرق متعددة لغرض استكشاف الواقع الى اقصى مدى ممكن إنه يقدم جزءا من الصورة الكبيرة، لحياة أخرى غير مرئية ولن نستكشف عمليا الا جزءا منها".
في مقابل ذلك سوف يمضي المخرج في تأسيس البنية السردية المرتبطة بشخصية ويني على افتراض انها تعاني من متلازمة ما بعد صدمة الفقدان فإذا بها تواجه اليكس، تلك الشخصية التي سوف تساهم في تغيير كثير من مدركات ويني وعلاقتها بما حولها بطريقة مختلفة واستثنائية.
يحضر اليكس في كل وقت وخلال ذلك يسعى الى طمأنة ويني التي يسيطر عليها الذعر ومهما حاولت ثنيه عن الحضور الا انه يأتي في أي وقت سواء في ليل او نهار ويمضي في مهمته في اعداد ميني لما هو قادم فهو عفوي تماما حتى قال عنه احد النقاد بأنه شخصية افلاطونية فهو متجرد من أي غرض وهو استنتاج متأخر اذ ان ظهوره المباغت واقترابه من عالم امرأة ارملة تعيش وحيدة كان يثير كثيرا من الريبة، هل هو سارق ام يريد الانتقام بشكل ما ام انه مجرد انسان يعاني من وضع نفسي ما.
لكن كل ذلك ما يلبث ان يتبدد مع رسوخ الشخصية وقيامها بالمساعدة في انتشال ويني من بؤسها بل انه يجعلها تواجه ما كانت تتهرب منه ومن ذلك قيادة السيارة واستعمال سلاح بدائي يعود الى سنوات الحرب العالمية الاولى ثم الطريقة التي يتعامل بها مع ويني متجاوزا كل تحفظاتها وصولا الى تلك المشاهد التي تستجمع فيها قواها وتقول ما صمتت طويلا عن قوله.
يستخدم المخرج المكالمات الهاتفية من جهة أخرى للكشف عن جوانب من شخصية ويني وهي التي تتفاعل مع كل ما هو من حولها وكأن هنالك علاقة ما يتم نسجها بعناية بينها وبين المكان حتى يغدو المكان مألوفا لكن ما يلبث ان يتشوه بتقادم الوقت وتوالي المشاهد اذ تتحول العلاقة مع المفردات المكانية الى متاهة من المجهول والخوف، فخلف كل باب او مدخل او خلف كل لوحة هنالك سر وذلك ما يحاول من يراسلها ان يوهمها به.
على اننا سوف نصل الى تلك النهايات غير المتوقعة والتي اسرف المخرج في لا واقعيتها وذلك بظهور صورة أخرى من ويني، تشبهها تماما ومن دون الإفصاح عمن تكون ولماذا ظهرت أصلا ولكنها في الواقع ليست الا عدو لدود لويني الى درجة التصادم معها ولاحقا إصابة كريس حتى التخلص منها بإعجوبة وهي احدى الذروات المهمة والاستثنائية في الفيلم.
....
إخراج / لوك سومر
سيناريو/ راشيل سومر
تمثيل/ ويتني نوبل في دور ويني، جوستن جاكسن في دور كريس، إسحاق فيرساو في دور برايان
موسيقى/ موديرن هيومان
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی هذا
إقرأ أيضاً:
حصاد نشاط السيسي وماكرون خلال الزيارة التاريخية لرئيس فرنسا لمصر.. فيديو وصور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر نشاط حافل حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، وذلك في إطار الزيارة الرسمية رفيعة المستوى التي يقوم بها إلى مصر، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وصرح السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، كما وقع الرئيسان إعلانا مشتركاً لترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، وشهدا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين.
وفي ختام الاجتماعات، عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً، وفيما يلي نص كلمة الرئيس في المؤتمر الصحفي:
يسعدنى أن أرحب بضيفى، الصديق العزيز، فخامة الرئيس "إيمانويل ماكرون"، رئيس الجمهورية الفرنسية، والوفد المرافق له، فــى زيــارته الرسمية رفيعة المستوى، التــــى يقــــــــوم بهــا إلــى مصــــر .. تلك الزيارة التى تجسد بجلاء، مسيرة طويلة من التعاون الثنائى المثمر، بين مصر وفرنسا
فى كافة المجالات، التى تحقق مصالح البلدين الصديقين .. وتوجت اليوم، بالإعلان عن ترفيع العلاقات بين البلدين، إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية ..الأمر الذى يعتبر خطوة مهمة، نحو تعزيز التعاون المشترك، وفتح آفاق جديدة، تحقق مصالح بلدينا وتطلعات الشعبين الصديقين.
لقد استعرضنا خلال مباحثاتنا، العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر وفرنسا، وتطرقنا إلى سبل دفعها قدما، فى كافة المجالات ذات الأولوية، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وتكثيف الاستثمارات الفرنسية فى مصر .. حيث أكدنا أهمية توسيع انخراط الشركات الفرنسية، فى الأنشطة الاقتصادية المصرية، خاصة مع الخبرات المتراكمة، لهذه الشركات فى مصـر على مدار العقود الماضية ..كما شددنا على ضرورة البناء، على نتائج المنتدى الاقتصادى "المصرى - الفرنسى"، الذى سيعقد اليوم، لتعزيز التعاون المشترك ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
كما اتفقنا أيضا على أهمية تنفيذ كافة محاور شراكتنا الإستراتيجية الجديدة، بما فى ذلك الدعم المتبادل للترشيحات الدولية، وتعزيز فرص التعاون فى مجالات توطين صناعة السكك الحديدية، والتدريب الفنى والمهنى والذكاء الاصطناعى، والأمن السيبرانى وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وأكدنا خلال المباحثات، أهمية التعاون القائم بين مصر وفرنسا فى مجال الهجرة، وضرورة دعم مصر فى جهودها لمكافحة الهجرة غير الشرعية، خاصة فى ظل استضافتها لأكثر من تسعة ملايين لاجئ.
وفى هذا السياق، أرحب بالدعم الفرنسى لمصر، الذى أسهم فى اعتماد البرلمان الأوروبى مؤخرا، قرار إتاحة الشريحة الثانية، من حزمة الدعم المالى الكلى المقدمة من الاتحاد الأوروبـى لمصــر، بقيمة أربعـة مليـارات يــورو ..مما يعكس التقدير العميق، للشراكة الإستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبى، ويؤكد الدور الحيوى الذى تضطلع به مصر، كركيزة للاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط وجنوب المتوسط وفى القارة الإفريقية.
ونتطلع فى هذا الإطار، إلى سرعة استكمال الإجراءات اللازمة، لصرف هذه الشريحة فى أقرب وقت ممكن.
تناولت وفخامة الرئيس "ماكرون" بشكل معمق، التطورات المتلاحقة على الساحة الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الوضع المأساوى فى قطاع غزة ..حيث أكدنا ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار بشكل فورى، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وإطلاق الرهائن.
كما توافقنا على رفض أية دعوات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، واستعرضت مع فخامة الرئيس "ماكرون"، الخطة العربية للتعافى وإعادة إعمار قطاع غزة .. واتفقنا على تنسيق الجهود المشتركة، بشأن مؤتمر إعمار غزة، الذى تعتزم مصر استضافته، بمجرد وقف الأعمال العدائية فى القطاع .. وسيتعرف فخامته خلال الزيارة، على الجهود المصرية المبذولة، لحشد الدعم الإنسانى للفلسطينيين فى قطاع غزة .. وفى هذا الصدد، أتوجه بالشكر والتقدير للجانب الفرنسى، على دعمه المتواصل للأشقاء الفلسطينيين.
أؤكد مجددا، وبشكل لا التباس فيه، أن تحقيق الاستقرار والسلام الدائم فى الشرق الأوسط، سيظل أمرا بعيد المنال، طالما ظلت القضية الفلسطينية بدون تسوية عادلة، وطالما ظل الشعب الفلسطينى يواجه ويلات حروب طاحنة، تدمر مقوماته، وتحرم أجياله القادمة من حقها.. حتى فى الأمل فى مستقبل أكثر أمنا واستقرارا.
وفى هذا الإطار، فقد بحثت مع الرئيس "ماكرون"، سبل تدشين أفق سياسى ذى مصداقية، لإحياء عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية .. مؤكدا ترحيبى بمختلف الجهود فى هذا الإطار.
لقد تناولت مباحثاتنا كذلك، التطورات التى تشهدها سوريا ولبنان .. حيث توافقنا على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وضرورة اتسام العملية السياسية خلال الفترة الانتقالية، بالعمومية وبمشاركة كافة مكونات الشعب السورى .. وتم التشديد فى هذا الصدد، على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى السورية.
كما أكدنا دعمنا للرئيس اللبنانى الجديد، والحكومة اللبنانية، فى جهودهما لتحقيق الاستقرار وتطلعات الشعب اللبنانى الشقيق .. مع أهمية التزام جميع الأطراف بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، ومحورية الامتثال الكامل للقرار الأممى رقم "1701"، وتطبيقه دون انتقائية.
تباحثت أيضا مع فخامة الرئيس "ماكرون"، حول التطورات الخاصة بملف الأمن المائى .. حيث أكدت موقف مصر الراسخ، الذى يؤمن بأن نهر النيل، رابط تاريخى جغرافى، يجمع دول الحوض .. ومن ثم تعمل مصر على الحفاظ على التعاون بين دول الحوض، وتتمسك بالالتزام بقواعد القانون الدولى، وتحقيق المنفعة للجميع .. مع ضرورة مراعاة خصوصية الاعتماد المصرى التام، على مياه نهر النيل، كونه شريان الحياة لمصر وشعبها.
كما تطرقنا إلى الأوضاع فى السودان الشقيق، إلى جانب التطورات الإقليمية فى منطقتى الساحل والقرن الإفريقى.
وقد اتفقنا فى هذا السياق، على ضرورة تكثيف التعاون، لتعزيز الأمن والاستقرار فى هذه المناطق .. بما يحقق تطلعات دولها وشعوبها، نحو مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا.
وأكدنا على حرص مصر وفرنسا، على استعادة المعدلات الطبيعية، لحركة مرور السفن فى قناة السويس المصرية، وتفادى اضطرار السفن التجارية، إلى اتباع مسارات بحرية بديلة، أطول مسافة وأكثر كلفة، وذلك نتيجة الهجمات التى استهدفت بعضا منها فى مضيق باب المندب، بسبب استمرار الحرب فى غزة .. وهو الوضع الذى أسفر عن خسارة مصر، نحو سبعة مليارات دولار خلال عام ٢٠٢٤، من إيرادات قناة السويس، إلى جانب تأثيره السلبى المباشر، على حركة التجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية.
صديقى العزيز، فخامة الرئيس "ماكرون لقد سعدت بلقائكم اليوم، وأجدد ترحيبى بكم فى مصر .. معربا عن ثقتى، فى أن زيارتكم، وما شهدناه من توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، بين بلدينا فى مختلف القطاعات، سيمثل انطلاقة جديدة، لتعزيز التعاون الإستراتيجى بين مصر وفرنسا.
إننا أمام مرحلة واعدة، نشهد فيها توطيد أواصر التعاون، بما يحقق المنفعة المتبادلة، وفى القلب منها، تعزيز روابط الصداقة التاريخية، والمتجذرة بين الشعبين المصرى والفرنسى.
كما عقد قادة مصر وفرنسا والأردن قمة ثلاثية في القاهرة حول الوضع الخطير في غزة.
في سياق استئناف الضربات العسكرية الإسرائيلية على غزة، دعا القادة إلى عودة فورية لوقف إطلاق النار، لحماية الفلسطينيين وضمان تلقيهم المساعدات الطارئة الإنسانية بشكل فوري وكامل. ودعا القادة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في ١٩ يناير الذي نص على ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، وضمان أمن الجميع. وأكد القادة أن حماية المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية، وضمان إمكانية إيصال المساعدات بالكامل، التزامات يجب تنفيذها بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وعبر القادة الثلاث عن قلقهم البالغ بشأن تردي الوضع الإنساني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ودعا القادة إلى وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض إمكانية تحقيق حل الدولتين وتزيد التوترات. كما شددوا على ضرورة احترام الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس.
وأعرب القادة عن رفضهم لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وأية محاولة لضم الأراضي الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، دعا القادة إلى الدعم الدولي لخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية التي عقدت في القاهرة في الرابع من مارس، واعتمدتها منظمة التعاون الإسلامي في السابع من مارس، وناقشوا آليات التنفيذ الفاعل لها فيما يتعلق بالأمن والحوكمة.
وأكد القادة أن الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن في غزة، وكذلك في جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن يكونا بشكل حصري تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكّنة، بدعم إقليمي ودولي قوي. وأعرب القادة أيضا عن استعدادهم للمساعدة في هذا الاتجاه بالتنسيق مع الشركاء.
وأعاد القادة التأكيد على ضرورة بلورة هذه الجهود في مؤتمر يونيو الذي ستترأسه فرنسا والمملكة العربية السعودية من أجل بناء أفق سياسي واضح لتنفيذ حل الدولتين.
وأعرب القادة عن دعمهم لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي سيعقد بالقاهرة في المستقبل القريب، وشكر جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على عقد هذه القمة.
كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الجلسة الختامية للمنتدى الإقتصادي المصري الفرنسي، في إطار الزيارة الرسمية رفيعة المستوى لرئيس الجمهورية الفرنسية إلى مصر.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن المنتدى، الذي حمل عنوان "شهادات ورؤى حول الشراكة الفرنسية المصرية"، شهد مشاركة عدد كبير من الشركات المصرية والفرنسية، المتخصصة في مجالات متنوعة تشمل الصحة، والطاقة الجديدة، والهيدروجين الأخضر، والذكاء الاصطناعيّ، والتكنولوجيا، وغيرها من المجالات ذات الإهتمام المشترك.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس قد أعرب عن ترحيبه بالرئيس ماكرون وعن شكره لجهده المبذول لدعم وتطوير العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن مصر حريصة على الاستفادة من الخبرات الفرنسية وشركاتها.
وأشار الرئيس إلى أن الاستثمار في مصر بالنسبة لرجال الأعمال والشركات الفرنسية يعتبر فرصة مواتية، في ظل الجهد الكبير الذي تم بذله خلال العشر سنوات الماضية في مجال البنية التحتية والأساسية، فضلاً عن عملية الإصلاح الاقتصادي، واتفاقيات التجارة الحرة التي ابرمتها مصر في الاطار الافريقي والعربي، وتمتع مصر بطاقة عمل ضخم، في ظل أن ٦٠٪ من الشعب المصري تحت سن ال٤٠ عاماً.
وشدد الرئيس على أهمية إنشاء شراكات بين الجانبين المصري والفرنسي في المجالات المختلفة، مؤكداً على اهمية وضرورية مسألة توطين الصناعة في مصر، ومشدداً على حرص الدولة على تذليل أية عقبات تواجه المستثمرين الفرنسيين، وعلى الارتقاء بمستوى العلاقات المصرية الفرنسية إلى أفاق أرحب تلبي تطلعات الشعبين الصديقين.
كما أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، زيارة لمحطة عدلي منصور المركزية التبادلية لوسائل النقل الجماعي، وذلك على هامش الزيارة الرسمية رفيعة المستوى التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إلى مصر.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيسين تفقدا المحطة واطلعا على التجهيزات والخدمات التي سوف يستفيد منها ملايين المصريين، كما قاما بجولة في الخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس أشاد بالتعاون الوثيق بين مصر وفرنسا في مجال النقل بمختلف أنواعه، مثمناً دور الشركات الفرنسية المختلفة في تنفيذ مشروعات مرتبطة بالنقل في مصر، خاصة في القاهرة الكبرى، مما يساهم في إحداث نقلة نوعية في مسارات النقل الجماعي في مصر، كما أكد الرئيس حرص الدولة على توطين الصناعات المرتبطة بالنقل وزيادة نسبة المكون المحلي في المشروعات الجارية، مشددًا على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المحددة لتنفيذها.
وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس الفرنسي أعرب من جانبه عن إعجابه بالمستوى المتقدم لقطاع النقل في مصر، مشيدًا بأعمال التحديث والتطوير التي شهدتها البنية التحتية ووسائل النقل، ومؤكدًا حرص فرنسا على المشاركة في مشاريع التطوير المستقبلية.
كما إلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، بجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل الأردن، وذلك على هامش القمة الثلاثية التي عقدت بين مصر والأردن وفرنسا بالقاهرة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد تأكيد الزعيمين على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، مع التشديد على أهمية التنسيق المشترك بين الجانبين بشأن المستجدات الإقليمية، وخاصة الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية.
كما أجرى قادة مصر وفرنسا والأردن مكالمة هاتفية مشتركة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وذلك على هامش القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة.
واشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن القادة الثلاثة ناقشوا مع الرئيس ترامب سبل ضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل في قطاع غزة، مؤكدين على ضرورة استئناف الوصول الكامل لتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين على الفور.
واضاف السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمي أن القادة الثلاثة شددوا على أهمية تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق أفق سياسي حقيقي وتعبئة الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، واستعادة الأمن والسلام للجميع، وتنفيذ حل الدولتين، مشيراً إلى أن القادة الثلاثة والرئيس ترامب اتفقوا على البقاء على اتصال وثيق.
وذكر المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول كذلك التأكيد على أهمية الاسراع بتحقيق السلام في اوكرانيا بما يتماشى مع القانون الدولي والحاجة المشتركة للأمن والاستقرار الدوليين.
وزارالرئيس السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مستشفى العريش العام للاطمئنان على المصابين الفلسطينيين