الرياض

حسمت محكمة الاستئناف الأمريكية قرارها بشأن قضية التحكيم رقم 23-30827 بتاريخ 27 يناير 2025 والتي نشأت بين شركة سعودية وشركة أمريكية حول مدى سريان شرط التحكيم بعد إلغاء مركز التحكيم المتفق عليه في العقد.

ونص قرار محكمة الاستئناف على إلزام الشركتين باللجوء إلى التحكيم بديلًا عن اللجوء إلى المحاكم، فيما أكد عضو مركز التحكيم التجاري بدول مجلس التعاون المحكم محمد بن عبدالله النقيدان عبر حسابه في تويتر أن قرار محكمة الاستئناف القاضي بإلزام الشركتين باللجوء إلى التحكيم بديلًا عن اللجوء إلى المحاكم هو قرار عادل وصائب ومنطقي ويتماشى مع القواعد الراسخة للتحكيم الدولي فإلغاء مركز تحكيم معين لا ينبغي أن يؤدي إلى سقوط شرط التحكيم لأن الأساس في التحكيم هو إرادة الأطراف في اللجوء إلى وسيلة بديلة لحل النزاع وليس الارتباط بمركز تحكيمي محدد فقط.

وقال النقيدان أن قرار محكمة الدرجة الأولى كان يميل إلى إلغاء شرط التحكيم بسبب إلغاء المركز التحكيمي المتفق عليه وهو نهج قد يُضعف مصداقية التحكيم حيث اعتبرت المحكمة أن عدم وجود المركز التحكيمي المنصوص عليه في العقد يعني عدم إمكانية تنفيذ شرط التحكيم مما يستوجب إحالة النزاع إلى المحاكم وهذا غير منطقي .

‏و تابع :”أما قرار محكمة الاستئناف جاء أكثر انسجامًا مع مبادئ التحكيم الدولي حيث أكدت المحكمة أن إلغاء مركز التحكيم لا يعني سقوط شرط التحكيم إذ يمكن للأطراف الاتفاق على مركز تحكيمي بديل”.

واضاف أن التحكيم يهدف إلى توفير آلية مستقلة لتسوية النزاعات ويجب تفسير شروط التحكيم بطريقة تحافظ على فعاليتها بدلاً من إلغائها وهو ما يسهم في استقرار العلاقات التجارية المحلية و الدولية.

وأوضح أن التحكيم يعتمد على إرادة الأطراف وليس على مركز تحكيمي محدد و عند صياغة اتفاق التحكيم يتفق الأطراف على التحكيم كآلية لحل النزاعات وليس على مركز معين فقط، مضيفا أن في حال تم إلغاء المركز التحكيمي المحدد يظل شرط التحكيم ساريًا ويمكن للأطراف اختيار بديل مناسب يتوافق مع الاتفاق الأصلي.

‏ ونوه أن العقد الأصلي بين الشركتين لم يكن مقتصرًا في مركز تحكيمي واحد فقط بل نص على مركز DIFC-LCIA وأيضًا على إمكانية التحكيم في المملكة العربية السعودية وهنا ينعقد الاختصاص بالمركز السعودي للتحكيم التجاري و هذا يدل على أن الأطراف كانوا على علم بإمكانية إجراء التحكيم في أكثر من جهة وكان بإمكانهم اللجوء إلى المركز السعودي للتحكيم التجاري بدلًا عن المركز الملغى، ووجود مركز تحكيمي بديل في الإمارات بعد إلغاء مركز DIFC-LCIA والذي استبدل بمركز جديد (DIAC) مما يعني أن هناك مؤسسة تحكيمية قائمة يمكن اللجوء إليها دون المساس بالاتفاق الأساسي بين الأطراف، ‏و بناءً على ذلك فإن القول بعدم إمكانية تنفيذ شرط التحكيم بسبب إلغاء المركز التحكيمي السابق هو طرح غير دقيق قانونيًا لأن هناك بدائل واضحة.

‏وأشار الى أن إلغاء أو تعديل أحد العناصر الإجرائية لا يؤدي إلى بطلان الاتفاق الأساسي بل يمكن تكييفه بما يتماشى مع الغاية المقصودة من العقد و لو تم إلغاء شرط التحكيم في كل عقد بمجرد إلغاء مركز تحكيمي معين لأدى ذلك إلى إضعاف الثقة في نظام التحكيم التجاري وتعطيل العدالة التعاقدية وهو ما يتعارض مع الأهداف الأساسية للتحكيم.

ولفت النقيدان إلى أن الدروس المستفادة من هذه السابقة القضائية تؤكد على أهمية صياغة بنود التحكيم في العقود التجارية بوضوح ودقة، ‏ومن الأفضل أن تتضمن العقود نصوصًا احتياطية تحدد آلية اختيار مركز تحكيمي بديل في حال إلغاء المركز المنصوص عليه و يمكن تضمين بند صريح ينص على أنه في حال إلغاء المركز المتفق عليه يتم إحالة النزاع إلى أي مركز قائم في نفس الدولة أو أي مركز آخر يتفق عليه الطرفان لضمان استمرارية تنفيذ شرط التحكيم.

 


أقرأ أيضا

النقيدان: اللائحة التنفيذية لنظام الأحوال الشخصية خطوة نحو تعزيز العدالة والاستقرار الأسري

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: التحكيم محكمة الاستئناف محکمة الاستئناف مرکز التحکیم شرط التحکیم قرار محکمة التحکیم فی إلغاء مرکز اللجوء إلى التحکیم ا على مرکز

إقرأ أيضاً:

أمريكا تقطع خدمات أقمار صناعية عن أوكرانيا.. كييف تبحث عن بديل

أعلنت الوكالة الوطنية الأمريكية للاستخبارات الجغرافية، الجمعة، عن تعليق وصول أوكرانيا إلى برنامج مشاركة صور الأقمار الصناعية غير السرية، والذي كان يُستخدم من قبل المسؤولين الأمريكيين وشركائهم الدوليين.

ويأتي هذا القرار ليحد من قدرة أوكرانيا على الوصول إلى الصور التي كانت تعتمد عليها في مواجهة التحركات الروسية.

وأوضحت الوكالة، في تصريح لوكالة "أسوشيتد برس"، أن هذا الإجراء تم اتخاذه بناءً على "توجيهات الإدارة بشأن الدعم المقدم لأوكرانيا"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

Maxar’s statement on media reports regarding access rights to Maxar imagery:

Maxar has contracts with the U.S. government and dozens of allied and partner nations around the world to provide satellite imagery and other geospatial data. Each customer makes their own decisions on… — Maxar Technologies (@Maxar) March 7, 2025
وأكدت شركة "ماكسار تكنولوجيز"، المتخصصة في توفير صور الأقمار الصناعية، أن الحكومة الأمريكية قررت تعليق وصول أوكرانيا إلى صورها الفضائية بشكل مؤقت.

وجاءت هذه التطورات في أعقاب خلاف دبلوماسي بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس من جهة أخرى، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي.


وكان موقع "ميليتارني" الأوكراني، المرتبط بالجيش الأوكراني، أول من أشار إلى إيقاف الخدمة، معتبرًا أن السبب يعود إلى "حظر الحكومة الأمريكية مشاركة البيانات الاستخباراتية مع أوكرانيا".

By actively withdrawing US support, technology, intelligence, and now even satellite imagery from Ukraine, the Trump regime is actively siding with Russia in this war. There the US is not a neutral party to the war and cannot act as a broker of peace. https://t.co/QHNSnfnLQR — Mikael Nilsson ???????? (@ars_gravitatis) March 7, 2025
وأفادت تقارير إضافية بأن شركة "ماكسار تكنولوجيز"، الرائدة في مجال توفير صور الأقمار الصناعية التجارية، قد أوقفت وصول أوكرانيا إلى صورها الفضائية.

وأكد عدة مستخدمين للخدمة التجارية، تحدثوا لمجلة الدفاع الأوكرانية "ميليارني" بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، أنهم تلقوا إشعارات من إدارة "ماكسار" تفيد بإنهاء الوصول "بناءً على طلب إداري".

وتشير مصادر إلى أن هذا القرار يأتي في إطار حظر أوسع فرضته الحكومة الأمريكية على تزويد أوكرانيا ببيانات الاستطلاع الفضائي.

وترتبط هذه القيود بسياسة أقرتها إدارة ترامب، والتي تحظر على الشركات والخدمات التجارية الأمريكية تزويد أوكرانيا ببيانات الأقمار الصناعية، بما في ذلك الوكالات الحكومية والكيانات الخاصة في أوكرانيا.

وكانت "ماكسار تكنولوجيز" واحدة من المصادر الرئيسية لأوكرانيا للحصول على صور الأقمار الصناعية التجارية، التي استُخدمت على نطاق واسع في تتبع تحركات الجيش الروسي وتقييم آثار الضربات على الأهداف الاستراتيجية.


وقد اعتمد المستخدمون الأوكرانيون على هذه الصور للحصول على معلومات استخباراتية حول المناطق المحتلة والمواقع الاستراتيجية داخل روسيا. بالإضافة إلى الاستخدامات العسكرية، لعبت صور "ماكسار" الفضائية دورًا محوريًا في التغطية الإعلامية العالمية للحرب، حيث استخدمتها المنظمات الإخبارية الدولية لتوثيق تطورات ساحة المعركة وتحليل تقدم الصراع بين أوكرانيا وروسيا.

ويُعتبر هذا التقييد نكسة كبيرة لقدرات أوكرانيا على جمع المعلومات الاستخباراتية، خاصةً أن الصور الفضائية عالية الدقة كانت أداة أساسية في تخطيط العمليات والتحقق من الأحداث الميدانية. ولا يزال التأثير الكامل لهذا القرار غير واضح.

"ستارلينك" في الطريق
في سياق متصل، حذر موقع "آي بيبر" البريطاني من أن الولايات المتحدة قد تقيد وصول أوكرانيا إلى نظام "ستارلينك" للإنترنت عبر الأقمار الصناعية، التابع لشركة الملياردير إيلون ماسك، كجزء من قرار إدارة ترامب بتقليص مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع كييف.


وأكد محللون عسكريون أن فقدان "ستارلينك" سيشكل تغييرًا جذريًا للدفاع الأوكراني، حيث سيؤدي إلى تعطيل الاتصالات العسكرية وإضعاف قدرة الجيش على حماية البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات ومحطات الطاقة.

مقالات مشابهة

  • إنارة المدخل الغربى بمحور وكوبرى بديل خزان أسوان الحر.. صور
  • إنارة المدخل الغربى بمحور بديل خزان أسوان
  • نائب رئيس العروبة يهاجم التحكيم: هدف النصر احتُسب وهدفنا أُلغي .. فيديو
  • هاكان فيدان: لا بديل عن الحفاظ على هوية فلسطين
  • أمريكا تقطع خدمات أقمار صناعية عن أوكرانيا.. كييف تبحث عن بديل
  • يايسله ينتقد التحكيم: الهلال يحصل على وقت إضافي .. فيديو
  • ضربة جزاء غير محتسبة لـ مودرن سبورت أمام الزمالك .. خبير تحكيمي يعلق على لقطة
  • الدوري السعودي.. ميتروفيتش بديلًا مع الهلال ضد الفيحاء
  • بايرن ميونيخ يثق في «بديل» نوير