مخطوط يعود لنحو قرنين يُجسّد إرث الفن الإسلامي في بينالي الفنون الإسلامية
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
المناطق_واس
وقف زوار النسخة الثانية من “بينالي الفنون الإسلامية” أمام مخطوط قرآني فريد، يجمع بين جمال الخط العربي وبراعة الحرف اليدوية الإسلامية، في مشهد يختزل قرونًا من الإرث الإسلامي العريق.
وأتاح المعرض، الذي تنظمه مؤسسة “بينالي الدرعية” في صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، للزوار فرصة التأمل في كنوز الفنون الإسلامية من خلال مقتنيات نادرة، كان من أبرزها هذا المصحف الاستثنائي، الذي خُطَّ بأنامل ماهرة قبل نحو قرنين، ليكون وقفًا في المسجد النبوي الشريف.
وزخرت مكة المكرمة والمدينة المنورة على مر العصور، بالمخطوطات النفيسة التي قدّمها الموقفون من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وتبرز من بين تلك النفائس هذه النسخة الفريدة من المصحف الشريف، التي نُسخت في الهند على يد الخطاط غلام محي الدين بتاريخ 6 محرم 1240هـ الموافق 31 أغسطس 1824م، وخصصت للمسجد النبوي.
ويتميز المصحف بحجمه الكبير، إذ يبلغ 139.7 × 77.5 سم، وصفحاته المزخرفة بالذهب والأصباغ الكتيمة، إضافة إلى غلافه المرصّع بالأحجار الكريمة، ما يجعله من أندر المصاحف المعروضة.
وتشير الوثائق التاريخية إلى أن هذه النسخة وصلت إلى المدينة المنورة في منتصف القرن الثالث عشر الهجري، حيث وُضعت على حامل خاص بالقرب من باب السلام، قبل أن يتم نقلها إلى خزينة المسجد النبوي خلال أعمال الترميم التي جرت عام 1273هـ (1857م).
ويعود هذا المصحف الضخم إلى شمال الهند، وعُرف الخطاط غلام محيي الدين، أحد أبرز الخطاطين في القرن التاسع عشر، بصلاحه وعادته في توزيع أجزاء من المصحف مكتوبة بخط يده على الفقراء، كتب النص بخط النسخ بالحبر الأسود، مع ترجمة فارسية بين السطور، كتبت بخط “النستعليق” الأحمر، ما يعكس التقاليد الخطية السائدة في شبه القارة الهندية آنذاك.
أما غلاف المصحف، فقد كان في الأصل مصنوعًا من الجلد المذهب ومرصعًا بالأحجار الكريمة مثل الياقوت، والزمرد، والفيروز، والزبرجد, وفي عام 1302هـ (1884م)، أعيد تجليده على يد الحاج يوسف بن الحاج معصوم نمنكاني، أحد العلماء المتبحرين في فنون المخطوطات، الذي استقر في المدينة المنورة قادمًا من أوزبكستان.
ويحفظ هذا المصحف النادر اليوم في مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة، ضمن مكتبة المصحف الشريف، حيث يحظى باهتمام الباحثين والزوار في “بينالي الفنون الإسلامية”, ويشكل هذا المخطوط جزءًا من إرثٍ غني يوثّق روعة الفن الإسلامي في العصور الماضية، ويقف شاهدًا على عظمة الفنون الإسلامية وتاريخ العطاء الممتد عبر الأزمان.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: الفنون الإسلامية بينالي بینالی الفنون الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
المخرجة الهندية بايال كاباديا تحصل على وسام الفنون والآداب الفرنسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
توجت المخرجة الهندية بايال كاباديا ، التي صنعت التاريخ العام الماضي كأول مخرجة هندية منذ ثلاثة عقود تفوز بجائزة كبرى في المسابقة الرئيسية لمهرجان كان السينمائي، بوسام "فارس في وسام الفنون والآداب" الفرنسي المرموق في مومباي .
تتويج كابديا في القنصلية الفرنسية بمومبايوقد تم تقديم الجائزة من قبل القنصل العام الفرنسي في مقر إقامة فرنسا في منطقة بيدار رود الراقية في مومباي، تقديراً لمساهمات كاباديا المهمة في السينما والعلاقة الثقافية بين فرنسا والهند.
قالت كاباديا خلال الحفل: "إنه لشرفٌ عظيمٌ وامتيازٌ لي أن أُمنح وسامَ ضابط الفنون والآداب. كما أُعرب عن امتناني العميق لدعم الحكومة الفرنسية المُخلص للسينما المستقلة في جميع أنحاء العالم".
إنجازات المخرجة الهندية في السينما
حققت المخرجة المقيمة في مومباي مسيرة فنية رائعة منذ اختيار فيلمها القصير "Afternoon Clouds" لمهرجان كان السينمائي السبعين في عام 2017.
وفازت لاحقًا بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان كان السينمائي الرابع والسبعين عن فيلمها الوثائقي الطويل الأول "A Night of Knowing Nothing".
وبعد حصدها الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي، حصدت كاباديا جوائز إضافية عن فيلم "All We Imagine as Light" في جوائز الفيلم الآسيوي، وجوائز الفيلم المستقل البريطاني، ومهرجان سان سيباستيان السينمائي، وغيرها.