رغم الحرب .. الاقبال على عمليات التجميل في اليمن
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
تقرير: علاء الدين الشلالي:
تعتبر الجراحة التجميلية من التخصصات الطبية الحديثة في الوطن العربي، وقد مرت بمراحل تطور عديدة وفي اليمن قطع القائمون على هذا النوع من الطب اشواطاً كبيرة حتى أصبحت اليمن من أبرز البلدان التي تجري فيها – عمليات جراحية تجميلية ناجحة وبأسعار مناسبة لليمنيين وغير اليمنيين، في صنعاء يعمل الدكتور محمد الشرجبي طوال أيام الأسبوع على اجراء عمليات التجميل لمن تعرضوا لحروق منذ اندلاع الحرب في اليمن، كما يعمل على اجراء عمليات زراعة الشعر وعمليات تجميلية أخرى لمن يطلبها من اليمنيين والعرب، وعلى الرغم من تلقيه عروضاً مغرية للعمل في كبريات المشافي والمراكز الطبية في دول عربية وغربية، إلا أنه فضل البقاء في اليمن لخدمة أهله وناسه كما يقول.
عمل الشرجبي قبل عودته الى اليمن في مستشفيات روسيا الدولة التي حصل على جنسيتها ، وفي دولة بيلاروسيا، وعمل كذلك في جامعات ومراكز عالمية وعربية مرموقة.
يرى الدكتور الشرجبي أن وعي اليمنيين، تغير تجاه عمليات التجميل فقد أصبح معظمهم يتقبلونها فيما يرى البعض أن التجميل موضة، خاصة لمن يطالبون بعمليات التجميل التحسيني، وقد شهدت اليمن في الآونة الأخيرة اقبال كبير على عمليات التجميل لأشخاص أُصيبوا بحروق أو تشوهات خُلقية وبدلاً من السفر لخارج اليمن مثلما كان يحدث في السابق، أصبح اليمنيون يتلقون الجراحات التجميلية داخل بلادهم، يقول الدكتور الشرجبي« بعد العام 2000م بدأت طفرة في عالم طب الجراحة التجميلية في العالم، ونحن في اليمن سايرنا هذه الطفرة، وأنا بدوري أؤكد لكم أنه لا يوجد فرق بين الإمكانيات والكوادر الموجودة في اليمن وما هو موجود في البلدان العربية».. يضيف القول «اليوم أصبح موجود لدينا تجميل الأنف والصدر وتكبير الصدر بالسيلكون وزراعة الشعر، وفقاً لما هو جديد عالمياً، ربما في بعض الدول العربية يستقدمون بعض الأجهزة الحديثة فقط.».
– الكل يرغب في التجميل
يعمل الدكتور محمد الشرحبي وهو استشاري أول في جراحة التجميل، على اجراء عمليات ترميم وتحسين التشوهات والحروق والعيوب الخُلقية، إضافةً إلى زراعة شعر الرأس والذقن والحواجب، وتصغير الجبهة، وتجميل الأنف، وشد ترهلات البطن، وحقن الدهون، وإصلاح تشوهات الأعضاء التناسلية وإجراء حقن البوتكس والفيلر والبلازما، وشفط الدهون..
لا يتردد على طلب عمليات التجميل أغنياء ووجهاء القوم وميسوري الحال في اليمن فقط، بل إن الفقراء ايضاَ لهم الرغبة في اجراء تلك العمليات وهو الحلم الذي بالفعل أصبحوا قادرين على تحقيقه، وفي هذا الصدد يلفت الدكتور الشرجبي أن الكثير من المواطنين كانوا يأتون اليه وخاصة من الفقراء لطلب اجراء عمليات التجميل ويتم استيعابهم إما عبر مخيمات طبية أو عبر منحهم تخفيضات كبيرة، يتذكر الدكتور الشرجبي حينما جاء اليه شاب عشريني يعاني من الشفة الارنبية ،وحينما سأله الدكتور محمد عن اسمه فرد عليه الشاب بأن اسمه هو على الاشرم،إذ كان يعتبر ذلك الشاب أن اسمه هو الاشرم، وفي حقيقة الأمر أنه كان يعاني من مشكلة تنمر المجتمع اليمني تجاه بعض من يعانون من تشوهات خُلقيه. وهذا ما أعتبره الشرجبي من المواقف المؤلمة التي مرت عليه خلال مشواره المهني.
ذلك الموقف دفع الدكتور محمد لتكثيف أنشطته في مساعدة الفقراء وذوي الدخل المحدود ممن يحتاجون لإجراء عمليات تجميليه، وبالفعل أقام 17مخيما طبياً داخل اليمن من صعدة إلى سقطرى؛ تحت شعار « الله جميل يحب الجمال».
– تأثير الحرب
زادت الحرب من أعداد المصابين بالتشوهات والحروق الناتجة عن المتفجرات والقصف الصاروخي، والألغام والحروق الناتجة عن انفجار أسطوانات الغاز، كما أن الحرب زادت من أعداد المصابين بتشوهات الأجِنة نتيجة استخدام بعض الأسلحة، كما أدى سوء التغذية ونقص الحديد الى حدوث تشوهات خُلقية عند بعض اليمنيين، وهذه الإشكالية أوحد تحديات لدى الدكتور الشرجبي وغيره من أطباء الجراحة التجميلية، إذ أنهم لا يتلقوا أي دعم مادي من أي منظمات مهتمة بالصحة والتطبيب سواءً محلية أم عالمية، ولا حتى من الجمعيات الخيرية، يشير الدكتور الشرجبي إلى أن منظمة أطباء بلا حدود كانت تأخذ بعض المصابين بحروق للعلاج في الأردن، لكن ذات المنظمة الدولية في ذات الوقت لا تقوم بدعم مراكز جراحة التجميل في اليمن، ويقول الشرجبي بحُرقة «هل تصدقون أنه لا يوجد في كل المحافظات اليمنية إلا مركز واحد لعلاج الحروق، وعشرون سريراً فقط»، وهنا يتساءل الشرجبي : لماذا لا يوجد صندوق لتجميل الحروق والتشوهات، أُسوةً بصناديق دعم ذوي الإعاقة والتراث والشباب والرياضة وغيرها من الصناديق..
ويشير الدكتور الشرجبي أن أكثر فئات المجتمع التي تزوره وتطالب بعمل جراحات تجميلية هم أيضاً من الذين يتعاملون مع الكاميرا مثل الإعلاميين والممثلين والفنانين والمشاهير والسياسيين.. ويفتخر الشرجبي أنه يقدم “كرت ضمان” بصلاحية الشعر الجديد خاصةً للرأس لمن يطلبون منه زراعة الشعر.
– جراحات غير مقبولة
يرى الدكتور الشرجبي أن بعض الجراحات التجميلية غير مقبولة كعمليات تغيير الجنس ،و إزالة الثدي، وتغيير بصمات الايدي، فيما أن بعض العمليات تعتبر حساسة ويتم عملها بسرية تامة احتراماً لخصوصيات الناس كعمليات اصلاح التشوهات الخلقية في العضو الذكري والأعضاء التناسلية كتوسيع المهبل.
يقول الشرجبي «بعض الأشخاص يتعمد إحراق بصمات أصابعه بسبب أنه تم ترحيله من أي دولة خليجية ويريد أن يعود إليها، فيطلب مني تغيير بصمته حتى يعود للدولة التي رحَّلته، ونحن بدورنا نرفض مثل هكذا أمور مشبوهة»..
يتذكر الدكتور الشرجبي كيف ان بداياته المهنية كانت صعبة بسبب ان طب الجراحة التجميلية يُعد تخصص مجمَّع من كل التخصصات، وكان التحدي الأكبر بالنسبة له هو كيف يعمل على إقناع المجتمع اليمني بأهمية هذا الطب، وكيف يمكنه تجاوز الفتاوى الدينية التي تحرّمه، فأخذ الشرجبي على عاتقة مسؤولية توعية الناس في وسائل الإعلام وفي لقاءاته بأهمية الجراحة التجميلية.
يطمح الدكتور محمد بإنشاء مركز تجميل متكامل في اليمن، ولكنه في نفس الوقت يؤكد أنمثل هكذا مشاريع مهمة بحاجة إلى دعم أكبر.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الجراحة التجمیلیة عملیات التجمیل الدکتور محمد اجراء عملیات فی الیمن
إقرأ أيضاً:
توكل كرمان تدعو في مؤتمر دولي إلى إنهاء الحروب المنسية في اليمن والسودان ومحاسبة مجرمي الحرب
دعت الناشطة الدولية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إلى تكثيف الجهود الدولية لإنهاء الحروب المنسية في اليمن والسودان، محذرة من أن تجاهل هذه الحروب يزيد من معاناة المدنيين ويفاقم الأوضاع الإنسانية.
وقالت كرمان: إن التاريخ سيحاكمنا من خلال طريقة استجابتنا لمعاناة الآخرين، وإن ما يجري في اليمن والسودان من حروب ليست مجرد أزمات محصورة الحدود، بل هي اختبار حقيقي لالتزامنا العالمي بالعدالة وحقوق الإنسان والسلام.
كما طالبت بمحاسبة مجرمي الحرب من خلال المحكمة الجنائية الدولية والآليات القضائية الأخرى، مشيرة إلى أن العدالة لا ينبغي أن تكون انتقائية، بل يجب أن تشمل جميع المتورطين في الانتهاكات.
جاء ذلك في كلمة لها خلال مؤتمر دولي للصليب الأحمر الكندي بالشراكة مع قسم العدالة والتنمية العالمية في جامعة ترينت الكندية، بعنوان "الصراعات المنسية: السودان واليمن"، عقد في 7 مارس/آذار 2025، في كندا.
وأكدت كرمان، على أهمية زيادة الوعي العالمي بهذه الحروب، مشددة على ضرورة أن تواصل وسائل الإعلام تسليط الضوء عليها، وألا يقتصر الاهتمام الدولي على الاستجابة في لحظات الأزمات الكبرى فقط.
.
وشددت كرمان على ضرورة تعزيز المساعدات الإنسانية، داعية إلى ضمان وصول الإغاثة الفورية وغير المقيدة إلى المتضررين، إلى جانب دعم التحولات الديمقراطية من خلال معالجة الأسباب الجذرية للصراع، وتعزيز الحكم الديمقراطي، والمصالحة الوطنية.
وفي هذا السياق، حثت على إنهاء التدخلات الخارجية، معتبرة أن هذه التدخلات تساهم في إطالة أمد النزاعات بدلاً من حلها، داعية المجتمع الدولي إلى الدفع باتجاه حلول دبلوماسية تحترم سيادة الشعوب.
وأكدت كرمان أن التاريخ سيحاكم الجميع بناءً على استجابتهم لهذه المعاناة، وداعية إلى موقف دولي موحد لمنع استمرار هذه الأزمات.
وأضافت لا ينبغي لنا أن نسمح لهذه الحروب بأن تظل منسية خصوصاً وأن ضحايا هذه الصراعات ليسوا بلا صوت، بل يتم إسكاتهم من قبل عالم اختار أن يشيح بوجهه عنهم.
وتابعت كرمان: يقع على عاتقنا واجب إيصال أصواتهم إلى العالم، والمطالبة بالعدالة، والسعي نحو مستقبل لا تُترك فيه أي حرب طي النسيان
وشددت كرمان على ضرورة الوقوف معًا من أجل اليمن والسودان، والنهوض من أجل عالمٍ لا تكون فيه العدالة امتيازًا، بل حقًا مكفولًا للجميع.
وقالت كرمان: لنجعل من يقظة الضمير الإنساني جدارًا يحول دون نسيان أي حرب، مهما بدت بعيدة.
واعتبرت كرمان أن أعظم مصير تراجيدي قد يكابده المرء هو أن يجد نفسه أسير حرب منسية اختار العالم أن يتجاهلها، فالحروب التي تستأثر باهتمام المجتمع الدولي غالبًا ما تواجه ضغوطًا تُعجل بنهايتها، أما تلك التي تدور رحاها في الظل فإنها تستمر لسنوات طويلة وتخلف وراءها جراحا وندوباً غائرة في جسد ونسيج الأمم والمجتمعات.
وأشارت كرمان إلى أن الحروب التي يتجاهلها العالم يخرج من رحمها أزمات إنسانية مروعة يعيث فيها الطغاة وأمراء الحرب فسادًا، ويرتكبون الفظائع بغير وازع ولا حساب.
وحول إخفاقات النظام الدولي قالت الناشطة الدولية توكل كرمان إن حربي اليمن والسودان لم تكونا سبباً في معاناة إنسانية مهولة فحسب، بل وأزاحتا الستار أيضاً عن إخفاقات النظام الدولي في معالجة الصراعات الممتدة.
وأوضحت كرمان أن اليمن والسودان غارقتان في حروب لم تحظى بما تستحقه من الاهتمام العالم، فعلى الرغم من الانتهاكات المروعة التي ارتكبها مسعروها إلا أن المساءلة لا تزال غائبة.
وأكدت كرمان أن عدم اخضاع مجرمي الحرب للمحاسبة لا يؤدي فقط إلى إطالة أمد المعاناة، بل ويقوض في الآن نفسه مفهوم العدالة ذاتها، ويقضي على كل أمل في عالم عادل.