مدينة القرداحة حيث سكن الفقراء على أعتاب قصور آل الأسد
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
مدينة سورية تقع على الساحل الغربي لسوريا، وتتبع محافظة اللاذقية وتبعد نحو 30 كيلومترا إلى الشرق من مركزها، وهي مسقط رأس الرئيس المخلوع بشار الأسد، عانت المدينة من نقص كبير في الخدمات على مدار سنوات حكم آل الأسد، وبقيت مهملة كما هو الحال مع غالبية المدن والقرى السورية، في المقابل كان أفراد عائلة الأسد وأقاربهم يمتلكون المنازل الفاخرة، التي حُظر على السكان المحليين الاقتراب منها.
تقع مدينة القرداحة في الساحل الغربي لسوريا، وتحديدا على هضبة من هضاب الجبال الساحلية، بارتفاع يُقدر بحوالي 400 متر عن سطح البحر.
تتبع المدينة إداريا محافظة اللاذقية، وتبعد نحو 30 كيلومترا إلى الشرق من مركزها، و20 كيلومترا من مدينة جبلة.
تتصل القرداحة بكل من مدينة اللاذقية ومدينة طرطوس ومدينة جبلة عبر طريق دولي، كما تربطها شبكة طرق أيضا بمدينة حماة وسهل الغاب.
الجغرافياتقع القرداحة في سلسلة جبال الساحل السوري، مما يجعلها حلقة وصل بين السهل الساحلي والمناطق الداخلية لسوريا، ما يعزز من أهميتها الإستراتيجية والتجارية.
يتميز موقعها بطبيعة فريدة إذ تحيط بها المرتفعات الجبلية والغابات والوديان من جميع الجهات، مما جعلها بيئة جبلية خلابة، وتشتهر القرداحة بأشجار الصنوبر الجبلية المحيطة بها.
كما تضم المدينة عددا من القرى الصغيرة والمزارع المحيطة بها مثل عين العروس وبحمرا وبستان الباشا ودباش ورويسة البساتنه والسفرقية والقبو وكلماخو وجوبة برغال وبكراما وبشلاما، ويساهم ذلك في تنوع طبيعتها الجغرافية.
تشير كلمة قرداحة إلى مكان الحدادين أو المكان الذي يصنع فيه السلاح، وهو ما قد يعكس مقاومة المدينة للوجود العثماني والاحتلال الفرنسي.
إعلانوأظهرت بعض الدراسات أن كلمة القرداحة بالآرامية تعني "القرية الأولى"، مما يسلط الضوء على أهمية المدينة كونها مستوطنة قديمة.
المناختتميز مدينة القرداحة بمناخ متوسطي جبلي، إذ تتأثر بموقعها في جبال الساحل السوري، يكون الشتاء باردا مع هطول أمطار غزيرة، وتساقط الثلوج على المرتفعات الجبلية، بينما يكون الصيف معتدلا إلى حار نسبيا.
التقسيم الإداريتنقسم القرداحة إلى أربع مناطق وهي:
مركز القرداحة: تضم هذه الناحية المدينة نفسها، إضافة إلى عدد من القرى والأحياء المحيطة بها، ومنها بني عيسى وبحواريا وبكراما وبشلاما وبشرية. جوبة غربال: مركزها جوبة غربال، وتضم قرى عدة منها عنانيب والأريزة والبلاط وفرزلا وخربة السنديانة. حرف المسيترة: بلغ عدد سكانها 6 آلاف و669 نسمة عام 2004، مركزها بلدة حرف المسيترة، وتشمل الأحياء التالية: العامود والعرقوب وعروسة الجبل وعين الحيات وفرشات. الفاخورة: مركزها بلدة الفاخورة.القرداحة هي مسقط رأس عائلة الرئيس المخلوع بشار الأسد وفيها توجد قصور أفراد العائلة وكل من يمت لهم بصلة، وقد كان أهالي المدينة محظورين من الاقتراب منها.
كما تضم أيضا قبر الرئيس الراحل حافظ الأسد وابنه باسل، وكلاهما كانا يخضعان لحراسة أمنية مشددة.
وبينما كانت عائلة الأسد تنعم برفاهية مفرطة، كان معظم سكان القرداحة يعانون الفقر والإهمال، وكانوا يعتمدون على العمل اليدوي أو وظائف منخفضة الأجور لكسب لقمة العيش.
وكانوا يرسلون أبناءهم للخدمة في الجيش لأنهم لم يكن لديهم خيار آخر، ويضطرون للعمل في قصور عائلة الأسد مقابل مبالغ زهيدة.
كان منذر الأسد ابن عم الرئيس المخلوع هو صاحب السطوة الأكبر في المدينة، فقد كانت نوافذ قصره تطل على عشرات العائلات الفقيرة التي كان يستغلها ويجبرها على العمل بأجور زهيدة في خدمة عائلته.
إعلانمارس نظام الأسد الرعب والظلم على أهالي القرداحة، إضافة إلى منعهم من دخول كثير من الأحياء في مدينتهم.
لكن بعد سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، دخل سكان المدينة قصور الأسد واكتشفوا حجم الثراء الفاحش الذي تمتعت به هذه الأسرة، في حين كانوا يعانون الفقر والحرمان، وأزالوا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في المدينة، وأحرقوا قبره.
بعد سقوط نظام الأسدفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 سقط نظام الأسد، إثر عملية عسكرية شنتها المعارضة السورية أطلقت عليها اسم "ردع العدوان" وتمكنت في 12 يوما من السيطرة على معظم المدن السورية والوصول إلى العاصمة دمشق بالتوازي مع هروب بشار الأسد إلى خارج سوريا، مما شكل نقطة تحول في تاريخ المدينة.
وفي مارس/آذار 2025 شهدت قرداحة توترا أمنيا، إذ انتشرت مجموعات مسلحة وُصفت بأنها من "فلول نظام الأسد" في أحياء المدينة، وأطلقت النار بكثافة باتجاه مخفر الشرطة، على نحو أدى إلى تخريب الممتلكات والمحال التجارية، ورددت شعارات طائفية.
معالمتضمّ المدينة عددا من المناطق التاريخية منها ما يلي:
قلعة المهالبةهي إحدى تحصينات الساحل السوري، تقع على قمة جبلية مطلة على جبل الأربعين، وترتفع نحو 750 مترا عن سطح البحر، بالقرب من قرية المهالبة في منطقة القرداحة، بنيت في بداية القرن الـ11 م في عهد بنو الأحمر، وقد تعاقبت على حكمها حضارات عدة منها البيزنطيين وبنو صليعة والفرنجة والأيوبيين والمماليك.
يحيط بالقلعة سور ضخم مبني من الحجر النحيت، وتشكل بعض أجزائه الصخرة الأم التي بنيت عليها القلعة.
تتميز القلعة بتصميم معماري فريد، إذ يتوزع حولها 12 برجا، خاصة في الجهة الشرقية الجنوبية، بنيت هذه الأبراج على شكل أنصاف دوائر، وتحتوي على فتحات طولانية مخصصة للمراقبة ورمي السهام.
وتحتوي القلعة على مستودعات وخزانات وأقبية ودهاليز وساحات، ويتميز بناؤها بأسلوب الأقواس التي تحمل السقوف، في حين أن الأبواب والمداخل على شكل حدوة الفرس مع فتحات مربعة على الأسطح لإيصال الضوء والمؤن.
إعلانبدأ تاريخ القلعة عام 1031م عندما استولى البيزنطيون عليها، بعد ذلك انتقلت إلى قبيلة بني صليعة، وفي عام 1118م، احتلها الصليبيون ثم حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1188م. وفي 1194م حكمها الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين أمير حلب.
وفي عام 1269م، أعاد الملك الظاهر بيبرس ترميمها أثناء العصر المملوكي، وفي عام 1285م خضعت للسلطان قلاوون.
جبل الأربعينيقع شمال غرب سوريا، وهو من أهم المناطق الطبيعية في المنطقة، يتميز بمناظره الخلابة وأجواء جمالية فريدة، إذ يشتهر بأشجاره الكثيفة وإطلالاته التي تعكس جمال الطبيعة الخضراء.
أُطلق عليه هذا الاسم بسبب بعض القصص التي تروي أن 40 قديسا لجؤوا إلى مغارة في الجبل هربا من بطش حاكم ظالم، وماتوا في تلك المغارة.
مقامات بني هاشمتقع على القمم الجبلية المطلة على سهل الغاب شمال شرق القرداحة، وتشتهر بجبالها الشاهقة ذات الانحدار الحاد، وتتميز بكثرة الينابيع والشلالات، فضلا عن تنوع الحياة البرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان مدینة القرداحة نظام الأسد
إقرأ أيضاً:
قطر تدين الجرائم التي ترتكبها مجموعات "خارجة عن القانون" في سوريا
أدانت قطر، الجمعة، بأشد العبارات الجرائم التي ترتكبها مجموعات "خارجة عن القانون" واستهدافها القوات الأمنية في سوريا، مؤكدة تضامنها ووقوفها مع حكومتها.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، تضامن قطر ووقوفها مع الحكومة السورية ودعمها لكل ما تتخذه من إجراءات لتوطيد السلم الأهلي وحفظ الأمن والاستقرار في البلاد.
وجدّدت الوزارة دعم قطر الكامل لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة اراضيها وتحقيق تطلعات شعبها في الحرية والتنمية والازدهار.
ومنذ سقوط نظام الأسد تنصب فلوله كمائن لقوات الأمن تخلف قتلى وجرحى، كان آخرها وأكبرها، أمس الخميس، بمحافظة اللاذقية شمال غربي سوريا، فرضت على إثرها سلطات الأمن حظرا للتجوال وبدأت عمليات تمشيط بمراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الثاني 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وعقب ذلك، فتحت السلطات السورية مراكز للتسوية مع عناصر النظام المخلوع لتسليم السلاح، استجاب آلاف الجنود، فيما رفض بعض الخارجين عن القانون لاسيما في منطقة الساحل معقل كبار ضباط الأسد واختار الهروب والاختباء في المناطق الجبلية ونصب الكمائن ضد القوات الحكومية.