تعد أسواق الخضروات والفواكه والأسماك أهم المحطات التجارية التي تشهد حركة شرائية نشطة، خصوصًا في شهر رمضان المبارك، ففي هذا الشهر الذي تتزايد فيه وتيرة الاستهلاك، يشهد السوق تغيرات واضحة في أنماط الشراء نتيجة لتقلبات الأسعار وارتفاع الطلب على بعض السلع الأساسية.

كما يبرز سوق الخضروات والفواكه كأحد الأسواق التي تتأثر بشكل مباشر بتزايد الإقبال على المنتجات، حيث يزداد الطلب على الفواكه خاصة في شهر رمضان ومع قرب حلول عيد الفطر، وتواجه هذه الأسواق تحديات متعددة، بما في ذلك تقلبات الأسعار وصعوبات في التوريد والنقل.

في المقابل، لا يختلف الحال بالنسبة لسوق الأسماك، الذي يشهد تراجعًا في الحركة الشرائية في بداية الشهر ثم يبدأ في الانتعاش تدريجيا مع مرور الأيام.

من خلال هذا الاستطلاع الصحفي، تسلط عمان الضوء على التحديات والفرص التي تواجهها أسواق الخضروات والفواكه والأسماك في ولاية صحار، وكيف يتفاعل التجار والمستهلكون مع هذه التقلبات لتلبية احتياجاتهم خلال الشهر الفضيل.

تقلبات الأسعار

أكد خالد بن محمد البلوشي، الرئيس التنفيذي لشركة ثروات صحار العالمية -المتخصصة في توريد الخضروات والفواكه- أن شهر رمضان يعد موسما محوريا للسوق، حيث يشهد هذا الشهر زيادة ملحوظة في إقبال المستهلكين على شراء السلع الأساسية. واعتبر البلوشي أن رمضان من أبرز الفترات التجارية التي تشهد فيها الأسواق حركة شراء نشطة، خاصة في قطاع الفواكه والخضروات.

وأضاف البلوشي قائلا: في شركة ثروات صحار العالمية نلاحظ زيادة كبيرة في الطلب على الفواكه خلال هذا الشهر، حيث يكون الإقبال أكبر على الفواكه مقارنة بالخضروات، وخاصة التمور، والبطيخ، والعنب لكونها تعد جزءا أساسيا في تحضير الوجبات الرمضانية. ورغم زيادة الطلب فنحن نعمل جاهدين على توفير السلع بكميات وأسعار مناسبة.

وقال البلوشي: نواجه العديد من التحديات التي تؤثر بشكل مباشر على سير عمليات البيع وتحد من قدرة المستهلكين على التكيف مع ظروف السوق، ومن أبرز هذه التحديات، الصعوبات اللوجستية، حيث نواجه صعوبة في تأمين بعض التوريدات بانتظام نتيجة لتقلبات الأسعار، وتعطل سلاسل التوريد، وأحيانًا مشاكل التخزين والنقل التي تؤدي إلى تلف بعض البضائع، بالإضافة إلى ذلك نواجه تحديات نتيجة لارتفاع أسعار الفواكه المستوردة، حيث يتزايد الطلب بشكل كبير في رمضان، ولكن الأسعار ترتفع بشكل ملحوظ مما يجعل بعض الفواكه بعيدة عن متناول شريحة واسعة من الزبائن.

وأكمل البلوشي قائلا: علاوة على ذلك، أدى ضعف القوة الشرائية في السنوات الأخيرة إلى تراجع حركة البيع، حيث تقتصر غالبية عمليات الشراء على بداية الشهر مع "الرواتب"، مما يخلق حالة من الركود في باقي أيام الشهر، وهذه الظروف تفرض علينا إيجاد حلول سريعة، مثل البحث عن خيارات أفضل وأسعار تناسب جميع شرائح المستهلكين.

إقبال متزايد

أوضح أحمد بن درويش الريسي، أحد تجّار بيع الفواكه أن السوق شهد في الأيام الأخيرة زيادة ملحوظة في إقبال الزبائن على شراء الفواكه الطازجة، وذلك في إطار استعداداتهم لشهر رمضان المبارك، وأكد أن الفواكه تعد من الأساسيات التي لا غنى عنها على مائدة الإفطار والسحور، حيث يفضل الكثير من الناس تناولها لتعويض الجسم بعد ساعات الصيام.

وأشار الريسي إلى أن الإقبال خلال شهر رمضان بشكل عام يزداد، سواء من العائلات التي تسعى لتوفير فواكه متنوعة على مائدتها، أو من المحلات التي تقوم بتحضير هذه المنتجات الطازجة لبيعها. وأضاف قائلا: "نحن هنا في السوق نحرص دائمًا على تقديم أفضل أنواع الفواكه وبأسعار مناسبة؛ لأن رمضان هو وقت خاص يتزايد فيه احتياج الزبائن".

وفيما يخص توقعاته للأيام المقبلة، أبدى الريسي تفاؤله بزيادة حجم الاستهلاك خلال الإجازات الأسبوعية القادمة، حيث يكثر التجمع العائلي وتزداد عمليات الشراء، كما توقع أن يرتفع الطلب على الفواكه بشكل ملحوظ مع اقتراب نهاية شهر رمضان، مع سعي الناس لتحضير احتفالات عيد الفطر المبارك.

وبشأن التحديات التي يواجهها خلال شهر رمضان، لفت الريسي إلى أن أبرز الصعوبات تتمثل في تقلبات الأسعار، خصوصًا في ظل الطلب الكبير على بعض أنواع الفواكه التي قد تصبح أكثر تكلفة في هذا الشهر. وأضاف أن هناك تحديات لوجستية أيضًا تتعلق بنقل الفواكه والحفاظ على جودتها بسبب درجات الحرارة العالية، مما يتطلب مزيدًا من العناية والتخزين الجيد. ورغم هذه التحديات، أكد أنه يبذل قصارى جهده لتوفير أفضل خدمة للزبائن وتحقيق رضاهم.

تذبذب الطلب

أما حول الحركة الشرائية لسوق الأسماك فقد أفاد محمد بن سعيد البلوشي، أحد موردي الأسماك في السوق بأن الحركة الشرائية للأسماك تشهد تراجعًا ملحوظًا في الأسبوع الأول من شهر رمضان في كل عام، لتبدأ بالانتعاش تدريجيا في الأسابيع التالية. وأضاف البلوشي أن عمليات توريد الأسماك تتم بشكل طبيعي خلال الشهر الفضيل، حيث تتوفر الأسماك حسب الطلب وتُجلب من مختلف المناطق الساحلية في عمان رغم الانخفاض الواضح في إقبال التجار على الشراء.

من جانبه، أوضح خالد بن صالح البسطي أن الإقبال على شراء الأسماك يقل في شهر رمضان لأسباب عدة، أبرزها تفضيل قلة من المستهلكين تناول الأسماك على موائد الإفطار والسحور، بالإضافة إلى شراء الأسماك بكميات صغيرة لتجنب فسادها. كما أشار إلى رغبة المستهلكين في التنوع في المأكولات الرمضانية. وأوضح البسطي أن هناك تفضيلًا لأنواع معينة من الأسماك مثل الكنعد، الجيذر، الصال، والخياط. ولفت إلى أن الفترة المحدودة للبيع، التي تنحصر من الصباح حتى الساعة 12 ظهرًا، قد تسبب صعوبة لبعض المستهلكين في شراء الأسماك بسبب ارتباطاتهم العملية. واقترح البسطي ضرورة تطوير ساعات العمل لتشمل فترات مسائية إلى جانب الفترات الصباحية خلال الشهر الفضيل.

في السياق ذاته، قال عاصم بن سالم بن محمد الحاسر: إن الحركة الشرائية للأسماك تكون أقل في شهر رمضان مقارنة بالأشهر الأخرى، وذلك لأسباب عدة أبرزها تفضيل بعض المستهلكين عدم تناول الأسماك في الإفطار، فضلا عن قلة حركة الصيادين بشكل كبير خلال هذا الشهر. وأوضح الحاسر أن قلة الإقبال تمثل تحديًا لكل من البائع والمستهلك، لكنه أضاف أن الحركة الشرائية تعود إلى طبيعتها بعد انتهاء الشهر الفضيل.

من جهته، أفاد محمد بن سيف الكلباني، أحد مرتادي السوق أن الكمية المتوفرة من الأسماك في السوق خلال شهر رمضان أقل مقارنة بالأشهر الأخرى، كما أشار إلى وجود زيادة طفيفة في الأسعار، ربما بسبب قلة توفر الأسماك نتيجة لتقليص عمليات الصيد في هذا الشهر. وأضاف الكلباني أنه من الملاحظ تغير سلوك المستهلكين، حيث انخفض عدد مرتادي الأسواق التقليدية بسبب انتشار محلات بيع الأسماك في الأسواق الخارجية، مما أسهم في زيادة الإقبال على هذه المتاجر في الآونة الأخيرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الخضروات والفواکه الحرکة الشرائیة تقلبات الأسعار الشهر الفضیل فی شهر رمضان على الفواکه الأسماک فی هذا الشهر الطلب على

إقرأ أيضاً:

خبر سار لعشاق القهوة بعد انهيار أسعار البن عالميًا

شهدت أسعار البن العالمية تراجعًا حادًا خلال الأيام الماضية، ما أثار حالة من الجدل والتساؤلات بين المواطنين  حول إمكانية انعكاس هذا الانخفاض على الأسعار المحلية، خصوصًا في ظل الاعتماد الكامل على الاستيراد لتلبية احتياجات السوق المحلي.

دراسة تكشف: آلة القهوة الحديثة مضرة بالصحةأبرزها القهوة.. 4 أطعمة غير متوقعة لصحة أمعائكمزاج المصريين فى خطر .. 6 أسباب رئيسية وراء ارتفاع القهوة بمصر

ويأتي هذا التراجع بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن فرض رسوم جمركية جديدة تتراوح بين 10% و46% على واردات من عدة دول، ضمن ما أطلقت عليه الإدارة الأمريكية "يوم التحرير التجاري"، والذي يستهدف تقليص العجز التجاري للولايات المتحدة مع شركائها، وهو القرار الذي تسبّب في تقلبات قوية في الأسواق العالمية، وألقى بظلاله مباشرة على أسعار البن.

تراجع بنسبة 6.4% عالميًا

بحسب بيانات التداول العالمية، فقد تراجعت أسعار العقود الأمريكية للبن بنسبة 6.4% خلال أسبوع واحد فقط، ليستقر سعر الطن عند 359 دولارًا، وهو ما يعد من أدنى المستويات المسجلة في الفترة الأخيرة، الأمر الذي فتح باب التوقعات بانخفاض مماثل في السوق المحلي المصري، لا سيما وأن مصر تستهلك قرابة 80 ألف طن سنويًا، وتستورد كامل هذه الكمية من الخارج.

السوق يترقب

وفي هذا السياق، قال حسن فوزي، رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية، إن السوق المصري لا يمكنه الاستفادة المباشرة من تراجع الأسعار العالمية في الوقت الحالي، موضحًا أن التجار والمستوردين اشتروا كميات ضخمة من البن خلال فترات ارتفاع الأسعار، وتم تخزينها لتغطية الطلب المحلي لفترة تتراوح ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر.

وأضاف فوزي في تصريحات صحفية، أن التأثير المباشر لأي انخفاض في الأسعار العالمية لن يظهر في السوق المحلي إلا بعد انتهاء المخزون الحالي، والبدء في استيراد كميات جديدة بأسعار أقل.

هل تنخفض اسعار البن في مصر؟

وأشار فوزي إلى أن هناك احتمالية كبيرة لانخفاض أسعار البن في مصر خلال الأشهر القليلة المقبلة، في حال استمرار التراجع في الأسواق العالمية، موضحًا أن التجار سيتجهون إلى خفض الأسعار بمجرد بدء الاستيراد مجددًا وفقًا للأسعار المنخفضة في البورصات العالمية.

استقرار الأسعار منذ يناير الماضي

أما فيما يتعلق بالأسعار الحالية في السوق المحلي، فقد أشار فوزي إلى أنها لا تزال مستقرة منذ آخر موجة ارتفاع حدثت في يناير الماضي، وبلغ سعر الكيلو من البن السادة حوالي 560 جنيهًا، فيما وصل سعر البن المحوج إلى نحو 680 جنيهًا للكيلو، وهي الأسعار التي يتم التداول بها حاليًا في مختلف المحافظات.

وأوضح أن هذه الأسعار لا تزال تحتفظ بثباتها، نظرًا لعدم بدء الاستيراد بالكميات الجديدة بعد، متوقعًا أن يبدأ تأثير الانخفاض في الأسواق العالمية على السوق المحلي بشكل تدريجي مع بداية الربع الثالث من العام الحالي.

قرار ترامب يقلب الموازين

يذكر أن قرار الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية إضافية على عدد من الواردات من عدة دول، قد تسبب في اضطراب في حركة التجارة العالمية، خاصة للسلع الأساسية مثل البن، والتي تتأثر بشكل مباشر بأي تغيرات في رسوم النقل أو التوريد.

ويستهدف القرار الأمريكي، بحسب بيان رسمي صادر عن البيت الأبيض، تقليص الفجوة في الميزان التجاري، وتحقيق ما أسمته الولايات المتحدة "عدالة تجارية"، وهو ما أشعل التوترات مع عدد من الشركاء التجاريين حول العالم، وأدى إلى هبوط جماعي في العديد من السلع، وفي مقدمتها البن.

مقالات مشابهة

  • كيفية الحماية من الأمراض المتقلبة خلال تبادل الفصول
  • المستشار محمد الحمصاني: الدولة تتبع إجراءات رقابية لضبط أسعار السلع الغذائية
  • رغم تقلبات الدولار.. رسالة طمأنة من رئيس الوزراء بشأن ارتفاع الأسعار
  • النفط يُعاقب الجميع.. والعراق أول المتضررين في زمن الرسوم
  • خبر سار لعشاق القهوة بعد انهيار أسعار البن عالميًا
  • «فاليو» تواصل خطواتها للإدراج ببورصة مصر رغم تقلبات الأسواق
  • توابع دراما رمضان تفجر السوشيال ميديا
  • باحث موريتاني: المغرب لا يضمر أي أطماع في موريتانيا.. يعالج مرضانا ويصدر لنا الفواكه
  • منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بالشرقية تستجيب لـ 2044 شكوى خلال شهر مارس
  • محافظ الشرقية: الاستجابة لـ 2044 شكوى وطلب خلال مارس الماضي