وزير الأوقاف: حياة الوطن جيلاً بعد جيل تظل مدينة لأرواح الشهداء
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقدم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بأسمى آيات الاعتزاز والاحترام لأرواح الشهداء ولأهليهم وللوطن أجمع، قيادةً وحكومةً وشعبًا، لقاء ما قدموا من قدوة عز مثيلها، ومآثر خالدة في وجدان الأمة وحاضرها ومستقبلها؛ إذ صدقوا الله فصدقهم، وأقسموا على فداء الوطن فأبروا، ووعدوا بصون المواطن فأوفوا.
وأكد أن الشهادة في سبيل الله والوطن كما بر الوالدين – هما دين لا يرد، ولا يقدر على الثواب عليه إلا الله وحده، وليس هذا المعنى الأوحد للشهادة، فالشهاد بر وفداء، وبذل وعطاء، واستعداد وسمو؛ فمن عاش معاني الشهادة دانت له أسبابها وحاز فضلها.
وتوجه "الأزهري" بأسمى عبارات الاعتزاز والطمأنينة والافتخار إلى أهالي الشهداء وزملائهم ومؤسساتهم؛ مؤكدًا أن آلام الفقد مبرحة، ولا تبارح النفس والعقل وإن طال الزمن، لكن الصبر والسلوان من نعم الله الرحيم الحكيم، والنعيم المقيم في الآخرة وعد صادق، وليس أرقى ولا أسمى من بذل النفس في سبيل الله والوطن حتى نأمن بعد خوف، ونعمل بعد تعطل، ونصون الدين والوطن بما يليق بجلالهما في شرع الله وعيون من استشهدوا وأشهدونا على تضحياتهم ليكونوا لنا نبراسًا هاديًا، بعد أن جعلوا لنا بأمر الله من ضيقنا مخرجًا. ونحن إذ نحيي يوم الشهيد فإننا نحيي في أنفسنا وفي أبنائنا معاني القدوة، وصون الوطن، وإتقان العمل، وامتزاج القيادة بصفوف المرؤوسين، والتفاني من أجل الوطن، والوعي الرشيد، واستلهام العبر والدروس من الماضي، واستشراف المستقبل بقلب واثق، وعقل واعٍ، وعزم كعزم الشهداء لا يلين، أسكنهم الله أعالي الجنان، وأفاض علينا من رحماته وبركاته كي نصون مآثرهم ونهتدي بقيمهم.
وأفاد بأن حياة الوطن جيلاً بعد جيل تظل مدينة لأرواح الشهداء التي سطرت التاريخ وأنارت المستقبل؛ فبهم صار الوطن عزيزًا لا يضام، وأصبح المواطن آمنًا من خوف؛ فالشهداء بوابة المستقبل وإن لم يشهدوه، وهم درة التاج وإن لم يلبسوه، وصمام أمان الوطن وإن غادروه، فرحم الله كل من وطأ ومهد، وهيأ وتعهد، ثم استشهد قبل أن يشهد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف يوم الشهيد الوطن أرواح الشهداء
إقرأ أيضاً:
شعوب تستنهض دولا وحكومات تعول عليها الكثير
خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
القارئ لتاريخ العالم والبشرية جمعاء ونشأته وبقائه ووجوده حتى اليوم، يرى أنه لم تكن هناك على الإطلاق مصالحة وقناعة ورضا تاماً بين البشر، وما حدث ويحدث بينهم من صراع وحقد وكراهية وعداء وغيرة، يقود في أحيان إلى ارتكاب الجرائم، كما حدث في قصة ابني آدم هابيل وقابيل، وأول جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، تحدُث في عالم الإنسان ارتكبها قابيل ضد أخيه هابيل.
لتتوالى بعد ذلك الويلات واللعنات والخيبات على البشر أنفسهم، والسخط والطعنات عليهم، والغدر والخيانة والظلم بينهم، من بعضهم البعض، وبما كسبت أيديهم، وجنت نفوسهم.
ولا يوجد دين أو شريعة أو مذهب أو ملة، يستطيع أن يوقف الصراع بين الحق والباطل، ويكبح جماح الشعوب الثائرة وتمرد الحكومات والسلطات على الإنسان؛ فمن الممكن أن تكون هناك زوابع وقلاقل ومشاكل وفوضى وهرج ومرج وثورات.
وهنا نجد أن الدين الإسلامي جاء لينظم عملية التقاضي والحقوق والواجبات، وتبصير النَّاس بالحلال والحرام وبما يجب عليهم عمله وفعله أثناء المطالبة بالحقوق، وما على الحكومات فعله تجاه شعوبها، وحقهم عليها وواجباتها تجاههم، ويمنع الجور والظلم والاستبداد وكل ما يقود إلى الفساد واستشراء نار الفتنة وظلم العباد والكفر والإلحاد والشرك بالله.
وإذا أمعنا النظر في الوطن العربي ودوله التي أصبح الكثير منها مبعثرًا بفعل النزاعات والتدخلات الخارجية والداخلية والمعارضين والمؤيدين والحروب التي انهكت الأمم وفتت العضد الواحد، وبات بعض الدول غير آمنة وليست مستقرة وهزيلة وضعيفة وغير مُنظمة وتفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم، بسبب غياب الإيمان والوازع الديني والرادع الأخلاقي والكثير الكثير.
ومع ذلك نستطيع القول إن دول مجلس التعاون الخليجي اليوم أفضل من غيرها؛ لأنها لم تشهد ما شهدته ليبيا والعراق وسوريا واليمن والسودان وفلسطين، من حروب ومشاكل ونزاعات مسلحة ودمار شامل.
وسلطنة عُمان جزء من هذا الوطن العربي الممتد، ومنذ القدم نجدها راعية للسلام ومع السلام واستقرار الشعوب، ونيل حقوقهم في الحرية والعيش الكريم. والسلطنة على مر التاريخ مُناصِرة للقضية الفلسطينية، وليست في موضع تحتاج إلى تذكير بهذا الواجب من الغير.
عُمان قدمت للشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة الكثير، وتجسد ذلك في دعم مختلف ومنوَّع سواء بالمال أو بالكلمة.
فالرماح تأبى تكسرا إذا اجتمعت، وإذا تفرقن تكسرت آحادا، وهذا مثال أن الاتحاد يأتي بقوة ويشكل ضربة موجعة وقاتلة للعدو.
وإذا أردنا النصر على عدونا وتحقيق مآربنا في دنيانا تجاه من نريد، علينا أن نأخذ بالأسباب الشرعية والسلمية وامتثال أوامر الله تعالى الذي يقول: "إنَّ اللهَ لا يُغيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"؛ أي إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ من النعمة والإحسان ورغد العيش، حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها.
والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "تركت فيكم شيئين او أمرين لن تضلوا بعدهما إن اعتصمتم بهما كتاب الله وسنتي"؛ فالخلافات والنزاعات قبل أن تحدث، يجب أن نحتكم قبلا بالعقل والمنطق إلى كتاب الله وسنته، لنستنبط منهما الحلول وما يحافظ على الود والإخاء والتقدير والاحترام بيننا، وأن ينال كل منَّا حقه من الآخر بوجه شرعي وحسن.
إنَّ عُمان وأبناءها البررة مسيرة أُخوَّة وتلاحم ووطن وأرض وانتماء وولاء ووفاء لا يمكن للآخر أن يكون بمعزل عن توأم روحه وشقيقه؛ فالعُمانيون لبعضهم البعض.
حفظ الله عُماننا وسلطاننا المفدى من كل سوء.