حرب المعلومات في بولندا.. من المستفيد من نشر الدعاية المعادية لأوكرانيا؟
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
رغم دعم بولندا الرسمي لأوكرانيا، فإن الخطاب المعادي لها يزداد انتشارًا في البلاد، خصوصًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر المعلومات المضللة بشكل ملحوظ قبل الاستحقاق الانتخابي، ما قد يؤثر على نتائجها.
ووفقًا لتقرير صادر عن أكاديمية "ديماغوج" المتخصصة في تدقيق الحقائق، فإن الدعاية التي تستهدف تشويه صورة الأوكرانيين في بولندا شهدت تصاعدًا كبيرًا، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2025.
وتشير البيانات إلى أنه في العام 2024، نُشر ما يقرب من 327,000 منشور وتعليق معادٍ للأوكرانيين في بولندا، معظمها على منصة "إكس"، وبلغت نسبتها 85% من إجمالي المحتوى المعادي لأوكرانيا.
يُعد حزب "الاتحاد" اليميني المتطرف أحد أبرز الفاعلين في نشر الروايات المناهضة لأوكرانيا، إذ عارض سياسيون من الحزب تقديم المساعدات للاجئين الأوكرانيين منذ الأيام الأولى للحرب الروسية الأوكرانية.
ويبني الحزب حملته على منشورات إلكترونية تستند إلى قضايا تاريخية واقتصادية مثيرة للجدل، مثل مذبحة فولين عام 1943، التي ارتكبتها ميليشيات أوكرانية ضد البولنديين، والتي يجري استغلالها لتعزيز المشاعر المعادية للأوكرانيين الذين لجأوا إلى بولندا.
Relatedحصري: واشنطن تسعى إلى إبعاد أوروبا عن صفقة التمويل مع أوكرانيا"عواقب وخيمة".. كيف يؤثر وقف المساعدات الأمريكية على مرضى الإيدز في أوكرانيا؟مظاهرات حاشدة في أوكرانيا تطالب بالإفراج عن أسرى الحرب المحتجزين لدى روسياوتؤثر الحملات ضد الأوكرانيين بشكل مباشر على المشهد السياسي البولندي، حيث أظهرت استطلاعات رأي حديثة، أجرتها صحيفة "وبروست" البولندية، أن سلاومير منتزن، المرشح الرئاسي عن حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي والمعروف بخطابه المعادي لأوكرانيا، يحتل المركز الثاني في الترتيب الانتخابي. ومع تنامي الدعم الشعبي للأحزاب اليمينية المتطرفة، أصبح التضليل الإعلامي أحد أقوى أدواتها لتعزيز الحضور السياسي.
التضليل الإعلامي وتأثيره على الرأي العامأثبت تقرير "ديماغوج" أن جزءًا من الحملات المعادية لأوكرانيا يتم إطلاقه عبر شبكات آلية (روبوتات) بهدف خلق توجهات محددة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة زمنية قصيرة. كما أشار التقرير إلى أن بعض هذه الروبوتات تتبع شبكات دعائية روسية.
وتعتمد المعلومات المضللة على استغلال المشاعر القومية والقلق الاجتماعي، عبر نشر مزاعم مثل "الأمهات الأوكرانيات يستغلن الرعاية الاجتماعية البولندية"، أو "انتشار الأمراض المعدية القادمة من الشرق"، في إشارة إلى اللاجئين الأوكرانيين.
كما جرى تداول ادعاءات غير صحيحة حول تسمية أحد شوارع وارسو باسم ستيبان بانديرا، وهو زعيم أوكراني مثير للجدل، رغم أن هذه المعلومات غير صحيحة.
دور روسيا في توجيه التضليل الإعلامييؤكد مختبر EUvsDisinfo Lab والمنتدى الاقتصادي العالمي أن بولندا من بين الدول الست التي صنّفت التضليل الإعلامي كأحد أخطر التهديدات خلال العقد المقبل. وغالبًا ما تأخذ هذه الحملات شكل عمليات منظمة تهدف إلى زعزعة الثقة بالمؤسسات وتقسيم المجتمع.
وأحد أبرز الأمثلة على هذه العمليات كان مشروع Doppelgänger، وهو حملة تضليل روسية استهدفت دولًا أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبولندا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، بهدف التأثير على نتائج الانتخابات وتقويض الدعم الموجه لأوكرانيا.
Relatedما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟أوكرانيا تجدد رفضها دخول مفتشي الطاقة الذرية إلى زابوروجيا عبر الأراضي المحتلةكيف تتطور التجارة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا؟واعتمدت العملية على إنشاء مواقع إلكترونية زائفة تنتحل هوية وسائل إعلام مرموقة مثل "لوموند" و"دير شبيغل" و"فوكس نيوز" لنشر أخبار مفبركة تهدف إلى ضرب مصداقية الاتحاد الأوروبي والحد من دعم كييف.
من يقف وراء حملات التضليل؟تتعدد الأطراف المسؤولة عن نشر المعلومات المضللة، فقد تكون جهات سياسية تسعى إلى استغلال الانقسامات المجتمعية لتحقيق مكاسب انتخابية، أو قوى معادية تحاول التأثير على نتائج الانتخابات. ومع ذلك، فإن تتبع المسؤولين عن هذه الحملات يظل أمرًا بالغ الصعوبة.
يقول أليكسي شيمكيفيتش من أكاديمية "ديماغوج": "طالما لا نملك دليلًا قاطعًا، لا يمكننا تصنيف كل عملية على أنها تضليل إعلامي أو حملة منسقة. لكن في حالة Doppelgänger، تمكنّا من إثبات ذلك بوضوح، حيث أظهرنا في تقريرنا روابط مباشرة مع روسيا.
ويُضيف: "مثال آخر هو انتشار نظريات المؤامرة حول برنامج HAARP وتأثيره المزعوم على تغير المناخ. في هذه الحالة، كشف تقرير لحلف الناتو عن صلات بين هذه الحملة والصين، كما أشار إلى كيفية استغلال روسيا لهذا المحتوى".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كوستا: المجر تعزل نفسها داخل الاتحاد الأوروبي بعد اعتراضها على بيان دعم أوكرانيا زعماء أوروبا يسابقون الزمن لمناقشة مستقبل أوكرانيا قبل أن يباغتهم ترامب بعقد اتفاق سلام مع روسيا "لن نغفر أبدًا"… أرامل أوكرانيا يحوّلن الحزن إلى فن الكرملينأوكرانيابولنداتضليل ـ تضليل إعلاميخطاب الكراهيةإنترنتالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي إسرائيل سوريا بشار الأسد المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي إسرائيل سوريا بشار الأسد المملكة المتحدة الكرملين أوكرانيا بولندا تضليل ـ تضليل إعلامي خطاب الكراهية إنترنت الاتحاد الأوروبي إسرائيل سوريا بشار الأسد المملكة المتحدة السويد أبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دراسة الرسوم الجمركية المسجد الأقصى یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
أوروبا تعتمد نظام الدخول/الخروج الرقمي لتسجيل بيانات المسافرين.. خطوة نحو الأمان أم تهديد للخصوصية؟
تستعد دول الاتحاد الأوروبي لاعتماد نظام رقمي جديد يفرض على المسافرين من الدول غير الأعضاء تسجيل بصماتهم الرقمية والتقاط صور لوجوههم عند دخولهم إلى دول الاتحاد.
ويهدف النظام الجديد إلى تعزيز الرقابة على الحدود وهو متطور لإدارة الحدود من خلال تسجيل البيانات البيومترية للزوار غير الأوروبيين فور وصولهم.
وأوضح مفوض الشؤون الداخلية والهجرة في الاتحاد الأوروبي، ماغنوس برونر، أن هذا النظام الجديد سيجعل إدارة الحدود الأوروبية الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية، مشيرًا إلى أنه سيُسهم في تعزيز كفاءة التفتيش على الحدود، ويساعد على الكشف عن الجرائم والحد من الهجرة غير الشرعية.
ومن المتوقع أن يتم تطبيق النظام على المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي الذين يزورون منطقة شنغن لمدة لا تتجاوز 90 يومًا خلال فترة 180 يومًا. ورغم عدم تحديد موعد رسمي لتطبيق النظام حتى الآن، إلا أن الاتحاد الأوروبي يستهدف إطلاقه بشكل تدريجي اعتبارًا من الخريف المقبل.
سيتم تطبيق النظام الرقمي من شهر أكتوبر 2025ورغم أن هذا النظام قد يساعد في إثبات الوضع القانوني للمسافرين، خاصة أن الأختام على جوازات السفر قد تكون غير واضحة أو غير دقيقة، إلا أن هناك مخاوف متزايدة بشأن تأثيره على حماية البيانات والخصوصية.
وترى خبيرة اللجوء والهجرة في وكالة الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي، جوليا بيرينز، أن جمع البيانات البيومترية قد يؤدي إلى وضع غير متكافئ بين الأفراد والسلطات، حيث قد يواجه المسافرون صعوبات في اللغة أو في التعامل مع الأنظمة الرقمية، إلى جانب نقص المحامين المتخصصين في هذا المجال، مما قد يزيد من احتمالية تعرض بعض الفئات للتمييز أو الاستغلال.
ومن بين القضايا المثيرة للجدل، أن النظام سيفرض تسجيل الصور البيومترية لجميع المسافرين، بمن فيهم الأطفال الرُضّع، بينما ستُسجل بصمات الأصابع فقط لمن هم فوق سن 12 عامًا.
كما أظهرت دراسات أن الأنظمة البيومترية لا تعمل بنفس الكفاءة مع أصحاب البشرة الداكنة، ما قد يؤدي إلى وقوع أخطاء في تحديد الهوية أو تأخير في عملية العبور عبر الحدود.
Related"بايبت" تتعافى من أكبر اختراق للعملات الرقمية وتستعيد 1.5 مليار دولار خلال ساعاتالاتحاد الأوروبي يقترب من إطلاق نظام الدخول/الخروج الرقمي بعد تأجيلات متكررةماكرون في الفضاء الرقمي.. كيف يعيد تشكيل صورته عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ومع بدء الحديث عن تنفيذ النظام الجديد، أظهرت شركات السياحة تخوف احتمال حدوث تأخيرات وفوضى عند المعابر الحدودية، إلا أن بعض الخبراء باتوا أكثر تفاؤلًا مؤخرًا.
وقال توم جينكينز، الرئيس التنفيذي لجمعية السياحة الأوروبية، إن العملية قد تكون بطيئة في البداية بسبب تسجيل البيانات البيومترية لجميع المسافرين، لكنها قد تصبح أكثر سلاسة مع مرور الوقت.
رغم ذلك، لا يزال الغموض يحيط بموعد التطبيق الفعلي، خاصة بعد تأجيل النظام عدة مرات بسبب مشكلات تقنية ونقص الاستعداد في بعض الدول الأوروبية.
ولن تقتصر الإجراءات الجديدة على تسجيل البيانات البيومترية فقط، بل سيتم قريبًا إلزام مواطني 59 دولة -الذين لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول- بالحصول على تصريح مسبق للسفر إلى 30 دولة أوروبية، وفقًا لنظام ETIAS، الذي لم يُحدد موعد تطبيقه بعد.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الاتحاد الأوروبي يقترب من إطلاق نظام الدخول/الخروج الرقمي بعد تأجيلات متكررة لمواجهة الأزمات.. هولندا تحث مواطنيها على تجهيز حقيبة طوارئ تكفي ل 72 ساعة الصين تنتقد الرسوم الجمركية الأمريكية: "لا يوجد رابح في الحرب التجارية" سياحةحماية البياناتالاتحاد الأوروبيالحركة والتنقلفضاء شنغنالهجرة