يعتقد الناس أنه مجنون.. نيجيري يبتكر أعمالًا فنية من النفايات
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في نيجيريا، تعتبر عملية إعادة التدوير غير رسمية إلى حد كبير، حيث تتحكّم فيها الشركات الصغيرة. وغالبًا ما ينتهي الأمر بالنفايات في المجاري المائية.
لكن الفنان النيجيري تشيبويكي إيفديليتشوكو البالغ من العمر 37 عامًا، يرى أن هذه القمامة تمثّل فرصة.
ويقوم بدوره برسم صور المشاهير من علب الألمنيوم المهملة، ما يعطي بيانًا جريئًا حول إدارة النفايات في الدولة.
وينسب إيفديليتشوكو وعيه البيئي إلى جدته، التي عاش معها عندما كان صبيًا في ولاية أنامبرا، جنوب شرق نيجيريا.
وفي أحد الأيام من العام 2021، أثناء مرافقته لزوجته إلى عيادة ما قبل الولادة، عثر إيفديليتشوكو على كومة من الأشرطة البلاستيكية الملقاة.
وبعدما أخذها معه إلى المنزل، تساءل عمّا يمكنه أن يفعل بها.
وقال إيفديليتشوكو لـCNN: "أردت أن أجد طريقة فريدة للتعبير عن نفسي.. اكتشفت أن لا أحد يفعل هذا النمط من الفن".
يقيم إيفديليتشوكو في مدينة أوكا.
وفي الوقت الحالي، يصنع قطعًا وصورًا من الألمنيوم، والخشب، والبلاستيك، والمعدن، والأسلاك النحاسية، والحبال، إلى جانب قذائف الرصاص، وزجاجات الحقن التي تبرعت بها المستشفيات المجتمعية.
وقال إيفديليتشوكو: "عندما أذهب للبحث عن القمامة، يعتقد الناس أنني شخص مجنون.. لكنني أكسب لقمة العيش من ذلك.. وأنشر الوعي لجعل بيئتنا آمنة".
وتشمل أعمال إيفديليتشوكو كلًا من مغنية الراب الأمريكية، كاردي بي، والمؤلفة النيجيرية الحائزة على جوائز تشيماماندا نغوزي أديتشي، ومؤسس شركة الموسيقى النيجيرية دون جازي.
وفي المستقبل، يُخطط لإبراز المشاهير المهتمين بالبيئة فقط، ضمنًا الناشطة السويدية في مجال المناخ، غريتا ثونبرغ، والممثل ليوناردو دي كابريو.
وأنشأ بالفعل صورة لنجم موسيقى الأفروبيتس، دافيدو، الذي عمل مع مجموعة WildAid للمحافظة على البيئة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: فنون
إقرأ أيضاً:
أصحاب الشعر الطويل بين جبال الإكوادور .. ما سبب هوس هذه المصورة بتوثيقهم؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- جابت المصورة الأرجنتينية، إيرينا ويرنينغ، خلال العقدين الماضيين أمريكا اللاتينية بهدف واحد، يتمثل بالبحث عن النساء، من ذوات الشعر الطويل للغاية. وسلطت في النهاية الضوء على الرجال أيضًا.
توثّق أعمالها، التي تحمل عنوان "Las Pelilargas"، أي "أصحاب الشعر الطويل"، الأهمية الثقافية المشتركة للشعر الطويل في جميع أنحاء المنطقة، سواءً بين المجتمعات الصغيرة للسكان الأصليين، أو في المراكز الحضرية.
خلال مقابلات مع أشخاص التقت بهم وصوّرتهم، سمعت ويرنينغ العديد من الأسباب الشخصية لحفاظهم على الشعر الطويل، لكن غالبًا ما كان الرابط المشترك بينهم يتمثل بالهوية الثقافية وتقاليد الأجداد.
كتبت ويرنينغ على موقعها الإلكتروني أنّها "ثقافة أمريكا اللاتينية، حيث اعتقد أسلافنا أنّ قص الشعر يعني قطع الحياة، وأنّ الشعر هو التجسيد المادي لأفكارنا، وأرواحنا، وارتباطنا بالأرض".
في مهرجان "PhotoVogue" الذي أُقيم في مدينة ميلانو الإيطالية في وقتٍ سابق من هذا الشهر، عرضت ويرنينغ الفصل الأخير من سلسلتها بعنوان "La Resistencia"، أي "المقاومة"، والذي ضمّ صورًا لأفراد من شعب "كيتشوا" الأصلي الذي يعيش في الإكوادور.
قالت المصورة في مكالمة هاتفية مع CNN: "انجذبت إلى فكرة تصوير الرجال بعد سنوات طويلة من تصوير النساء، خاصةً وأنّ الشعر الطويل غالبًا ما يرتبط بالأنوثة".
بدأت ويرنينغ مشروعها في جبال الأنديز.
وأثناء تصوير المدارس في مجتمع "كولا" (Kolla) الأصلي شمال غرب الأرجنتين، التقت المصورة خلال رحلاتها بنساء يتمتعن بشعر طويل في شكلٍ لافت، والتقطت صورهنّ".
وأفادت ويرنينغ: "عدتُ إلى بوينس آيرس، وكانت هذه الصور تلاحقني. لذا قرّرتُ العودة إلى هذه البلدات الصغيرة".
في ظل غياب منصات التواصل الاجتماعي في عام 2006، وضعت الأرجنتينية لافتات تُشير إلى أنّها تبحث عن نساء ذوات الشعر الطويل لأغراض فنية.
أثناء سفرها إلى أماكن إضافية، نظّمت المصورة مسابقات للشعر الطويل لجمع المزيد من النساء، وقالت: "بدأ المشروع ينمو تدريجيًا".
اكتُمِل مشروعها في فبراير/شباط من عام 2024 بالصور التي التقطتها من أجل سلسلة "المقاومة".
رمز للهويةأصبحت الضفائر رمزًا قويًا للهوية، والتحدي ضد الاستعمار، والظلم العنصري المنهجي في مختلف أنحاء العالم.
قالت ويرنينغ إنه في مجتمع "كيتشوا"، كما هو الحال بين مجموعات السكان الأصليين الأخرى في أمريكا الشمالية والجنوبية، يرتدي الرجال والفتيان ضفائر طويلة لاستعادة هذا التقليد بعد تاريخٍ من قص الشعر الإجباري في ظل الحكم الاستعماري الإسباني، والضغوط من أجل الاندماج.
وشرحت: "الضفائر في مجتمعات السكان الأصليين تُعتبر شكلًا من أشكال المقاومة بطريقةٍ ما لأنّ الغزاة كانوا يقصونها. وكانت الضفيرة رمزًا للهوية والوِحدة".
في إحدى الصور من سلسلة "المقاومة"، تتجمع شقيقتان ترتديان قمصانًا بيضاء تقليدية حول طاولة بينما يصفف والدهما شعر شقيقهما.
أوضحت ويرنينغ أنّه عندما كان الأب روميناوي كاتشيمويل صغيرًا، كانت عائلته تقص ضفائره حتى لا يتعرض للتمييز في المدرسة.